لماذا شُرع الآذان؟ وهل أذن الرسول؟ ولماذا لم يؤذن؟

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.              

أما بعد،،،،

(1)            فالأذان فى اللغة:  الإعلام.

(2)            الأذان في الشرع:  الإعلام بدخول وقت الصلاة بألفاظ مخصوصة أولها الله أكبر وآخرها لا إله إلا الله…

(3)            الأذان خصوصية من خصائص الأمة المحمدية الإسلامية على نبيها الصلاة وأزكى السلام.

(1)لماذا الأذان لم يشرع فى مكة؟

          لم يكن هناك جماعة – كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يبلغهم الآيات القرآنية فٌرادى – لما يريد أن يبلغهم القرآن – يقابلهم في شعاب منى بعد مكة 7 ك يمشوا هذه المسافة في الظلام مختفين – لأن الكفار محيطين بهم – ولما ذهب إلى المدينة – ربنا أمنهُ – كان فيها إستقرار – وبدأت القوة الأنصار مع المهاجرين ، (1) وظهرت له دولة ، (2) وظهر له كيان ، (3) وظهر له عيش – وبدأ الكفار يخافوا منه – ربنا قال له:  أذن ..

أُختلف في مشروعية الأذان وتحويل القبلة:

          هل كان ذلك في أحداث العام الأول للهجرة أم كان في أحداث العام الثاني للهجرة – على كل حال هي أحداث أحدثها الله للنبى – صلى الله عليه وسلم – ما فى ذلك شك – كل الإختلاف هل حدثت في العام الأول أم العام الثاني.  هذا لا يضرنا بشئ متى تم شرع الله هذا لا يزيدنا شئ ولا ينقصنا.

          وفى كتاب الدين الخالص الجزء الثاني للشيخ محمود خطاب السبكي  يرجح وينقل لنا أن بعض العلماء أن الأذان شرع في العام الأول الهجرى – وتحويل القبلة أيضا شٌرع في العام الثاني للهجرة وهذا هو الراجح ….

والرأي الثاني يقولون:  أن الأذن في العام الثاني للهجرة وكانوا في العام الأول يتحينون الصلاة عندما وجدوا النبي – صلى الله عليه وسلم – في المسجد خرجوا إليه – وهو إذا أحس بهم في المسجد خرج إليهم.  واستمروا على هذا الحال فأدركتهم المشقة لماذا؟  لأنه كان أحياناً يخرج – صلى الله عليه وسلم – فلا يجد أحداً في المسجد وأحياناً كانوا يأتون فلا يجدونه – فقالوا:  لابد لنا من أمر مشترك نعلم نحن وقت الصلاة ويعلمه الرسول – صلى الله عليه وسلم – حتى إذا حدث هذا الأمر المشترك حضرنا جميعاً حتى لا تتعطل الأعمال ويتعطل سيد الرجال – عليه الصلاة والسلام.

          فمكثوا يتشاورون فمنهم من يقول:  (1) يضرب بالناقوس (الجرس) وكان – صلى الله عليه وسلم – يكره كل شئ لغيره من الملل الأخرى – قال:  (هذا ما تفعله النصارى ونحن خير أُمة أٌخرجت للناس – لا نرضى أن نعمل هذا ، أنظروا غير ذلك) ، (2) فقال بعضهم ننفخ في البوق. قال:  هذا شئ تفعله اليهود – انظروا غير ذلك.  (3) فمنهم من قال  ننصب راية بلون خاص فوق المسجد فإذا رأها الناس – علموا أن النبى – صلى الله عليه وسلم – دخل المسجد فيسرعوا إليه.  قال:  (هذا شئ يفعله الصائبة) ماهم؟  هم أمة كانت بالموصل يقولون لا إله إلا الله ويقرأون الزبور – ليسوا يهوداُ ولا نصارى – ولذا كانت قريش تقول لمن لا إله إلا الله صابئ بمعنى مائل عن دين آبائه إلى دين جديد وحد فيه الله تعالى.

