قصة سيدنا يعقوب – عليه السلام

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

 

أما بعد:

(1)          فهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم – عليه السلام – وأمه (رفقة) بنت بتوئيل بن ناحور بن آزر ، وناحور هو أخو إبراهيم – عليه السلام.

(2)          ويعقوب – عليه السلام – هو أبو الأسباط الاثنى عشر ، وإليه ينسب شعب بنى إسرائيل.

(3)          ويسمى يعقوب (إسرائيل) مصداقاً لقوله تعالى فى سورة آل عمران(93): (“كل الطعام كان حلاً لبنى إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة“.)

ومعنى إسرائيل فى اللغة العبرية (روح الله)(أو عبدالله)(أو صفى الله).

وقد حرم إسرائيلُ على نفسه (يعقوب) أحب الطعام إليه (لحم الإبل) وأحب الشراب إليه (ألبان الإبل) إن شفاه اله من مرض ألم به.  مصداقاً للحديث الذى رواه الإمام أحمد فى مسنده عن ابن عباس – رضى الله عنهما – قال: إن عصابة من اليهود حضرت عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالوا: “حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبى.  قال النبى – صلى الله عليه وسلم: سلونى عما شئتم.  قالوا: أخبرنا أى الطعام حرم إسرائيل على نفسه؟ قال النبى – صلى الله عليه وسلم: “هل تعلمون أن إسرائيل (يعقوب) مرض مرضاً شديداً وطال سقمه ، ونذر لله نذراً لئن شفاه الله من سقمه ليحُرمن أحب الشراب إليه وأحب الطعام إليه“.

حياة يعقوب – عليه السلام:

(1)          إن يعقوب – عليه السلام – ولد فى أرض الكنعانيين (فلسطين).

(2)          وورث يعقوب – عليه السلام – من أبيه إسحاق النبوة والحلم والعلم ، والصبر الجميل ، فحقد عليه أخوه (عيصو) ويسمى فى بعض الكتب العيصى وأضمر له شراً فخافت عليه أمه (رفقة) وقد أمرته أن يسافر إلى خاله (لابان) فى (فدان آرام) من أرض بابل بالعراق ويقيم عنده.

خاله لابان عنده إبنتين هما (ليئة) ليا وهى الكبرى ، و(راحيل) هى الصغرى ، فخطب يعقوب من خاله ابنته الصغرى (راحيل) وكانت جميلة فوافقه خاله مقابل أن يخدم عنده سبع سنين يرعى له غنمه ، فلما مضت المدة صنع خاله طعاماً وجمع الناس وزف إليه ليلاً إبنته الكبرى (ليئة) وكانت ضعيفة العينين قبيحة المنظر ، فلما أصبح يعقوب إذا هى (ليئة) فقال لخاله: لم غدرت بى وأنا إنما خطبت (راحيل).  فقال له: إنه ليس من سنتنا أن نزوج الصغرى قبل الكبرى ، فإن أحببت أختها فأرع لي الغنم سبع سنين أخرى وأزُوجك (راحيل) فعمل سبع سنين أخرى فزوجه إياها ، وجمع له بين الأختين، ولم يكن الجمع بين الأختين فى شريعتهم محرماً ، ثم فسخ فى شريعة التوراة كما هو الحال فى الشريعة الإسلامية. 

أولاد يعقوب – عليه السلام

 

وهب (لابان) خاله لكل واحدة من ابنتيه جارية فوهب (زلفى) لابنته ليئة، ووهب (بلها) لابنته راحيل ، فوهبت كل منهما جاريتها ليعقوب فأصبح عنده أربع نسوة وقد ولدن له أولاده الإثنى عشر ، (الأسباط) أما (ليئة) زوجته الأولى فقد ولدت له ستة أولاد.

وأما (راحيل) فقد ولدت له ولدين هما (يوسف عليه السلام – بنيامين) وأما (بلها) جارية راحيل فقد ولدت له ولدين.

وأما (زلفى) جارية (ليئة) فقد ولدت له ولدين أيضاً.

وقد أصبح كل واحد من أولاد يعقوب أباً لسبط من أسباط بنى إسرائيل.

ويقول المؤرخون:  إن كل أولاده قد ولدوا له وهو فى العراق إلا بنيامين ولد فى أرض الكنعانيين فى فلسطين لما رجع يعقوب – عليه السلام – إلى وطنه.  وبها (فلسطين) سكن إلى زمن حادثة ولده يوسف ، ثم رحل لمصر وبها توفى بعد سبعة عشر سنة.

وقيل من محاسن الصدف أن يوسف أقام عند والده (يعقوب) فى فلسطين من صغره سبعة عشر سنة وأٌقام أبوه عنده بمصر سبعة عشر سنة ، وقد عاش يعقوب – عليه السلام – مائة وسبعاً وأربعين سنة (147) سنة.

وفاته عليه السلام:

مات يعقوب – عليه السلام – بعد أن بلغ من العمر 147 سنة ، وقد أوصى يعقوب إبنه يوسف أن يدفنه مع أبيه إسحاق.  وخيط أطباء مصر جثته وسار به يوسف إلى فلسطين ودفنه عند أبيه فى المغارة بحبرون (مدينة الخليل) صلوات الله عليهم أجمعين.

نكتفى بهذا القدر من قصة سيدنا يعقوب – عليه السلام – لأن قصته تتجلى فى قصة ولده يوسف، ففيها يظهر حلمه وعلمه ، وصبره وفطنته ، وأدبه وحسن معالجته للأمور ، وعفوه وصفحه عمن أساء إليه من أبنائه وعشيرته وغير ذلك من خلائقه الكريمة وأوصافه المحمودة ..

 

                                ( والحمد لله رب العالمين)

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً