الحديث القدسي (يا لها من حسنة!!)

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،

          (أوحي الله إلى داود:  يا داودُ ، إن العبد ليأتي بالحسنة يوم القيامة ، فأُحكمهُ بها في الجنة …).

          قال داودُ:  يا رب ، ومن هذا العبد؟

          قال:  (مؤمنُ يسعى لأخيه المؤمن في حاجته يُحبُ قضاءها ، قُضيتُ على يديه أو لم تُقضى).              رواه الخطيبُ وابنُ عساكر عن علي (رضي الله عنه)

          (إن العبد ليأتي بالحسنة يوم القيامة ، فأحكمهُ بها في الجنة).

          يأتي العبد يوم القيامة بحسنة واحدة ..  ويا لها من حسنة!

          والتحكيم:  التفويض في الحكم ..

          فالله سبحانه وتعالى يفوضه بهذه الحسنة في الجنة يحكم فيها بما يشآء لنفسه ، ويقول له:  (ضع نفسك مكان ما تُريد وسل لنفسك ما تُريد).

          (قال داود:  يارب ، ومن هذا العبد؟)

          تعجب (داود) من هذا الأمر ..  فكيف يأتي عبد بحسنة واحدة فيفوضُ أمرُ ثوابها إليه ، فيحكم لنفسه بما يشآء؟

          (قال:  مؤمن يسعى لأخيه المؤمن في حاجته يُحبُ قضاءها قُضيتُ على يديه أو لم تُقضى).

          أخبر الله داود عن هذا العبد بأنه مؤمن آمن بالله ورسوله ، يسعى في حاجة أخيه المؤمن بإخلاص ، ويبذل في ذلك جهده وهو سعيد بذلك يُحب قضاءها له.  وسواءً أقضيت هذه الحاجة علي يديه أم لم تُقضى فأجره محفوظ لماذا؟

          لأن قضاءها مُعلق بمشيئة الله ..  والأعمال بالنية.

          ونبينا – صلى الله عليه وسلم يقول:  (المسلم أخو المسلم لا يظلمُهُ ويُسلمُهُ ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كُربةً فرج الله عنهُ بها كُربة من كُرب يوم القيامة ، ومن ستر مُسلماً سترهُ الله يوم القيامة).

          والمعروف ينفع صاحبه حياً وميتاً ..  وقد حدث في إحدى الغزوات أن كانت إحدى السيدات الأسارى تريد مقابلة النبى – صلى الله عليه وسلم – فأذن لها فجآءته وقالت:

          (أنا بنت (حاتم الطائي) فقال لها:  (إن أباك كان يُحبُ مكارم الأخلاق).

          فأطلق سراحها ، رغم أن أباها قد مات في الجاهلية.

          الله وفقنا لخدمة عبادك وقضاء مصالحهم.

 

((  والحمدلله رب العالمين  ))

اترك تعليقاً