          وهناك معنى آخر للصائبة:  قوم عدلوا عن اليهودية والنصرانية وعبدوا الملائكة,

          معنى آخر للصائبة:  عُباد الكواكب..

          ومنهم من رأى أن نشعل ناراً فوق المسجد فإذا رأها الناس حضروا وهى تنفع بالنهار والليل فقال:  (هذا شئ يفعله عُباد النار وهم المجوس والوثنيون ونحن لا نرضى أن نتشبه بغيرنا) لا مجود ولا صائبة ولا يهود ولا نصارى فقاموا من المجلس على هذه الحيرة والبلبلة وكلهم تعبان ليس من أجل الأذان ولكن من أجل الرسول تعبان لا يستطيع أن يبت في شئ لأن الله لم يوحي إليه بشئ ، وقد أعطاه الله عز وجل الأمرين (1) أمرهُ إذا آتاه الوحي أن لا يشاور أحداً فإن أمر الله مقدم على كل رأى – إذا لم يأتيه الوحي فعليه أن يشاور أصحابه (وشاورهم في الأمر) ولما لم تنتهي المشورة إلى شئ – قام الناس مهمومين ومشغولين حزانا – وكان من بينهم عبدالله بن زيد بن عبدالله فنام مشغولاً بهذا الأمر – فأتاه رجل يحمل ناقوساً في يده ، فقلت ياعبدالله أتبيعُ هذا الناقوس؟  فقال: وما تصنعُ به؟  قال:  قلتُ: يدعو به إلى الصلاة.  قال: ألا أدُلك على خير من ذلك؟ قلت:  وماهو؟ قال:  تقولُ:  الله أكبرُ اللهُ أكبر – اللهُ أكبر – اللهُ أكبر – وسرد باقية كلمات الأذان.  (أخرجه أحمد وأبوداود ابن ماجه – وهو تربيع التكبير وتثنيه باقي الأذان)..

          ثم أنتظر هنيها ثم ابتعد قليلاُ ثم قال له: (ياعبدالله إذا أردتم أن تقوموا للصلاة فقل الله أكبر الله أكبر – أشهد ألا إله إلا الله أشهدُ أن محمد رسول الله – حي على الصلاة – حي على الفلاح – قد قامت الصلاة الله اكبر الله اكبر – لا إله إلا الله)  إنها عشر كلمات.

          فلما أنتهى من هذا – قال سبحان الله لأذكرن هذا لرسول الله ، وقال بينما أنا نائم وحكى له الحلم – فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (أسرع وقم ، وألقى ما سمعت في النوم على أخيك بلال فإنه أندى منك صوتاً) أنت صوتك ضعيف وبلال صوته أقوى وأجمل أنت تلقنه الكلمات وهو يقولها.

          وكان هناك أعلى بيت في المدينة قريب للمسجد – فكان يصعد عليه بلال – رضي الله عنه – وينتظر بزوغ الفجر بالعلامة علامة النور المستعرض في الأفق وهو الفجر الصادق وقبله بنحو ثلث ساعة نور مستطيل في الأفق وهو الفجر الكاذب.

          فكان بلال ربما غلبه النعاس وهو منتظر على سطح البيت حتى تنبه صاحبة المنزل وتقول:  (يابلال جآء الفجر الصادق) ويقوم ويقول:  (الله المستعان على قريش).

بمعنى:  أن الله يهدي قريش أو يأخذهم.  قال صاحبة البيت:  (والله ما ترك هذه الكلمة مرة – وقد أختار بلال أطول بيت لكي يُسمع أكبر عدد ممكن).

          فلما نادى بلال بالكلمات سمعه عمر بن الخطاب وهو في بيته ، فخرج إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو يجٌر رداءه وهو يقولُ:  يانبي الله ، والذى بعثك بالحق ، لقد رأيتُ مثل الذى رأى – فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (فلله الحمد – إنها رؤية حق وقد نزل بها الآن جبريل على عبدالله بن زيد – عمر بن الخطاب ، وبنزول جبريل فقد اتفق وحي المنام مع وحي الملك العلام.

