تنبؤات النبى الكريم لأوائل المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

 

أما بعد،،،،

الإخبار الأول:

          ومن ذلك ما رواه الباري في دلائل النبوة من حديث فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة – رضي الله عنها – أن نسآء النبى – صلى الله عليه وسلم – اجتمعن عنده فقلن يوماً:  يارسول الله أينا أسرعُ بك لحوقاً؟  فقال:  (أطولكن يداً).  (صحيح مسلم).  فكانت زينبُ أطولنا يداً لماذا؟  لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق ، وهذا هو المشهور عن علماء التاريخ أن زينب بنت جحش كانت أول أزواج النبى – صلى الله عليه وسلم – وفاة.  توفيت 26 هـ.  وصلى عليها عمر بن الخطاب.  وأما سودةُ فإنها تُوفيت في آخر إمارة عمر بن الخطاب.

التعليق:        مات 10 هـ    وهي 26 هـ            الفرق  16  سنة

الإخبار الثاني:             (رواه أبوداود ، البيهقي)

          عن أم ورقة بنت نوفل ، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما غزا بدراً قالت:  يارسول الله ، أئذن لي في الغزو معك أُمرضُ مرضاكم لعل الله يرزُقُني الشهادة.  فقال لها:  (قري في بيتك فإن الله يرزُقُك الشهادة).  فكانت تُسمى الشهيدة.

          كانت قد قرأت القرآن ، فأستأذنت النبى – صلى الله عليه وسلم  – أن تتخذ في بيتها مؤذناً ، فأذن لها  –  وكانت دبرت غلاماً لها وجارية فقاما إليها بالليل  ،  فغماها في قطيفة لها حتى ماتت وذهبا .

          فأصبح عمرُ فقام في الناس وقال:  (من عنده من هذين علم أو من رآهما فليجئ بهما – فأمر بهما فصُلبا – وكانا أول مصلوبين بالمدينة).

          وكان رسول الله – صلي الله عليه وسلم – يزورها ويُسميها الشهيدةُ.

          فقال عمرُ:  صدق رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – كان يقولُ:  (انطلقوا بنا نزورُ الشهيدة).

الإخبار الثالث:             (رواه أحمد)

          عن سالم ، عن أبيه قال:  أبصر رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – على عمر ثوباً فقال:  (أحديثُ ثوبُك أم غسيل؟).  قال: بل غسيل.  قال: (1) ألبسُ جديداً ، (2) وعشُ حميداً ، (3)  ومُت شهيداً.

وقد وقع ما أخُبر به في هذا الحديث – رضي الله عنه – قُتل شهيداً وهو قبل موت عمر – رضي الله عنه – قال سعيد بن المسيب:  لما نفر عمر من منى أناخ بالأبطح ، ثم أستلقى ورفع يديه إلى السمآء وقال:  ((1) اللهم كبر سني ، (2) وضعفت قوتي ، (3)وانتشرت رعيتي ، فأقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط).

قبل أن ينتهي شهر ذو الحجة حتى قتل يوم 26 ذو الحجة – يوم الأربعاء ودفن يوم الأحد بجوار سيد الخلق محمد – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر – رضي الله عنه.  (أخرجه الحاكم).

قال ابن عباس:  كان أبو لؤلؤة مجوسياً ، جآء أبو لؤلؤة عبدالمغيرة بني شعبة إلى عمر بن الخطاب يشكو سيده المغيرة ، بأن المغيرة يستغله كل يوم ويعطيه 4 دراهم.   فقال عمر: (أحسن إلى مولاك).  ومن نية عمر أن يكلم المغيرة فيه ، فغضب أبو لؤلؤة.  وقال:  (يسع الناس كلهم عدله غيري وأضمر قتله).  واتخذ خنجراً ذى رأسين وشحذه وسمه.

فكمن بزاوية من زوايا المسجد قبل صلاة الفجر – حتى خرج عمر يوقظ الناس للصلاة – وكان من طبع عمر أن يقول:  أقيموا صفوفكم قبل أن يكبر – فلما دنا منه طعنه ثلاث طعنات (في كتفه وفي خاصرته ، فسقط عمر).  وطعن 13 رجلاً معه فمات منهم ستة ثم قبض عليه فطعن نفسه فمات أبو لؤلؤة المجوسي.

وحمل عمر إلى أهله – وكادت الشمس تطلع – فصلى عبدالرحمن بن عوف بالناس بأقصر سورتين – شرب عمر لبناً فخرج من جرحه

ثم قال لابنه عبدالله:  ياعبدالله انظر ما على من الدين ، فحسبوه فوجدوه 86 ألفاً – فقال:  إن وفى مال آل عمر فأده من أموالهم وإلا فاسأل في بني عدي – فإن لم تف أموالهم – فأسأل في قريش.

تصوروا أمير المؤمنين – خليفة خليفة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مات وعليه دين 86 الفاً – وليس عنده مليارات.   ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إلإخبار الرابع : مقتل علي بن أبي طالب

          عن عمار بن ياسر قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لعلي حين ولى غزوة العُشيرة:  (يا أبا تراب – لما يرى عليه من التراب – ألا أُحدثك بأشقى الناس رجلين؟).  قلنا:  بلي يارسول الله.  قال:  (أُحيمرُ ثمود الذى عقر الناقة ، والذى يضربُك ياعلي على هذه – (يعني قرنه) حتى يبُل هذه – (يعني لحيته). 

رواه البيهقي في الدلائل  ج 6 صــ  439.

          عن تعلبه بن يزيد قال:  قال عليُ:  والذى فلق الحبة وبرأ النسمة لتُخضبن هذه من هذه – للحيته من رأسه.

          فقال عبدالله بن سبُع:  والله ياأمير المؤمنين لو أن رجلاً فعل ذلك لابدنا عشيرته.

          فقال عليُ:  أنشُدُك بالله أن لا تقتل بي غير قاتلي.  قالوا:  يا أمير المؤمنين ألا تستخلفُ؟  قال:  لا ، ولكني أترككم كما ترككم رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم.

          قالوا:  فيما تقولُ لربك إذ لقيته وقد تركتنا هملاً؟

          قال:  أقول:  اللهم استخلفتني فيهم ما بدا لك ، ثم قبضتني وتركتُك فيهم ، فإن شئت أصلحتهم ، وإن شئت أفسدتهم.

          وقد وقع ما أُخبر به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في ليلة الجمعة 17 رمضان سنة 40 هـ.  أستيقظ عليُ سحراً فقال لابنه الحسن ، رأيت الليلة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلت:  يارسول الله ما لقيت من أمتك من الاود واللدد؟  فقال لي:  (أدع الله عليهم).  فقلت:  (اللهم أبدلني بهم خيراً لي منهم – وأبدلهم بي شراً لهم مني) ودخل ابن الذباح المؤذن على عليَ فقال:  الصلاة ، فخرج عليُ من الباب ينادي:  أيها الناس الصلاة الصلاة ، فأعترضه ابن ملجم (عبدالرحمن بن ملجم) من الخوارج فضربه بالسيف ، فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه).

          فشد عليه الناس من كل جانب فأمسك وأوثق وأقام على الجمعة والسبت وتوفي ليلة الأحد 19 رمضان سنة 40 هـ ، وغسله الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر – (ابن أخوه) ، وصلى عليه الحسن ، ودفن بدار الإمارة بالكوفة ليلاً ، وكان عمره 63 وقيل 67  68 سنة.

ماذا فعلوا في عبدالرحمن بن ملجم؟؟

          قطعت أطراف ابن ملجم ، وجعل في قوصرة وأحرقوه بالنار.

          (هذا كلام ابن سعد في الطبقات).

          لما ضرب علي – دخل عليه الحسن وهو باك فقال له علي:  يابني أحفظ عني أربعاً وأربعاً قال: وماهن يا أبت؟  قال:  (1) أغنى الغنى العقل ، (2) وأكبر الفقر الحمق ، (3)وأوحش الوحشة:  العُجب ، (4) وأكرم الكرم حسن الخلق.

الأربع الأخرى:  قال:  إياك مصاحبة الأحمق ، لماذا؟   (1)  فإنه يريد أن ينفعك فيضرك ، (2) وإياك ومصادقة الكذاب ، لماذا؟  فإنه يقرب عليك البعيد ، ويبعد عليك القريب ، (3)وإياك مصادقة البخيل ، لماذا؟  فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه ، (4) وإياك ومصادقة الفاجر ، لماذا؟  فإنه يبيعك بالتافه.

          الاحمق:  هو الذى يتدخل في ما لا يعنيه.  ليس له عقل رزين.

 (( الخلافة بالمدينة والمُلكُ بالشام ))

الإخبار الخامس:

        إخباره – صلى الله عليه وسلم – عن غزاة البحر إلى قبرص إيام معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه.

          عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعُمُه – وكانت تحت عُبادة بن الصامت.  فدخل عليها يوماً فأطعمته ، ثم جلست تفلي رأسه ، فنام رسول الله – صلى الله عليه وسلم ، ثم أستيقظ وهو يضحك قالت:  ما يُضحكك يارسول الله؟ قال:  (ناسُ من أمتي عُرضوا علي غُزاة في سبيل الله يركبون هذا البحر مُلوكاً على الأسرة ، أو مثل المُلوك على الأسرة).

          فقالت يارسول الله:  أدعُ الله أن يجعلني منهم.  فدعا لها ، ثم وضع رأسه فنام ، ثم أستيقظ وهو يضحكُ.  قلت:  ما يُضحكك يارسول الله؟  قال:  (ناسُ من أُمتي عُرضوا على غُزاة في سبيل الله يركبون هذا البحر مُلوكاً على الأسرة).

          فقلت يارسول الله:  أدعُ الله أن يجعلني منهم.  فقال:  (أنت من الأولين).

          قال راوي الحديث أنس:  (فركبت أمُ حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصُرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت).

          (هذا حديث صحيح رواه البخاري ومسلم).

في هذا الحديث من دلائل النبوة:

(1)            الإخبارُ عن الغزوة الأولى في البحر وقد كانت في سنة 27 هـ مع معاوية بن أبي سفيان – حين غزا قبرص

وهو نائب الشام عن عثمان بن عفان – وكانت معهم أم حرام بنت ملحان صُحبة زوجها عُبادة بن الصامت – أحد النقباء ليلة العقبة.

الإخبار عن موت ميمونة بنت الحارث بسرف:

          قال البخاري (في التاريخ) عن أم المؤمنين ميمونة:

          قال عبدالله بن الأصم:  ثقلت ميمونة بمكة وليس عندها من بني أخيها أحد.  فقالت: أخرجوني من مكة فإني لا أموتُ بها ، إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخبرني أني لا أموت بمكة.

          فحملوها حتى أتوا بها سرف إلى الشجرة التى بنى بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تحتها في موضع القُبة فماتت.  رضى الله عنها.

          وكان موتها سنة 51 هـ على الصحيح.

 

 (والحمد لله رب العالمين)

 



 

 

 



 

 

 

 

 

اترك تعليقاً