بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ،والصلاة واالسلام على النبي المصطفى .
أما بعد ،،،
فتوبة شاب عاش عشرين سنة بعيداً عن شرع الله حتى أوشك على الإنتحار ، ثم هداه الله عز وجل ، وله الحمد والمنة:
قال الشاب االتائب ما ملخصه:
مر عشرون خريفاً من عمرى وأنا بظلام دامس لا أحس للدنيا طعماً ، المالُ كثيرُ ، أخلائى كثير ، ما ذا ينقصنى ؟ أجد فى نفسى جوعه وفى صدرى ضيق ، ماذا يشبع تلك االجوعة ، ومن ذا يشرح هذا الضيق ؟
ماذا أفعل ؟ سافرتُ وعُدتُ ، سهرت كثيراً وشربت – لهوت كثيراً وتعبت، أحسست كأنى مسجون فى دنياى وأن الأرض برحابتها ضاقت – فكرتُ كثيراً وطويلاً ، وأخيراً ظهر الحل. الآن سأشعر بالراحة هذه سكينى بيدى تلمع باسمة راضية عن هذا الحل.
الأهل ينام – لم يبق سوى لحظات وأعيش ساعات الراحة.
لكن وأنا فى تلك اللحظات وسكينى فى يدى تقترب من قلبى الميت جآء من أقصى الصمت صوت يسمى ويقول: (الله أكبر ، الله أكبر).
سقطت سكينى من يدى وتحرك قلبى الميت وكأنه كان بغيبوبة ، أخذت وضُوءاً وبدأت وُضوئى –أسلتُ المآء على وجهى المرهق فأرتاح واراح براحته نفسى – خرجتُ إلى الشارع متجها نحو المسجد ودخلت المسجد مع آذان المؤذن لقيام صلاة الفجر – ووقفت فى الصف مع الناس – طراز من الناس لم أعهده بحياتى (1) وجوه بيضاء يشع منها نور ، (2) ونفوس طيبة مرتاحة.
أقبل الإمامُ وشرعت أصلى خلفه ونفسى مرتاحة ، وصدرى مشروح بدأ يقرأ آيات وأنا أنصت فى تلك اللحظات نزلت دمعة أحسست ملوحتها وشعرت بلسعتها ، أجهشت ببكاء صادق – وسال على خدى فأحيا بهذا الدمع بعد كلام الله موت فؤادى.
يظهر فى هذه القصة شقاء البعيدين عن شرع الله
عز وجل ، كما قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي
فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)
سورة طه (124).
وهذا الضنك والشقاءُ يزداد كلما إزداد العبدُ بعداً عن الله عز وجل ومعصية له – فيفقد العبد أسباب السعادة – فالقلب لا يسعد إلا بالله عز وجل.
( والحمدلله رب العالمين )