بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.
،،،أما بعد
فالموت أشد ما يحاول المخلوق البشري أن يهرب منه أو يبعد عنه ولكن أنى له ذلك لأن الموت طالب لا يمل الطلب ولا يبطئ الخطى ولا يُخلف الميعاد.
وذكر سكرة الموت كفيل برجفة كرب في الجسم ، وهو بعد في عالم الحياة – فكيف به حتى تقال له وهويعاني سكرات الموت.
قالت السيدة عائشة – رضي الله عنها: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما تغشاه الموت جعل يمسح العرق عن وجهه ويقول: (سبحان الله: إن للموت سكرات). يقول ذلك وهو قد أختار الرفيق الأعلى وأشتاق إلى لقاء الله فكيف بنا نحن.
والله عز وجل يقول في سورة ق الآية (19):
(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)
سكرة الموت: شدته وغمرته الذاهبة بالعقل.
وهذه الآية هي كلمة الحق:
(1) الحق أنك ترى قبرك حفرة من النار أو قطعة من الجنة.
(2) الحق أنك تموت والله حي لا يموت.
(3) الحق أنك ترى ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب.
(وجآءت سكرة …) وهي توحي بأن النفس البشرية ترى الحق كاملاً وهي في سكرات الموت – تراه بلا حجاب – وتعرف منهما كانت تجهل وما كانت تحجد ولكن بعد فوات الأوان حين لا ينفع رؤية ولا يُجدى إدراك ، ولا يُقبل توبة ولا يُحسب إيمان.
فإذا ما وضع الإنسان في هذه الأهوال بين هذا التراب ومراتع الدود ينادي عليه ..
(عبدي ذهبوا وتركوك ، وفي التراب وضعوك ، وللحساب عرضوك ، ولو ظلوا معك ما نفعوك ، ولا يبقى لك إلا أنا ، وأنا الحي الذى لا يموت).
فالإنسان في هذه اللحظة (لحظة تطليع الروح) محتاج إلى أنيس وونيس ولا أنيس ولا ونيس إلا ما فعل من عمل صالح في دار الدنيا ، فعليك بالإكثار من العمل الصالح والبر والإحسان إلى مخاليق الله (عز وجل).
((والحمدلله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن …))