بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعــد ..
فينبغى أن يعرف الأخوة الكرام والأخوات الكريمات أن من يرده الله به خيراً يفقهُه فى الدين. حتى إذا
قمت بأداء الفريضة كنت على بصيرة من أحكامها فإنه يشترط لقبول الأعمال:
(1) العلمُ أولاً بأحكامها.
(2) ثم العملُ على تطبيقها.
(3) ثم الإخلاص فى أدائها.
(4) ثم الخوف أخيراً من عدم قبُولها.
تلك هى عناصر أربعة لابد منها لكل مؤمن يرجو لقاء الله ويخشى مقام الله.
كل عمل تريد أن تعمله فى صلاة أو صيام أو زكاة أو حج أو تلاوة قرآن أو ذكر أو صلة رحم أو عيادة
مريض أى عمل من أنواع البر يشترط فيه هذه الشروط الأربعة:
(1) أولاً أن تعرف الأحكام مقدماً حتى لا تقع العبادة منك خطأ بجهالة. أن تعرف وأن تتعلم العبادة التى
تقوم عليها.
(2) بعد العلم عمل – تطبيق هذا العلم عمل.
(3) إخلاص النية لله – لا تُرآئى الناس ولا تقصد أن يمدحوك ولكن تعمل العمل إبتغاء وجه الله والناس
ليس لهم فى حسابك أدنى تقدير. أن يمدحوك أو يقدحوك المهم هو إرضاء الله. هكذا تكون نيتك.
(4) لو عرفت الأحكام ثم عملت بها ثم أخلصت فى العبادة من الذى يبقى؟ يبقى شئ وهو عدم الغرور.
وهو أن تخاف أخيراً أن لا يقبل الله منك هذا العمل كون على حذر. واحد منا يقول: أنا عرفت الأحكام
وعملت بها ثم أخلصت لله فكيف لا يُقبل الله عملى وهو لا يظلم أحداً ؟
نقول: نعم الله لا يظلم أحداً ولا مثقال ذرة ولكن قد يظهر لك الإخلاص فى ما يبدو لك أنت وقد تكون هناك
أشياء مبطلة للعمل وأنت لا تعلمها ولا تدريها بإهمال أو بغفلة. والله سبحانه وتعالى يقول:
“أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ“الآية (2) سورة الحجرات.
تَحْبَطَ: يبطل.
فقد يُحبط عمل الإنسان من غير أن يشعر …حيث قال الله تعالى:
“الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا”.(104 سورة الكهف).
الآية فيها دلالة على أن من الناس من يعمل العمل وهو يظن أنه محسن وقد حبط سعيه –ما الذى يبطل
العمل ؟ فساد الاعتقاد.
علينا أن نعلم الأحكام ثم نعمل بالأحكام ثم نخلص فى أداء الأحكام ثم نخاف من الله ألّا يُقبل.إذا فعلنا
ذلك 100% يرضى عنا رب البرية ..
( والحمدلله رب العالمين )