الموضوع : أتحب أن تنام بلا أحلام مزعجة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.
أما بعد ،،،
فعن البراء بن عازب – رضي الله عنه – قال: قال لي النبي – صلى الله عليه وسلم: (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: (اللهم أسلمت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك ، اللهم آمنت بكتابك الذى أنزلت ، ونبيك الذى أرسلت فإن مُت من ليلتك فأنت على الفطرة ، وأجعلهن آخر ما تتكلم به) أخرجه البخاري.
كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يوصي بعض أصحابه بوصايا يراها نافعة لهم في دينهم ودنياهم ، ويكون الخطاب لهم على وجه الخصوص ولنا على وجه العموم. بمعنى هذه الوصية لهم ولنا.
وقد أعتبرها العلماء خير وصية أوصى بها النبي – صلى الله عليه وسلم – لماذا؟ لأنها (1) وصية يطمئن بها قلب المؤمن ، (2) وتهدأ بها نفسه عندما يأوي إلى فراشه ليستريح من تعب العمل.
بعد الوضوء والنوم على الجانب الأيمن فتقول:
(اللهم أسلمتُ نفسي إليك) سلمتها لك يارب. (وفوضت أمري إليك).
(1) إذ لا وجود لنفسي إلا بك ، (2) ولا أعتماد لنفسي على سواك ، (3) ولا ثقة لنفسي إلا بفضلك ، (4) ولا مطمع لها إلا في رحمتك ، رددت أمري كله إليك ، وخرجت من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك يا أكرم الأكرمين.
(وألجأت ظهري إليك).
أعتمدت عليك يارب في شأني كله – فمن لجأ إلى الله نجا ، فهو الملجأ والملاذ ، وفي الفرار إليه النجاة كل النجاة.
(آمنت بكتابك الذى أنزلت)
حددت إيماني – ومضت عليه ، وتزودت منه لآخرتي.
(ونبيك الذى أرسلت)
محمد بن عبدالله نبيك الذى أرسلت ، فرضيتُ بك رباً ، وبكتابك إماماً ، وبمحمد نبياً ورسولاً.
وهذا إقرار مني عند النوم.
(فإن مت فأنت على الفطرة) أي على الإسلام ، على السُنة ، وعلى الإيمان.
(واجعلهن آخر ما تتكلم به)
ولا تحدث نفسك بأي أمر من أمور الدنيا.
ما فائدة أن تقول هذا الحديث؟
(1) يكون الإنسان في مأمن من هواجس النفس.
(2) يكون الإنسان في مأمن من وساوس الشيطان.
(3) فلا يرى من الأحلام ما يزعجه.
(4) ولا يأتيه الأرق ، ولا يصبه القلق.
(5) ولا يعكر صفو قلبه شئ من الهم والحزن وخصوصاً لو نام على ظهره.
فينبغي على المسلم أن يدعو الله – عز وجل – بالدعاء الوارد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دون أن يزيد فيه أو ينقص منه ، فربما تكون الزيادة فيه والنقص منه مائع من نفعه على الوجه الأكمل.
((والحمدلله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ….))