بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي نبينا محمد إمام الأنبياء وسيد المرسلين, وعلى أصحابه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين .
أما بعد,
فأول من أسلم من النسآء خديجة بنت خويلد وكما ذكرنا ومن الصبية علي بن أبي طالب ومن المولي زيد بن حارثة .
ونتكلم عن رابع من أسلم وهو أبو بكر الصديق:
كان أبو بكر الصديق هو الحميم الأول والصديق الأول للرسول منذ الصبا. وكان أبو بكر أعلم الناس بالرسول
صلى الله عليه وسلم فقال له الرسول”( لقد بعثني الله نبياً فهل لك أن تسلم؟)
فقال أبو بكر: متي؟
قال النبي: منذ أيام .
قال أبو بكر: منذ أيام ولا تخبرني ألست أنا أولى الناس أن أكون أولهم.
قال النبي صلي الله عليه وسلم”( أنا كنت مشغول بأمر بيتي خديجة وزيد كما أمرني الله”)
قال أبو بكر: أجعلني يدك اليمني, هل أمرك الله بشئ؟
قال النبي: نحن في العهد السري.
قام سيدنا أبو بكر بجولة فأول ماذهب ذهب إلي طلحة بن عبيد الله
من هو طلحة؟ رجل له مكانته في قريش وغني وينافس أبو بكر في التجارة.
قال طلحة لأبي بكر: لماذا لاتعبد الأصنام؟
قال أبو بكر: مثل من؟
قال طلحة لأبي بكر: اللات والعُزى ومناة .
قال أبو بكر: هن بنات الله ماأسم أمهم؟
وقف طلحة مبهوت: ليس لهم أم – وهنا عاب أبو بكر في هذه الألهة
مصداقاً لقوله تعالي في سورة النجم ” أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى
(21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) “
ضيزي : قسمة غير عادلة – ظالمة – ناقصة غير تامة
قال طلحة: تسب الآله.
قال أبو بكر (أسبهم وأسب أمهم ياطلحة, أنت عندك عقل ,إني أخاف عليك أن يشوه وجهك بالنار ,
يا راجل ءامن بالله الواحد القهار)
ثم أخذه إلي المصطفى وكان أبو بكر محبوب جداً في قريش لماله من التجارة وخلقه وأنه
لم يسجد في الجاهلية أبداً لصنعم لم يشرب الخمر ولقد أسلم علي يد أبي بكر عدداً كبيراً في العهد السري مثل
عثمان بن عفان ،الزبير بن العوام – عبد الرحمن بن عوف أحد المبشرين بالجنة – سعد بن ابي وقاص
خال الرسول لأنه ابن عم آمنة بنت وهب أم الرسول الكريم) أبو عبيدة بن الجراح (ابن عم رسول الله)- أبو سلمة أبو سلمة وهو زوج أم سلمة أم المؤمنين , الأرقم بن أبي الأرقم :
الذي كان رسول الله يذهب إلي بيته لتبليغ الدعوة – سعيد بن زيد بن عمر بن نُفيل وزوجته فاطمة بنت
الخطاب. وأسلم أيضاً علي يد أبو بكر بنتاه أسماء وعائشة وعبد الله بن مسعود – وأم أبو بكر
(سلمى بنت صخر تأخر إسلامها) وأبوه لم يسلم إلا في فتح مكة .
وكان عدد الذين أسلموا علي يد أبي بكر خمسون نفر في العهد السري (قبل الجهر بالدعوة ).
اللهم أنفع شبابنا ورجالنا ونسآءنا وبناتنا بهذه الدعوة المباركة. وأن يمنحنا من لدنه التوفيق والسداد والهدي والرشاد .
(والحمد لله رب العالمين)