إصابة المسلمون بالحمى بعد الهجرة .

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.

أما بعد،،،،

          فلقد أبتلى الله سبحانه وتعالى عباده المهاجرين إلى المدينة المنورة فبعد أن وطئت أقدامهم أرضها المباركة – اراد الله أن يزدهم فضلاً فبتلاهم جميعاً بمرض الحمى الشديد بعد وصولهم المدينة مهاجرين بأيام أو شهور قلائل – واشتد بهم مرض الحمى.

          وكان أبوبكر قد أصابه من مرض الحُمى الشئ الكثير – يقول: 

(كل امرء مصبح في أهله والموتُ أدنى من شراك نعله).

كان له معنى ومغزى – أى إنسان عند عياله وزوجته وأمه وأبيه فرحاً مسروراً وصحة وغنى وهو لا يعلم إن الموت أقرب إليه من سيور النعل التى يدخل فيها أصابع الرجل.

وهناك من هو غافل عن هذا المعنى الذى أثاره الصديق أبوبكر هو مريض بالحمى – وكثير منا يُصبح فى أهله مسروراً ناشطاً معافاً غنياً وهو لا يعلم أنه بعد ساعات سيلقى ربه ويحاسب على الصغير والكبير (والموتُ أدنى من شراك نعله).

الواجب على كل مسلم فاهم عن الله سنتهُ أن يكون دائماً حذر وأن يكون دائماً على استعداد للقاء رب العباد – صيفاً أو شتاءاً جائز – ليلاً أو نهاراً جائز – بمرض أو بغير مرض جائز – (فقد يصحُ المريض ولا يموت وقد يموتُ السليم ولا يمرض).

تزود من التقوى فإنك لا تدري        

     إذا جنً ليلاً هل تعيش إلى الفجرى

فكم من صحيح مات من غير علة

                                                وكم من مريض عاش حينا من الدهرى

وكلمة الصديق هذه وهو مريض بالحمى كلمة لها معناها الأكبر ومغزاها الأعظم.

ونحن لا ندرس السيرة كتاريخ أو أحداث تمر – وإنما ندرس السيرة كعبرة وكمحطات وقوف نقف عند كل حدث فيها للإعتبار ونسأل الله تعالى أن يرزقنا العبرة.

وكان بلال بن رباح المسكين ابتلى أيضا بالحمى بعد هجرته وكان يبكى شوقاً إلى أهله في مكة الذين فارقهم – فالمهاجرين كثيراً منهم تركوا أهليهم من أجل الله – وكثير من الآباء تركوا الأبناء وكثيراً من الأبناء تركوا الآباء- وكثيراً من الأمهات هاجرن وحدهن وتركن أولادهن لله ، لأنه إسلام وعقيدة ، وعقيدتهم عندهم أغلى من العيال وأغلى من المال والأوطان.

فلما انتشر خبر بأن الصحابة المهاجرين – رضى الله عنهم – أشتد بهم بلاء الحُمى وتقلبت عليهم ذكرى مكة – فإن المفروض أن يكون المهاجر مستريح في أرض مهجره حتى يُعوض عن ترك ماله – فلما قلقت النفوس وأشتد البلاء قالت:  عائشة – رضى الله عنها:  (قد سمعت أباها الصديق فذهبت إلى النبى – صلى الله عليه وسلم – وكانت كما تعلمون قد تزوجها في شوال في السنة الأولى على الأرجح.  وقالت:  (يارسول الله إن أصحابك قد أبتُلوا بمرض الحُمى – وأنهم يهزءون بما لا يعرفون وقد سمعت بلال وسمعت أبي – فادعوا الله أن يشفيهم).

فرفع صلى الله عليه وسلم يديه إلى السمآء وقال:  (اللهم أذهب بهذه الحُمى إلى الجعفة) وهذا مكان قريب من المدينة بحوالي 5 كيلومتر ويسمى الآن أبيار علي وهو مكان للإحرام ، وسبحان الله انتقلت فعلاً الحُمى – فتحت أبواب السمآء.

قال علماؤُنا:

          لا يسكن أحد الجعفة أو يولد بها ثم يدركه الحلم (البلوغ) إلا أخذته الحُمى أخذاً شديداً ونادر وقليل من يعيش بعد أن يبتلى بالحُمى في الجعفة ومن هنا يهجُرها الصبيان الصغار قبل أن يبلغوا لأنهم علموا أن دعوة النبى – صلى الله عليه وسلم – زحزحت المرض من مكان وأودعته في مكان آخر – فيهجر هذا المكان ويبقى ميقاتاً للمحرمين ولا داعي للسكنى فيه – وهذا أيضاً من دلائل النبوة الصادقة وإعجازاً للنبى – صلى الله عليه وسلم – الذى ما كان أبداْ بدعاء ربه شقياً.

          وهذا حادث من أحداث العام الأول الهجرى (مرض الصحابة بالحُمى) ، وإذا سئلت كيف يكونون صحابة هاجروا في الله – وخرجوا من ديارهم مرضاة لله ما ذنبهم؟  وطردوا من بلادهم وديارهم وصُدرت أموالهم وبيعت مساكنهم ما هي الحكمة من مرضهم بالحُمى؟

          حتى تعلموا أن أحباب الله دائماً في أشد أنواع البلاء.  إذا أحب اللهُ عبداً أبتلاه وإن صبر اصطفاه وإن رضى إجتباه.

          لا تظنوا أن عافية بعض الناس وتمتعهم بالصحة  والعافية والأموال والغنى – لا تظنوا خيراً دائماً فقد يعافي الله بعض من غضب عليه ولعنه وأدخر له عذاباً عظيماً مُهيناً يوم القيامة يُمتعُه الله لأجل محدود وأنفاساً معدودة.

          قال تعالى في سورة الزمر الآية (8):

(قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ).

(1)التعليق على الحدث الأول وهو مرض الصحابة:

          فلنعلم أن هذا هو سُنة الله في خلقه ، إذا أحب الله عبداً ابتلاه وأشد الناسُ بلاءً الأنبيآء ثم الأمثل فالأمثل ،

  يُبتلي الله الرجل على قدر دينه ، فإن كان في دينه قوياً صُلباً كان بلائه أشد ، وإن كان في دينه رخواً كان بلائُه أضعف.

(والله عز وجل حكيم عليم)

(2)حدث آخر من أحداث العام الأول الهجرى:

          كان هناك صحابي جليل (البراء بن معرور – رضي الله عنه) أتذكرون من هو البراء بن معرور.  هو أحد الثلاثة وسبعون الذين بايعوا الرسول – صلى الله عليه وسلم – (بيعة العقبة الكبرى).

          عندما أخذ البراء بن معرور بيد الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد أن قال:  (أُبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نسآءكم وأبناءكم) ، وقال البراء:  نعم – فوالذى بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع نسآءنا ، فبايعنا يارسول الله – فنحن – والله أبناء الحروب ورثناها كابراً عن كابر.

          كان قد مات وهو مؤمن وهو مخلص وهو من أشد الناس تحمساً للعقيدة الإسلامية الجديدة – مات قبل وصول النبى – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة.

وصية البرآء بن معرور:

          إن يوجه وجهه إلى ناحية الكعبة في البيت وفي القبر ، وهو لا يعلم أنها هي السُنة ، ولكنه وصي بها محبة وفكره من ذات نفسه.

          فلما وصل النبى – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة سأل عن البرآء بن معرور؟  صاحبنا المعاهد.  قالوا:  طالت حياتك قد مات.  قال:  سبحان الله قد مات وقد وصى أن يول وجهه ناحية الكعبة.

ففرح النبي – صلى الله عليه وسلم وقال:  (مات ودفن على فطره الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدينُ القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ، ثم قال: (أروني قبره) ، فخرج عليه الصلاة والسلام وصلى على قبر البرآء تحية تقدير له وتكريماً للبطولة الإسلامية ووفاءً للذمة.

مثال على الوفاء:  كان النبى – صلى الله عليه وسلم – سيد أهل الوفاء للأحياء والأموات – ما كان أبداً ينسى فضل أصحابه (ولا تنسوا الفضل بينكم).

          وهو الذى كان يرسل إلى أصدقاء خديجة بعد موتها ودفنها فى قبرها فى قبور مكة – ما نسياها أبداً بعد موتها حتى بعد هجرته للمدينة المنورة وتركه لبلد خديجة مكة.  كان إذا آتته الهدايا من اللحم واللبن أرسل بها إلى فلانه وفلانة وفلانة.  فتقول عائشة زوجته – رضى الله عنها:

          (آلسنا فقراء مثل فلانة وفلانة – كلما جآءتك هدية بعثت إلى فلانة وفلانة فلما هذا الاختصاص؟).  قال صلوات الله وسلامه عليه:  (ياعائشة أعذروني إن هؤلاء النسوة  كئن يزورننا أيام خديجة (وإن حُسن العهد من الإيمان).

