الرد على من قال لا نأخذ بأحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

 

أما بعد،،،

 

          فلقد جآءنا سؤال بعض الشباب على جهالة وضلالة وأنه يستغنون عن الأحاديث ويكتفون بالقرآن ويقولون:  لا نكتفى إلا بالقرآن ولا نأخذ حديث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويتحججوا بأن الأحاديث موضوعة وغير صحيحة.

          والرسول – صلى الله عليه وسلم قال:  عن هؤلاء الخبثاء الضالين الجاهلين قبل أن يموت:  (يوشك رجل شبعان متكاً على أريكته يأتيه الأمرُ من أمرى فيقول ما نجد هذا فى كتاب الله إلا إنى أُتيتُ القرآن ومثله معه).

          فإن المسلم لا يستغنى أبداً عن هدى النبى – صلى الله عليه وسلم – وأن القرآن فرض علينا أن نُطيع النبى – صلى الله عليه وسلم – فى كل ما أمرنا أن نؤتى به أو نذره مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الفتح الآية (17):

(وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ).

          ومصداقاً لقوله تعالى فى سورة الحشر الآية (7):

(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا )

          والحديث يقول:

          (وأمرتم أن تأخذوا بقولى وتتبعوا سنتى فمن رضى بقولى فقد رضى بالقرآن ومن استهزأ بقولى فقد استهزأ بالقرآن) وقال:  (ما آتاكم الرسول).

          ومصداقاً لقوله تعالى فى سورة النسآء الآية (69):

(وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ).

          إذا أنت أطعت الله ورسوله تكونين معهم (النبيين والصديقين فى دار واحدة ونعيم واحد نستمتع برؤيتهم والحضور معهم ولكن لا يساوونا فى الدرجة ، فإنهم يتفاوتون ولكن يتزاورون لأنهم كانوا فى الدنيا يتبعوا الرسول ويقتدوا به..).

          ومصداقاً لقوله تعالى فى سورة النسآء الآية (80):

(مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا).

          وكما فى الحديث الشريف:

          (من أطاعنى فقد أطاع الله ومن يعصنى فقد عصى الله).

          ومصداقاً لقوله تعالى فى سورة الأحزاب الآية (71):

          (وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).

        فيما أمر الله به ونهى عنه.

          ومصداقاً لقوله تعالى فى سورة النور الآية (52):

(وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ).

          وهذا من ناحية النقل من كتاب الله.

أما من جهة العقل:

          فإننا لو عرضنا كلام هؤلاء الضالين على العقل نجد أنه يتنافى مع العقل تماماً ولأننا إذا أهملنا الأحاديث وأهدرنها فإن الدين كُلهُ سيضيع لأن الأحاديث هى التى فسرت لنا مضمون القرآن وأهداف القرآن وأغراضه ومقاصده – بل الأحاديث هى التى فسرت مجمل القرآن …

          وبالمثال يتضح المقال:  الصلاة:  فإن القرآن لم يتعرض لعدد ركعات الصلاة بل قال: (وأقيموا الصلاة) (وأقم الصلاة) ولكن كيف نصلى؟  ما هى عدد ركعات الصلاة؟  وكم هى فى اليوم والليلة ما هو الفرض وما هو النفل؟  كيف نقرأ ونحن واقفون وماذا نقول ونحن راكعون وساجدون؟  هذا لم يوجد فى القرآن ولكن الذى فسره وبينه هو النبى – صلى الله عليه وسلم – بأمر من الله حيث قال: (صلوا كما رأيتمونى أُصلى).

          ولو كان القرآن كافياً فى الصلاة لقال الرسول – صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما علمكم الله).

          وكذلك الصيام:  ما هو الذى يفطر وما هو الذى لا يفطر؟

          الله سبحانه وتعالى قال:  (أياماً معدودات) (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) ولكن ما هى المحظورات فى الصيام وغيرها – أين صلاة التراويح فى القرآن وما عدد ركعاتها وأين صلاة العيد فى القرآن ، كل هذه التفاصيل فى سُنة النبى – صلى الله عليه وسلم.

          فى الزكاة:  الله سبحانه وتعالى يقول: (وأتوا الزكاة) الذى فسر لنا الزكاة فى الأموال 2,5% – وزكاة الحيوان (الأنعام) وزكاة الثمار (العنب والبلح) وزكاة التجارة – وزكاة الفطر وزكاة الذهب والفضة وزكاة الركائز كل هذا ليس موجود فى القرآن ولكن الذى بينها لنا هو النبى – صلى الله عليه وسلم.

          فى الحج:  كيف نُحج ليس موجود فى القرآن؟

          يقول الله تعالى:  (الحج أشهرُ معلومات)

          (وإذا أفضتم من عرفات فأذكروا الله عند المشعر الحرام).

          من الذى علمنا كيف نبدأ – ومتى  نقف على عرفات – وكم مرة نطوف وكم مرة نسعى – القرآن لم يبينه أبداً.

          الذى قال أن الطواف سبعة هو المصطفى – صلى الله عليه وسلم:  (خذوا عنى مناسكم) والذى قال أن السعى بين الصفا والمروة سبعة هو المصطفى – صلى الله عليه وسلم – والذى قال بعد أن نطوف حول الكعبة والملتزم تشرب من زمزم وتصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم هو المصطفى .

 

          والذى قال بعد ما تنزل من عرفات ونمُروا على المشعر الحرام وتبيت فى المزدلفة وترمى الجمار هو المصطفى – صلى الله عليه وسلم.

          القرآن لم يقول هذا.

          فهؤلاء الضالون الذين يقولون لا نأخذ بالأحاديث ونأخذ بالقرآن فقط – أقول لهم إنهم غير مسلمين.

          هذا الذى يقول ذلك كيف يصلى – كيف يدخل المسجد ويصلى الصبح ركعتين – جبت الصبح ركعتين من أين؟

          هو ملقن شوية كلمات ولا تستطيع أن يرد عليك.

          نسأل الله تعالى أن يبعدنا عن هذا الصنف الفاتن وأن يحينا على الإيمان الكامل وأن يبعدنا عن كل ضال وكل جاهل ويحفظ مصرنا الغالية من الفتن والجهل إنه سميع مجيب.

 

(  والحمدلله رب العالمين)

 

 

  

 

 

 

 

 

 

 

 

    

 

 

         

 

         

.

 

         

 

 

 


 

 

       

 

        

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً