الرضا

بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،

خلق الرضا من أهم أنواع الخلق التى يرضى الله عن صاحبها وإذا لم تستطيع أن تكون راضى فأصبر – فإن فى الصبر خير كثيراً ، إنما الذى هو أعلى من الصبر الرضا.

الرضا هو:  أن تصبح بالله راضى وأن تمسى باله راضى ، وأن تقول كما علمنا رسول الله – صلى الل عليه وسلم:  (رضيتُ بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً).

وهذه جُملة مكونة من ثلاث شُعب: (1) رضيتُ بالله رباً ، (2) وبالإسلام ديناً ، (3)وبمحمد نبياً ورسولاً ، وهذه الشعب الثلاث هى الدين كُله وهى الآخرة كُلها – جميع أحكام الدين وفروعه محصورة فى هذه الكلمات الثلاث فى الله وفى رسول الله ، وفى دينه الإسلام.

الإسلام يكلفك فى الصباح أن تقول هذه الكلمة رضيتُ بالله رباً وهذه الكلمة التى قد يستصغرها بعض الناس فيها العز كله وفيها السعادةكل المطلوب:  أن تقولها برقة وتفكر وإخلاص لا تقوليها بلسانك فقط وقلبك متحول عن الله.  تقولها وأنت متحقق بمعناها ومتفهم لسرها ومغزاها.

ما الذى يترتب على ذلك؟؟  نسمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (من قال إذاأصبح ثلاث مرات:  (1) رضيتُ بالله رباً ، (2) وبالإسلام ديناً ، (3) وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.  وقال إذا أمسى ثلاث مرات:(1) رضيتُ بالله رباً ، (2) وبالإسلام ديناً ، (3) وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ، كان حقاً على الله أن يُرضيه يوم القيامة.

وهذا جزآء ما بعده جزاء كما أنت رضيت عن الله فى الدنيا ربنا سوف يرضى عنك فى الآخرة (وكان حقاً على الله) إلزام ألزمه الله به أن يرضيه يوم القيامة.

وهناك رواية ثابتة:  يقول النبى – صلى الله عليه وسلم:  (إذا أصبح وإذا أمسى ثلاث مرات رضينا بالله رباً ، فأنا الزعيم (الضامن) أن أخذ بيده يوم القيامة حتى أُدخُله الجنة).  وهنيئاً لمن أخذ بيده الرسول – صلى الله عليه وسلم – يوم القيامة سيد الخلق وصفوة الله من خلقه يأخذ بيدك ويبقى معك حتى تطمئن على مستقبلك ومصيرك.

الرضا بالله:  ترضى بقدره وقضائه فإن أنعم عليك شكرت وإن ضيق عليك صبرت فأنت عبدالله وليس عبد للشهوات ولا عبد للحظوظ – مادُمت راضى فى الشدة والرخاء.

(عجباً لأمر المؤمن إن أمرهُ كُلهُ خير وليس ذلك إلا للمؤمن فإن اصابتُهُ سراء شكر فكان خير له – وإن أصابتُهُ ضراء صبر فكان خيراً له).

الرضا بالإسلام:  أن ترضى بأحكامهُ وأحكام الإسلام فى الشهادتين والصلاة والصوم – الزكاة والحج – والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر – وإكرام الجار وإكرام الضيف الجهاد فى سبيل الله – وكل شعائر الإسلام وأن تكون راضى عن كل هذا.

الرضا عن الرسول:  تمشى وراءه فى الدنيا لكى نمشى وراءه فى الآخرة – إذا أخذت النبى قدوة لك وإمام هو فى الآخرة يكون كذلك قدوة لك – والآخرة من جنس الدنيا (جزآءً وفاقاً) موافق لما كنت تعمله فى الدنيا وزبائن الرسول معروفين (تعرفهم بسيماهم) سورة الفتح الآية (29):

(سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ). 

فى سورة الحديد الآية (12):

(يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ.…). 

(1)            سيماهم فى وجوههم:  نور وبياض يعرفون به يوم القيامة.

السيما هى العلامة  =  أنهم سجدوا فى الدنيا (موضع السجود يكون كالقمر ليلة البدر) ، ويبعثون يوم القيامة غُراً محجلين من آثار الوضوء – وفى الدنيا عليهم علامات (1) التقوى ، (2) والصلاح ، (3) والتواضع ، (4) واللين ، (5)والرحمة.

(2)            يسعى نورهُم بين أيديهم:  يتقدمهم نورهم الذى أكتسبوه بالإيمان والعمل الصالح بمسافات بعيدة هم يمضون على الصراط – وكما قال عبدالله بن مسعود:  يُؤتون نورهم على قدر أعمالهم – فمنهم من يؤتى نوره كالنخلة ومنهم من يؤتى نوره كالرجل القائم وأدناهم نوراً من نوره على إبهام رجله فيطفأ مرة ويوقد أخرى.

وكما جآء فى الحديث الذى ذكره قتاده أن نبى الله – صلى الله عليه وسلم قال: (إن من المؤمنين من يُضئ نوره كما بين المدينة وعدن أو ما بين المدينة وصنعاء – ودون ذلك حتى يكون منهم من لا يضئ نوره إلا موضع قدميه).  ذكره ابن كثير فى تفسيره.

(بُشراكُمُ اليوم) لدخول الجنات:  (تجرى من تحتها الأنهار) أى من تحت مساكنها أنهار اللبن والمآء والخمر والعسل – من خلال الأشجار والقصور.

فى سورة التحريم الآية (8):

 (يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا).

وهذا يعتبر دعاء المؤمنين حين أطفأ الله نور المنافقين كما قال ابن عباس:  (1)يسألون ربهم أن يُبقى لهم نورهم ولا يقطعه عنهم حتى يجتازوا الصراط وينجوا من السقوط فى جهنم ، (2) كما يسألونه أن يغفر لهم ذنوبهم التى قد يُردُون بها إلى النار بعد إجتياز الصراط.

فيا أخى المسلم أوصيك بأن ترضى عن الله

ويقول الله فى سورة البينة الآية (8):    

(رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ).

ما معنى ذلك:   ناس كثيرين مش فهمين هذا – ربنا يرضى عنا هذه معروفة ولكن كيف نرضى نحن عن الله؟

(1)أن نتقبل أحكام دينه ، (2) نتقبل كلام نبيه ، (3) نتقبل قضاءه وقدره بالرضا ، (4) نتقبل أحكام الإسلام كلها – الرضا عن الله – إذا فعلت ذلك استحققت أن يرضى الله عنك.

(  والحمدلله رب العالمين )

 ذ

         

 

 

 

اترك تعليقاً