من هي المرأة الصالحة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد ،،،

          فالزوجة المؤمنة ليست ككل الزوجات ، وأخلاقها ليست كأخلاقهن ، إنها كالجوهرة المكنونة ، ودود ولود تطع زوجها وترعى بيتها ، وترضى باليسير ، ولا تكلف العسير ، شكورة صبورة.

          إن هؤلاء الزوجات المؤمنات ، وهذه أخلاقهن لهن عند الله أجر كبير وثواب جزيل ، ومكانة عالية مصداقاً لقول النبى – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذى رواه أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال:  قال رسول الله: (أما ترضى إحداكن أنها إذا كانت حاملاً من زوجها وهو راضي أن لها مثل أجر الصائم القائم في سبيل الله ، وإذا أصابها الطلق لم يعلم أهل السماء والأرض ما أخفى لها من قرة أعين ، فإذا وضعت لم يخرج من لبنها جرعة ، ولم يمص من ثديها مصة إلا كانت لها بكل جرعة وبكل مصة حسنة ، وإن أسهرها ليلة كان لها مثل أجر سبعين رقبة تعتقهم في سبيل الله).                      (رواه الطبراني في الأوسط)

قصة للأخوات الكريمات:

          روت كتب الأدب والسيرة أن الشعبي لقى شريحاً القاضي فقال له:

كيف حالك في بيتك ياشُريح؟   قال شُريح:  منذ عشرين سنة وأنا زوج لم أجد ما ينغص حياتي أو يعكر صفائي ، قال له الشعبي:  وكيف ذلك؟  قال شُريح:  خطبت امرأة من أسرة صالحة ، وفي أول ليلة دخلت فيها عليها وجدت كمالاً وصلاحاً ، فصليت ركعتين من صلاتي شكراً لله تعالى على ما أولاني من نعمة الزوجة الصالحة الأمينة ، ولما سلمت من صلاتي وجدت زوجتي تصلي بصلاتي وتسلم بسلامي ، وتشكر شكري ولما خلا البيت من الأصحاب والأحباب ، أخذت بيدها ، فقالت على رسلك (تمهل) يا أبا أُمية ، كما أنت ثم قامت وخطبت تقول:  (الحمدلله أحمده وأستعينه وأصلي على نبيه – صلى الله عليه وسلم – فإنني امرأة غريبة لا أدري ما تحب وما تكره ، فبين لي ما تحب حتى آتيه وما تكره حتى أجتنبه ، لقد كان لك يا أبا أُمية من نسآء قومك من هي كف لزواجك ، وكان لي من رجال قومي من هو كف لزواجي ، ولكن الله تعالى قضى أمراً كان مفعولاً ، فكنت لك زوجة على كتاب الله وسنة رسوله ، فقد ملكت بشرع الله فاتقي الله في ، وامتثل في زواجنا أمر الله تعالى:  (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)  أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولك ثم قعدت).

          قال شُريح:  فألجأتني إلى الخُطبة في ذلك الموقف ، فقمتُ وقلتُ:  الحمدلله أحمده ، وأستعينه ، وأُصلي على نبيه – صلى الله عليه وسلم – وأستغفره من كل ذنب أما بعد ، (فقد قلت كلام أن تثبتي عليه وتصدقي فيه يكن لك ذخراً وأجراً وفضلاً ، وإن تدعيه ، كان حجة عليك.  أحب كذا وكذا ، وأكره كذا وكذا ، وما وجدت من حسنة فأنشريها ، أو من سيئة فأستريها.  فقالت لي:  كيف محبتك لزيارة أهلي وأهلك؟  فقلت:  نزورهم وقتاً بعد وقت ، فإني لا أحب أن يملونا مصداقاً للحديث الشريف:  (زر غباً تزد حباً).  فقالت:  سمعاً وطاعة. ، من من الجيران تحب أن أسمح لنسائهم بالدخول إلى بيتك ، ومن تكره حتى أمنع نسآءهم من الدخول؟  فقلت لها:  بنو فلان قوم صالحون ، وبنو فلان غير ذلك).

          ومضي عام كامل عدت في يوم من الأيام من مجلس القضاء فرأيت في دارنا أم زوجتي فرحبت بها ، وسلمت عليها فقالت لي:  كيف رأيت زوجتك يا أبا أُمية؟  فقلت:  هي خير زوجة والحمدلله ، كانت سيدة غنية (في أهنا عيش) فقالت لي:  يا أبا أُمية:  إن المرأة لا تكون أسوأ حالاً منها حين تدلل فوق الحدود ، وما أوتي الرجال قط شراً من المرأة المدللة ، فأدب ما شئت أن تُؤدب ، وهذب ما شئت أن تهذب ، ثم ألتفت إلى ابنتها تأمرها بالسمع والطاعة ، ومضى علينا عشرون عاماً ، لم أجد ما يؤلمني منها إلا مرة واحدة كنت أنا الظالم فيها.

          أيتها الأخوات:  هكذا تكون المرأة المسلمة.

          عن تيميم الداري – رضي الله عنه – قال:  (المرأة المسلمة تبر قسم زوجها ، وتطع أمره ، ولا تخرج إلا بإذنه ولا تدخل عليه من يكره).       (أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط)

 

نصيحة للشباب:

          أخي المؤمن ، شاباً كنت أو زوجاً أو أباً:

(1)إن كنت شاباً فإبحث عن المؤمنة ، ولا يغرنك جمال الفاسقة ، ففيها شؤم لك في حياتك وفي آخرتك.  قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:

          (فإياكم وخضراء الدمن. قالوا:  وما خضراء الدمن يارسول الله؟.  قال:  المرأة الحسناء في المنبت السوء).

          وإذا أساءت إليك من يعجبك جمالها فوقتئذ لا ترى جمالها ، بل ترى لؤمها ، وخبثها ، وبغضها واستعلاءها ، وأعلم أن الدنيا كلها متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ، وخير شئ للمؤمن بعد التقوى زوجة صالحة.

          عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:  (تنكح المرأة لأربع:  لمالها ولحسبها ، ولجمالها  ولدينها ، فأظفر بذات الدين تربت يداك) رواه مسلم.

الحديث الثاني:

          عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال:  سمعتُ النبى – صلى الله عليه وسلم – يقول:

(من تزوج امرأة لجمالها لم يزده الله إلا ذلاً ، ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقراً ، ومن تزوجها لحسبها ، لم يزده الله إلا دناءة ، ومن تزوج امرأة لم يرد بها إلا أن يغض بصره ، وأن يحفظ فرجه ، وأن يصل رحمه ، بارك الله له فيها وبارك لها فيه).

نصيحة للزوج:

          إذا أردت إصلاح زوجتك فابدأ بنفسك ، فاحملها على الإستقامة والطهر والعفاف ثم عامل زوجتك بالإحسان ، وتجاوز عن سيئاتها ، وعن الإساءة إليها ، وبعد ذلك ليكن لك معها جلسات من حين لآخر تعلمها أنت حقيقة الإيمان وجوهر الإسلام وبعضاً من سور القرآن ، وشيئاً عن نبينا وصحابته الكرام ، وأمرها بالصلاة واصطبر عليها ، وانظر بعد ذلك كيف تسعدك بعد أن أسعدتها ، وكيف تحفظك بعد أن حفظت نفسها ، ولا تنسى أيها الزوج ، أن الحلم سيد الأخلاق ، فلا تهدم فى يوم ما بنيته في شهر ، ووقر زوجتك وإياك أن تستخف بها ، فتستخف بك.

          (هيبة الرجل لزوجته تزيد من عفتها).

نصيحة لكل أب:

          رب بناتك على هذه الأخلاق لتكن لك ستراً من النار مصداقاً لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (من جأءه بنتان فأحسن تربيتهما حتى يزوجهما أو يموت عنهما كانتا ستراً له من النار).

          حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، وصلوا ما بينكم وبين ربكم تسجدوا ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، والكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.

 

((  والحمدلله رب العالمين ))

اترك تعليقاً