ما الذي يجب على الحاج قبل الإحرام ؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وعلى آله وصحبه آجمعين .

أما بعد،،،

فقبل الإحرام يجب على الحاج (6) أمور:

(1)التنظيف ، (2) الغسل ، (3) إرتداء ملابس الإحرام ، (4) التطيب بالطيب ، (5) صلاة ركعتين عند إرادة الإحرام ، (6) الإحرام (يًحرم).

أولاً:  التنظيف:  والغسـل

أن يقوم بتنظيف بدنه – يبدأ بقص أظفاره – نتف شعر إبطه – حلق عانته – تمشيط شعر رأسه.

والمرأة تتنظف وتغسل حتى ولو كانت حائضاً أو نفساء ، لأن الغسل شرع لتنظيف البدن وتنشيطه، وهو لا يرفع عنها الحيض ولا النفاس.

الدليل على ذلك:ما رواه مسلم فى صحيحه عن عائشة – رضى الله عنها – قالت:  (نُفست إسماء بنت عميس بمحمد بن أبى بكر بالشجرة (الشجرة كانت بذى الحليفة ميقات أهل المدينة الذى يحرمون منه) فأمر النبى  – صلى الله عليه وسلم – أبابكر أن يأمرها أن تغتسل وتهل.

          تهل:تحرم بالحج وتقول:  أحرمت به لله تعالى ونويت الحج – لبيك بالحج.

الحديث الثانى:  وعن ابن عباس – رضى الله عنهما قال:  إن النبى – صلى الله عليه وسلم قال:  (إن النفساء والحائض تغتسل وتحرم وتقضى المناسك كلها غير انها لا تطوف بالبيت حتى تطهر)  أخرجه أحمد – أبو داود.

          ومن تعذر عليه الغسل توضأ فبالوضوء يكفيه.

          واختلف الفقهاء:

          فمن لم يجد ماءً يغتسل به أو يتوضأ هل يستحب له أن يتيمم أم لا؟

          الشافعية وأحمد قالا:  يستحب له –الرأى الثانى:  لا يستحب له.   لأن هذا الغسل إنما يُسن للتنظيف وليس فى التيمم تنظيف.

          وأشترط المالكية:

          أن يكون الغسل متصلاً بالإحرام بحيث لا يفصل بينهما وقت طويل.

ثالثاًإرتداء ملابس الإحرام:

          بعد التنظيف عليه أن يلبس ملابس الإحرام ، ويُستحب اللون الأبيض – والجديد أفضل من القديم فمن لم يجد لبس ثوب قديم مغسول طاهرفالدين يسر لا حرج فيه.

رابعاًالتطيب بالطيب:

          يستحب للمحرم بعد أن يغتسل ويلبس ملابس الإحرام أن يتطيب بما يجد من أنواع الطيب – وهذا قبل أن ينوى الحج أو العمرة أو هما معاً ، أما بعد الإحرام فلا يجوز له استعمال الطيب حتى يتحلل من نسكه بالحلق أو التقصير.

الدليــل:  ما رواه البخارى ومسلم عن عائشة – رضى الله عنها قالت:  (كنت أطيب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لإحرامه قبل أن يحرم).

خامساًصلاة ركعتين عند إرادة الإحرام:

          يستحب لمن أراد الحج أو العمرة أن يصلى قبل النية ركعتين لله تعالى ، يستحضر فيها قلبه – ويقرأ فى الركعة الأولى بعد الفاتحة (قل يا أيها الكافرون) ويقرأ فى الركعة الثانية بعد الفاتحة (قل هو الله أحد) ، والركعتان سُنة عند جمهور الفقهاء.

          فقد صح أن النبى – صلى الله عليه وسلم – أحرم بالحج بعد أن صلى ركعتين بذى الحليفة.

          ما رواه البخارى فى صحيحه.  الدليـل:  (أن ابن عمر – رضى الله عنهما – كان يأتى مسجد ذى الحليفة فيصلى ركعتين ثم يركب.  فإذا استوت به راحلته قائمة أُهل (أحرم بالحج) ثم قال:  هكذا رأيتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم –(أحرمت به لله تعالى – ونويت الحج – لبيك بالحج).

سادساًالإحرام مع التلبية:

          الإحرام هو نية الدخول فى الحج أو العمرة أو نية الدخول فيهما معاً ، فإذا صلى المسلم ركعتين وقف مستقبل القبلة ونوى بقلبه ولسانه الحج أو العمرة أو هما معاً فقال: (1) نويت الحج، (2) وأحرمت به لله ، (3) اللهم يسره لى وتقبله منى،وتلبى عقب النية مباشرة (لبيك اللهم لبيك).  وهكذا تقول إذا نوى الحج.

          والنية هى الركن الركين الذى لا تصح العبادة إلا به لقوله تعالى:

          (وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء).

          ولقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات).

التلبيـــــة:

معناها:  الإجابة والملازمة فإذا قال العبد:  (لبيك اللهم لبيك)  أجبتك يا الله ولزمت طاعتك والتكرار للتوكيد (وأذن فى الناس بالحج).

 التلبية:  واجب من واجبات الحج عند المالكية من تركها لزمه دم.

الدليــل:  أن أم سلمة – رضى الله عنها قالت:  سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول:  (يا آل محمد من حج منكم فليهل فى حجه).

معنى يهل:  يلبى ويرفع صوته بها.

الإحرام وأنواعه:

الإحـرام:خلع الملابس العادية ونلبس ملابس الإحرام ولابد من فعله قبل النية ثم ننوى.

يقول الحاج:  اللهم نويتُ الإحرام بالحج أو العمرة أو بهما معاً ، ولابد بعد التلفظ بالنية بالتلبية – ويرى البعض أن التلبية سُنة ويرى البعض أنها شطر من شروط الحج ويرى البعض الآخر أن الحج لا يجوز بدونها.  (يأتوك رجالاً وعلى كل ضامرً يأتين من كل فج عميق).

الدليـــل:  قوله عز وجل:  (وأذن فى الناس بالحج) ، فإذا نوى الحاج يقول لله إنى لبيت نداءك يارب.  أجبتك يا الله ولزمت طاعتك والتكرار يفيد التوكيد =  معنى لبيك اللهم لبيك.

أنواع الإحرام:

أولاًالإفـــراد:وهوالإحرام بالحج فقط  (ليس له هدى).

          يقول الحاج:  نويت الحج وأحرمت به لله تعالى.

          ويقول:  لبيك بحج ويقوم بتأدية مناسك الحج كلها – وممكن يعمل عمره بعد ذلك إن شاء (لما تنتهى أعمال الحج).

          ويبقى محرماً حتى تنتهى أعمال الحج ثم يعتمر بعد ذلك إن شاء.

ثانياًالتمتــــع: وهو الإحرام بالعمرة فقط قبل الحج وفى أيام الحج.

          ويقول عند التلبية:  (لبيك بعمرة) نويت العمرة اللهم يسرها لى وتقبلها منى ، فإذا دخل مكة طاف وسع وتحلل من عمرته بالتقصير وليس الثياب.

          مصداقاً لقوله تعالى فى سورة البقرة الآية (196):

          (فمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ).

          وذهبت الحنابلة:  إلى أن التمتع أفضل من القران ومن الإفراد ، وهذا هو الأقرب إلى اليسر والأسهل على الناس.

ما هى شروط التمتع:

(1)           أن تسبق العمرة الحج.

(2)           أن تكون العمرة فى زمن الحج.

(3)           وهذا لا يجوز إلا للقادم إلى مكة (لأن أهل مكة ليس لهم تمتع).

(4)           ألا يغادر مكة بعد أن دخلها إلا بعد الإنتهاء من الحج.

ما الفرق بين التمتع والقران؟

          أن القران تقتضى مقارنة نية الحج ونية العمرة معاً.

          أما عن كيفيته:  بدل أن ينوى الحج فقط أو العمرة فقط ينويهما معاً ، فيكون القران قد وفر عليه طواف – بدل ما يطوف مرتين (مرة للحج ومرة للعمرة) ، ووفر عليها سعى: (بدل ما يسعى بين الصفا والمروة مرتين – يسعى مرة واحدة).

          القاعدة:  لا سعى إلا بعد طواف.

الدليل على هذه الأنواع الثلاثة:

          وقد أجمع العلماء على جواز كل نوع من هذه الأنواع الثلاثة لحديث عائشة – رضى الله عنها قالت:  (خرجنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عام حجة الوداع فمنا من أهل بعمرة ، ومنا من أهل بحج وعمرة ، ومنا من أهل بالحج.  فأما من أهل بعمرة فحل عند قدومه – وأما من أهل بحج وعمرة فلم يحل حتى كان يوم النحر).  رواه البخارى ومسلم.

          أهل بعمرة:    نوى العمرة وأحرم بها لله.

          أهل بحج:      نوى الحج وأحرم به لله.

ثالثاًالقــــران:  وهو الإحرام بالعمرة والحج معاً عند الميقات بأن تقول نويت العمرة والحج وأحرمت بهما لله تعالى ويقول عند بدء التلبية:  (لبيك بعمرة وحج).

ويقول الحنابلة:  أن التمتع افضل من القران ومن الإفراد ، وهذا هو الأقرب إلى اليسر والأسهل على الناس.

          (القران له هدى (ذبح):  لأنه أراح نفسه بطواف واحد بدل من طوافين وسعى واحد بدل من سعيين).

 

(والحمد لله رب العالمين)

 

 

اترك تعليقاً