علو مكانة المسلمين فى القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

 

أما بعد،،،،

 

          فالله سبحانه وتعالى قال فى محكم آياته فى سورة البقرة الآية (143):

 

(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).

 

          وكما هدانا الله إلى الإسلام كذلك جعلنا أمة عدولاً خياراً لنشهد على الأمم يوم القيامة أن رسلهم بلغتهم ويشهد علينا الرسول أنه بلغنا – مصداقاً للحديث الذى أخرجه البخارى فى صحيحه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال:  (يُدعى نوح عليه السلام يوم القيامة فيقول:  لبيك وسعديك يارب فيقول: هل بلغت؟  فيقول:  نعم.  فيقالُ لأمته هل بلغكم؟  فيقولون:  ما جآءنا من نذير فيقول من يشهد لك؟  فيقول:  محمد وأمتُهُ فيشهدون أنه قد بلغ).

 

          أمة وسطاً:  أن أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – خير الأمم وأعدلها نجد أن:

 

اليهود:  كانوا مغاليين فى المادة وباعدين نهائياً عن شرع الله ، اليهود أغرقوا فى الماديات فعطلوا الأخرة وتسبيح الله.

 

          وكذلك النصارى:  كان سيدنا عيسى عليه السلام يقول:  الفراش التى أنام عليه أرضى ربى ، واللحاف سمآء ربى ، والأكل عشب الجبل ، والماء التى أشربها هو مآء المطر ، والدابة التى أركبها رجلاى ومع هذا يايهود لا تظنون أنى فقير ، فإنى أصبح وأمسى ليس على الأرضى أغنى منى ، فكان يعلمهم الزهد والورع ، عاش على غزل أمه – يبيع الغزل.  ثم يأتى بنصف الغزل طعام والنصف الثنى صوف لكى تغزله أمه لثانى يوم، وأيضاً لكى يحد من المادية التى طغت فى اليهود.

 

فجآء الإسلام:  قال:  لا هذا ينفع (منهج اليهود) ولا هذا ينفع (منهج النصارى).

 

اليهود أُغرقوا فى الماديات فعطلوا الروحنيات والآخرة وتسبيح الله ، والنصارى بالغوا فى ما فعله عيسى فبتدعوا رهبانية (ماكتبناها عليهم) الرهبانية كانت مظهر وخروج على الطبيعة ، وهذا تمرد على سنة الله.  ما هى سنة الله؟

          الله خلق الرجل والمرأة وحبب الإثنين فى بعض ، ولكن النصارى تركوا الدنيا ، كذبُوا على عيسى فى العقيدة ، وقالوا:  عيسى بن الله وكذبوا على عيسى فى الشرع ، وقالوا:  رهبانية – ومنعوا الشباب من الزواج وعملوا عُقد وزنى ..

          أما شرع الله هى الأمة الوسط ، مصداقاً لقوله تعالى فى سورة البقرة الآية (143):

(َكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا).

          فأنت أيها المسلم من الأمة الوسط التى أخذت دين اليهود ودين النصارى وجمع الله لك المادة والروح ، وهى المادة السليمة ليس مادة اليهود على غفلتهم ولا رهبانية النصارى على إسرافهم.

 

          فالله قال للمسلمين تمتعوا بالدنيا بما أحللت لكم.  وبالمثال يتضح المقال.

 

مثال 1:  قال الله تعالى:  أنا أحللت لك أشياء كثيرة ، ولا يوجد شئ حرمته إلا أوجدت لك أشياء خير من نوعها:  (1) يوم أن حرم الزنا وأحل لك أشياء أحسن وهو الزواج ، (2)حرم الخمر – وأحل لك مشروبات كثيرة.

          ولقد كرم الله عز وجل أمة محمد وأعطاها ما لم يُعطى أمة غيرها مصداقاً لحديث النبى – صلى الله عليه وسلم – الذى رواه عبادة بن الصامت قال:  سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم يقول:  (أُعطيت أمتى ثلاثاً لم تُعط إلا الأنبياء ، كان الله إذا بعث نبياً قال له:  أدعنى استجب لك وقال لهذه الأمة:  أدعونى أستجب لكم

(2)  وكان الله إذا بعث النبى قال له:  ما جعل عليك فى الدين من حرج ، وقال لهذه الأمة:  وما جعل عليكم فى الدين من حرج ، (3) وكان الله إذا بعث النبى جعله شهيداً على قومه وجعل هذه الأمة شهداء على الناس. (أخرجه الترمذى الحكيم فى نواد الأُصول)

          فانظر وأفهم وأعرف مكانك ومكان المسلمين عند الله تعالى.

 

 

 

(  والحمدلله رب العالمين  )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً