مفهوم الحسنات والسيئات

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد ،،،

          فنجد أن حساب الله لعباده يقوم على السماح والمياسرة وليس على الدقة والمؤاخذة ولو عاملنا الله عز وجل بالعدل لصرخنا مستغيثين يطلبون التجاوز والرحمة مصداقاً للحديث الذى ذكره عبدالله بن عباس عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم –فيما يرويه عن ربه عزوجل:

          فقد جاء في هذا الحديث القدسي:

          (إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك ، فمنهم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة).           رواه مسلم متفق عليه

سؤال:  بعد هذا الكرم من الله عز وجل هل يخسر أحد؟

          وكما قال النبى – صلى الله عليه وسلم:  (ويل من تغلب أحاده عشراته) تغلب السيئات الحسنات.

          أظن أنه ما يسقط بعد كل هذا الكرم إلا امرؤ هلك لا خير فيه ولا يستحق كرامة.

          إن الله تعالى  يحاسب على مجرد التفكير في الحسنة يثبتها ويأخذ عليها الجزاء وإن لم يفعلها لأنه خاطر شريف يحسب لصاحبه.

          فإذا فعل الحسنة فإن الجزاء يتجاوز أرقام الحساب الحبة إذا وضعت في الأرض فتخرج منها عشرات ومئات وألوفاً مصداقاً لقوله تعالى في سورة البقرة الآية (261):

          (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِاْئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)

بمعنى:  الله عز وجل ضرب مثل لتضعيف الثواب لمن أنفق في سبيله وإبتغآء مرضاته وأن الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف كمثل حبة زُرعت فأنبتت سبع سنابل، وكل سنبلة تحتوي على مائة حبة ، فتكون الحبة قد أغلت سبعمائة حبة.

          فشبه المتصدق بالزارع وشبه الصدقة بالبذر.

          وقد ورد في القرآن الكريم بأن الحسنة في جميع أعمال البر بعشر أمثالها – وفي هذه الآية أن نفقة الجهاد حسنتها بسبعمائة ضعف (والله يضاعف لمن يشآء) هو إعلام بأن الله تعالى يضاعف لمن يشآء أكثر من سبعمائة ضعف.

          والله يضاعف الأجر لمن أراد على حسب حال المنفق من إخلاصه وإبتغائه بنفقته وجه الله.

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً