بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد،،،،
فهذا آخر حق للزوجة على زوجها وهو الحق الرابع عشر ، وقد ذكرنا فى الدروس السابقة الحقوق الأخرى وهى: المهر – الإنفاق عليها – العدل – الإرشاد والتعليم – مشاورتها- إعفافها – الإحسان فى تطليقها – تحمل أذاها – المحافظة على شعورها – المحافظة على أموالها – تأديبها – الوفاء لها – الغيرة عليها ومراقبة سلوكها.
والسؤال الآن: لماذا يسليها؟
تعويض لها عن غربتها ، وإيناس لها بعد بُعدها عن أبويها وذويها وتهيئة لنفسها أن تألف العش الجديد الذى لم تعرفه من قبل.
وهذه التسلية أمر لازم لها بشدة فى الأيام الأولى لزواجها لكى تتكيف مع الجو الجديد….
ولهذا الإيناس مظاهر كثيرة فلكل زمان ما يناسبه ، ولكل بيئة ما يتفق معها…
والتسلية تنقسم إلى خمس أقسام:
(1)المزاح والملاطفة. (2) المبيت معها. (3) عدم السهر خارج البيت.
(4)التزاور. (5) اللهــو
أولاً: المزاح والملاطفة:
وهو أمر مهم لماذا؟ لأنه يجذب قلب المرأة نحو الرجل ويزيد من شوقها إليه ، وهو سُنة مأثورة عن النبى – صلى الله عليه وسلم – إلى جانب ما تشهد به الطبيعة ويؤكده الواقع.
وهذه الملاطفة قد تكون بالقول وقد تكون بالفعل ، وقد تحدث الإمام الغزالى فى كتابه الإحياء. كما تحدثت عنه كتب الأدب القديمة.
من أمثلة المزاح والملاطفة:
(1) ثبت عن عائشة – رضى الله عنهما – أنها كانت إذا تعرقت عرقا ، (أى أخذت بفمها اللحم الموجود على العظم) ، أخذه النبى – صلى الله عليه وسلم – فوضع فمه على موضع فمها (كما رواه مسلم تفسير ابن كثير ص 379).
كما ثبت عنها أنها كانت إذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه على موضع فمها وشرب.
(2) وثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يتكئ فى حجرها وهى حائض. (رواه مسلم)
(3) كما كان يقبلها وهو صائم (كما رواه البخارى ومسلم ص 218).
وقد تعلق الظاهرية بحديث أبى داود وجعلوا تقبيل المرأة سُنة للصائم ولكن الجمهور كرهها – وحرمها الشافعى لماذا؟
لأنها مظنة الإنزال أو الجماع. وردوا على الظاهرية بما صرحت به عائشة – رضى الله عنها – فى رواية البخارة ومسلم (وكان أملككم لأربه).
بمعنى: أن النبى – صلى الله عليه وسلم – كان أضبطُ الناس لشهوته.
مثال (3): للملاطفة والمزاح:
سُئلت عائشة – رضى الله عنها – كيف كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا خلا فى بيته؟ فقالت: كان ألين الناس بساماً ضحاكاً ، (كما رواه ابن سعد وغيره).
مثال (4):
عندما تزوج جابر بن عبدالله – رضى الله عنهما – ثيباً قال له النبى – صلى الله عليه وسلم: (هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك) كما رواه البخارى ومسلم.
فلعل هذه النصوص تخفف من تزمت أولئك الذين حسبوا أن الحياة كلها جد ، وأن الأخلاق التى يظهر بها أمام المجتمع هى التى تُعامل بها المرأة. فها هو ذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتلك سيرته مع أزواجه ، وها هو ذا زيد بن ثابت الذى كان من أفكه الناس إذا خلا بأهله وأوقرهم إذا كان فى القوم.
وكما قال النبى – صلى الله عليه وسلم: (إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله) رواه الترمذى والحاكم.
إن تلك الممازحة والملاطفة للزوجة ليست من اللهو العابث الذى يضيع به وقت الزوج – فحسبه هذا الضمان الإلهى الذى بينه الرسول – صلى الله عليه وسلم – فى قوله:
(كل شئ يلهو به الرجل فهو باطل ، إلا رميه بقوسه – وتأديبه لفرسه ، وملاعبته لامرأته فإنهن من الحق) (رواه أحمد بن حنبل)
ورُوى أن النبى – صلى الله عليه وسلم – قال:
(إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله إليهما نظرة رحمة ، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما). (هذا الحديث ضعيف كما قال الألبانى)
وهذا ، وإذا كان الدين يحث الرجل على ملاطفة امرأته فإنه لا يجب الإفراط فيه .. فاستبق لنفسك أيها الرجل مهابة فى نظرها.
من بنود التسلية: (1) المزاح والملاطفة ، (2) المبيت معها.
إن مضاجعة الزوجة أو القرب من جانبها خصوصاً فى الأيام الأولى للزواج (1)أمر يدعو إليه الطبع ، (2) وتأنس به النفس ، وهو أدعى لذهاب وحشتها وأشد جذباً لقلبها – وبعد مدة من مبدأ الزواج قد يقرر كل منهما ما يراه مساعداً على دوام السعادة والإنسجام.
وذكر ابن قتيبة فى عيون الأخبار ص 76 وابن الجوزى فى آداب النسآء ص 80 أنه رُوى عن عامر بن الظرب:
(وكان من حكماء العرب ، أنه قال لزوجته (1) مرى أبنتك أن تكثر من إستعمال الماء فإنه أطيب الطيب ، (2) وألا تكثر من مضاجعة زوجها فإن الجسد إذا مل مل القلب ، (3) ولتخبئ سوأتها منه).
أن المضاجعة فى فراش واحد فإن كان ذلك فى وقت يحتاجان فيه إلى الألفة كان خيراً – ولكن لا يلزم منه الجماع … وهذا يختلف بإختلاف الناس وأحوالهم.
قالت عائشة – رضى الله عنها:
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا اغتسل من الجنابة يجئ فيستدفئ بى فأضمه إلى – وربما كنت لم أغتسل بعد – فإذا دفئ قمت فاغتسلت. (رواه أبو داود – وفى صحيح مسلم) فى كتاب الحيض ما يدل على نوم الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع زوجاته حتى فى وقت الحيض فى لحاف واحد.
ورُوى أبو داود عن عائشة:
(كنت أنا ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – نبيت فى الشعار الواحد وإنى حائض فإن أصابه منى شئ غسل مكانه ولم يعدهُ).
البند الثالث من التسلية:
عدم السهر خارج المنزل: لا ينبغى (لا يجوز) أن يكثر الزوج من السهر خارج المنزل أو البعد عنه ، (2) وكذلك عدم تناول الطعام دونها إلا لحاجة لماذا؟ (1) لأن هذا يؤثر على نفسيتها ، (2) وليس من حسن العشرة أن يتركها فى البيت وحدها – وهى أحوج ما تكون إلى من يؤنسها فى هذا الوقت الذى يركن فيه كل حبيب إلى حبيبة – فليكن كل منهما مؤنس لصاحبه ، يسمر معه فى براءة ومتعة حلال – فالسهر فى البيت مع الزوجة يوفر عليه ماله وصحته ، يوثق العروة التى تربط بين قلبيهما ويشيع فى الأسرة جو الألفة والثقة والإجتماع على الطعام مظنة البركة والرحمة ، يجعل الطعام أهنأ – وهو فى الوقت نفسه أوفر.
ويقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه مسلم عن جابر (طعام الواحد يكفى الإثنين وطعام الإثنين يكفى الأربعة ، وطعام الأربعة يكفى الثمانية).
الحديث (2):
فى صحيح مسلم يشرح النووى أن جاراً فارسياً للنبى – صلى الله عليه وسلم – كان طيب المرق ، فصنع له طعاماً ودعاه ليأكله ، فعرض عليه النبى – صلى الله عليه وسلم – دعوة عائشة معه فرفض الرجل عدة مرات. ورفض النبى بالتالى الإجابة بدونها فدعاها وذهبا معا إليه).
قال العلماء:
إن النبى – صلى الله عليه وسلم – أراد أن تكون عائشة معه لتشاركه الطعام لإحساسه بجوعها – وكان الرجل يريد توفيره للنبى – صلى الله عليه وسلم – وحده لأنه قليل لا يكفى غيره.
من بنود التسلية:
رابعاً: التزاور:
التزاور ذو شقين ، الأول السماح للغير بزيارتها فى بيتها ، والثانى السماح لها بزيارة الغير فى بيته.
ما فائدة التزاور؟
يزيد من قوة الرابطة الإجتماعية وهو مطلوب للشرع ولاشك أن التزاور بين المرأة وغيرها وبخاصة مع بنات جنسها يدخل الأُنس على نفسها ، وسماح الزوج به من المعاشرة بالمعروف.
هناك نصوص كثيرة تحثُ على التزاور ومن أقواها:
أن النبى – صلى الله عليه وسلم – قال: (إن رجلاً زار أخاً له فى قرية فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكاً – فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أُريد أخاً لى فى هذه القريةقال: هل لك عليه من نعمة ترُبُها؟ قال: لا غير أنى أحببته فى الله ، قال: فإنى رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه) (رواه مسلم عن أبى هريرة).
ترُ بُها: تقوم بها وتسعى فى صلاحها.
الحديث الثانى: عن أبى هريرة – رضى الله عنه قال:
أن النبى – صلى الله عليه وسلم قال: (من عاد مريضاً أو زار أخاً له فى الله ناداه مناد بأن طابت ممشاك ، وتبوأت من الجنة منزلاً). (رواه ابن ماجه والترمذى)
الحديث الثالث: عن معاذ بن جبل – رضى الله عنه قال:
قال الله تبارك وتعالى: (وجبت محبتى للمتحابين فى ، وللمتجالسين فى ، وللمتزاورين فى ، وللمتباذلين فى) (رواه مالك عن معاذ بن جبل).
التزاور: (1)السماح للغير بزيارتها فى بيتها.
مثال (1): الحديث الذى رواه مسلم عن عائشة – رضى الله عنها – ص 214:
(1) (وكانت تأتينى صواحبى ، فكن يختفين من رسول الله – صلى الله عليه وسلم).
(2) السماح لها بزيارة الغير فى بيته.
مثال (1):
إذن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لأزواجه بزيارة أهلهن وكان الصحابة والتابعون على ذلك.
وكما ننبه على أن يكون الوسط الذى يزور وسطاً يغلب عليه الخير والأمن فإن زيارة الأشرار كميكروب المرض يعدى بسرعة ، والطبع سراق والتقليد غريزة فى النفس والإستهواء له قوته ومجال الجاذبية فى عدوى الأخلاق واسع.
والمعروف أن مجالس النسآء يكثر فيها الحديث عن الشئون الزوجية لمعرفة الأسرار وعن الأمور المنزلية وما يجرى منها مع من فيها وكثيراً ما يقصد به النقد والتجريح أو الإغراء.(مصداقاً لقول الشيخ عطية صقر)
خامساً: اللهــو:
واللهو ينقسم إلى ثمانية أقسام وهى: (1) الراديو (المذياع). (2) السينما والمسرح. (3) الحفلات. (4) لعب الورق والشطرنج. (5) التلفاز (التليفزيون) (6) التنزة. (7) الرقص. (8) الرسم والتصوير.
وسوف نشرح كل واحدة منهم ونبين رأى الدين فيها:
أولاً: الراديــــو:
ليس هناك شك فى فائدة إستماع القرآن والأحاديث الدينية والثقافية بوجه عام (إذاعة القرآن الكريم كم ثقفت من النسآء الأُميات).
سماع الموسيقى الخالصة: التى لا يصحبها غناء
ما موقف الإسلام منها؟ تبعاً للإمام الغزالى وهو أنها حلال فى حد ذاتها لماذا؟ لأنها أصوات صناعية حسنة
والمنهى عنه: كأن تكون طابعاً لمجالس الخمر وما إليها (1) فمادامت الموسيقى ليست لإستكمال مجلس محرم فلا بأس بها ، (2) ما لم يُله الإستماع إليها أو عزفها عن واجب فتحرم. جآء وقت الصلاة ونحن نستمع الموسيقى – يجب أن نتركها ونصلى أولاً.
الغنـــــاء:
شئ محبب إلى النفس طبعاً – والعالم كله يغنى – حتى الطيور وما أحلى غناء بعضها – (2) وهو من ضمن متع أهل الجنة – فقد صح أن نسآء الجنة سيغنين لأزواجهن كما رواه الطبرانى عن عبدالله بن عمر:
(إن أزواج أهل الجنة ليغنين لأزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط – وإن مما يُغنين: نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام – نحن الخالدات فلا يمتنه – نحن الآمنات فلا يخفنه – نحن المقيمات فلا يظعنه).
حكم الإسلام فى الغناء:
(1)فإن خلت كلماته عن محرم كفحش أو طعن فى مقدس مثلاً.
(2)وكان الأداء واللحن والصوت مؤدباً لم يصاحبه محرم من كشف ما أمر الله بستره.
