قصر الصلاة فى السفر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

 

أما بعد،،،

 

          فيشرع فى السفر قصر الصلاة ثبت ذلك بالكتاب والسُنة وإجماع الأمة.

الكتــاب:  فى قوله تعالى فى سورة النساء الآية (101):

(وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ).

          قال ابن عطيه أيضاً فى تفسيره:

          عن على بن أبى طالب – رضى الله عنه – أنه قال:  سأل قوم من التجار رسول الله – صلى الله عليه وسلم فقالوا:  إنا نضرب فى الأرض فكيف نصلى؟  فأنزل الله تعالى:  (وإذا ضربتم فى الأرض فليس عليكم جُناح أن تقصروا من الصلاة). ضربتم: سافرتم وانقطع الكلام – فلما كان بعد ذلك بحول غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر فقال المشركون:  لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم هلا شددتم عليهم؟  فقال قائل منهم:  إن لهم أخرى فى أثرها؟

فى السُنة:

          سأل رجل عبدالله بن عمر فقال:  (يا أبا عبدالرحمن إنا نجد صلاة الخوف وصلاة الحضر فى القرآن ولا نجد صلاة السفر؟  فقال بن عمر:  يا بن أخى إن الله تبارك وتعالى بعث إلينا محمداً صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئاً ، فإنا نفعل كما رأيناه يفعل).   أخرجه مالك فى السفر باب قصر الصلاة فى السفر.

          لماذا القصر؟  لأن فى السفر مشقة شديدة ، فخفف عن المسافر بأمرين القصر والجمع ، وعند وصول البلد وأنتهى سفره فله رخصة واحدة وهى القصر فقط.

          ففى هذا الخبر قصر الصلاة فى السفر من غير خوف سُنة لا فريضة ، لأنها لا ذكر لها فى القرآن.

          وقصر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أربع إلى اثنتين إلا المغرب فى أسفاره لها آمنا لا يخاف إلا الله تعالى.  فكان ذلك سُنة مسنونة منه – صلى الله عليه وسلم.

          وهى بذلك سُنة مؤكدة ، ما حكم صلاة القصر؟؟

          قال يعلى بن أمية لعمر قلت لعمر بن الخطاب:  وليس عليكم جُناح أن تقصُروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا – وقد أمن الناس !!!

          فقال عمر عجبتُ مما عجبت منه ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:  (صدقة تصدق الله بها عليكم فأقبلوا صدقته)  (صحيح مسلم).

الحديث الثانى:

          قال أنس بن مالك:  (سافرنا مع النبى – صلى الله عليه وسلم – من المدينة إلى مكة فصلى ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة)  البخارى – ابن ماجه – الترمذى.

مسافة القصر:

دليل الحنفية:  (لا تسافر المرأة مسيرة ليلتين إلا مع زوج أو ذى محرم).

          وكان ابن عمر وابن عباس يفطران ويقصران فى أربعة برد وهى ستة عشر فرسخا  16 × 5.5  =  88  ك  تقريباً ،  وهذا رأى الجمهور ….  (أن الصلاة فرضت أربعة وإن قصرها للمسافر رخصة).

          وقد أستدل جمهور العلماء بحديث يعلى بن أمية وكذلك حديث عائشة – رضى الله عنها:  (قد فرضت الصلاة ركعتين ركعتين بمكة فلما قدم رسول الله المدينة زاد مع كل ركعتين ركعتين إلا المغرب فإنها وتر – وكان إذا سافر صلى الصلاة الأولى).

          (شرط من شروط القصر)

          وهذا ولا يبدأ فى القصر إلا إذا فارق المدينة التى تسافر منها بمعنى يجاوز حدودها لقول أنس رضى الله عنه:  (صليت مع النبى – صلى الله عليه وسلم – بالمدينة اربعاً والقصر بذى الحليفة ركعتين)  حوالى 16 ك تقريباً (لأنهم نوا السفر).

والصح:  إن تغادر البيت وبعد ذلك نصلى قصراً وجمعاً

ما هى المدة التى يقصر فيها المسافر؟؟

          يستمر المسافر يقصر صلاته حتى يرجع إلى بلده أو ينوى الإقامة .. إختلف العلماء فى مدة الإقامة إذا نواها المسافر أتم (1)  إذا نوى الإقامة أربعة أيام أتم (الطبرى – الليث) (2)  وإذا نوى إقامة خمس عشرة ليلة أتم (قول ابن عمر وابن عباس) ، (3) هو أن المسافر يقصر أبداً حتى يرجع إلى وطنه.

          روى عن أنس أنه أقام سنتين بيبابو (مدينة عظيمة ذات فضائل كثيرة منبع العلماء فتحت فى عهد عثمان 31 هـ)  يقصر الصلاة ، (ب) قال أبو إسحاق:  أقمنا بجتان ومعنا رجال من أصحاب ابن مسعود سنتين نصلى ركعتين ، (ج) وأقام ابن عمر بأذربيجان يصلى ركعتين ركعتين ، وكان الثلج حال بينه وبين الرجوع إلى وطنه وهم ليس بهم نية فى الإقامة ولكن كانوا يقولون أخرج اليوم أخرج غداً.

          ومن أهل العلم من يقول:  من سافر لغرض ولم يتمه فله القصر والجمع إلى أن يتمه ….  (صحيح)  القصر والجمع أثناء الخطر فى الطريق ، القصر فقط فى البلد التى نزل بها ، واتفقوا على أن من كانت له حاجة وهو مسافر ولا يدرى متى تنتهى حاجته فيظل حتى تنتهى حاجته من غير تحديد بمده (يقصر).

          واختلفوا فى نوع السفر الذى تقصر فيه الصلاة ، فالجمهور على جواز القصر فى السفر المباح كالتجارة ونحوها (لا تقصر الصلاة إلا فى سفر طاعة وسبيل من سبل الخير) أما سفر معصية فلا يقصر الصلاة.

الحديث:  (خير عباد الله الذين إذا سافروا قصروا وأفطروا) ، وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (إن الله يحب أن يُعمل برخصة كما يحب أن يُعمل بعزائمه).

          وأما سفر المعصية فلا يجوز القصر فيه لأن ذلك يكون عوناً له على معصية الله ، والله تعالى يقول:

(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).

هل تشرع الرواتب فى السفر؟؟

          الرواتب :  النوافل – السُنن

          أختلف أهل العلم فى أدائها:

الرأى الأول:  قال إن الراتبة تؤدى فى السفر كما تؤدى فى الفريضة واستدلوا على ذلك بفعل النبى – صلى الله عليه وسلم.

الحديث:  (أن النبى – صلى الله عليه وسلم – لما نام عن صلاة الصبح فى السفر فأستيقظ فصلى نافلة الفجر وصلى الصبح) ، والذى أيد هذا أنس – ابن عباس وابن مسعود وغيرهم أداؤها.

ومن أهل العلم:  من قال:  منهم عبدالله بن عمر قال:  (لا تسحب الرواتب فى السفر).

          لا رواتب فى السفر والله تعالى قد خفف عنا الفريضة فكيف يلزمنا بالرواتب

 

الدليل:  قول حفص بن عاصم بن عمر:  (صحبت ابن عمر فى طريق فصلى ركعتين ثم أقبل فرأس ناساً قياماً فقال:  ما يصنع هؤلاء؟  قلت يسبحون.  قال:  لو كنت مسبحاً لأتممت صلاتى.         (والحمد لله رب العالمين)

 

اترك تعليقاً