          فأصبح أذاناً شرعياً يؤذن به من يومها سواء كان في العام الأول الهجرى أو في العام الثاني إلى يومنا هذا – وإن شآء الله لن تنطفئ كلمة الله ولا كلمة الأذان ولا الإعلان بكلمة الأذان حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

          وكلمة الأذان في اللغة العربية التى هى لغة القرآن هو الإعلام بغير أو بشر – إعلام بخير أو بشر هو إعلام.

لما جآء الشرع:  سمى الكلمات التى أولها الله أكبر وآخرها لا إله الا الله ، سماها أذان – ومنع إطلاق هذه الكلمة على شئ آخر لماذا؟  إحتراماً لشعائر الإسلام ومنها الأذان.  الأذان هو النداء للصلاة كما قال الله تعالى في سورة المائدة الآية (58):

(وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا).

مثل:  لو أنك جلست تقول:  لا إله إلا الله – الله أكبر – سبحان الله – قراءة القرآن  – الصلاة على الرسول – صلى الله عليه وسلم. اللغة العربية تسمى هذه الكلمات صلاة لماذا؟

          لأن كل طاعة وكل عبادة سواء كانت قولية أو عملية في اللغة العربية تسمى صلاة حتى تسبيح الطيور تسمى صلاة مصداقاً لقوله تعالى:

          (والطيرُ صافات كُلُ قد علم صلاتهُ وتسبيحه).

          اللغة واسعة فجآء الشرع وخصص للصلاة الأفعال وأقول مخصوصة أولها الله أكبر وأخرها السلام عليكم ورحمة الله يميناً وشمالاً.

سؤال:  لما أختار الله هذه الكلمات بالذات وسماها الإسلام أذاناً؟

          جعلها خاصة لإعلام العالم بأن الصلاة جآءت ، ومنع بهذه الكلمات أى عامل من عمله إلا الصلاة حتى الذى يذاكر والذى يقرأ القرآن نقول له بطل ، والذى يعطي درس نقول له بطل لماذا؟؟  إحتراماً لمنادى الله.  لأن هذا المؤذن نائب عن الله حتى لو دخلت المسجد والأذان يؤذن لا تصلى تحية المسجد إلا بعد أن تجبى المؤذن أولاً ثم تصلى بعد ذلك التحية للمسجد لإن إجابة المؤذن مهمة جداً والإنشغال عن الأذان وعن إجابته قد تكون سبباً في سوء ختام له.  نعوذ بالله من سُوء الختام.

          وعلى سامع الأذان والإقامة لا يتكلم ولا يشتغل بشئ سوى إجابة المؤذن.

          حتى لو كان دكتور يقول المحاضرة وهناك مسجد بجوار الجامعة وسمعوا الأذان على جميع الطلبة وأستاذهم (1) أن يصمتوا وأن يسكنوا خاشعين ، (2) وأن يجيبوا المؤذن إحتراماً لشعيرة رب العالمين.  وإلا غضب الله عن الجميع – لأن الإعراض معناه:  عدم مبالاة ياعنى إيه الله أكبر – فيه نوع من الجفاء والحديث سماه الجفاء.

الحديث:

          (الجفاءُ كُلُ الجفاءُ والحنبة والشقاء والكفر والنفاق من سمع منادي الله ينادى حي على الصلاة ولم يجبهُ).

          وسمى المؤذن – منادى الله – نائب عن الله – يقول لهم:  تعالوا ياجماعة معاد الفرض جآء – فلما نقول لا – معناها سمعنا وعصينا.

          نراها مشغولة بشهوتها – مشغولة بلهو الدنيا – كأنها تقول أنا يارب عندي أشياء أحسن من هذا النداء.  ولذلك اللهم أرضى عن السيدة عائشة وعن أبيها وأمها وعن الصحابة جميعاً.

