من هو طالوت؟

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،

صفات القائد الذى يريده بنى إسرائيل:

          فلما ضاقت عليهم الأرضُ بما رحبت رأوا أن الخلاص إنما يكون بالقتال تحت إمره (1) قائد قوى ، (2) جلد ، (3) متين ، (4) له عقل راجح ، (5) وذكاء نادر ، (6) وحكمة سامية فى تدبير شئون الجند ، (7) وخبرة واسعة بفنون الحرب من كر وفر ..   ولكن نهى النبىُ – صلى الله عليه وسلم:  (لا تتمنوا لقاء العدو وسلُوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فاثبتثوا)  (رواه الأئمة).

من هو شمويل أو صمويل؟

          هو شمويل بن بال بن علقمة ويعرف بابن العجوز – لأن أمة كانت عجوزاً فسألت الله الولد وقد كبرت وعقمت فوهبه الله تعالى لها والسين تصير شيناً بلغة العبرانية وهو من ولد يعقوب.

          وقد اسمته شمويل بمعنى اسماعيل – ما معنى اسماعيل: أن الله قد سمع دعائها – وأخذت ابنها وذهبت به إلى مكان العبادة واعطته لشيخ صالح وقالت (1) علمه ، (2)وربيه على التوراة ، (3) وعلى الخلق والفضيلة كأنه ابنك ، فاهتم به الرجل اهتماماً كبيراً – ولما كبر وبلغ سن الرشد وكان نائم سمع نداء ياشمويل!

          فأفاق فلم يجد أحد وقال لشيخه هل ناديتنى قال: لا ، نام ياشمويل – فسمع النداء مرة أخرى فانتبه – فسمع النداء مرة ثالثة – أنا جبريل قد أرسلنى الله إليك لعلمك أنك رسول إلى بنى إسرائيل ..

          سار شمويل رسولاً إلى بنى إسرائيل …

          بنو إسرائيل كما خاطبهم شمويل وعرفوا أنه لهم رسولاً قالوا:  ياشمويل ألا ترى ما نحن فيه؟

          (1)طردنا من بلادنا ، (2) وذبحنا ، (3) والتابوت قد أُخذ منا – قال أعلم ذلك ، قالوا:  سل ربك أن يبعث لنا ملك يقودنا إلى المعارك لكى ننتصر على أعدائنا.

          قال شمويل:  دعونى أستخير الله فى أمركم واستوحيه فى شأنكم فأوحى الله إليه: إنى قد أخترت عليهم طالوت ملكاً.

          قال صمويل:  يارب إن طالوت رجل لم أعرفه بعد ولم أراه من قبل فأوحى إليه:  إنى مُرسله إليك وسوف لا ترى عسراً فى لقائه  وقوله وسلمه راية الجهاد.

          من هو طالوت؟  لماذا سمى طالوت؟  واسمه الحقيقى شاول كما قال المؤرخون – كان طالوت رجلا بادنا (جسيم فارع طويل – ضخم القدر والقامة قوى البنية) ، وقد سمى طالوت لطوله – له عينان يلمح الناظر إليه أن وراءهما قلباً ذكياً –كان رجلاً فقيراً بعيد الصيت – قيل كان يقيم مع أبيه فى قرية من قرى الوادى – يرعى له الماشية ويُفلح الأرض ويصلح الزرع وكان رجلاً بسيط فقير – وقيل يعمل فى دبغ الجلود – عليم حكيم – وعنده بسطة فى الجسم أبيض جميل يملأ العين …  وكان من سبط بنيامين ولم يكن (من بنى لاوى) من سبط النبوة (فى سبط يهوذا) ولا من سبط المُلك.

(1)لماذا يريد بنى إسرائيل القتال؟

          وعللوا إقدامهم على القتال بأخذ الثأر ممن أخرجهم من ديارهم وسبى أبناءهم وهو جالوت وجنوده من الكنعانيين – الذين يضرب بها المثل فى الشدة والعنف وقوة الإجسام والجرأة فى القتال والتدمير.

