بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفي ، والصلاة والسلام علي المصطفي.
أما بعد,
فلقد وصل لنا النبي صلي الله عليه وسلم حكمة الدنيا في جملتين أن العمل الصالح طريق الجنة ، وأن العمل الطالح (الفاسد) طريق النار وقد وعد الله عز وجل المؤمنين بالنعيم ، وتوعد الفجار بالجحيم .
والله سبحانه وتعالى من عدله رفض أن يسوي بينهما في الجزاء “بين المؤمن والفاجر” وعد ذلك سوء حكم ، مصداقاً لقوله تعالي في سورة القلم “( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ 34 أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ 35 مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ )”
وأيضاً أخبر الله عز وجل أن النعيم الذي يذهب إليه أهل الإيمان والصلاح لايتغير ، دائماً أبداً . مصداقاً لقوله تعالي في سورة لقمان 8 ، 9 “( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ. خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا )”
انظر أيها الشاب وأيتها الشابة إن هذا النعيم الذي لايحول ولايزول لك أنت مادمتم علي طريق الإيمان .
بمعني : تقيم الصلاة وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر ، وتفعل كل ما أمرك به ربك بقدر استطاعتك ، وتبعد عن كل مانهاك عنه .
كذلك أخبرنا الله عز وجل عن أهل الفسق والفجور والكفران لابد لهم أن يذوقوا أليم العذاب مصداقاً لقوله تعالي في سورة ق الآية 24 : 26 (” أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ. مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ. الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيد.“)
وهذه الآيات كلها سواء أكانت آيات النعيم في الجنة وآيات الجحيم في النار تدل بوضوح علي أن الإنسان صانع مصيره – مصيرك بيدك أيها الشاب وأيتها الشابة أنت وأنتي تشق بيدك طريق المستقبل.
وأن القدر لايسوق الناس إلي دار الجزاء خبط عشواء لا وألف لا .
أنتم تجنون في الدار الآخرة من ثمار ماغرستم في الدار الدنيا .
وكل كلام غير هذا فهو إما جهل بالإسلام أو افتراء عليه كما قال : استاذنا محمد الغزالي رحمه الله .
علينا أيها الشاب بالعمل الصالح ولكن كثير منا يظن أن ماقام به من واجبات وماتطوع به من نوافل أكثر من النعم التي أعطاها الله له في الدنيا .” النظر (العين) الصحة – القوة – العقل – الزواج – الأولاد – المال – الأصحاب – الأهل – الأم والأب ,و كثيرا من أنواع الطعام والشراب هذا الظن ليس في محله .. فنعمة البصر فقط في الحديث الشريف تساوي عبادة خمسمئة سنة .
ومن ناحية أخري نحن لاندري أن الطاعات التي قمنا بها سليمة الأداء – كاملة الأركان (ياعالم) لانخاف ونطمئن لماذا؟
1-لأن الله جل شأنه ينظر إلي نيات الخير في قلوب أهل الإيمان فيعفو عن كثير من عفوتهم.
2-يتجاوز عن كثير من تقصيرهم.
3-يكثر الأعمال القليلة التي يقومون بها.
مصداقاً لقوله تعالي في سورة النور الآية 21 “( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ”) لولا رحمة الله لهلكتم .
مثالاً : أنتم بذلتم النفس وبذلتم المال لله رب العالمين
مثالاً : أليس الله هو خالق هذه النفس ؟
مثالاً : أليس الله هو واهب هذا المال ؟
فإذا أدخلكم الجنة – بعد – ألا يكون متفضلاً ؟
وهذا مصداقاً لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم المشهور في البخاري ” لن يدخل الجنة أحد بعمله ” قالوا : ولا أنت يارسول الله ؟ قال“:( ولا أنا إلا يتغمدني الله برحمته )”
لايذهب بعقلكم أيها الشباب أن العمل الصالح ليس طريق الجنة وأن الجنة هبة من الله يمنحها من يشآء من عباده ولو لم يعمل , هذا غباء في الفكر وافتراء علي الله والمرسلين .
لأن الله سبحانه وتعالي أخبرنا في سورة الزخرف 72 ، 73 (” وَتِلْكَ الْجَنَّة الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 72 لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ“)
دخول الجنة بفضل الله وتقسيم خير الجنة بالأعمال الصالحة – كل حسب عمله فهيا نعمل …. فهيا نعمل ….فهيا نعمل…..
(والحمد لله رب العالمين)