حديث الإمارة

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،

فالعملية الإنتاجية قائمة على قدم وساق ، وعدد كبير يريد أن يحصل على المناصب العليا.

ليعرف هؤلاء المرشحين أن مال المسلمين الذى جعله الله أمانة عند الحاكمين ليس مالهم وكذلك السلطة ليست لرفع الوضيع وتقريب الجاهل ، إنما تكون السلطة لإحقاق الحق وإبطال الباطل ، ودعم الكفء وإبعاد التافه.

والحكومات الراشدة في العالم تدور على هذا الهدف فهي لا تولى عاجزاً ولا تكافئ مقصراً.

ومن النصائح الغالية قول النبي – صلى الله عليه وسلم:

(إنكم ستجدون أثرة بعدى) قالوا: ما تأمرنا؟

قال:  (أدوا الذى عليكم وسلوا الله الذى لكم).

المعنى:  إن المؤمن يرقب الله في المنصب الذى وليه ويُنصف الناس ولو كان هو مظلوماً لا يجوز أن يضيع المصلحة العامة أدي واجبك وسل الله ما بقى ، فإما أنصفت في الدنيا وأما أرتويت من نعيم الآخرة على سيرتك العادلة.

          والمناصب العليا لابد منها في كل مجتمع ، ولقد تطلع إلى الإمارة بعض الصحابة الأخيار ، ولكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – حذرهم منها مصداقاً للحديث أبي ذر الغفاري – أنه قال لرسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (يارسول الله ألا تستعملني (تجعلني والياً؟) قال:  فضرب بيده على منكبي ثم قال: (يا أباذر إنك ضعيف ، وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزى وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذى عليه فيها).

          إن الإنسان قد يكون عالماً أو أديباً أو باحثاً ولكنه صفر من الناحية الإدارية فولايته على الناس لا تنفعهم ولا تنفعه ، وكثيراً تكون الرياسة إشباعاً لنزعة الكبرياء أو التسلط على الآخرين ، أو أقتناص المال من وجوه مريبة.

          وقد رأينا من يستميت في تولى منصب ما وقد يبذل فيه ما يملك فإذا كُلف بركعة في جوف الليل أو بقرش يعطيه لبائس فقير تقهقر ولم يفعل شيئاً.

          أما إذا أختير أحد لولاية الناس فقبل على أمل إرضاء الله وإعلاء كلمته وإنصاف المظلوم ، وحراسة الضعيف فهذه عبادة جليلة.

مثال1:  في معركة اليرموك نظر خالد بن الوليد إلى جيش الروم وعرف أسلوبه في القتال ، وأدرك أن المسلمين بأسلوبهم التقليدي لن يستطيعوا مقاومة العدو ، فطلب من رؤساء الجند أن يمكنوه من القيادة أول المعركة ، فلما تولاها أدار رحى الحرب على نحو جديد ، وتساقطت فرق الروم وفق الخطة التى رسمها فلم تقم لهم قائمة بعدها.

مثال2:  وكذلك طلب يوسف عليه السلام أن يكون على خزائن الأرض فكانت ولايته بركة عامة.

          فإذا كانت مواهب الله عندك مكافئة لهذه المناصب ومحققة لهذه الآثار فأطلب الرياسة واجعلها عبودية لله وحده.

 

(( والحمدلله رب العالمين ))

 

 

اترك تعليقاً