          كانوا بيحبوا زوجتى خديجة فلابد أن أبرهم بعد موتها كما كنت أبرهم حال حياتها.

(3)وهناك حدث آخر من أحداث السنة الأولى للهجرة:

          أنتم تسمعون عن واحد كثيراً كان شوكة في جبين المسلمين وكان غُصه كم أذى وكم كذب وعذب المسلمين – ملعون ، ولكن الله أراح المسلمين بعد أن هاجروا وبعد أن شبعوا تعذيباً وتكذيباً – جآءتهم الأخبار بموت هذا المجرم اللعين وهو الوليد بن المغيرة أحد صناديد الكفر وأحد رؤُوس الفساد والعناد والإلحاد في مكة.

          ومن العجب العُجاب أن يخرج الله من ظهره مجاهد مخلص هو خالد بن الوليد سيف الله المسلول.  الذى سلهُ الله على أعدائه والرسول يقول له:  (ياخالد توجه حيث شئت فإنك منصور).

          خالد هذا أبوه كافر متعمد في الكفر – غرقان في الكفر من شعر رأسه إلى أصبع قدمه – وكان عنده 12 ولد ولم يسلم منهم إلا ثلاثة:  (عمارة – خالد – هشام) والتسعة مع أبوهم كفره فجره عاشوا كفاراً وماتوا فجاراً – وسبحان من يخرج الحي من الميت.

          ففرح الصحابة بموته فرحاً شديداً – وكان يومُ فيه عيداً عند المسلمين لما لاقوه – وهو الذى أتهم النبى – صلى الله عليه وسلم – بالجنون وقال: يامحمد إنك لمجنون – فدافع الله عز وجل عن حبيبه ضد هذا الأثيم الوليد بن المغيرة المخزومي حيث قال في سورة القلم الآية (1 : 7):

(ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7).

    ذهب إلى أُمه وقال لها:  إن محمداً وصفني بتسع صفات كلها ظاهرة في أعرفها ولكن الأخيرة (زنيم) فإن لم تصدقيني ضربت عنقك بالسيف.  فقالت له:  اعطيني الأمان – إن أباك كان غيناً – أى لا يستطيع أن يعاشر النسآء فخفت على المال فمكنت راعياً من نفسي فأنت ابن ذلك الراعي – فلم يُعرف أنه ابن زنى حتى نزلت الآية.

          الله أكبر على إعجاز القرآن وصدق خير الأنام.

          هذا هو الوليد الذى جآء خبر موته في العام الأول للهجرة وفرج المهاجرين فرحاً شديداً.

هناك حدث أيضاً من أحداث العام الأول الهجري.

(4)إسلام بخريق اليهودي:

          لما سمع بُخريق أن النبى – صلى الله عليه وسلم – جآء إلى المدينة – 

وكان كل اليهود بيشتموا في الرسول – صلى الله عليه وسلم – ويكذبوه ولكن بُخريق قال لهم:  إنه هو النبى المنتظر الذى كنا نقرأ وصفه.

          فلما جآء يموت فوصى الذين حوليه لا أحد يعرف أنه من المسلمين  – فإذا مت فسلموا كل أموالي لمحمد – وأعلموه أني عشت مسلماً ومتُ موحداً.  فمات أبلغوا النبى – صلى الله عليه وسلم.

          جآء النبى – صلى الله عليه وسلم – وقال للصحابة:  جهزوا أخاكم – فجهزوه – فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه مع أصحابه ثم دفنوه في مقابر المسلمين ، ثم منحه الرسول – صلى الله عليه وسلم – شهادة فقال:  (بُخيريق خير اليهود).

(5)هناك حدث آخر من أحداث العام الأول الهجرى له عبرته وحكمته..

          واحد من اليهود وهو سيدنا عبدالله بن سلام – رضى الله عنه وأرضاه – كان حبر من أحبار اليهود العظام – مثل شيخ الأزهر عندنا – رئيس من رؤساء اليهود الروحنين.  فلما بلغه الخبر أن النبى – صلى الله عليه وسلم – وصل إلى المدينة  قال:  والله لذهب إليه حتى أرى هل هو؟  الذى قرأنا أوصافه أم هو غيره؟.

          قال:  فلما رأيت وجهه واستبنتهُ قلت:  والله ما هذا بوجه كذاب.  قال: سلام الله عليك يارسول الله.  قال النبى:  وعليك السلام من أنت؟  قال:  أنا حبر من أحبار اليهود أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله.