كيف تقابل شمويل مع طالوت؟  وكيف كان تدبير الله؟

          وفى يوم ضلت منه الأتُن:  (جمع أتان وهى أنثى من الحمير) فخرج مع غلامه يبحث عنها حتى ورمت منهما الأقدام – فقال طالوتُ لغلامه:  هيا بنا نعود أن أبى قد يشغل بنا قال الغلام:  إنا الآن قد وصلنا إلى أرض صمويل وهو نبى يأتيه الوحى ، وتهبط عليه الملائكة فهيا بنا نسأله عن الأتان ، ووصلا إلى مكان صمويل والتقت عينا طالوت بصمويل فتعارفت أرواحهما واتصلت نفوسهما ووقع فى قلب صمويل أن هذا طالوت الذى أوحى الله إليه بتحمل أعباء الزعامة.

وهناك دليل آخر على معرفة صمويل لطالوت؟؟؟

          قال الله تعالى:  (ادعو قومك (بنى إسرائيل) ليدخلوا عليك والعصا التى معك كل واحد يقف بجوار العصا فأى إنسان وصل طوله طول العصا يبقى هو الملك على بنى إسرائيل ، كلهم دخلوا عليه وليسوا بطول العصا).

          إلى أن جآء رجل دباغ يدبغ الجلود (طويل جسيم) قوى عنده علم بالتوراة والكتب ولكنه إنسان متواضع جآءت العصا طوله بالضبط وهو فقير وليس من كبير العائلات .

          وضح طالوت الحكاية لصمويل ..  قال صمويل:  أما الأتُن فهى فى طريقها إلى أبيك – فلا تربط قلبك بها ، ولكنى أدعوك لأمر أجل خطراً إن الله قد أختارك على بن إسرائيل ملكاً ، (1) تجمع كلمتهم ، (2) وتحزم أمورهم ، (3) وتخلصهم من أعدائهم ، وسيكتب الله لك – إن شاء الله – النصر.

          قال طالوت:  ما أنا والمُلك والرياسة – والزعامة والسلطان أنا من أبناء بنيامين أخمل الأسباط ذكراً وأقلهم مالا فكيف أصير إلى الملك ..

          قال صمويل:  إن هذه (1) إرادة الله ، (2) ووحيه ، (3) وأمره ، (4) وكلمته ، فأشكر له هذه النعمة وأجمع رأيك على الجهاد.

          وأمسك طالوت من يده ووقف به عى القوم يقول:  إن الله قد بعث لكم طالوت هذا ملكاً له حق الرياسة والسلطان وعليكم الطاعة والإذعان فاجمعوا أمركم واستعدوا للقاء عدوكم …

          قال بنى إسرائيلكيف يكون له الملكُ علينا وهو فى النسب غير عريق لا هو من أبنآء لاوي فرع النبوة ولا 

هو من غصن يهوذا معدن الملك وأصحاب الرياسة؟؟  ثم كيف تولى علينا رجلاً فقيراً فارغ اليد  (ليس له نسب ولا مال).

          قال شمويل:  إن زعامة الجيش ورياسة الملك لا يحتاجان إلى نسب ولكن هذا طالوت فضله الله عليكم لما فيه من الكفاية والقدرة وما رزقه من مواهب الزعامة والرياسة وأنتم ترونه رجلاً بسط الله فى جسمه عريض الألواح وذلك أجلب للمهابة وأنسب للرياسة.

          وقد طلب القوم من نبيهم آية تدلهم على أن الله قد اصطفاه عليهم فأيده الله بمعجزة خارقة للعادة هى:

          أن الملائكة تأتى بالتابوت الذى كانوا يقدمونه أمامهم فى المعارك الحربية ليستنصروا به على عدوهم لما فيه من بركات موسى وهارون وفيه:  (نعل موسى وعصاه – وشئ من الواح التوراة ، وشئ مما أودعه آل موسى وآل هارون من متاع وشعر موسى) ، وكان هذا الصندوق قد سلب منهم.

ما هو التابوت؟

          هذا التابوت سمى تابوت العهد وهو مذكور فى كتب اليهود – وكان طوله ثلاث أذرع حوالى 3 أمتار وعرضه ذراعين حوالى مرتين ، وكانوا يقدمونه أمامهم فى المعارك الحربية ليستنصروا به على عدوهم لما فيه من بركات موسى وهارون (نعل موسى وعصاه وشعره وشئ من ألواح التوراة ، وشئ مما أودعه آل موسى وآل هارون من متاع وملابس موسى عليه السلام وشئ من المن).

          أخذ العمالقة التابوت ووضعوه فى بيت اصنامهم تحت الصنم الكبير فأصبحوا فوجدوا التابوت فوق الصنم ، فأخذوه وشدوه إلى رجليه فأصبحوا وقد قُطعت يدا الصنم ورجلاه وأُلقيت تحت التابوت.

          فأخذوه وجعلوه فى قرية قوم فأصاب أولئك القوم أوجاع فى أعناقهم – فلما عظم بلاؤهم قالوا (العماليق) فلنرده إلى بنى إسرائيل فوضعوه على عجلة بين ثورين (بقرتين) وارسلوهما فى الأرض نحو بلاد بنى إسرائيل وبعث الله ملائكة تسوق البقرتين حتى دخلتا على بنى إسرائيل وهم فى أمر طالوت فأيقنوا بالنصر.

          وهذا هو حمل الملائكة للتابوت …

        (فيه سكينة من ربكم)  ما هى السكينة؟؟

قيـــل:   أن التابوت كان سبب سكون قلوبهم ، فأينما كانوا سكنوا إليه ولم يفروا من الحرب إذا كان التابوت معهم وقال وهب بن منبه:

          هناك فى التابوت تمثال يشبه القطة عندما يسمعون هذه القطة تصرح صرخة عالية يقولون:  جآء النصر وبعدها ينتصرون على أعدائهم ، وعندما يحاربون يجعلونه على عجل أمامهم ليتباركوا به وينتصروا به …

          وقد حملته الملائكة من أيدى الفلسطينيين وهم العمالقة إلى الأرض التى فيها صمويل ، وقد رآه القوم بأعينهم بين السماء والأرض يهبط مستقراً فى مكانه الذى كانو يودعونه فيه – فعلموا حينئذ أن نبيهم قد صدقهم – ومع ذلك أبطأوا عن الخروج مع طالوت حين دعاهم إلى القتال فلم يخرج معه إلا القليل كما كان يظن بهم نبيهم.    (وبهذا القليل كتب الله لهم النصر على أعدائهم .

          وهذا الجزء من القصة قد سجله الله فى قوله جل شأنه فى سورة البقرة الآية        ( 246 – 248):

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ(246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُواْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)(248).

          قال طالوت:  من كانت له حاجة إلى العقود فى بلده أن يتخلف ولا حرج عليه من أراد أن يبنى داره فليبنها – ومن كان يريد أن يحصد زرعه فليحصده ، ومن كان له أب يرعاه أو أم يكفلها أو أبناء يعولهم فلا يخرج معنا إن شاء – لأنه يعلم مدى حبهم للدنيا وزهدهم فى الآخر.

          وقد خرج طالوت ابتغاء وجه الله لا لدنيا يصيبها وهو يعلم بحال هؤلاء وهؤلاء بفراسته وفطنته فأراد أن يمتحنهم ليتأكد له من هو المخلص الذى يقاتل العدو لنصرة دين الله وطمعاً فى ثواب الله – ومن خرج يبتغى الغنيمة والسمعة.

          فقال لهم:  (إن الله عز وجل سيختبركم بنهر تجدونه أمامكم فمن شرب منه حتى ارتوى فليس منى – ولا هو من جندى – ومن لم يرتوى منه فهو منى – ولكن من اكتفى بغرفة دون أن يرتوى فلا بأس عليه) فكانت المفاجأة الكبرى أن شرب القوم إلا قليلاً منهم، لماذا قال لهم طالوت ذلك؟  لماذا اختبرهم بالشرب من النهر؟

          ليتبين له من هو جاد فى دخول الحرب ومن لا عزم له على الحرب ، فلما جاوزوا معه النهر ورأوا جالوت وجنوده قد عسكروا على مقربة منهم ملك الرعب عليهم قلوبهم وعقولهم فقال لقائدهم:  إنا أمام عدو لا قبل لنا بقتاله ولاقدرة لنا على مواجهته ، فأرجع بنا ولا تهلكنا.

          وقال القليل منهم:  وهم الذين لم يشربوا من النهر..  بل نُقبل على قتالهم معتمدين على الله تعالى – واثقين بفضله ، مستنصرين به – وأجمعوا أمرهم على ذلك – وبرزوا لجالوت وجنوده وهم يضرعون إلى ربهم بخالص الدعاء فمكنهم الله منهم .

مصداقاً لقوله تعالى فى سورة البقرة الآية (249):

(فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).

          والذين بقوا كانت عدة أهل بدر (313) أو (314)  مصداقاً لحديث البراء بن عازب:

(كنا نتحدث أن عدة أهل بدر كعدة اصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر 313 رجلاً وما جاز معه إلا مؤمن .).

          يقول الله:  (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة)

          الفئة:  الجماعة من الناس …

          وقال أبو الدرداء:  إنما تقاتلون بأعمالكم..

          والنبى صلى الله عليه وسلم يقول:  (هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم) ،  فالأعمال فاسدة ، والضعفاء مُهملون والصبر قليل والإعتماد ضعيف والتقوى زائلة ، وقال الله تعالى فى سورة آل عمران:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

          وقال تعالى فى سورة المائدة الآية (23):

           (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

          وقال تعالى فى سورة النحل الآية (128):

(إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ).

          وقال تعالى فى سورة الحج الآية (40):

(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

          وقال تعالى فى سورة الأنفال الآية (45):

          (إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

          فهذه أسباب النصر وشروطه وهى معدومة عندنا غير موجودة فينا – فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أصابنا وحل بنا.  بل لم يبق من الإسلام إلا ذكره – ولا من الدين إلا رسمُه لظهور الفساد وكثرة الطغيان وقلة الرشاد

          حتى استولى العدو شرقاً وغرباً وبحراً وبراً وعمت الفتن وعظمت المحن ولا عاصم إلا من رحم الله .

          ولما التقى الجمعان برز جالوت يدعو للمناجزة والمبارزة فخاف الباقون بطشه – وكان في هذه المعركة الحاسمة شاب قوى جلد متين تصدى لجالوت نفسه ولم يخشى شدة بأسه فبارزه بما معه من سلاح متواضع فقضى عليه بإذن الله..

العبرة من هذه القصة:

          أن الأمة إذا جبنت عن لقاء العدو على الحياة فى مذلة ومسكنة – وتركت الجهاد فى سبيل الله بالأموال والأنفس سامها عدوها سوء العذاب فقتلوا أبناءهم وخربوا ديارهم وشتتوا شملهم وسلبوهم ما بخلوا به لنصرة دين الله – ولو حرصوا على الموت لوهبت لهم الحياة.

          والجهاد فى سبيل الله هو أعظم فريضة فرضها الله عز وجل لحفظ الدين – النفس – النسل – والعرض والمال – وجعل الخير كل الخير فى الجهاد والشر كل الشر فى تركه.

          ولهذا قال النبى – صلى الله عليه وسلم:

          (الخيلُ معقود فى نواصيها الخير إلى يوم القيامة).

          (الحمدلله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله)

          وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً