حديث (لا تُظهر الشماتة لأخيك)


 

 

 

 

 

 

2

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،،

          فعن وائلة بن الأسقع – رضي الله عنه قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (لا تُظهر الشماتة لأخيك ، فيرحمهُ الله ويبتليك).         رواه الترمذي في كتاب صفة القيامة.

معنى الشماتة:  الفرح المؤقت لبلاء يقع لغيره ، حسداً له وحقداً عليه ، وهي دليل على العداوة والبغضاء ، فلا يشمت أحد بأحد إلا لعداوة بينهما قد تكون ظاهرة وقد تكون كامنة.

          والرسول – صلى الله عليه وسلم – في هذه الوصية يخاطب المؤمنين الذين لم يكتمل إيمانهم بعد محذراً من آفة تجلب على صاحبها البلاء ، وتورثه الشقاء ، وتحرمه من التمتع بطيبات الحياة ، وهي الشماتة.

          ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة الإعراف الآية (150):

          (فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء). 

          لا تمكنهم من إغاظتي بالفرح في بليتي ، وهذا ما قاله هارون لأخيه موسى – عليهما السلام – حينما أخذ موسى بشعر لحية أخيه هارون ورأسه لما عبد قومه العجل من بعد خروجه لميقات ربه.

          والشماتة دليل على الخيبة ، يقول العرب شمتُه الله:  بمعنى خيبه وفضحه.

معنى الحديث:  قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (لا تظهر الشماتة بأخيك) نهى عن إظهارها وإخفائها.

          كأنه قال:  لا تشمت به أبداً ، وإن وقعت في قلبك شماتة فلا تعمل على إظهارها ، بل اجتهد في إزالتها بكل ما أوتيت من علم وحكمة.

          وإظهار الشماتة يوقظ نار العداوة ، ويزيد في إشتعالها ، ولو عزاه في مصيبته وواساه بقدر طاقته وأعانه على دفع ضره ، لكان ذلك أولى وأقرب للتقوى.

          والمؤمن الحق هو الذى يدع للصلح موضعاً ، ولا يجعل للشيطان عليه سبيلا ، ولا يدنس قلبه بهذه الآفة البغيضة ، وهو يعلم أن الدهر يوم له ويوم عليه.

          وقوله:  (فيرحمهُ الله ويبتليك).

          ليكفكف الشامت دموع فرحة الموقوت ، ويكف نفسه عن التمادي فيما يفسد عليه قلبه وعقله وخُلقه ودينه ويجعله مستحقاً للبلاء من قبل الله – عز وجل – وهو جل شأنه بالمرصاد لمن طغى وبغى وأضمر السوء لأخيه ، وتمنى زوال نعمته.

          وهذا يكون حال الشامت لو رحم الله عدوه وفتح له أبواب الخير وأسبغ عليه النعمة وابتلاه بمثل ما ابتلاه به أو أشد.

          إنه عندئذ يكون أشد خيبة من ذي قبل – فالشامت هو الخائب لماذا؟  لأن شماتته ترد إليه في يوم من الأيام ، وكما يقولون:  على الباغي تدور الدوائر ، ومن سل سيف البغي قُتل به ، ومن صارع الحق صُرع ، ومن تكبر على الناس ذل.

          مصداقاً لقوله تعالى في سورة فاطر الآية (43):

          (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ).

          هناك حقيقة يجهلها الناس وهي (أن عاقبة المكر السئ تعود على الماكرين بأسوأ العقاب وأشد العذاب).

          وهذه حكمة بالغة ينبغي على كل مؤمن أن يأخذ منها العظة والعبرة.

          والعافية من الله كلمة واسعة الدلالة في معناها ومغزاها ومرماها ، فهي تعني معافاة الأبدان من الأمراض والعلل ، ومعافاة القلوب من الحقد والحسد والغيرة والنفاق وسائر ما يعكر صفو الإيمان من الآفات ومعافاة الأموال من التلف أو النقصان أو خلطها بحرام أو إنفاقها في غير وجهها.

          ومثلها العفو ، فمن عفا الله عنه عافاه في دينه ودنياه وأُخراه ، ولهذا أوصى النبى – صلى الله عليه وسلم – المؤمنين أن يدعو كل منهم في الأوقات المباركة بأن يعفو عنه ، لأن الخير كل الخير فيه.

          قالت عائشة – رضي الله عنها:  (يارسول الله ، أرأيت إن علمتُ أي ليلة القدر ما أقول له).

          قال:  قولي: (اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عني).

          (أخرجه أحمد بن حنبل وابن ماجه والترمذي)

          وضد العفو الإبتلاء ، وهو أنواع:

          فهناك إبتلاء بالخير ، وهناك إبتلاء بالشر.

