بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعــد ..
لماذا شرع الله الغسل ؟
1. تطهيراً لبدن المؤمن وقلبه.
2. تنشيطاً لأعضائه وترويحاً لنفسه.
3. يكون فى القلب قبول ورضا لأنك نفذت أمر الله.
ما معنى الغسـل ؟
هو سيلان الماء وتحريكه ووصوله إلى جميع جسدالإنسان وشعره ، مصداقاً لقوله تعالى:
(“وإن كنتم جنباً فاطهروا)”.
هذا أمر من الله تعالى بالإغتسال بالمآء.
كيف نغتسـل ؟
غسل المرأة كغسل الرجل إلا أنها فى حالة الغسل من الحيض أو النفاس ينبغى عليها أن تزيل أثر الدم تماماً بمطهر له رائحة نفاذة تقضى على رائحة الدم.
وكما قالت السيدة عائشة – رضى الله عنها – لأسمآء:
تأخذى قطنة عليها مسك فتدلك حول فرجك بعد الغسل حتى لا يبقى من رائحة الدم شئ يجلب الأذى ويضر بالبدن ، أما الفرج فإنها تغسله بالماء والصابون أو مطهر لا يسبب لها إلتهاباً ولا حكة.
الدليـــل:
سألت اسماء بنت شكل النبى – صلى الله عليه وسلم – عن غسل الجنابة فقال: (“تأخذى مآءك وسدرتك فتطهرين فتحسنين الطهور ثم تصب على رأسك فتدلكه دلكاً شديداً حتى يبلغ شئون رأسك ثم تفيضى عليها المآء”.
صفة غُسل النبى – صلى الله عليه وسلم:
1. النية.
2. يغسل كفيه ثلاث مرات قبل إدخالها فى الإناء.
3. تستنجى حتى ولو لم يكن بقبلك ودبرك نجاسة.
4. التسمية: بسم الله والحمدلله قياساً على الوضوء.
5. الوضوء: تتوضأ وضوءاً كاملاً.
6. تفرغ المآء على رأسك وتغسله جيداً ثلاث مرات.
7. تغسل عنقك وذراعك الأيمن وجنبك الأيمن.
8. تغسل ذراعك الأيسر وجنبك الأيسر.
9. تغسل ظهرك وبطنك.
10. تغسل فخديك الأيمن إلى أخمص قدميك.
11. تغسل فخديك الأيسر إلى أخمص قدميك.
ولك أن تصلى بهذا الغسل من غير أن تجدد الوضوء إلا: إذا لمست فرجك بعد الوضوء فإنك حينئذ يجب عليك أن تجدد الوضوء.
ولاتنسى أن تخلل أصابع يديك ورجليك وأن تتبع أسارير وجهك وجفون عينيك وبواطن أذنيك – وجوف سرتك وإبطيك – وإياك أن تترك موضعاً من جسدك دون أن تصيبه الماء – فإن أى لمعة فى جسدك ولو صغيرة – لم يصيبها الماء تجعل الغسل باطلاً.
الغسل بالماء والصابون لا يرفع الجنابة
كثير من العوام يدخل الحمام ليغتسل ومعه اللوفة والصابونة وليس هذا الغسل مطهراً له أبداً – وسيظل جنباً مادام يصنع ذلك ولو عاش 50 سنة لأنه لا يسمى غسلاً شرعياً ولكن يسمى استحماماً القصد منه التنظيف.
أما الغسل الشرعى فإنه لا يتحقق إلا بمآء مطلق الذي لم يخالطه شئ كالصابون.
فعلى المسلم والمسلمة إذا أرادوا أن يغتسلوا من الجنابة أن يفعلوا ما فعله الرسول – صلى الله عليه وسلم – فيصب الماء المطلق الخالى من كل ما يغيره على جسده من أعلى إلى أسفل ، وبهذا يكون قد طهر.
ولهم بعد ذلك أن يستحموا بالصابونة واللوفة.
هل على المرأة أن تفك ضفائرها عند الغسل؟
الحق أنه لا يجب عليها فك ضفائرها عند غسل الجنابة مطلقاً لما فيه من الحرج والمشقة والدين مبنى على اليسر ورفع الحرج.
فعلى المرأة أن تصب الماء على رأسها صباً غزيراً حتى يصل إلى جلدة رأسها وتتيقن من ذلك. فإن غلب على ظنها أن المآء لم يصل تصب مآء آخر وآخر حتى يبلغ جلدة رأسها فإن تحت كل شعرة جنابة.
الدليــل على ذلك:
قال أحد الصحابة بلغ عائشة – رضى الله عنها – أن عبدالله بن عمر بن الخطاب يأمر النسآء إذا اغتسلن أن ينقضن رءوسهن فقالت: “عجباً لإبن عمر ، يأمر النسآء إذا اغتسلن بنقض رءوسهن !! أفلا يأمرهن أن يحلقن رءوسهن !! لقد كنت اغتسل أنا ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – من إناء واحد ، ما أزيد أن أفرغ على رأسى ثلاث إفراغات”. رواه أحمد ومسلم
العلمـاء: يقولون فى غسل الجنابة لا تفك الضفائر – لرفع الحرج والمشقة ولكن فى غسل الحيض والنفاس يجب فك الضفائر لأن الحيض كل شهر والولادة كل سنة أو سنتين.
هذه سيدة جنب وتحتاج إلى الغسل ولكن لا يوجد مآء ؟ ماذا تفعل ؟
التيمــم:طهارة ترابية تسد مسد الطهارة المائية وضوءاً كانت أو غسلاً عند فقد المآء أو عند عدم القدرة على استعماله.
الدليــل:الكتاب والسنة وإجماع الأئمة.
(“وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا) (43)”.
السـنة:حديث عائشة – رضى الله عنها – قالت: “خرجنا مع النبى – صلى الله عليه وسلم – فى بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أنقطع عقدى ….
الإجمـاع: انعقد الإجماع على أن التيمم مشروع بدلاً عن الوضوء والغسل فى أحوال خاصة.
متى شـرع:فى السنة السادسة من الهجرة أثناء رجوع النبى – صلى الله عليه وسلم – من غزوة بنى المصطلق.
والتيمم من خصائص الأمة الإسلامية ولم يكن مشروعاً فى الأمم السابقة وفيه: (1) يسر ، (2) تخفيف ، (3) رحمة على هذه الأمة.
مصداقاً للحديث الذى رواه حذيفة – رضى الله عنه – قال: إن النبى – صلى الله عليه وسلم –قال: (“فُضلنا على الناس بثلاث: (1) جُعلت صفوفنا كصفوف الملائكة. (2) وجُعلت لنا الأرض كلها مسجداً. (3) وجُعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد المآء”).
الصعيد الذى نتيمم به: ( إختلف الفقهاء )
(1) الشافعية: التيمم بالتراب الطاهر لا غير.
(2) جمهور الفقهاء قال: إن الصعيد (صعيداً طيباً) كل ما صعد على وجه الأرض واتصل بها وكان من جنسها (التراب – الرمل – الحجر – الجبس – الجير) ، أى شئ يحمل غباراً مثل (المخدة – البطانية – البالطو – كتف الجاكيت – السجادة الموكيت – شلته الكرسى ..)…. المطلوب هو غبار التراب وليس التراب…
كيفية التيمم:
(1) النيه. (2) التسمية. (3) يضرب بيديه على الصعيد الطاهر.
(1) النيـة:
الحديث: (“إنما الأعمال بالنيات..).” بأن ينوى استباحة الصلاة أو قراءة القرآن محلها القلب والتلفظ بها غير مشروع بل بدعة.
(2) التسمية:
مصداقاً لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (باسم الله والحمدلله).
(3) يضرب بيديه على الصعيد الطاهر:
الرأى الصحيح الذى عليه الجمهور هو:
ضربتان وليس ضربة واحدة. الدليل: حديث جابر – أن النبى – صلى الله عليه وسلم – قال: (“التيمم ضربة للوجه – وضربة لكفين إلى المرفقين)“. أخرجه الدارقطنى.
وهما فرضان بالإتفاق مصداقاً لقوله تعالى:
(“فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ“) سورة المائدة الآية (6).
ويجب عند مسح اليدين نزع الخاتم والأساور أو تحريكهما إن كانا واسعين.
مسـألة:
(1) واحدة قبل صلاة الظهر بدقيقة جآءت المآء ؟
هنا بطل التيمم ووجب الوضوء.
(2) جآءت الماء أثناء الصلاة ماذا نفعل ؟
تتم السيدة صلاتها ولا تخرج منها ولا تعيدها.
(3) جآءت الماء بعد إتمام الصلاة ؟
تبقى الصلاة صحيحة ولا تعيدها لمـاذا ؟؟
لأن الله لا يسترد رخصته ولا منحته. مادام قد أذن بالتيمم صحت الصلاة منه.
المسح على الجبيرة:
فإذا جرح الإنسان أو أصابه كسر فى أحد أعضائه ولم يقدر على استعمال المآء أو كان المآء يضره أو يؤخر شفآءه ، وبعد أن يربط على الجرح ثم يمسح عليه فى وضوئه أو غسله.
الدليـل:ما رواه جابر– أن رجلاً أصابه حجر فشجه فى رأسه ثم احتلم. فقال لأصحابه وهم فى غزوة أريد رخصة فى عدم استعمال المآء لرأسه المفتوحة ، قالوا: لا نجد لك رخصة أغتسل ، فغسل فمات. قال النبى – صلى الله عليه وسلم: ( “قتلوه قتلهم الله ألاٌ سألوا إذا لم يعلموا إنما كان يكفيه أن يتيمم أو يعصب على جرحه ثم يمسح عليه ويغسل سائر جسده”). رواه أبوداوود.
ما الأشياء التى تبطل المسح على الجبيرة:
(1) بنزعها من مكانها سواء بُرئ الجرح أم لم يبرأ.
(2) يبطل المسح كذلك إن برئ الجرح ، فإن المسح كان جائزا وقت أن كان العضو عليلاً فإذا ما بُرئ الجرح زال العذر.
المسح على الجوربين ( الشراب )
يجوز المسح على الجوربين وقد رُوىَ ذلك عن كثير من الصحابة مثل على – ابن عباس – ابن مسعود – عمر – البراء بن عازب – أنس بن مالك.
وكان أبو حنيفة لا يُجوز المسح على الجورب التخين ثم رجع إلى الجواز قبل موته ومسح على جوربيه فى مرضه.
الشـرط:لابد أن يكون الجورب سميك لا تبدو البشرة من تحته.
محل المسح:المكان ظاهر الخف وليس أسفل الخف.
الدليـل:عن علىٌ بن أبى طالب – كرم الله وجه – قال:
“لو كان الدين بالرأى لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه وقد رأيتُ رسول الله يمسح على ظاهر خفيه”. رواه أبو داوود.
كيفية المسـح:
أن يضع أصابع يمينه على مقدم شرابه الأيمن وأصابع يساره على مقدم شرابه الأيسر ويمدهما إلى أصل الساق مفرقاً أصابعه …
مدة المسـح: يوم وليلة للمقيم وثلاث أيام للمسافر.
الدليـل: “أحد الصحابة سأل علىً بن أبى طالب فقال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يأمرنا أن يُمسح المقيم يوماً وليلة (24 ساعة) والمسافر ثلاثاً”.
مبطلات المسـح:
(1) إذا أصابته جنابة. (2) أنتهت المدة. (3) خلعه لأي سبب من الأسباب.
الذى يبطل الوضوء يبطل المسح لمـاذا ؟
لأن المسح على الجورب نيابة عن غسل الرجلين فى الوضوء ..
( والحمدلله رب العالمين )