بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, خالق السماوات والأرض علي غير مثال سابق وصلي الله علي سيدنا ونبينا محمد خاتم
النبين وسيد المرسلين وإمام المتقين, وعلي آله وصحبه إلي يوم الدين.
أما بعد,
فسيرة الرسول الكريم كلها علم وكلها فقه وكلها جهاد في سبيل الله. ونريد أن نبين صحيفة السوابق
الخاصة برسول الله – صلي الله عليه وسلم -وليس له سوابق إلا كل خير.
لما ندخل في قصته نجد أنفسنا أمام إنسان ماشآء الله أنصع من النصاعة وأبيض من البياض.
1- الشهادة الأولي. شهادة زوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وارضاها عندما عاد
الرسول صلى الله عليه وسلم من الغار وقال لها: “لقد خشيت علي نفسي(من الجن والشياطين الذين يكونوا وسطاء بين الناس بينهم )
يا ترى ماذا كان رد خديجة ؟
قالت له:كلا بمعني : لا أبداً والله لايخزيك الله ابداً فإنك تحمل الكل وتصل الرحم وتصدق
الحديث وتؤدي الأمانة وتكسب المعدوم وتقرئ الضيف وتعين علي نوائب الدهر(المصائب) ذكرت محاسن زوجها.
1- بأن جعله الله قبل النبوة يصل رحمه من جهة أبيه ومن جهة أمه ومن جهة زوجته خديجة
2- ووصفته بصدق الحديث الذي كان علامة من علاماته, كما بينا في بنآء الكعبة عندما قال
أهل مكة : جآء الصادق الأمين فنعم الحكم هو…)
3- وقالت: من ضمن مايمتاز به الرسول الكريم إكرام الضيف(تكرم الضيف) وإكرام
الضيف علامة من علامات الإنسان وسخائه.
لقد أعطي حليمة السعدية هدية عبارة عن عدد من الجمال وعدد من الأغنام وشهادة خديجة
يعتز بها كل مسلم ومسلمة .
الشهادة الثانية : شهادة الكفار أنفسهم :
عندما أمره الله بتبليغ دعوته وقال له”: ( فأصدع بما تؤمر)“ (“وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ“) سورة الشعراء
فصعد إلي جبل الصفا ونادي يابني عبد مناف يامعشر قريش يابني عبد المطلب, يابني بكر,
فاجتمع الناس من حوله قال: (“لو أنا قلت لكم إن خيلاً وراء هذا الوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم
مصدقي؟؟ )قالوا : (“ماجربنا عليك كذباً وأنت عندنا غير متهم”)
فقال لهم : (“إني لكم نذير بين يدي عذاب شديد ، ,قولوا لاإله إلا الله, كلمة تملكون بها العرب
وتديم لكم بها العجم فأتقوا الله فإني رسول الله لكم خاصة والناس عامة”)
فكان أول من تكلم عمه أبو لهب قال: (“ألهذا جمعتنا تباً لك سائر اليوم”)
بمعني : الله يقطعك في اليوم الأغبر- فأنزل الله تعالي رداً عليه وغيره علي حرمة نبيه حيث
قال تعالى في سورة المسد”: ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ” ) ليس الرسول هو الذي ينقطع ويموت, ولكن أنت الذي سوف تنقطع وليس لك ذكري.
وكل إنسان مسلم علي ظهر الأرض يقرأ سورتك يلعنك (سورة المسد)
أول شهادة في دوسية النبي صلي الله عليه وسلم:
1-شهادة زوجته خديجة 0″(الله لايخزيك أبداً”)
2-شهادة الكفار أنفسهم إقرارهم علي أنه صادق “( ماجربنا عليك كذباً, أنت عندنا غير متهم “)
الشهادة الثالثة: هرقل ملك الروم:
روي البخاري ضمن حديث طويل نص الكتاب الذي كتب فيه النبي صلي الله عليه وسلم إلي ملك الروم هرقل وقال فيه:
(بسم الله الرحمن الرحيم)
“منمحمد بن عبد الله إلىهرقل عظيم الروم: سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإنى أدعوك بدعوةالإسلام
أسلم تسلم يؤتكالله أجرك مرتين، فإن توليت فعليك إثم جميعالأريسيِين ”
سؤال: لماذا يأتيك أجرك مرتين؟ مرة لأنه كافر ورجع وعاد إلي الله, ومرة لأنه اتبع النبي وعمل بدعوته.
وإن لم تسلموا فعليك اللعنة لكفرك وكفر الفلاحين عبيدك الذي تُضلهم.