          مصداقاً لقوله تعالى في سورة الأنبياء الآية (35):

(وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ).

          وكل منهما (الإبتلاء بالخير والشر) قد يكون عقاباً للمبتلى ، وقد يكون تمحيصاً له ومضاعفة لأجره.

الفرق بين المؤمن المبتلى والكافر في النتيجة:

          فالمؤمن يبتليه الله ابتلاء تمحيص وتطهير وتزكيه وتقويم لينال بصبره وجلده الدرجات العلى في جنة المأوى ، فيكون ابتلاؤه خيراً كله في الحال والمال لماذا؟

          لأنه إن أُعطى شكر ، وإن ابتلى صبر ، فهو مع الله دائماً ، ومن كان مع الله كان الله معه ، ومن كان الله معه ، عافاه من سخطه ومنحه رضاه ، وجعل التقوى شفاءً له من كل داء ، ورزقه الرضا بقضائه وقدره ، وأراه القدر على حقيقته فآمن إيماناً لا يعتريه شك بأن الله عز وجل لا يفعل الشر ولا يختار لعبده إلا الخير ، وأنه أرحم به من نفسه على نفسه.

وأما الكافر:  فإن الله يهلكه بذنبه في الدنيا والآخرة.

          أما في الدنيا فإن هلاكه يكون بكفره وإن بدا أنه مُنعم ، لأن الكفر يبعده عن نعيم دنيوى لا يعرفه أمثاله ، وهو ذكر الله.

          والفاسق من المسلمين يقارب الكافر في الحرمان بقدر درجته في الفسق وبعده عن شغب الإيمان ، ويكون جزاؤه من جنس عمله في الدنيا والآخرة.

          والشماته نوع من الفسق – لهذا كان الشامت عرضة للبلاء ، معاملة له بسوء فعله.

كيف نبعد عن الشماتة؟

          بالمبادرة بالتوبة النصوح والعمل الصالح وتطهير النفس من الآفات التى تعكر صفو الإيمان.

          إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحرص في هذه الوصية على أن يظل إيمان المؤمن كما هو ، لا يصيبه شك ولا وهن (ضعف) ، بل يزداد ويزداد حتى يكون من الأخيار الذين وصفهم الله بقوله في سورة الأنفال الآية (2):

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).

 

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،،

          فعن وائلة بن الأسقع – رضي الله عنه قال:  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (لا تُظهر الشماتة لأخيك ، فيرحمهُ الله ويبتليك).         رواه الترمذي في كتاب صفة القيامة.

معنى الشماتة:  الفرح المؤقت لبلاء يقع لغيره ، حسداً له وحقداً عليه ، وهي دليل على العداوة والبغضاء ، فلا يشمت أحد بأحد إلا لعداوة بينهما قد تكون ظاهرة وقد تكون كامنة.

          والرسول – صلى الله عليه وسلم – في هذه الوصية يخاطب المؤمنين الذين لم يكتمل إيمانهم بعد محذراً من آفة تجلب على صاحبها البلاء ، وتورثه الشقاء ، وتحرمه من التمتع بطيبات الحياة ، وهي الشماتة.

          ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة الإعراف الآية (150):

          (فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء). 

          لا تمكنهم من إغاظتي بالفرح في بليتي ، وهذا ما قاله هارون لأخيه موسى – عليهما السلام – حينما أخذ موسى بشعر لحية أخيه هارون ورأسه لما عبد قومه العجل من بعد خروجه لميقات ربه.

          والشماتة دليل على الخيبة ، يقول العرب شمتُه الله:  بمعنى خيبه وفضحه.

معنى الحديث:  قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (لا تظهر الشماتة بأخيك) نهى عن إظهارها وإخفائها.

          كأنه قال:  لا تشمت به أبداً ، وإن وقعت في قلبك شماتة فلا تعمل على إظهارها ، بل اجتهد في إزالتها بكل ما أوتيت من علم وحكمة.

          وإظهار الشماتة يوقظ نار العداوة ، ويزيد في إشتعالها ، ولو عزاه في مصيبته وواساه بقدر طاقته وأعانه على دفع ضره ، لكان ذلك أولى وأقرب للتقوى.

          والمؤمن الحق هو الذى يدع للصلح موضعاً ، ولا يجعل للشيطان عليه سبيلا ، ولا يدنس قلبه بهذه الآفة البغيضة ، وهو يعلم أن الدهر يوم له ويوم عليه.

          وقوله:  (فيرحمهُ الله ويبتليك).