قال النبى:  حبرمن أحبار اليهود وتسلم هكذا .  قال عبدالله:  قرأنا أوصافك – فنحن نؤمنُ بك وأنا سبقت إليك حتى لا أحمل ذنب اليهود على رأسي.

          ولكن أنت لا تعلم عنى شئ – أحبسني عندك ثم أرسل إلى اليهود وأسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي لكي تعرف منزلتي حتى لا يحتقرني أحد من أصحابك.

          فدخل بعض حجرات أبي أيوب الأنصاري – وبعث النبي إلى اليهود فجآء فريق منهم فقال لهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  اتقوا الله أيها اليهود ويلكم فإنكم تعلمون أني رسول الله –  فأمنوا وأسلموا.

          فقالوا:  أنت ليس هو – النبى المنتظر من اليهود وليس من العرب.  قال: (إن الله قد قسم رحمته على بني إسرائيل – العرب من ضمن العالمين وهو ربُ العالمين).

          قال: ما رأيكم في عُلماؤكم؟ قالوا : مثل من؟ قال : مثل عبدالله بن سلام .

          قالوا:  هذا سيدنا وابن سيدنا  – هو أستاذنا الكبير ومرجعنا.  قال:  ما رأيكم أنه أسلم؟  قالوا:  حاش لله – لا يمكن.  قال النبى:  أفرضوا أنه أسلم يبقى لكم حُجة؟  قالوا: غير معقول.

          فلم يطق ابن سلام – مادام هم اعترفوا بأنه سيدهم وإنه أستاذهم ، فطلع عليهم وقال لهم:  ياكذابين يامُغفلين أنتم كذبة وهو الرسول الصادق.

          قالوا:  هو اشأمُنا وبن أشأمُنا وهو أكذبنا وبن أكذبنا.

          قال الرسول:  نحن نعلم أنكم تذمون لغرض وتمدحون لغرض ، وقد سمعنا إقراركم الأول فقد شهدتم له بالفضل وقلتم هو سيدنا وابن سيدنا فلا ترجع عن هذه الشهادة أثبت ياعبدالله بن سلام.

          كان إسلام عبدالله بن سلام المشرف وإقامته الحجة على قومه من اليهود كان هذا فى العام الأول الهجرى.

قال اليهود لعبدالله بن سلام:

          لكي نطمئن تأتي معنا ونسأل محمد أسئلة لا يعلمها إلا بنى – إن أجاب يجوز أو نفكر أن نسلم ، وإذا لم يجب كشفناه لك وترجع لنا مرة ثانية.

          فذهبوا لرسول الله – قال عبدالله:  يارسول الله هم يريدون أن يسألوك وأنا لا أزال على إيماني وقد زدت إيماناً بك وبربك.  فقال الرسول:  فليسألوا؟

قالـــــــــوا:

(1)            ما هوما هو أول طعام يأكُلهُ أهل الجنة ؟

(2)            الطفل يأتي ساعات شبه أمه وساعات شبه أبوه لماذا؟

(3)            ما هي الروح؟

(4)            فيه فتية طلعوا من بيوتهم في الدهر الأول من هم وما هي قصتهم؟

(5)            هناك واحد طواف طاف بالمشارق والمغارب وأصلح أمر الناس؟

الجــــــواب:

(1)            أول طعام أهل الجنة فزيادة كبد الحوت.

فقال ابن سلام:صدقت يارسول الله.

(2)            السبب نُطفة المرأة صفراء رقيقة ونُطفة الرجل غليظة بيضاء فإذا تلاقا الزوجين وعلا مآء المرأة مآء الرجل خرج الولد أشبه بأُمه – وإذا علا مآء الرجل خرج الولد أشبه بأبيه.  فقال عبدالله بن سلام: الله أكبر – صدقت – هذا هو مكتوب عندنا في التوراة.

(3)            الروح.  فقال إما الروح فهي من أمر ربي.

قالوا:  لو أجبتنا عن وصفها لقولنا إنك كذاب.

(4)            أما الفتية الذين ذهبوا في الدهر الأول ولم يعودوا فهم أهل الكهف.

(5)            أما الطواف الذى طاف بالمشارق والمغارب وأصلح فهو ذو القرنين.

قال تعالى في سورة الكهف الآية (83):

(وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا).

                                                   ( والحمد لله رب العالمين)

اترك تعليقاً