وكذلك أرسل إليه الآية الكريمة من سورة آل عمران (“قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَاوَبَيْنَكُمْ
ألا نعبد إلا اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًاوَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بأنا مُسْلِمُونَ“)
وهرقل في نظرنا رجل سياسي وربما تألقت في نفسه لوقت محدود فكرة الخروج من عقيدة التثليث
إلى بساطة التوحيد ، ثم انطفأت لما ستجره علي الدولة من خلاف أشق في وهمه, وأمر المملكة عنده أهم من أي شيء آخر .
وقد روي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه
ركب من قرش ، ,فلما وصل الخطاب لهرقل من رسول الله – صلى الله عليه وسلم .
قال هرقل: أنا أعلم أن هناك نبي سوف يظهر, وأريد أن أتاكد هل هو النبي أم هو دجل يستغل الفرصة.
فقال لأعوانه: أبحثوا عن ناس من العرب(الجزيرة العربية) فبحثوا فوجدوه أبو سفيان بن حرب ، وكان
لم يُسلم بعد وهو في عز حروب قريش مع محمد صلوات الله وسلامه عليه فدخل أبو سفيان ومعه
أربعة رجال من مكة .
قال هرقل للمترجم: إسئله من أين أنت؟
قال : هذا رئيس مكة كلها. قال: نحن نسألك عن شخص أسمه محمد سواء كنت تحبه أو عدوه لاتكذب ،
ولو كذبت لن تدخل بلادنا للتجارة (رحلة الشتاء والصيف) ثم قال للناس الذين مع أبي سفيان إذا شطح في
كلمة أرفعوا أصابعكم وجعلهم علي ظهر أبي سفيان.
انظر كيف جعل الله أبا سفيان يقول الحق لماذا؟
(“إن الله يدافع عن الذين ءامنوا“)
1-هل أنت مؤمن به؟ قال أبو سفيان: لا
2-مانسبه؟ قال: هو خير نسب فينا, سبحان الله .
3-أكان من ءابائه وأجداده أمرأء أو ملوك وهو جآء يطالب بحق أجداده؟ قال أبو سفيان:لا أهله
أشراف يخدمون الناس لوجه الله .
4-هل جربتم عليه كذباً أو دجلاً من قبل؟ قال أبو سفيان: أبداً كنا نسميه الصادق الأمين.
5-كيف تكون الحروب بينكم؟ قال أبو سفيان: مرة ومرة ينتصر علينا ومرة نحن ننتصر عليه .
6-من أتباعه؟ قال أبو سفيان: لاتبعوه إلا الناس الفقراء كلهم صعاليك.
7-أتباعه يزيدون أم ينقصون؟ قال أبو سفيان: بل يزيدون.
قال هرقل: سألتك عن نسبه فقلت خير نسب وكذلك الأنبياء يبعثون في أشرف أنسابهم .
سألتك: فقلت هو الصادق الأمين وهو فعلاً الصادق الأمين, عن الحروب بينكم- الحروب يوم لك
ويوم عليك وهكذا أنبياء الله ينتصرون ويهزمون لكي يعلم الله الأمم .
مصداقاً لقوله تعالي في سورة آل عمران 140
( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله – وتلك الأيام نُدولُها بين الناس وليعلم اللهُ الذين ءامنوا ويتخذ منكم شهدآء – والله لا يحب الظالمين ).
سألتك عن أتباعه قلت من الفقراء الغلابه, وهكذا الأنبياء لايتبعوهم إلا الضعفاء ثم الأغنياء يأتوا متأخرين
لماذا ؟ ( شغلتنا أمولنا وأهلونا”)
وسألتك: أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون وهكذا الرسل حتي يبلغ الكتاب أجله..
يا أبا سفيان فإن كنت عدوه فإن صدقت في إخبارك لي فإن محمداً سيمتلك ماتحت قدمي هنا. والفضل ما شهدت به الأعداء ..
أبو سفيان قال هذا الكلام الطيب وهو أعدي أعداء رسول الله وشهادة العدو تبقي في منتهي القوة
والحجة والبرهان لأنه خصم.
الشهادة الرابعة: (أكثم بن صفي)- رضي الله عنه – وله ولد أسمه حبيش,فلما سمع بالدعوة الإسلامية ،
كان حبيش في مكة في أعمال تجارية قال له والده : (“أثناء أعمالك تحرى عن هذا النبي الجديد,
الذي يدعي النبوة .
فجآء حبيش وسأل عن النبي الجديد. قالوا له: احذر إن قريش بالمرصاد لكل من يسئل عن دعوة محمد,
وبدل ما تعرض نفسك للعذاب, ماعليك إلا أن تأخذ تجارتك وترجع للأهل بدل ماتتعرض للمتاعب الكثيرة.
فكان هذا التحذير حاملاً حُبيش أن يحرص كل الحرص علي مقابلة النبي صلي الله عليه وسلم.
فجآء للرسول وهو يصلي بجوار الكعبة, وأخذ يتسمع بعض الكلام, فإذا به يسمع كلام غريب ويستقر هذا
الكلام في أُذنه ومشي وراء النبي صلي الله عليه وسلم وعرف بيته وبعد مدة لما رأى أن العيون بعيدة عنه
دخل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم وقال له: “أنا حُبيش بن أكثم الصيفي زعيم من زعماء العرب أنا
سمعت بعض كلمات قُلتها في الصلاة ، من أنت وماأنت؟ وما رسالتك؟
الجواب: أما من أنا فأنا محمد بن عبد الله
وأما ماأنا فأنا رسول الله – صلي الله عليه وسلم – وتلي عليه القرآن, وكان من ضمن مافهمه حبيش الآية90 في سورة النحل .
(” إِنَّ اللَّه يَأْمُر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَروَالْبَغْي يَعِظكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ“)
فأعادها عليه مرتين ثلاثة حتي فهمها فقال حبيش كل قرآنك مثل ذلك؟
قال النبي: هكذا وهناك آيات أعظم وأعظم.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (هذه أجمع آية في القرآن لخير يتمثل,ولشر يجتنب)
فقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (العدل لاإله إلا الله, الإحسان أداء الفرائض) كما ذكره الطبري
في جامع البيان.
(إيتاء ذي القربي) إنما خص ذا القربي لأن حقوقهم أوكد وجعل صلتهم أوجب لتأكيد حق الرحم, التي
أشتق الله اسمها من أسمه وجعل صلتها من صلته فقال في الصحيحين (أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك) وخصوصاً إذا كانوا فقرآء .
(وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي)
الفحشاء: هو كل قبيح من قول أو فعل مثل الزني
المنكر: ماأنكره الشرع بالنهي عنه مثل جميع المعاصي والرذائل وقيل الشرك
البغي: الكبير والظلم والحقد والتعدي والبغي داخل تحت كلمة المنكر, ولكن الله تعالي خصه بالذكر
اهتماماً به لشدة ضرره.
فرجع حبيش إلي والده أكثم بن صيفي زعيم يحرك مائة ألف من قبائل العرب بأصبعه هؤلاء كلهم أتباعه.
قال حبيش عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه متواضع ويجلس مع أصحابه كأنه واحد منهم ويجلسون
على الرمل ، الرجل منهم يكفيه التمرة ولا كبر.
قال أكثم: هل معك من دعوته شئ؟
قال: أنا حفظت من دعوته آية وتلا عليه هذه الآية (“إن الله يأمر بالعدل والإحسان..”)
قال أكثم: بسرعة أجمع لي أتباعي. فجمع له القبائل كلها وهي قبيلة بني تميم.
فقال أكثم:”يابني تميم أسلموا وكونوا في هذا الأمر رءوساً ولاتكونوا أذباباً, فإن نبي ويأمر بمكارم الأخلاق
ولو لم يكن هذا ديناً لكان في عرف الناس خلقاً.
هذه الشهادة نعتز بها لماذا؟
لأنها آتية من رجل غني وزعيم كبير لو لم يتأثر وينفعل بالنبوة وبالقرآن, وكان يحرص علي مصلحته هو
ولا يكون تابع لمحمد (رضي الله عنك ياأكثم بن صيفي).
الشهادة الخامسة: جعفر بن ابي طالب: ابن عم رسول الله وكان ضمن المهاجرين إلي الحبشة ولما استقر
لهم المقام وبداؤا يباشرون العبادة, والرسول يرسل لهم كل جديد في الوحي , قالت قريش دعوة محمد كانت
في مكة محصورة وها هي الآن منتشرة ولنا علاقات تجارية بيننا وبين الحبشة أرسلوا إلي النجاش رجل ذكي
لكي يحضر المسلمين من هناك . وكان عدد المهاجرين 83 رجل – 19إمرأة
فأرسلوا عمرو بن العاص وعبد الله بن ابي ربيعه (قبل أن يُسلما) أسلم عمرو بعد الهجرة بسبع سنوات مع
خالد بن الوليد ولقد زودت قريش عمرو بن العاص بالهدايا ومن ضمن العدايا الأقط (الجبنة القريش) كانوا
في الحبشة يحبونها جداً أخذ عمرو 4 قناطير جبنة (جمال محملة) , ووزع علي رجال حاشية النجاش, ومن
ضمن البيوت التي دخل فيها الأقط بيت النجاشي نفسه , أكل منها النجاش وقال من أين؟
قالوا له: من مكة .
قال عمرو وعبد الله : إن أناساً من سفهائنا فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دين الملك وجاءوا بدين مبتدع
لا نعرفه نحن ولا أنتم . أرسل النجاش إلي أصحاب النبي فدعاهم ولقد أراد النجاش أن يمحص القضية
وسماع أطرافها جميعاً وهذا من إلهام الله “(إن الله يدافع عن الذين ءامنوا”) وكان رئيس المسلمين في الحبشة
عثمان بن عفان – رضى الله عنه- وكان متزوج من رقية بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم ولكي تروا الجهد والمشقة, بنات الرسول هاجروا تاركين أبوهم وأمهم خديجة .
قال لهم النبي صلي الله عليه وسلم: ( أذهبوا إلي الحبشة فإن بها ملك لايظلم عنده أحد, حتي يجعل الله
لكم مخرجاً ) وفعلاً الرسول لما ودع ابنته رقية ووجدها علي الدابة وعثمان بن عفان يسير وراءها
قال النبي: “(أتعرفين يارقية أنت راكبة الدابة وزوجك يسير ورائك مثل من؟)
قالت: الله أعلم ياأبي , قال النبي: كمثل نبي الله لوط عندما قال له ربه : (فأسر بأهلك بقطع من الليل)
كان يمشي مع أهله.
المهم أن عثمان يعتبر عميد السلك الدبلوماسي وكان معه جعفر بن أبي طالب.
قال عثمان: نذهب نحن الإثنين, إنما أنت الذي تتكلم لأنك ابن عم رسول الله .
دخلا عثمان وجعفر علي النجاش, فقال لهم : كيف دخلتم بلادنا؟ خرجتم من دينكم ولم تدخلوا في ديننا
ما هى قصتكم ؟ فقال جعفر: أيها الملك كنا أهل جاهلية, نعبد الأصنام ونأكل الميته ونأتي الفواحش ،
ونقطع الآرحام ، ونسئ الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف .حتي بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه
وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا لتوحيد الله وأن لا نشرك به شيئاً, ونخلع ماكنا نعبد من الأصنام وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار, والكف عن المحارم والدمآء ، وأمرنا بالصلاة
والصيام وعدد عليه أُمور الإسلام .
قال جعفر: فآمنا به وصدقناه وحرمنا ماحرم علينا, وحللنا ماحلل لنا, فتعدي علينا قومنا, فعذبونا وفتنونا
عن ديننا ليردونا إلي عبادة الأوثان, قال لنا نبينا اذهبوا إلي الحبشة فإن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد وقد
جئنا في جوارك أيها الملك)
الواقع أن الكلمات الصادرة من جعفر كلها إخلاص وإجلال وطالعة من القلب, فالملك قد تأثر بها وقال:
( هل معك مما جآء به عن الله شئ؟)
قال جعفر: نعم فقرأ جعفر القرآن وسمع النجاش ثم قال: ((هذا هو الدين الذي بعث به الأنبياء, وأنا لا
اعتقد بأن هناك فرق بين هذه الدعوة وبين دعوة عيسي)
قال النجاش: أنتم عندي في آمان الله أسرحوا في أرضي كما تشاءون تحت حمايتي.
وخرج عمر بن العاص وهو حزين, وقال: إن هؤلاء يقولون في عيسي بن مريم قولاًعظيماً
فأرسل النجاش يسألهم عن قولهم في المسيح .
فقال جعفر: نقول فيه بما قال لنا ربنا ونبينا “( وَجِيهًاً فِيالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ. وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي
المهد وكهلاً ومن الصَّالِحِين. )“
وقرأوا عليه من سورة مريم 16 : 35
“( وَاذْكُرْفِيالْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْأَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا“)
إلي قوله تعالي“: (ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا
يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ” وعندما انتهي جعفر بكي النجاش, وبكوا الحاشية حتي بلت دموعهم الأرض وهم مع ذلك يسكعوا
ترجمة القرآن وليس القرآن نفسه “‘إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا”
فأخذ النجاش عموداً من الأرض وقال: والله مايفرق هذا الكتاب إنجيل عيسي بمقداره هذه وأشار إلي العود أنتم عندي
في آمان, أذهبوا لا أقبل في عباد الله رشوة
ثم قال: أذهب ياعمرو أنت وصاحبك فلاشئ لك عندي
دوسية رسول الله صلي الله عليه وسلم مملوء بالشهادات من الكفار أنفسهم فيه
1- شهادة خديجة وشهادة الزوجة في زوجها مهمة جداً سواء أكانت خير أم بشر
2-شهادة الكفار عند جبل الصفا((أنت عندنا غير متهم, ماجربنا عليك كذباً)
3-شهادة أبي سفيان عند ملك الروم
4-شهادة أكثم بن صفي (ولو لم يكن هذا ديناً لكان في عرف الناس خُلقاً)
5-شهادة جعفر بن أبي طالب
(والحمد لله رب العالمين