مقدمات الموت

بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،،،

          فمن مقدمات الموت:

(1)                        الخوف من الله.

(2)                        نسأل الله العفو والعافية.

(3)                        زيارة المريض.

أولاًالخوف من الله:

المسألة عايزة شوية خوف – نشعر به وإن لم نشعر به نستشعره.

ليس فى لقاء الله شطارة ولا مهارة ولاأصدقاء ولا فلسفة ولا وساطة ولا علم ولا مناصب عالية ولا عضلات مفتولة لا ينفع مع الله كل ذلك والله يقول عز وجل:  (لا ينفع مالا ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).

لو سألت أى إنسان هل تموت يقول نعم نموت – ولكن لو بعد الموت نستريح ياريت؟

(ولو أن إذا متنا تُركنا                             لكان الموتُ راحة كل حى

ولكن إذا متنا بعثنـــــــا                                     ونسألُ بعده عن كل شـئ)

لو كان الميت يترك – كان الواحد يهيص يومين وخلاص ويقول الله سبحانه وتعالى:  (ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون).

لماذا البعث:  (ياليتها كانت القاضية)  المجرم يقول من بعثنا (قالوا يا ويلنا من بعثنامن  مرقدنا) (52) يس.

(نادوا ويلهم وهلاكهم لما شاهدوا من أهوال الموقف إذ واعدنا الله بلقائه وأخبرتنا الرسل به وبتفاصيله).

يرد عليهم المؤمنون:  (هذا ما وعد الرحمنُ صدق المرسلون) ، وهذا الكلام كنا نقول لكم فى الدنيا وكنتم تكذوبننا وتقول علينا أننا ناس رجعيين ومتأخرين.

المؤمن ثابت يوم الموت مبسوط ويوم البعث مبسوط لأنه عمل ترتيبه وأستعداده.

ويكفينا فى الخوف كلمات قالها سيد الكائنات – صلى الله عليه وسلم:  (اللهم علينا أن نتكلم وعليك أن تهدى).

فليست العبرة بالكلام ياما كلام يقال وآذان ترفض – وهناك آذان تعى وتسمع وتقبل (اللهم اجعل آذاننا واعية).

تستقر فيها الكلمات ثم تصل منها إلى القلوب حتى يتوب علينا ياعلام الغيوب.

يقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (يقول الله عز وجل يوم القيامة لملائكته أخرجُوا من النار من ذكرنى يوماً أو خافنى فى مقام).

هذه بشرى طيبة..

من ذكرنى:  المراد بالذكر هنا الفكر – الذى افتكرنى فى يوم وعمل حسابه هناك ناس لسانه لم يبطل يذكر الله ولهم كل شهر سبحه – والسبحة اتبرت من التسبيح ولكن ذمتهم تبلع الحوت.

وفيه ناس صامتون رايح جاى ساكت يؤدى الصلاة والسنن فى ثبات ويخشى من الله المكره – ورع.

المراد بالمقام ربه:  القيام أمام الله.

(يوم يقُومُ الناسُ لرب العالمين) سورة المطففين الآية (6).

يوم يقوم الناس لرب العالمين خاشعين ذليلين ينتظرون حكمه فيهم (وتفكر ساعة خير من ستين سنة صيام نهارها وقيام ليلها)  وخافنى فى مقام.

كل ساعة أنت لك مقام جديد – فى عملك فى الشارع فى الجامع إيمانك ليس فى الجامع فقط ولكن إيمانك بينك وبين الله ، لو جآءت لك الفرصة لكى تعصى الله عز وجل فتقول:  (إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم).

يقول الله هذا خاف مقامى وعمل حساب ليوم القيامة:

41)(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)( سورة النازعات.

وهو الوقوف بين يدى الله لمساءلته ومجازاته فأدى الفرائض وأجتنب النواهى – ثم نهى نفسه عن هواها فلم يجبها فى هوى يبغضه الله ولم يطعها فى شئ حرمه الله فإن الجنة دار السلام والأبرار والمتقين الأخيار هى مأواهم ولنعم المأوى.

يقول الله عز وجل لك يوم القيامة (1) ياعبدى أنا الذى خلقتك؟ نعم يارب – (2) أنا الذى رزقتك؟ نعم يارب – (3) أنا أعطيتك الصحة والعافية والعقل – نعم يارب أغنيتك عن السؤال؟  نعم يارب.

فلما عصيتنى؟  هذا شريط حياتك من أول ما تولدت إلى أن تموت هذه صورتك وهذا صوتك.  أمام هذه النعم لما لا تتوب؟

… الذى عمل حساب هذه الوقفة بين يدى الله اسمه خاف مقام الله.

عمر بن الخطاب – رضوان الله عليه – كان يقابل أبوموسى الأشعرى ويقول له ذكرنا بربنا – الإنسان مطبوع  على النسيان – محتاج الكلام من غيره.

أبوحنيفة – رضوان الله عليه – يسير فالأولاد فى الشارع يقولون وسعوا للشيخ الذى يحيى الليل كُلُه – وكان أبو حنيفة يحيى 4/1 الليل وينام لأن عنده كتب وتأليف – فقال:  والله لأُحى الليل كله كما يقول الناس – والله لا ألقى الله منافقاً كذاباً قالوا له:  شوية عيال يغيروك يا أبو حنيفة.  قال:  (ألسنة الخلق أقلمة الحق) يجوز أن الله يريد أن ينبهنى على لسان طفل.

ومن عينات الخوف أيضاً:

فى الحديث السبعة الذين يظلهم الله بظلة يوم لا ظل إلا ظله (رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه).

خالياً:  وأنت وحدك بينك وبين الله تذكرت نعم الله عليك نزله ومعاصيك صاعدة لله فدمعت عينيك وقلت:  يارب أنا أساءت أنا أذنبت – أنا أجرمت والرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول:  يقول الله عز وجل (أخرجوا من النار من دمعت عيناه ولو مثل رأس الذباب).

الدمعةده عند الله كبيرة جداً تُطفىء نار جهنم– (1) فإن لم تبكى على مصيبتك فتبكى على دين الله الذى يتحدى علناً وعلى إساءة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (2)تبكى على الإجرام الموجود فى الدنيا وعلى الأخلاق الإسلامية التى إنهارت – (3)تبكى على الباطل الذى يدمر علناً وعلى أحوال الشباب وأخلاقهم.

والإسلام كان زمان باهر وزاهر ومنتصر ومع ذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يبكون لماذا؟

(وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ(27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ)(28) سورة المعارج.

غير مأمون:  ليس له أمان.

الإشفاق والخوف من عذاب الله عند عروض خاطر المعصية بترك واجب أو فعل محرم دائماً وابداً لأن عذاب ربهم ليس له أمان.

الذين كانوا مع الطاعة والصحبة (صحبة رسول الله) يبكون ونحن لا إله إلا الله لا طاعة ولا صحبة – وإذا كان واحد عنده طاعة فإن الجو والبيئة التى حوله مدنسة – ولازم نعرف إنما يكون ذنب وتجاهل للذنب وتحدى لله وتمرد أين نذهب؟  نروح فين إحنا..

من عينات الخوف:

(يقول الله يوم القيامة لا أجمعُ على عبدى خوفين ولا آمنين إذا خافنى فى الدنيا أمنتهُ يوم القيامة ، وإذا أمننى فى الدنيا أخفته فى الأخرة)  رواه بن حبان فى صحيحه.

إذا خافنى فى الدنيا:  خافا من عقابى وحبا فى رضاى وابتغاء ثوابى

 نجد الإنسان فرحان لأنه أتته علاوة– أو لأن مراته جابت ولد ، والدين حوله يُذبح – ويقول الدين له رب يحميه – الله سبحانه وتعالى لو أحب أن يحمى الدين من غيرنا كان قد حماه ولكن الله يبتلينا لكى يرى من الصادق ومن الكاذب.

(ولو يشآء الله لانتصر منهم ولكن ليبلُوا بعضكم ببعض).

إذا أديت الأعمال الصالحة وأنت خاشع لله ومهما عمل من الخير (وما قدرُوا الله حق قدره).

لو سجد لله من فى الارض جميعاً على الجمر ما أعطوا الله حقه.

مثال 1:

رجل 500 سنة فى جبل انقطع للعبادة صيام بالنهار وعبادة قيام بالليل – جآء يموت قال يارب أموت وأنا ساجد وألقاك وأنا على أحسن حال وتحفظ جسدى ولا تجعل دود الأرض يأكل منه شئ – قال الله يا جبريل إعطيه هذا المطلب.

فلما جآءت روحه تطلع طلعت وهو ساجد جسده كما هو وجبريل عليه السلام ينزل على محمد – صلى الله عليه وسلم – ويقول للنبى – نحن نمر عليه هابطين وعارجين وهو مازال ساجداً.

هذا الرجل يبعث يوم القيامة أمة واحده تعظيم له – يأتى يوم القيامة يوم الحساب ثم يقف أمام الله فيقول الله لملائكة عبدى قد أطاعنى فادخلوه الجنة برحمتى فيقول لا يارب بعملى تغاضى الله عن كلمته ، (2) فقال ادخلوه برحمتى قال: لا بل بعملى ، (3) ادخلوه برحمتى قال: بل بعملى.  (وتضع الموازين القسط ليوم القيامة).

هو لا يريد الفضل عاملوه بالعدل– تأدية أوامر الله – وترك النواهى – الحدود تقف عندها – النعم نشكرها والبلاء تصبر عليه.

وجآءت صحيفة الأومر فوجدوا أوامر الله مؤداه نجى 5/1 من النار ، النواهى جالس لوحده لا يوجد غيبة ولا نميمة نجى 5/2 من النار ، صحيفة البلاء نجى 5/3 من النار – صحيفة الحدود نجى 5/4 من النار ، نعم الله – وزنوا 500 سنة عبادة وجدوها قد تعادلت مع نعمة العين يادوب أدى شكر الله على نعمة العين.

أين نعم باقى الجسم (السمع – النطق – العقل – القلب – والأيدى والأرجل).

هذه موازين لك ولغيرك وهذه عدالة – أدخل النار فقال أدخل الجنة برحمتك – كنت ستدخلها بالكرامة والعزة.

المسلم يجب أن يكون وسط يخاف الله خوفاً لا يقنطه من رحمته ويأمل فى الله أملاً لا يُطعمه فى معصيته – ولا يزيد الأمل حتى يبقى غرور مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم:

(اللهم إنى أعوذ بك أن أقول زوراً أو أغشى فجوراً أو أكون بك مغروراً).

مغروراً – أن تفهمى أنك فوق وصلت إلى رضا رب الأرباب.

عمر بن عبدالعزيز:

          فى مرض الموت قال لزوجته فاطمة – أخرجى عنى يا فاطمة فإنى أرى وجوه ليست بوجوه إنس ولا جآن – سمعته زوجته وهو يقول مرحباً وعليك السلام أبو البشر آدم ورحمة الله وبركاته وعليك السلام الخليل إبراهيم – وأخذ يرد السلام على الأنبياء الذين أتوا إليه ثم قال مرحباً وعليكم السلام ثم جاء ملك الموت.

          وكان لعمر بن عبدالعزيز 14 بنت – فقالوا له قبل موته اكتب وصى لبناتك بقصور  قال:  والله لا اعطيهم من أموال الفقراء فإن كانوا صالحين فالله يتولى الصالحين ، فقد تزوجت كل بنت من بناته أميراً بعد موته ، وإن كانوا سيئين فمعاذ الله أن أوصى للسيئين.

          عمر بن عبدالعزيز كل ليلة يجمع العلماء ويقول لهم ذكرونا بالموت – ويرقد واحد وسطهم مكفن لكى يذكرهم بالموت ورقدة القبر.

          هل عمركم سمعتم حاكم يجيب سيرة الموت؟

          لما جآء يموت خافوا على الشهادتين – أن لا يقول الشهادتين فقال لهم هل نسيت ربى حتى تذكرونى به جمالك فى وجهى وحبك فى قلبى وذكرك فى فمى فأين تغيبُ جسمى كله معجون بحب الله ، ثم قال للذين يقولون له لا إله إلا الله.

          (دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون).

مقدمات الموت:  (1)  الخوف من الله.

ثانياًنسأل الله العفو والعافية:

العفو:  يعفو عنك من فوق الحساب وشر العذاب وغضب رب الأرباب.

العافية:  يعافيك من الغم وحزن الأصدقاء وفرح الأعداء وتعب الأولاد.

يعافيك:  بمعنى يجنبك يبعد عنك المرض والمعصية.

          مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه الترمذى فى مسنده ، وعن أنس – رضى الله عنه قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (الدعاءُ لا يردُ بين الأذان والإقامة).   قالوا:  فماذا نقول يارسول الله؟  قال:  (سلُوا الله العفو والعافية فى الدنيا والآخرة).

        ماذا تقول إذا رأيت مُبتلى؟

          عن عمر وأبى هريرة – رضى الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال:  (من رأى صاحب بلاء فقال:  الحمدُلله الذى عافانى مما ابتلاك به وفضلنى على كثير ممن خلق تفضيلاً ، لم يُصبهُ ذلك البلاء).  رواه الترمذى

بلاء:  مرض أو محنة أو عاهة فشكر الله وأثنى عليه.

          يعلمك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الرضا والقناعة وأن تملا قلبك ثقة به ، لأنه غمرك بنعمه وإحسانه.

          وهذا يعتبر تطعيم ضد ما رأيت من بلاوى الناس.

ثالثاًحسن الظن بالله:

          وعن جابر بن عبدالله – رضى الله عنهما قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (لا يموتن أحدكم إلا هو يحسن الظن بالله عز وجل). رواه مسلم.

          نقول إن شاء الله سوف أدخل الجنة – ربنا يكرمنى ويستر علىٌ.

          (يرجون رحمته ويخشون عذابه)  قبل الموت.

          (يحذرُ الآخرة ويرجو رحمة ربه).

          قالها الله عز وجل فى سيدنا عثمان بن عفان وكان ممن يحذرُ الآخرة فيجمع بين الخوف والرجاء – يجمع بين الحذر والأمل ، وهذا هو حال المؤمن فى حال الرخاء والسلامة ، وفى حال العيش العادى يكون مع الله بجناحين جناح الخوف من عقوبته وجناح الأمل فى رحمته.

خاضت الرحمة:  ندفعت الرحمة بشدة من رأسه إلى أصابع رجله.

فالخوف من عقوبة الله يمنعك من المعصية والأمل فى رحمة الله يحُسك على الطاعة فتسير إلى الله بجناحين متوازيين وتمشى على نور من الله.

وعندما يأتى الموت بالفعل تغلب الرجاء وتغلب جانب حسن الظن بالله كما يقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل).

(2)دخل النبى – صلى الله عليه وسلم – على مريض فقال:  كيف حالك؟ قال:  أرجو الله وأخشى ذنوبى (عندى أمل فى الله ولكن أخاف ذنوبى) ، قال النبى خير الأنام:  أبشر فما اجتمع الأمران فى قلب مؤمن فى مثل هذا الموطن إلا أمنه الله مما يخاف وأعطاه ما يرجو.

(3)كان شاب به رهق فنزل به أمر الله تعالى (فاحتضر) فقالت له أمه:  يابنى توصى بشئ؟ قال:  نعم ، خاتمى لا تسلبينه ، فإن فيه ذكر الله تعالى فلعل الله يرحمنى ، فلما دفن رؤى فى المنام ، فقال:  أخبروا أمى أن الكلمة قد نفعتنى وأن الله قد غفر لى…  (كلمة واحدة).

رابعاًعيادة المريض:

          عن أبى هريرة – رضى الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال:  (حق المسلم على المسلم خمس:  ردُ السلام – وعيادةُ المريض – وإتباعُ الجنائز وإجابة الدعوة – وتشميتُ العاطس).  رواه البخارى ومسلم.

        إذا مرض فعده ..

          قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (من عاد مريضاً خاضت الرحمة من شعر رأسه إلى أصابع رجله وصلى عليه سبعين ملك).

(2)لما تدخل على المريض ترفع روحه المعنوية مصداقاً لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (إذا دخلت على المريض فنفثوا له فى أجله فإن ذلك لا يرد القدر ولكن يُطيب نفس المريض).

مثال 1:    نقول له أنت بخير – الكلام لا يغير من قضاء الله ، ممكن يموت بعد خمس دقائق – فنفثوا:  التأجيل –  أعطيه أمل أنه سوف يشفى ويعيش ، ولا تفعل كما فعل هذا الرجل – دخل على مريض فقال له:  أنت عيان بيه ، فقال له:  جنبى – قال له: ده القرحة المعوية التى ماتت بها أُمى. المريض تشآم منه وقال:  أخرجوه ، يعزينى وأنا لسه صحيح.

          من آداب المرض:  ألتمس الشفاء من طريقه الطبيعى.

          (فإن الله أنزل الداء والدواء فتداوو عباد الله) ، إذهب إلى الطبيب المختص وأيضا الشافى هو الله – إذا استعملت الدواء من المراهم والإبر والأقراص ومع ذلك العلة موجودة ثم نعمل الرقية الشرعية وهذا من هدى النبوة.

          (1)كان النبى – صلى الله عليه وسلم – إذا أحس بحرارة فى رأسه أو صداع كان يعجن الحنة بالخل ويضعها على رأسه فكانت تشفط الحرارة…  الطب اليوم تقدم وسبحان الله مع ظهور أنواع من الأدوية جبارة و العلل والأمراض زادت زيادة كبيرة.

          إذا ظهرت الفاحشة فى قوم ويعلنوا بها إلا ابتلاهم الله بالأوجاع التى لم تكن فى أسلافهم… (نسعى فى الأسباب العادية الطب المادى والطب الروحى).

الرقيـــة الشــــرعية

          كان النبى – صلى الله عليه وسلم – إذا مرض أو عاد مريضاً كان عنده بعض الكلمات يقولها بإخلاص ويقين – لا بإحتراف.

أولاً:  (أسأل الله العظيم – رب العرش العظيم أن يعافيك ويشفيك)  7 مرات.

ثانياً: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (اللهم رب الناس إذهب البأس اشفى أنت الشافى ، لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادرُ سُقماً)  3 مرات.

ثالثاً:  عن عثمان بن ابى العاص – رضى الله عنه – أنه شكا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وجعاً يجدهُ فى جسده منذ أسلم فقال له رسولُ الله:  (صنع يدك على الذى يألمُ من جسدك ، وقل بسم الله (3) ثلاثاً – وقل سبع مرات:  أعوذ بعزة الله وقُدرته من شر ما أجدُ وأحاذر).

رابعاً:  وعن أبى الدرداء – رضى الله عنه – قال:  سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم يقول:  (من اشتكى منكم شيئاً فليقل ربنا الذى فى السماء نقدس اسمُك وأمرُك فى السماء والأرض كما رحمتك فى السماء فاجعل رحمتك فى الأرض – وأنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ).    رواه أبو داود.

خامساً:  أبل أصبعى بريقى ثم اضعه على الأرض ونضعه على موضع المرض: (باسم الله تربهُ أرضنا بريقة بعضنا يشفى سُقيمُنا بإذن ربنا).

سادساً:  قل هو الله أحد والمعوذتين.

          نضم الكفين إلى الفم ونتفل فى الكفين ونقول:  قل هو الله أحد ، والمعوذتين ، ويمسح بها المريض (3) مرات.

          وكان النبى – صلى الله عليه وسلم – يقول هذه الرقية الشرعية ، فلما نزلت قل هو الله أحد والمعوذتين أخذ بها وترك ما سواها حتى فى مرض موته – ليله ممات لا يستطيع أن يرفع يده إلى فمه فرفعت عائشة يده الشريفتين إلى فمه – فرأت الشفتين تتحركان فعرفت أنه يقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين مرتين وثلاثة.

          حتى سيدنا على:  كرم الله وجهه قال:

          لا تتركوها أحسن تعويذة وتحصين ضد الأمراض والعلل النفسية والبدنية – فقام واحد من أهل العراق وقال: هل أنت لم تتركها أبداً؟ قال على:  والله ما تركتها لا فى بر ولا فى بحر – قال الرجل:  حتى ولا ليلة معركة صفين بينك وبين معاوية؟.

          قال على:  حتى فى معركة صفين لم يمنعنى عنها حرب ولا سلم.

لما الإنسان يقولها يكتسب قوة معنوية جبارة ….

أما بالنسبة التى تعلق للأولاد خرز أو ودع ما حكم الدين؟

عن عقبة بن عامر – رضى الله عنه – قال:  سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم يقول: (من علق تميمة فلا أتم اللهُ له ، ومن علق ودعة فلا ودع اللهُ له) رواه أحمد.

تميمة:  خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين.

فلا أتم الله له:  فلا أوجد الله لها فائدة ولا أحاطه الله بحفظه ولا أناله الله ما يريد.

يُحذر صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يعلقوا شيئاً على أولادهم أو أموالهم أو أجسامهم انتظار خير منها فلا خير يدرك من ذلك ولا تمنع الحسد ولا تصد العين.  (فلا أتم الله له) ، (ومن علق ودعة فلا ودع الله له).

ودعة:  شئ يخرج من البحر كالصدف على ولده

فلا ودع الله له:  فلا جاب الله له خيراً ولا جعله فى دعه وسكون وراحة واطمئنان ولا أمنه الشر.

هناك عالم يقول:      

          كانت أُختى تعلق تمائم على أطفالها فيموتون ، وبعد هذا وضعت ولداً فأراها الله عز وجل فى منامها أنها تقطع هذه التمائم أرباً إرباً ، فاستيقظت واستفادت من الرؤيا وقطعت ما علق على ابنها وفوضت أمرها إلى الله وحده ، فعاش إبنها وبارك الله فيه ورزقها سبحانه بغيره – فهذا درس عملى يفهمنا قول النبى – صلى الله عليه وسلم: 

          (فلا أتم الله له) ، (فلا ودع الله له).

          فليفوض المسلمون أمرهم إلى ربهم جل وعلا ويعتمدوا عليه سبحانه ويصلحون أنفسهم بالإقبال على العمل بالكتاب والسنة ويقطعوا تمائم أبنائهم…

                                                                        (الحمد لله رب العالمين)

اترك تعليقاً