          ليكفكف الشامت دموع فرحة الموقوت ، ويكف نفسه عن التمادي فيما يفسد عليه قلبه وعقله وخُلقه ودينه ويجعله مستحقاً للبلاء من قبل الله – عز وجل – وهو جل شأنه بالمرصاد لمن طغى وبغى وأضمر السوء لأخيه ، وتمنى زوال نعمته.

          وهذا يكون حال الشامت لو رحم الله عدوه وفتح له أبواب الخير وأسبغ عليه النعمة وابتلاه بمثل ما ابتلاه به أو أشد.

          إنه عندئذ يكون أشد خيبة من ذي قبل – فالشامت هو الخائب لماذا؟  لأن شماتته ترد إليه في يوم من الأيام ، وكما يقولون:  على الباغي تدور الدوائر ، ومن سل سيف البغي قُتل به ، ومن صارع الحق صُرع ، ومن تكبر على الناس ذل.

          مصداقاً لقوله تعالى في سورة فاطر الآية (43):

          (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ).

          هناك حقيقة يجهلها الناس وهي (أن عاقبة المكر السئ تعود على الماكرين بأسوأ العقاب وأشد العذاب).

          وهذه حكمة بالغة ينبغي على كل مؤمن أن يأخذ منها العظة والعبرة.

          والعافية من الله كلمة واسعة الدلالة في معناها ومغزاها ومرماها ، فهي تعني معافاة الأبدان من الأمراض والعلل ، ومعافاة القلوب من الحقد والحسد والغيرة والنفاق وسائر ما يعكر صفو الإيمان من الآفات ومعافاة الأموال من التلف أو النقصان أو خلطها بحرام أو إنفاقها في غير وجهها.

          ومثلها العفو ، فمن عفا الله عنه عافاه في دينه ودنياه وأُخراه ، ولهذا أوصى النبى – صلى الله عليه وسلم – المؤمنين أن يدعو كل منهم في الأوقات المباركة بأن يعفو عنه ، لأن الخير كل الخير فيه.

          قالت عائشة – رضي الله عنها:  (يارسول الله ، أرأيت إن علمتُ أي ليلة القدر ما أقول له).

          قال:  قولي: (اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عني).

          (أخرجه أحمد بن حنبل وابن ماجه والترمذي)

          وضد العفو الإبتلاء ، وهو أنواع:

          فهناك إبتلاء بالخير ، وهناك إبتلاء بالشر.

          مصداقاً لقوله تعالى في سورة الأنبياء الآية (35):

(وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ).

          وكل منهما (الإبتلاء بالخير والشر) قد يكون عقاباً للمبتلى ، وقد يكون تمحيصاً له ومضاعفة لأجره.

الفرق بين المؤمن المبتلى والكافر في النتيجة:

          فالمؤمن يبتليه الله ابتلاء تمحيص وتطهير وتزكيه وتقويم لينال بصبره وجلده الدرجات العلى في جنة المأوى ، فيكون ابتلاؤه خيراً كله في الحال والمال لماذا؟

          لأنه إن أُعطى شكر ، وإن ابتلى صبر ، فهو مع الله دائماً ، ومن كان مع الله كان الله معه ، ومن كان الله معه ، عافاه من سخطه ومنحه رضاه ، وجعل التقوى شفاءً له من كل داء ، ورزقه الرضا بقضائه وقدره ، وأراه القدر على حقيقته فآمن إيماناً لا يعتريه شك بأن الله عز وجل لا يفعل الشر ولا يختار لعبده إلا الخير ، وأنه أرحم به من نفسه على نفسه.

وأما الكافر:  فإن الله يهلكه بذنبه في الدنيا والآخرة.

          أما في الدنيا فإن هلاكه يكون بكفره وإن بدا أنه مُنعم ، لأن الكفر يبعده عن نعيم دنيوى لا يعرفه أمثاله ، وهو ذكر الله.

          والفاسق من المسلمين يقارب الكافر في الحرمان بقدر درجته في الفسق وبعده عن شغب الإيمان ، ويكون جزاؤه من جنس عمله في الدنيا والآخرة.

          والشماته نوع من الفسق – لهذا كان الشامت عرضة للبلاء ، معاملة له بسوء فعله.

كيف نبعد عن الشماتة؟

          بالمبادرة بالتوبة النصوح والعمل الصالح وتطهير النفس من الآفات التى تعكر صفو الإيمان.

          إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحرص في هذه الوصية على أن يظل إيمان المؤمن كما هو ، لا يصيبه شك ولا وهن (ضعف) ، بل يزداد ويزداد حتى يكون من الأخيار الذين وصفهم الله بقوله في سورة الأنفال الآية (2):

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).

                                                ( والحمد لله رب العالمين)

اترك تعليقاً