(العربية) (أبوبكر الصديق) أسمه ونسبه وكنيته

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،

          فهو عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي.

          ولقب أبوبكر – رضي الله عنه – بألقاب عديدة ، كلها تدل على سمو المكانة ، وعلو المنزلة وشرف الحسب ، منها:

1 ــ  العتيق    2- الصديق    3 –  الصاحب           4 – الأتقى              5 –  الآواه.

أولاً:  العتيـــق:

          لقبه به النبى – صلى الله عليه وسلم – حيث قال له:  (أنت عتيق الله من النار) (صحيح ابن حبان) فسمى عتيقاً.  وقد ذكر المؤرخون أسباب كثيرة لهذا اللقب.  فقد قيل:  إنما سمى عتيقاً لجمال وجهه.

ثانياً:  الصديق:

          لقبه به النبى – صلى الله عليه وسلم – ففي حديث أنس – رضي الله عنه – أنه قال:  أن النبى – صلى الله عليه وسلم – صعد أُحد ، وأبوبكر وعمر ، وعثمان ، فرجف بهم فقال:  (أثبت أُحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان).              أخرجه البخاري

          وقد لقب بالصديق لكثرة تصديقه للنبى – صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا تروى أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – فتقول: 

          (لما أُسرى بالنبي – صلى الله عليه وسلم – إلى المسجد الأقصى ، أصبح يتحدث الناس بذلك ، فأرتد ناس كانوا آمنوا به وصدقوه وسعى رجال إلى أبي بكر فقالوا:  هل لك إلى صاحبك؟  يزعم أن اُسرى به الليلة إلى بيت المقدس! قال: وقد قال ذلك؟ قالوا:  نعم. قال: لئن قال ذلك فقد صدق.  قالوا:  أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس ، وجآء قبل أن يصبح؟.  قال:  نعم ، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك ، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة).  فلذلك سُمى أبوبكر: الصديق.

ثالثاً:  الصاحب:

          لقبه به الله – عز وجل – في القرآن الكريم مصداقاً لقوله تعالى في سورة التوبة الآية (40):

(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا).              

          قال الحافظ بن حجر – رحمه الله: إن المراد بصاحبه هنا أبوبكر بلا منازع ، والأحاديث في كونه كان معه في الغار كثيرة.

رابعاً: الأتقى:

          لقبه به الله – عز وجل – في القرآن الكريم في سورة الليل الآية (17):

(وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى).

خامساً:  الأواة:

          لقب أبوبكر بالأواة ، وهو لقب يدل على الخوف والخشية من الله تعالى ، فعن إبراهيم النخعي قال: (كان أبوبكر يسمى بالأواه لرأفته ورحمته). الطبقات الكبرى لأبي سعد

مولده وصفته الخُلقية:

          ولد بعد عام الفيل ، بسنتين وستة أشهر ، وقد نشأ نشأة كريمة طيبة في حضن

 أبوين لهما الكرامة والعز في قومهما ، مما جعله عزيز المكانة في قومه. (تاريخ الخلفاء)

صفته الخُلقية:

          فقد كان يوصف بالبياض في اللون ، والنحافة في البدن ، وقد وصفه أصحاب السير من أفواه الرواة فقالوا:  (إن أبابكر أتصف بأنه كان أبيض تخالطه صفرة ، حسن القامة ، نحيفاً لا يستمسك إزاره ، غائر العينين ، أقني:  حفظ حياءه ولزمه ، حمش الساقين: دقيق الساقين (رفيعة) ، ويخضب لحيته وشيبه بالحناء).

أســــــرته:

          أما والده فهو عثمان بن عامر بن عمرو ، يكني بأبي قحافة ، أسلم يوم الفتح ، وأقبل به الصديق على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال:  (يا أبابكر ، هلا تركته حتى تأتيه). فقال أبوبكر: هو أولى أن يأتيك يا رسول الله ، فأسلم أبو قحافة وبايع الرسول.

          وأما والدة الصديق:  فهي سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب ، وكنيتها أم الخير ، أسلمت مبكراً.

          وأما زوجاته:  فقد تزوج – رضي الله عنه – من أربع نسوة ، أنجبن له ثلاثة ذكور وثلاث إناث وهن:

          الزوجة الأولى:  قتيلة بنت عبدالعزى بن أسعد بن جابر ، أختلف في إسلامها ، وهي والدة عبدالله وأسماء ، وكان أبوبكر طلقها في الجاهلية.

          الزوجة الثانية:  أم رومان بنت عامر بن عويمر ، من بني كنانة بن خزيمة ، مات عنها زوجها الحارث بمكة ، فتزوجها أبوبكر وأسلمت قديماً ، وبايعت ، وهاجرت إلى المدينة ، وهي والدة عبدالرحمن وعائشة رضى الله عنهم ، وتوفيت في عهد النبى – صلى الله عليه وسلم – بالمدينة سنة ست من الهجرة.

          الزوجة الثالثة:  أسماء بنت عُميس بن معبد بن الحارث ، من المهاجرات الأوائل ، أسلمت قديماً قبل دخول دار الأرقم ، وبايعت الرسول – صلى الله عليه وسلم – وهاجر بها زوجها جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه – إلى الحبشة ، ثم هاجرت معه إلى المدينة فأستشهد يوم مؤتة ، وتزوجها الصديق فولدت له محمداً.

          الزوجة الرابعة:  حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير ، الأنصارية الخزرجية ، وهي التى ولدت لأبي بكر أم كلثوم بعد وفاته ، وقد أقام عندها الصديق بالسنح.

          السنح:  منازل بنى الحارث بن الخزرج في عوالي المدينة.

أولاد أبوبكر الصديق:

1ــ عبدالرحمن ، 2- عبدالله ، 3 – محمد ، 4 – أسماء ، 5 – عائشة ، 6 – أم كلثوم.

أولاً:  عبدالرحمن بن أبي بكر:

          أكبر ولد أبي بكر ، أسلم يوم الحديبية ، وحسن إسلامه ، وصحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد أشتهر بالشجاعة ، وله مواقف محمودة ومشهورة بعد إسلامه (البداية والنهاية).

ثانياً:  عبدالله بن أبي بكر:

          وهو صاحب الدور العظيم في الهجرة ، فقد كان يبقى في النهار بين أهل مكة يسمع أخبارهم ثم يتسلل في الليل إلى الغار لينقل هذه الأخبار لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبيه ، فإذا جآء الصبح عاد إلى مكة ، وقد أصيب بسهم يوم الطائف ، حتى مات شهيداً بالمدينة في خلافة الصديق.

ثالثاً:  محمد بن أبي بكر:

          أمه أسماء بنت عُميس ، ولد عام حجة الوداع ، وكان من فتيان قريش ، عاش في حجر علي بن أبي طالب ، وولاه مصر وبها قتل.    (نسب قريش ص 277)

رابعاً:  أسماء بنت أبي بكر:

          أكبر من عائشة ، سماها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذات النطاقين لأنها

صنعت لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولأبيها سفرة لما هاجرا فلم تجد ما تشدها به، فشقت نطاقها وشدت به السفرة.

          وهي زوجة الزبير بن العوام ، وهاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبدالله بن الزبير فولدته بعد الهجرة ، فكان أول مولود في الإسلام بعد الهجرة ، بلغت مائة سنة ولم ينكر من عقلها شئ ، ولم يسقط لها سن.  رُوى لها عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – ستة وخمسون حديثاً.  وكانت جواده منفقة ، توفيت بمكة سنة 73 هـ. 

          من كتاب (سير أعلام النبلاء:  2  139:145).

خامساً:  عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها:

          الصديقة بنت الصديق ، تزوجها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهي بنت ست سنين ، ودخل بها وهي بنت تسع سنين ، وهي أعلم النسآء ، كناها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أم عبدالله ، وكان حبه لها مثالاً للزوجة الصالحة – روت ألفين ومائتين وعشرة أحاديث (2210)، توفيت سنة 57 هـ ، ولا ذرية لها. (الطبقات الكبرى لابن سعد)

سادساً:  أم كلثوم بنت أبي بكر:

          أمها حبيبة بنت خارجة ، قال أبوبكر لأم المؤمنين عائشةحين حضرته الوفاة:  إنما هما أخواك وأختاك ، فقالت:  هذه أسماء قد عرفتها فمن الأخرى؟ قال:  ذو بطن بنت خارجة ، قد ألقى في خلدى إنها جارية ، فكانت كما قال:  وولدت بعد موته تزوجها طلحة بن عبيدالله ، وقتل عنها يوم الجمل.

          وليس من الصحابة من أسلم أبوه وأمه وأولاده ، وأدركوا النبي – صلى الله عليه وسلم – وأدركه أيضا بنو أولاده إلا أبوبكر من جهة الرجال والنسآء.

        قكلهم آمنوا بالنبى وصحبوه ، فهذا بيت الصديق، فأهله أهل إيمان ليس فيهم منافق.

          وكان يقال:  للإيمان بيوت وللنفاق بيوت ، فبيت أبي بكر من بيوت الإيمان من المهاجرين ، وبيت بني النجار من بيوت الإيمان من الأنصار.

 

(والحمد لله رب العالمين)

اترك تعليقاً