رعاية عبدالمطلب لمحمد – صلى الله عليه وسلم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

     بسم الله مقلب القلوب وغفار الذنوب ، وستار العيوب ، ومفرج الكروب ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين جامع شمل الدين وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وسلم كثيراً.

أما بعــد :

فيجب أن نحاط علماً بأن جد النبى عبدالمطلب كان يحيطه بعناية خاصة ومهمة لفقد          

ابنه عبد الله بن عبدالمطلب.

ثانياً: لما شاهد عبدالمطلب فى هذا الوليد من علامات العظمة ، والعرب عندهم فراسة.  

فكان عبد المطلب يعلم علم اليقين بأن مستقبل هذا الولد سيكون مستقبلاً باهراً ممتازاً.

فكان عبدالمطلب ينظر إلى محمد نظرة خاصة دون أولاده من صلبه حتى أنه إذا جلس 

في ظل الكعبة لينظر فى مصالح أهل مكة كان هذا الوليد (محمد) يأتى ويجلس بجانبه          

على الفراش.  

وكان فراش عبدالمطلب لا يستطيع كائناً من كان من أهل مكة أو من غيرها أن يدنو  

من هذا الفراش(مجلس الحكم) لماذا ؟

لأنه فراش للرياسة ولا يصح لأحد أن يدنو منه إلا محمد – صلى الله عليه وسلم – 

يأتي ليجلس على الفراش بجوار جده فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه فيقول عبدالمطلب:

“دعوا ابنى هذا فوالله إن له لشأناً.  إن ابنى هذا سيداً وهو يشعر من الآن بالسيادة ، ثم 

يجلس معه على فراشه ويمسح على ظهره بيده ويسره مايراه ويصنع”.  سيرة ابن هشام.

وقد بلغ من حرص عبدالمطلب على حياة النبى – صلى الله عليه وسلم – يوصى أم 

أيمن (المربية) بالنبى خيراً ويقول لها: “لا تغفلى عن محمد لقد وجدته مع أصحاب له

قريباً من السدرة (شجرة النبق).

وكانت هذه الشجرة لا يدنو منها أى إنسان كبير ولا صغير ، عبدالمطلب يرى محمد 

يذهب وحده فيجلس تحت هذه الشجرة فى ظلها منفرداً وأصحابه يلعبون وهو جالس

مطأطأ الرأس يفكر .

ولقد أخبرنى أهل الكتاب (اليهود والنصارى) لا يجلس تحت هذه الشجرة إلا نبى – 

وإن ابني سيكون نبي هذه الأمة.

“والله سبحانه وتعالى عندما يحب أن يصطفى أنبياء لا ينتظر حتى يصلوا إلى سن 

الأربعين ثم ينزل عليهم الوحى مفاجئ ..  لا  ولكن يربيهم على عينه ويصطفيهم  

من حين ما يخرجوا من بطون أمهاتهم تربية خاصة تربية ممتازة ، ويبعد عنهم الذلل 

والخطأ ويمهد لهم الطريق حتى قبل الولادة”

وهذا ما حدث مع النبى – صلى الله عليه وسلم.

 

( والحمدلله رب العالمين )

 

اترك تعليقاً