(3)ليس له تأثير سيئ على السامعين. (4)ولم يله عن واجب.
(5)ولم يتخذ ديدنا فلا حرمه فى أدائه والإستماع إليه.
يحرم على المرأة بالغناء بالألحان المثيرة أو المعانى المحركة للشهوة أو المغرية على إرتكاب محظور …. وما يحرك النفوس ويبعث الهوى والغزل كما قيل (الغنا فيه الزنى).
لا شىء فى الغناء إلا أنه من طيبات الدنيا التى تستلذها الأنفس وتشتهيها الأسماع، الغناء لذة الأذن – كما أن الطعام الهنئ لذة المعدة – والمنظر الجميل لذة العين ، والرائحة الذكية لذة الشم.
ولو تأملنا لوجدنا…
حب الغناء والطرب للصوت الحسن يكاد يكون غريزة إنسانية وفطرة بشرية حتى إننا لنشاهد الصبى الرضيع يسكته الصوت الطيب عن بكائه ولذا تعودت الأمهات والمرضعات والمربيات الغناء للأطفال منذ زمن قديم ، بل إن الطيور والبهائم تتأثر بتحسن الصوت والنغمات الموزونة حتى قال الغزالى فى كتابه إحياء علوم الدين فى كتاب السماع صـ 1152.
(من لم يحركه السماع فهو زائد فى غلظ الطبع).
إذ الجمل مع بلاده طبعه يتأثر بالغناء تأثراً يستخف معه الأحمال الثقيلة – وينبعث فيه النشاط – فترى الإبل إذا سمعت الحادى تمد أعناقها ، وتصغى إليه ناصبة أذانها وتسرع فى سيرها.
ومما سبق يتضح لنا أن الغناء لايحرم إلا إذا اشتمل على كلمات تخالف الشرع – ويباح ويستحب إذا اشتمل على الثناء على الله وعلى رسوله – صلى الله عليه وسلم – والإسلام – وللحماسة وحب الأوطان. والشجاعة والقتل.
اختلف العلماء فى الغناء:
(1) أباحه جماعة من أهل الحجاز.
(2) حرمه أبو حنيفة وأهل العراق.
(3) مذهب الشيعة كراهته.
ثانياً: السينما والمسرح:
(1) هو المكان الذى يعرض فيه الموضوع إن كان العرض حياً فهو المسرح وإن كان مصوراً فهو السينما ، (2) ننظر إلى موضوع الفيلم أو المسرحية ويعطى حكم الغناء فى مادته وأسلوبه وأثره.
إذا كان هناك بعض الدور الذى يخصص فيها وقت للرجال وآخر للنسآء فإن كان الحضور مع اختلاط للرجال والنسآء فإن كان مع سفور وكشف ما أمرالله بستره حُرم.
إن ذهبت الزوجة بدون إذن زوجها حرام ، وإن كان بإذنه وهو معها أو معها محرم كأخيها وابنها فلا حرمة.
والملاحظ: الآن أن دور اللهو لا تحترم الآداب وأتخذت ذريعة لاصطياد الفرائس – العبث وقتل الوقت وصار أكثر رواد هذه الدور من الطبقات التى لا ترعى حرمه.
ثالثاً: الحفلات:
الحفلات اجتماعات لأية مناسبة ، والحكم عليها هو الحكم على ما يجرى فيها ، فإن كان فيها محرم كخمر ورقص مكشوف مثير حرم الحضور سواء شارك الإنسان فى هذه الأمور أم لم يشارك لماذا؟ لأن فيه إقراراً للمنكر وتشجيعاً له.
وإن لم يكن فى هذه الحفلات محرم فى الموضوع والشكل فلا بأس من حضورها… (حفلة عيد ميلاد – حفلة سبوع – حفلة (ليلة الحنة).
رابعاً: لعب الورق والسيجة والنرد والشطرنج والدومينو:
يقول الله تعالى فى سورة يونس الآية (32):
(فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ).
الشـــرح:
(1) ليس بعد الحق إلا الضلال ، فلا واسطة بينهما فمن لم يكن على حق فهو على ضلال. إستفهام إنكارى – فمن تخطى الحق الذى هو عبادة الله تعالى وقع فى الضلال.
(2) إختلف العلماء فى جواز اللعب بالشطرنج وغيره.
الرأى الفقهى فى الطاولة والشطرنج وغيره:
(1) وعن على – رضى الله عنه – مر على مجلس من مجالس بنى تميم وهم يلعبون بالشطرنج فوقف عليهم فقال: (أما والله لغير هذا خُلقتُم ! أما والله لولا أن تكون سنة لضربت به وجوهكم).
(2) وعنه – رضى الله – أنه مر بقوم يلعبون بالشطرنج فقال: (ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون ، لأن يمس أحدكم جمراً حتى يطفأ خير من أن يمسها).
(3) وسئل ابن عمر عن الشطرنج فقال: هى شر من النرد (الطاولة).
(4) وقال أبو موسى الأشعرى: (لا يلعب بالشطرنج إلا خاطئ).
(5) وسئل أبو جعفر عن الشطرنج فقال: (دعونا من هذه المجوسية).
وهناك رأى جمهور العلماء فى الشطرنج:
أن من لم يقامر بها ولعب مع أهله فى بيته مستتراً به مرة كل شهر أو مرة كل عام لا يُطلعُ عليه ولا يعلمُ به إنه معفو عنه غير محرم عليه ولا مكروه له….
خامساً: التلفــــاز: القنوات الدينية – برامج عن حياة الحيوان ، حياة الطيور.
التلفاز (التليفزيون) أى الرؤية من بعد – وهو ينقل الصوت والصورة معاً بل ينقل الصورة متحركة مما يزيد من أثرها.
هنا سؤال عن النظر إلى النسآء الراقصات أو الممثلات أو غيرهن ممن يبدين زينتهن ويكشفن ما أمر الله بستره.
الذى يطمئن له القلب هو أن النظر إلى المرأة الأجنبية محرماً لماذا؟ لأنه هو الطريق إلى الوقوع فى المعصية الكبرى. (الزنى).
وعليه فالنظر إلى المرأة الأجنبية المعينة بواسطة المرآة بقصد الشهوة غير جائز لماذا؟ لأنه ذريعة إلى محرم.
وكل ما كان كذلك فهو حرام – سواء أكان ذلك مباشرة أو بواسطة المرآة ….
… النظر إلى كل ما يفتن ويدعو إلى السوء حرام.
سادساً: التنـــــزة: حلال
ما معنى التنزة؟ هو الخروج من البيت (1) لمشاهدة الطبيعة ، (2) والتمتع بالهواء الطلق ، (3) والمناظر الجميلة. وقد يكون التنزة لزمن قصير (فسحة) وقد يكون التنزه لزمن طويل فنطلق عليه عرفاً اسم (الرحلة).
ولا شك أن التنزة فيه فائدة؟
(1) تبعث على النشاط. (2) وتذهب بالملل والسأم.
وليس هناك ما يمنع ذلك شرعاً فى أصله
إنما يعرض له الحكم بحسب النية والهدف ، فمادام القصد حسناً فالعمل حسن ، فالأعمال بالنيات ، ومادامت حدود الشرع قد ألتزمت فلا ضرر فيه – فما هى حدود الشرع؟ ستر ما أمر الله بستره – إلتزام الحجاب بكل مقوماته.
ثامناً: الرسم والتصوير: (من وسائل التسلية للمرأة فى بيتها)
من وسائل تسلية المرأة فى بيتها ممارسة الرسم بالقلم أو الفرشاة ، وكذلك التصوير بالآلة المعروفة. لابأس به إذا كان موضوعه المناظر الطبيعية مثل الأشجار – الورود – البيوت – وكذلك إذا كان موضوعه حياً كالإنسان والطير والحيوان – على الا تكون المناظر الإنسانية عارية أو مغزية لمن ينظر إليها تعمل كل ذلك بشرط:
لا يلهى ذلك عن واجب أو مهم.
ما الدليل من السنة النبوية على إمتاع المرأة بمشاهدة المسرحيات والألعاب البريئة؟
عن عائشة – رضى الله عنها – قالت: فقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإذا حبشية تلعب وترقص والصبيان حولها فقال: (يا عائشة تعالى فانظرى) ، فجئت فوضعت لحيى على منكب رسول الله – صلى الله عليه وسلم ، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه فقال لى: (أما شبعت) قالت: فجعلت أقول: لا لأنظر منزلتى عنده ، إذ طلع عمر ، قالت: فأرفض الناس عنها. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (إنى لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر). قالت: فرجعت.
وهكذا قد تم توضيح حقوق الرجل على زوجته وحقوق الزوجة على زوجها ونأمل من الله تعالى أن ينفعنا بها رجالاً ونساءً.
( والحمدلله رب العالمين )