بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى , والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد,
فى سورة القيامة الآية {36} يقول الله عز وجل: (“أيحسب الإنسان أن يترك سدى “)
بمعنى : أفيظن الإنسان أن يترك هملا ,ً من غير بعث ولا حساب ولا جزاء ؟
هو بدون تكليف ( الأوامر والنواهى ) بحيث يبقى كالبهائم المرسلة فلقد كانت الحياة فى نظر القوم حركة لا علة لها ولا هدف ولا غاية – هى مجرد أرحام تدفع وقبور تبلع بين ذلك لهو ولعب وزينة وتفاخر بالأموال والأولاد – ومتاع قريب من متاع الحيوان
يجب ان يعرف الأنسان ان يكون قدومه إلى هذه الحياة وفق قدر يجرى الى غاية مقدرة ، وان ينتهى الى حساب وجزاء ,وأن تكون رحلته على هذه الارض ابتلاء ينتهى الى الحساب والجزاء والدليل على أن الأنسان لن يترك سدى ما هو ؟؟
إنها دلائل نشرته الاولى : ” الم يكن نطفة ً من منى يمنى (37) ثم كان علقة ً فخلق فسوى (38) فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى (39) “
فمن هذا الأنسان ؟ ممن خلق ؟ وكيف كان ؟ وكيف صار؟ وكيف قطع رحلته الكبيره حتى جاء الى هذا الكوكب؟ الم يكن نطفة ً صغيرة من الماء – من منى يمنى ويراق ؟
أما كان هذا الأنسان نطفة ضعيفة من مآء مهين يراق ويصب فى الأرحام وكأن الله تعالى يقول أنه مخلوق من المنى الذى يجرى مجرى البول . الم تتحول هذه النطفة من خلية واحدة صغيرة إلى علقة ذات وضع خاص فى الرحم ، تعلق بجدرانه لتعيش وتستمد الغذاء ؟ فمن ذا الذى ألهمها هذه الحركة ؟ ومن ذا الذى أعطاها هذه القدرة ؟
العلقة : قطعة من دم غليظ متجمد – فخلقه الله بقدرته فى أجمل صورة وسوى صورته واتقنها فى أحسن تقويم من ذا الذى خلقها (العلقة) بعد ذلك جنينا ً معتدلا ً منسق الاعضاء؟ مؤلفا ً جسمه من ملايين ملايين من الخلايا الحية ، وهو فى الأصل خلية واحدة مع بويضة.
ثم فى النهاية .. من ذا الذى جعل من الخلية الواحدة .. الذكر والانثى ؟
انه لا مفر من الأحساس باليد اللطيفة المدبرة التى قادت النطفة الى طريقها الطويل.
كيف جاء المولود ذكرا ً وكيف جاءت انثى ؟
وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم ” اذا سبق مآء الرجل مآء المرأة يكون ذكرا ً ، وإذا سبق مآء المرأة مآء الرجل تكون أنثى “ وكذلك فى الصحيح أيضا ً( ” إذا علا مآء الرجل مآء المرأة أشبه الولد أعمامه وإذا علا مآء المرأة مآء الرجل أشبه الولد أخواله )”
وإن خرج مآء المرأة من قبل لكن لما خرج مآء الرجل من بعد ذلك كان أكثر وأعلى كان الولد انثى بحكم سبق مآء المرأة ويشبه أباه وأعمامه بحكم غلبة مآء الذكروعلوه وكثرته على مآء المرأة . فسبحان الخلاق العظيم.
هذا هو أصل الأنسان وتركيبه ، فكيف يليق بمثل هذا الضعيف ان يتكبر على طاعة الله ؟
” أليس ذلك بقادر على ان يحيى الموتى “آى آليس ذلك الإله الخالق الكريم ، الذى انشأ هذه الاشياء العجيبه ، وأوجد الأنسان من مآء مهين بقادر على إعادة الخلق بعد فنائهم ؟ بلى إنه على كل شئ قدير .
وروى ان النبى صلى الله عليه وسلم “كان اذا قرأ هذه الآيه قال سبحانك اللهم بلى”
(والحمد لله رب العالمين)