الحب في الله

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد ،،،

          فمنازل الناس عند الله بقدر حبهم له وحبهم فيه ، والمحب لله يحس بقرابة نفسية وفكرية تشده إلى المؤمنين وتبغضه في الظلمة والماجنين فهو يحب في الله ويكره لله مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذى رواه أبوهريرة – رضي الله عنه – قال: (أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى ، فأرصد الله في طريقه ملكاً ، فلما أتى عليه قال:  أين تريد؟

قال:  أريد أخاً لي في هذه القرية!

قال:  هل لك عليه من نعمة تربُها – (تقوم بها وتنميها)

قال:  لا ، غير أني أحببته في الله تعالى!

قال له الملك:  (فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه).    رواه مسلم

          إنه مسافر يتحمل وعثاء الطريق ليزور أخاً في الله ، لا لمأرب أخرى.

          وعن أبي إدريس الخولاني – رحمه الله – قال:  دخلت مسجد دمشق فإذا فتى براق الثنايا ، وإذا الناس معه ، فسأل عنه ، فقيل هذا معاذ بن جبل – رضي الله عنه – فسلمتُ عليه ثم قُلت:  والله إني لأحبك لله فقال:  آلله؟  فقلت: آلله فقال مرة أخرى آلله؟ فقلت: آلله – (يريد أن يستيقن من أن الله سبحانه محور هذه العاطفة ، فقال أبوإدريس فجذبني إليه فقال: أبشر فإني سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول:  قال الله تعالى: (وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتبازلين في).    رواه مالك في الموطأ بإسناد صحيح.

          وأعلم أن الله تبارك وتعالى لا يمنح محبته إلا لأُناس عرفوه حق معرفته وتعاونوا على نصرة اسمه وإعلاء كلمته وإعزاز دينه وتقديم حقه على كل حق.

          ومن أحط وأرخص وأخس وأوضع أن يتملق رجل لآخر لدنيا يصيبها ، أو يبتسم له لمصلحة يرجوها.

          وجآء في الحديث القدسي قال الله عز وجل:  (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء).      رواه الترمذي – حديث حسن صحيح

          فلم تعرف الأرض أخوة أوثق ولا أعظم مما قام بين أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم – ولم تعرف تآخياً في الله وإعزازاً للحق وتضحية في سبيله مثل ما عُرف عن أصحاب محمد!

          وكان النبى – صلى الله عليه وسلم – ينمى عاطفة الحب في الله ويصل بين أطرافها لتبقى ، فعن أنس أن رجلاً كان جالساً عند النبى فمر رجل آخر فقال الرجل:  يارسول الله ، إني أحب هذا ، فقال له النبى: (أأعلمته؟) قال: لا.  قال: أعلمه!  فلحقه فقال:  إني أحبك في الله ، فرد عليه قائلاً:  (أحبك الذى أحببتني له).         رواه أبوداود بإسناد صحيح

          ما أجمل الحب في الله!

 

(والحمدلله رب العالمين)

 

اترك تعليقاً