بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أحسن تدبير الكائنات فخلق الأرض والسماوات وأنزل المآء الفرات من المعصرات ،فأخرج به الحب والنبات ، والصلاة والسلام علي محمد ذي المعجزات الباهرات ، وعلي آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد,
“فبينما النبي صلي الله عليه وسلم في الطواف إذ سمع أعرابياً يقول: ياكريم ، فقال النبي خلفه: (ياكريم) فمضي الأعرابي جهة الميزاب وقال : ياكريم ، فقال النبي خلفه (ياكريم) فالتفت الأعرابي وقال: ياصبيح الوجه ويارشيق الغد اتهزأ بي لكوني أعرابياً والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك إلي حبيبي محمد صلي الله عليه وسلم فتبسم النبي وقال : “(أما تعرف نبيك ياأخا العرب)”
قال الأعرابي :لا. قال النبي:(“فماإيمانك به؟”) قال الأعرابي”: أمنت بنبوته ولم أراه وصدقت برسالته ولم ألقاه . قال النبي صلي الله عليه وسلم :”( ياأعرابي أعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة )” فأقبل الأعرابي يقبل يد النبي صلي الله عليه وسلم .
فقال النبي :”( مه ياأخا العرب، لاتفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها وإن الله سبحانه وتعالي بعثني لامتكبراً ولا متجبراً بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً”) فهبط جبريل عليه السلام وقال: “يامحمد السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك : قل لأعرابي لايغريه حلمنا وكرمنا فغداً نحاسبه علي القليل والكثير والفتيل والقطمير.
فقال الأعرابي : أو يحاسبني ربي يارسول الله؟
قال النبي ” نعم يحاسبك إن شاء الله.
قال الأعرابي: وعزته وجلاله إن حاسبني لاحسابنه
فقال النبي صلي الله عليه وسلم ” وعلي ماذا تحاسب ربك ياأخا العرب؟
قال الأعرابي: إن حاسبني ربي علي ذنبي حاسبته علي مغفرته , وإن حاسبني علي بخلي حاسبته علي كرمه ,وإن حاسبنى على معصيتى حاسبته على عفوه , فبكي النبي حتي ابتلت لحيته، فهبط جبريل علي النبي صلي الله عليه وسلم وقال : يامحمد السلام يقرئك السلام ويقول لك: يامحمد قلل من بكائك فقد الهيت حملة العرش عن تسبيحهم وقل لأخيك الأعرابي لايحاسبنا ولانحاسبه فإنه رفيقك في الجنة”
(والحمد لله رب العالمين)