          سألها أحد الصحابة ماذا كان يصنع الرسول في بيته؟  لكي يقلده ..  كانت تقول:  (كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – معنا في البيت في مهنة أهله) ، كان يشتغل معنا – بنكنس يكنس – نرقع الهدوم – يرقعها – يحلب البهائم يحلبها – نخشف النعل – يخسف النعل (حتى إذا سمع الآذان قام كأنه لا يعرفنا)  هذه هي العظمة – إحتراماً لشعائر الله – وهذا هو النُبل كل النُبل.

          ساعة ربك جآءت يبقى الله أولى – أعطى الدنيا حقها وأعطى الأخرى حقها وغير معطل إحدهما عن الأخرى – وهذه هي العظمة.

          العظمة هى أن لا ينفرد بواحدة – العظمة أن تجمع بين الأمرين الدنيا والآخرة كيف؟  من غير ما يضرالآخرة على حساب الدنيا أو يضر الدنيا على حساب الآخرة مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم:  (خيركم من لم يترك دنياُ لآخرته ولا آخرتُه لدنياهُ ولكن خيركم من جمع بينهما).

          وهذا هو الفرق في الإسلام بين الديانتين السابقتين ديانة النصارى وديانة اليهود – الديانتين كانتا ماشيين بجناح واحد كيف؟.

          فاليهود عليهم لعائن الله – اتوصوا بالمادة بالدنيا جداً  – بلا آخرة هم يهمهم القرش والمال والذهب مصداقاً لقوله تعالى في سورة البقرة الآية (96):

(وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ).

          يخبر الله تعالى أن اليهود أحرص الناس على الحياة حتى من المشركين الذين يود الواحد منهم أن يعيش الف سنة – فكيف يتمنون الموت وذلك لعلمهم بسوء مصيرهم إن هم ماتوا – لما هم يحرصون على الحياة؟  لعلمهم بأنهم صائرون إلى النار لإجرامهم – ومهما عاش هذا لا يبعده ولا ينجيه من عذاب الله.

          والألف هذه كان العرب آخر حاجة يعرفونها (نهاية العقد) لوكان العرب يعرفوا أكثر من الألف لقائها الله.

          فاليهود ألغوا الروحينات – وهم عقول جبارة – أنشغلوا عن الله بالماديات – وعبدوا العجل من ذهب – عاشوا في حياة مادية صرفة.

          ولما جآء عيسى عليه السلام أراد أن يجد من المادية فقال لهم الزهد فى الدنيا – انا ليس لي بيتاً (1) فراشي الذى أنام عليه أرض ربي ، (2) اللحاف سمآء ربى –  (3) الأكل عُشب الجبل، (4) الماء الذى أشربه هو مىء المطر، (5) والدابة التى أركبها رجلاى ومع هذا يايهود لا تظنون أنى فقير فإني أصبح وأُمسى وليس على الأرض من أغنى مني).

          فكان عيسى يعلمهم (1) الورع ، (2) الزهد – عايش على غزل أُمة – يأتي بنصف الغزل طعام والنصف الآخر قطن أو صوف لكي تعزله لثاني يوم لكي يجد من المادية شوية.

          جآء الإسلام قال:  لا هذا ينفع ولا هذا ينفع ، اليهود أُغرقوا في الماديات – فعطلوا (1) الروحنيات ، (2) وعطلوا الآخرة ، (3) وتسبيح الله ، والنصارى بالغوا في ما فعله عيسى عليه السلام فبتدعوا رهابنه (ماكتبناهم عليهم) مظهر – وهذا تمرد على سُنة الله وخروج على الطبيعة.  الله خلق الرجل وخلق المرأة وحبب الإثنين في بعض.

          أما شرع الله (الأمة الوسط) ، (وكذلك جعلناكم أُمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس)  البقرة (143).           

          فأنت أيها المسلم من الأمة الوسط ماهو الوسط؟ التى أخذت دين اليهود وأخذت دين النصارى – جمع الله لك بين المادة والروح وهي المادة السليمة ليس مادة اليهود على غفلتهم – ولا رهبانية النصارى على إسرافهم.

          فالله قال للمسلمين تمتعوا بالدنيا بما شئتم بما أحللت لكم – أنا أجلت لكم أشياء كثيرة ، ولا يوجد شئ حرمته عليكم وأنا الله إلا أحللت لك خير منها من نوعها.

مثال (1):  الزنا

          لماذا حرم الله الزنا؟  ولكن أحللت لك الزواج الأولى – الثانية – الثالثة – الرابعة ، الزواج أحسن من الزنا فيه مشروعية وتكون مطمئن من ناحية ضميرك والناس كلهم عارفين أن هذه زوجتك حتى لو جآء أولاد تفرح بهم الزوجة والزوج لأنهم أولاد شرعيين.

          والرسول – صلى الله عليه وسلم قال:  (تناكحوا تناسلوا تكثروا فإني مُباهي بكم الأُمم يوم القيامة).

          لعكس الزنا – يدخل البيت يتلفت أو يدخله ليلاً يترقب وإذا حدث حمل تعمل إجهاض، وإذا جآء أولاد ترميهم في البحر.

          ولا يمكن الحرام يولد خيراً أبداً.  ومصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم:

          (إذا أحل الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله).

          وقد سجل الله في القرآن الآذان وسماه النداء.

          ففي سورة الجمعة الآية (9):

(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ).

          وفى سورة المائدة الآية (58):

(وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا).

ما هو حكم الآذان في الشرع:

          سُنة مؤكدة – في الصلاة المكتوبة (وليس لصلاة العيد ولا صلاة الجنازة أذان ـ صلاة التطوع – وخسوف القمر ولا يوجد أذان في الوتر).

          الأمام أحمد قال:  أنا لا أعتبر الآذان سُنة ولكن فرض كفاية – إذا فعله البعض سقط عن الباقيين.

          وعن ابن عمر – رضي الله عنهما قال:  (كان للنبى – صلى الله عليه وسلم – مؤذنان:  بلال وابنُ أُم مكتوم الأعمى)  أخرجه مسلم وأبوداود.

          أما إذا مر وقت الآذان ولم يؤذن أهل الجهة كلهم ملعونين ، ونظرة أحمد بن حنبل نظرة مباركة – لماذا؟

          لأن الآذان كان أيام النبى – صلى الله عليه وسلم – هو الضمان للأمان فكان – صلى الله عليه وسلم – هو الضمان للأمان ، فكان – صلى الله عليه وسلم – يُلقي التعليمات على خالد قائد الحرب …

          (قبل أن تهجم أنتظر حتى إذا سمعت أذان فأحجم وابتعد فإنهم مسلمون – وإن لم تسمع أذان فهجم).

          فكان الأذان خطورة – يعني لو فرض أن المؤذن كسل أو لم يذهب للأذان البلد تخرب ينزل عليهم خالد دق عليهم.

            كان الأذان الفاصل بين الحرب والسلم – بين سلامة الروح وإزهاقها.

ماذا يفعل الشيطان عندما يسمع الأذان:

          إذا سمع الشيطان الأذان ولى وأدبر وله ذُرات.

          لماذا يُحدث الشيطان الذُرات؟  لكي لا يسمع ذكر الله – يعمل تشويش على نفسه هو لانه لا يريد أن يسمع الله أكبر أشهدُ لا إله إلا الله – هذا الكلام بيغيظه.

          يجرى عند الأذان ويجرى عند الإقامة – ثم يأتي مرة أخرى لماذا؟

          لكي يوسوس للذين يصلون – علشان يشغلهم – لا يترك فرصة.

          والله العظيم لو أن أهل الخير عندهم نشاط في الخير كنشاط إبليس في الشر – إبليس شايف شغله لا يهمل لحظة – يستلمك من ساعة ما تقوم من النوم حتى تنام مرة أخرى – بل حتى في النوم يأتي للشباب الإحتلام.

          (الرؤيا من الله والحلم من الشيطان).

          وكان صلى الله عليه وسلم لا يرضى أن يكون مؤذناً ، مع أنه كان دائماً يقول:  (المؤذن مؤتمن والإمام ضامن فأغفر اللهم للمؤذنين وأرشد الأئمة).

          ومع كونه قرر أن المؤذنين أطول الناس أعناقاً يوم القيامة وأنه يغفر للمؤذن مدى صوته أو مدى صوته ولا يسمع المؤذن إنس ولا جن ولا حجر ولا شجر إلا شهد له يوم القيامة.

          ومع هذا فقد أمتنع النبى – صلى الله عليه وسلم – عن أن يؤذن – وكان يصلي إماماً ولا يجمع بين الأذان والإقامة – وكذلك امتنع الخلفاء الراشدون وكان عمر يقول: (لولا الخيفة لأذنت).

          وقال العلماء عن سبب إمتناع النبى – صلى الله عليه وسلم – عن الأذان مع فضلته؟   أن النبى – صلى الله عليه وسلم – لو أذن وقال:  حي على الصلاة لكان فرضاً محتماً على كل من سمعه أن يلبي وإلا كفر تحقيقاً لقوله تعالى:

          (ياأيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم).

          فإذا قال حي على الصلاة فهذه دعوة للناس يأتوا للصلاة ، فمن امتنع ذهب دينه ودخل فى دين آخر – فشفاقاً من الله على هذه الأمة وفيها المريض أو التاجر أو المسافر أو المشغول أو الممرض للمريض – هناك أعذار يعلمها الله لبعض أُناس يصلون في أماكنهم أو فى بيوتهم مع أهليهم – فلو أن النبى – صلى اله عليه وسلم – أذن لكانت كارثة على مثل هؤلاء.

          الآن نتكلم عن اللفظ الأول في الآذان (الله أكبر – الله أكبر) مثنى أو رباع ، فقد كان للنبي – صلى الله عليه وسلم – أربعة من المؤذنين – وكان يؤذن مؤذن منهم أحياناً يُثني وأحياناً يربع – وأحياناً يرجع الشهادتين في السر ثم يعلنهما وأحياناً لا يُرجع.

التكبير:  لماذا بدأ الآذان بالتكبير؟؟

        لأنه يورث المؤمن كل عزة – وكل كرامة وكل إبآء – ولا يجعله ينحني لغير الله – يعيش بكرامته ويموت بكرامته ، فمتى تغلل في نفسك معنى الله أكبر – الله أكبر عندك أكبر من كل حاجة أكبر من الملائكة – أكبر من العرش – أكبر من السمآء والأرض – أكبر من الكرسى – أكبر من الجن والإنس – أكبر من عالم المعنويات:  أكبر من الشر – أكبر من الشيطان – أكبر من القضايا التى علي  أكبر من الأحزان والهموم والوساوس وأكبر من كل خوف وكل جبن ، وسبق أن قلنا أن التكبير يُطفئ غضب الرب والحريق.

          والإسلام أكثر من التكبير (الله أكبر) (1) في الصلاة أولها الله أكبر وعند كل خطوة من خطوات الصلاة الله أكبر – (2) وعند النوم نكبر نقول:  الله أكبر ، وفى العيدين (ليلة العيد الصغير نكبر حتى نصلي العيد) وفى العيد الكبير:  نكبر في خمس الأيام الأولى – من صبح يوم عرفة إلى رابع يوم العيد.

          لا تستهينوا بهذه الكلمة (الله أكبر) كلمة لها شأنها عند الله لأن بالله أكبر تكون عزيز النفس عندك كرامة.

          (لا ترجو إلا ربك ولا تخشى إلا  ذنبك).

            (الذى ينفعك واحد فقط هو ربك والذى يضرك واحد فقط هو ذنبك).

          إنما هو تعاون وأُخوة – إذا تغير الأمر فى العلاقة عن هذا لا تبقى أخوة – تأتي كلمة الله أكبر تطحنك – عيب خالي بالك من الله أكبر..

الكلمات الباقية في الآذان هُم الشهادتين لله واحدة وللرسول واحدة ، ثم دعوة إلى الصلاة بإعتبارها من أركان الإسلام ، ودعوة إلى الفلاح وهو الجزاء والمصير والسعادة – وأخيراً ختم بالذى بدأ به وهو الله أكبر الله أكبر – لا إله إلا الله (توحيد).

الشهادتين:

          نلفت نظر الرجال الذين تمنعهم مشاغلهم عن حضور الصلاة في الساجد فعليه أن يؤذن ثم يقيم ثم يصلى (في البيت أو الشغل) ، أنت مسافر (الغردقة) وجآء وقت صلاة الظهر – فيجب أن يؤذن بصوت عالي (يجهر بالأذان) والحديث يقول:

(من أذن فى فلاة من الأرض ثم أقام الصلاة وصلى وحده صلى خلفه صفان من الملائكة ما بين المشرق والمغرب).

فياسعادة من عُنى بشعيرة الأذان والإقامة هذه هي شعيرة من شعائر الإسلام فاليهود والنصارى والمشركين – الملحدين – العلمانيين – عندما سمعوا كل ساعتين أو ثلاثة الله أكبر والشهادتين – كأنهم يسمعوا رصاص النبى في قلوبهم – لأنهم لا يريدون أن يسمعوا الله – ربنا يغيظهم (قل موتوا بغيظكم)(ليغيظ بهم الكفار).

وتبقى فوق المأذنة مكبرات الصوت والمساجد كلها فى وقت واحد تتلاحم وتتشابك الأصوات – ويبقى المسيحي يود أن لا يسمع هذا النداء – ويأبى الله إلا أن يموت بغيظه.

يقى عندنا قدسية الشهادتين:

          أشهدُ ألا إله إلا الله – أحيانا يقولها في السر ثم يجهر بها وأحياناً يجهر بها على طول.   مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم:

          (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي).

          الرسول – صلى الله عليه وسلم – حب أن يكون المؤذن ثابت وخاصة في شهر رمضان فقال لهم:  (إن بلال يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم).  أخرجه أحمد والخمسة – الترمذي قال:  حسن صحيح.

          أعطاهم علامتين لما تسمع صوت بلال فلك براح تأكل وتشرب3/1 ساعة وتمتنع عندما تسمع صوت أذان ابن أم مكتوم.

          الصحابة غاروا من بلال وابن أُم مكتوم وابن محذورة – نريد أن نؤذن لأنه سوف يُفتنا ثواب.  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:

          (من أراد أن يلحق المؤذن فى أجره – فليجبه إذا سمع الأذان قولوا مثل ما يقول يكن لك مثل ما يأخذ).

          الكلمة التى يقولها قولوها – إلا حي على الصلاة وحي على الفلاح والإجابة تكون بالنسبة للرجال عملية يأتي إلى المسجد.  فلا تتأخر عن بيت الله – وكما قلنا الحديث مراراً (حديث صحيح).

          (الجفاءُ كُل الجفاءُ والخيبة والشقاء والكفر والنفاق لمن سمع منادي الله ينادي حي على الصلاة ولم يجبه).

          روى سعد بن أبى وقاص – رضى الله عنه – أن النبى – صلى الله عليه وسلم قال:  (من قال حين يسمع المؤذن:  وأنا أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله – رضيتُ بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام ديناً غفر له).

          أخرجه أحمد ومسلم والأربعة.

          وممكن تقول بعد الآذان لكي لا يفوتك إجابة المؤذن في بعض كلمات الأذان صـ69 الدين الخالص جزء (2).

          حديث عبدالله بن عمرو بن العاص:  أنه سمع النبى – صلى الله عليه وسلم يقول:

          (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي ، فإن من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلةُ فى الجنة لا ينبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون هو ، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت شفاعتي).

          أخرجه أحمد ومسلم وأبوداود – النسائي صـ 71.

          عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم:

          (من ردد الأذان مع المؤذن من قلبه – دخل الجنة).

أخرجه مسلم وأبوداود صـ 61  الدين الخالص.

 

((  والحمدلله رب العالمين ))

 

 

 

اترك تعليقاً