(العربية) موقف أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما عندما علما بموت رسول الله .

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد ،،،

          فوقف عمر بن الخطاب – وقد أخرجه الخبر عن وعيه يقول:  إن رجالاً (من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفى ، وإن رسول الله ما مات ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران ، فغاب عن قومه أربعين ليلة).

          ثم رجع بعد أن قيل قد مات.  والله ليرجعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات!

          عمر صعد المنبر وبدأ يهدد من يقول هذا (إن محمداً مات) سوف أقطع رأسه.

          أُرسل إلى أبي بكر فجآء مسرعاً على بغل ودخل المسجد وجد الناس يبكون وعمر يصرخ.  هل فعلاً مات النبى – صلى الله عليه وسلم – هل فعلاً أنقطع الوحي.

موقف سيدنا أبابكر:

          لم يلتفت إلى شئ حتى دخل على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بيت عائشة وهو مسجي في ناحية البيت عليه بُرُد.

          وأقبل حتى كشف عن وجهه ، ثم أقبل عليه فقبله بين عينيه ، وقال:  (طبت حياً وميتاً يارسول الله – بأبي أنت وأمي ..  أما الموتة التى كتب الله عليك فقد ذُقتها ، ثم لن يصيبك بعدها موت أبداً).

          ورد الثوب على وجهه ، ثم خرج وعمر يكلم الناس ، فقال:  على رسلك يا عمر ، ولكن عمر ظل  مندفعاً في كلام.

          توجه أبوبكر إلى المنبر فقال على رسلك ياعمر ، فما رد عليه ، على رسلك يا عمر – فما رد عليه عمر.

          فعندها صعد أبوبكر المنبر أيضاً وبدأ يخطب ، وهنا نزل عمر وتجمع الناس إلى أبي بكر الصديق.  وحمد أبوبكر الله وأثني عليه بما هو أهله وصلى على النبى – صلى الله عليه وسلم – ثم قال:  (أيها الناس ..  من كان يعبد محمداً ، فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت) ، ثم تلا هذه الآية من سورة آل عمران الآية (144):

(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).

          عمر بن الخطاب

          كان واقف فلما سمع الآية سقط على رجليه وقال:  (أهذه في كتاب الله ، وهو يحفظ كتاب الله ، ولكن شدة المصيبة ، ثم ألتفت إلى الناس فقال:  (مات رسول الله).

          وأشتد الأمر على الناس – يقول بعضهم:  (أُريد أن أبحث عن مكان انتحب فيه (أبكي بصوت عالي) لا يراني أحد).

          علي والزبير وطلحة في بيت فاطمة يواسونها في مُصيبتها.

          جآء وقت الظهر (صلاة الظهر) أراد بلال أن يؤذن ما أستطاع من شدة البكاء فقال:  (والله لا أُذن بعد النبى – صلى الله عليه وسلم).

          أنتشر الخبر في المدينة – أول من أفاق من هذه المصيبة هم الأنصار دعوا إلى إجتماع في سقيفة بني ساعده ومازال النبى – صلى الله عليه وسلم – لم يدفن بعد.

          وقد وصل خبر إجتماع الأنصار إلى المهاجرين بعد صلاة العصر نادى أبوبكر عمر وأبوعبيدة بن الجراح – ووصلوا إلى الأنصار في وقت صعود سعد بن عبادة للخطبة.

          بعد أن حمدالله وأثني عليه وصلى على رسول الله قال:  (يامعشر الأنصار لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام ، لبث رسول الله بضع عشر سنة في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمن وخلع الأوثان – فما ءامن من قومه إلا رجالُ قليل ، وما كانوا يقدرون على أن يمنعوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا أن يعزوا دينه ، ولا أن يدفعوا عن أنفسهم ضين حتى إذا أراد الله بكم الفضيلة وساق إليكم الكرامة وخصكم بالنعمة فرزقكم الله الإيمان به وبرسوله والمنعة له ولأصحابه – والإعزاز له ولدينه – والجهاد لأعدائه – فكنتم أشد على عدوه من غيركم – حتى أستقامت العرب لأمر الله طوعاً أو كرهاً ، وتوفاه الله وهو عنكم راض وبكم قرير العين). استبدوا فهذا الأمر دون الناس .      

          فلما أنتهى سعد بن عباده وكان مريض ، قام أبوبكر الصديق وقال:  (أيها الناس نحن المهاجرون أول الناس إسلاماً وأكرمهم أحساباً – وأوسطهم داراً – وأكثر الناس ولادة في العرب – وأمسهم رحماً برسول الله – أسلمنا قبلكم – وقدمنا في القرآن الكريم عليكم قال تعالى:   (والسابق الأولون من المهاجرين والأنصار والذين تبعوهم بإحسان …).

          فنحن المهاجرون وأنتم الأنصار إخوانُنُا في الدين وشركاؤنا في الفئ – وأنصارنا على العدو – أويتمونا ووسيتمونا – فجزاكم الله خيراً – فنحن الأمراء وأنتم الوزراء – لا تدين العرب إلا لهذا الحى من قريش (الأمر واضح العرب لن تخضع إلا لقريش) فلا تُنيفُوا على إخوانكم ما منحهم الله من فضله.

فيقول عمر:

          والله ما في شئ كنت أنوى أن أقوله إلا قاله أبوبكر ، ثم قال أبوبكر:  (وإني قد أرتضيتُ لكم أحد هذين الرجلين) ومسك عمر وأبوعبيدة بن الجراح – فبايعوا أيهما شئتم).

قال عمر:

          (والله ما كرهت في كلامه إلا هذه الجملة – فكيف أتولى على قوم فيهم أبي بكر الصديق).

فقام الحباب بن المنذر:

          وهو من الأنصار قال بعد أن حمدالله وصلى على رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (منا أمير ومنكم أمير) نتوالى – زاد اللغط واختلط الأمر بين الناس ، وارتفعت الأصوات ، فهنا وقف عمر بن الخطاب وصاح وصرخ وقال:  (أيها الناس هذا أبوبكر الصديق صاحب النبى إذ هما في الغار – ذكره الله تعالى في القرآن الكريم ، وأرتضاه رسول الله – صلى الله عليه وسلم).

          (الحمد لله رب العالمين)

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد ،،،

          فوقف عمر بن الخطاب – وقد أخرجه الخبر عن وعيه يقول:  إن رجالاً (من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفى ، وإن رسول الله ما مات ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران ، فغاب عن قومه أربعين ليلة).

          ثم رجع بعد أن قيل قد مات.  والله ليرجعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات!

          عمر صعد المنبر وبدأ يهدد من يقول هذا (إن محمداً مات) سوف أقطع رأسه.

          أُرسل إلى أبي بكر فجآء مسرعاً على بغل ودخل المسجد وجد الناس يبكون وعمر يصرخ.  هل فعلاً مات النبى – صلى الله عليه وسلم – هل فعلاً أنقطع الوحي.

موقف سيدنا أبابكر:

          لم يلتفت إلى شئ حتى دخل على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بيت عائشة وهو مسجي في ناحية البيت عليه بُرُد.

          وأقبل حتى كشف عن وجهه ، ثم أقبل عليه فقبله بين عينيه ، وقال:  (طبت حياً وميتاً يارسول الله – بأبي أنت وأمي ..  أما الموتة التى كتب الله عليك فقد ذُقتها ، ثم لن يصيبك بعدها موت أبداً).

          ورد الثوب على وجهه ، ثم خرج وعمر يكلم الناس ، فقال:  على رسلك يا عمر ، ولكن عمر ظل مهناجاً مندفعاً في كلام.

          توجه أبوبكر إلى المنبر فقال على رسلك ياعمر ، فما رد عليه ، على رسلك يا عمر – فما رد عليه عمر.

          فعندها صعد أبوبكر المنبر أيضاً وبدأ يخطب ، وهنا نزل عمر وتجمع الناس إلى أبي بكر الصديق.  وحمد أبوبكر الله وأثني عليه بما هو أهله وصلى على النبى – صلى الله عليه وسلم – ثم قال:  (أيها الناس ..  من كان يعبد محمداً ، فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت) ، ثم تلا هذه الآية من سورة آل عمران الآية (144):

(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).

          عمر بن الخطاب

          كان واقف فلما سمع الآية سقط على رجليه وقال:  (أهذه في كتاب الله ، وهو يحفظ كتاب الله ، ولكن شدة المصيبة ، ثم ألتفت إلى الناس فقال:  (مات رسول الله).

          وأشتد الأمر على الناس – يقول بعضهم:  (أُريد أن أبحث عن مكان انتحب فيه (أبكي بصوت عالي) لا يراني أحد).

          علي والزبير وطلحة في بيت فاطمة يواسونها في مُصيبتها.

          جآء وقت الظهر (صلاة الظهر) أراد بلال أن يؤذن ما أستطاع من شدة البكاء فقال:  (والله لا أُذن بعد النبى – صلى الله عليه وسلم).

          أنتشر الخبر في المدينة – أول من أفاق من هذه المصيبة هم الأنصار دعوا إلى إجتماع في سقيفة بني ساعده ومازال النبى – صلى الله عليه وسلم – لم يدفن بعد.

          وقد وصل خبر إجتماع الأنصار إلى المهاجرين بعد صلاة العصر نادى أبوبكر عمر وأبوعبيدة بن الجراح – ووصلوا إلى الأنصار في وقت صعود سعد بن عبادة للخطبة.

          بعد أن حمدالله وأثني عليه وصلى على رسول الله قال:  (يامعشر الأنصار لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام ، لبث رسول الله بضع عشر سنة في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمن وخلع الأوثان – فما ءامن من قومه إلا رجالُ قليل ، وما كانوا يقدرون على أن يمنعوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا أن يعزوا دينه ، ولا أن يدفعوا عن أنفسهم ضين حتى إذا أراد الله بكم الفضيلة وساق إليكم الكرامة وخصكم بالنعمة فرزقكم الله الإيمان به وبرسوله والمنعة له ولأصحابه – والإعزاز له ولدينه – والجهاد لأعدائه – فكنتم أشد على عدوه من غيركم – حتى أستقامت العرب لأمر الله طوعاً أو كرهاً ، وتوفاه الله وهو عنكم راض وبكم قرير العين).

          استبدوا فهذا الأمر دون الناس.

          فلما أنتهى سعد بن عباده وكان مريض ، قام أبوبكر الصديق وقال:  (أيها الناس نحن المهاجرون أول الناس إسلاماً وأكرمهم أحساباً – وأوسطهم داراً – وأكثر الناس ولادة في العرب – وأمسهم رحماً برسول الله – أسلمنا قبلكم – وقدمنا في القرآن الكريم عليكم قال تعالى:   (والسابق الأولون من المهاجرين والأنصار والذين تبعوهم بإحسان …).

          فنحن المهاجرون وأنتم الأنصار إخوانُنُا في الدين وشركاؤنا في الفئ – وأنصارنا على العدو – أويتمونا ووسيتمونا – فجزاكم الله خيراً – فنحن الأمراء وأنتم الوزراء – لا تدين العرب إلا لهذا الحى من قريش (الأمر واضح العرب لن تخضع إلا لقريش) فلا تُنيفُوا على إخوانكم ما منحهم الله منفضله.

فيقول عمر:

          والله ما في شئ كنت أنوى أن أقوله إلا قال أبابكر ، ثم قال أبوبكر:  (وإني قد أرتضيتُ لكم أحد هذين الرجلين) ومسك عمر وأبوعبيدة بن الجراح – فبايعوا أيهما شئتم).

 

قال عمر:

          (والله ما كرهت في كلامه إلا هذه الجملة – فكيف أتولى على قوم فيهم أبي بكر الصديق).

فقام الحباب بن المنذر:

          وهو من الأنصار قال بعد أن حمدالله وصلى على رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (منا أمير ومنكم أمير) نتوالى – زاد اللغط واختلط الأمر بين الناس ، وارتفعت الأصوات ، فهنا وقف عمر بن الخطاب وصاح وصرخ وقال:  (أيها الناس هذا أبوبكر الصديق صاحب النبى إذ هما في الغار – ذكره الله تعالى في القرآن الكريم ، وأرتضاه رسول الله – صلى الله عليه وسلم).

         

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد ،،،

          فوقف عمر بن الخطاب – وقد أخرجه الخبر عن وعيه يقول:  إن رجالاً (من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفى ، وإن رسول الله ما مات ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران ، فغاب عن قومه أربعين ليلة).

          ثم رجع بعد أن قيل قد مات.  والله ليرجعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات!

          عمر صعد المنبر وبدأ يهدد من يقول هذا (إن محمداً مات) سوف أقطع رأسه.

          أُرسل إلى أبي بكر فجآء مسرعاً على بغل ودخل المسجد وجد الناس يبكون وعمر يصرخ.  هل فعلاً مات النبى – صلى الله عليه وسلم – هل فعلاً أنقطع الوحي.

موقف سيدنا أبابكر:

          لم يلتفت إلى شئ حتى دخل على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بيت عائشة وهو مسجي في ناحية البيت عليه بُرُد.

          وأقبل حتى كشف عن وجهه ، ثم أقبل عليه فقبله بين عينيه ، وقال:  (طبت حياً وميتاً يارسول الله – بأبي أنت وأمي ..  أما الموتة التى كتب الله عليك فقد ذُقتها ، ثم لن يصيبك بعدها موت أبداً).

          ورد الثوب على وجهه ، ثم خرج وعمر يكلم الناس ، فقال:  على رسلك يا عمر ، ولكن عمر ظل مهناجاً مندفعاً في كلام.

          توجه أبوبكر إلى المنبر فقال على رسلك ياعمر ، فما رد عليه ، على رسلك يا عمر – فما رد عليه عمر.

          فعندها صعد أبوبكر المنبر أيضاً وبدأ يخطب ، وهنا نزل عمر وتجمع الناس إلى أبي بكر الصديق.  وحمد أبوبكر الله وأثني عليه بما هو أهله وصلى على النبى – صلى الله عليه وسلم – ثم قال:  (أيها الناس ..  من كان يعبد محمداً ، فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت) ، ثم تلا هذه الآية من سورة آل عمران الآية (144):

(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).

          عمر بن الخطاب

          كان واقف فلما سمع الآية سقط على رجليه وقال:  (أهذه في كتاب الله ، وهو يحفظ كتاب الله ، ولكن شدة المصيبة ، ثم ألتفت إلى الناس فقال:  (مات رسول الله).

          وأشتد الأمر على الناس – يقول بعضهم:  (أُريد أن أبحث عن مكان انتحب فيه (أبكي بصوت عالي) لا يراني أحد).

          علي والزبير وطلحة في بيت فاطمة يواسونها في مُصيبتها.

          جآء وقت الظهر (صلاة الظهر) أراد بلال أن يؤذن ما أستطاع من شدة البكاء فقال:  (والله لا أُذن بعد النبى – صلى الله عليه وسلم).

          أنتشر الخبر في المدينة – أول من أفاق من هذه المصيبة هم الأنصار دعوا إلى إجتماع في سقيفة بني ساعده ومازال النبى – صلى الله عليه وسلم – لم يدفن بعد.

          وقد وصل خبر إجتماع الأنصار إلى المهاجرين بعد صلاة العصر نادى أبوبكر عمر وأبوعبيدة بن الجراح – ووصلوا إلى الأنصار في وقت صعود سعد بن عبادة للخطبة.

          بعد أن حمدالله وأثني عليه وصلى على رسول الله قال:  (يامعشر الأنصار لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام ، لبث رسول الله بضع عشر سنة في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمن وخلع الأوثان – فما ءامن من قومه إلا رجالُ قليل ، وما كانوا يقدرون على أن يمنعوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا أن يعزوا دينه ، ولا أن يدفعوا عن أنفسهم ضين حتى إذا أراد الله بكم الفضيلة وساق إليكم الكرامة وخصكم بالنعمة فرزقكم الله الإيمان به وبرسوله والمنعة له ولأصحابه – والإعزاز له ولدينه – والجهاد لأعدائه – فكنتم أشد على عدوه من غيركم – حتى أستقامت العرب لأمر الله طوعاً أو كرهاً ، وتوفاه الله وهو عنكم راض وبكم قرير العين).

          استبدوا فهذا الأمر دون الناس.

          فلما أنتهى سعد بن عباده وكان مريض ، قام أبوبكر الصديق وقال:  (أيها الناس نحن المهاجرون أول الناس إسلاماً وأكرمهم أحساباً – وأوسطهم داراً – وأكثر الناس ولادة في العرب – وأمسهم رحماً برسول الله – أسلمنا قبلكم – وقدمنا في القرآن الكريم عليكم قال تعالى:   (والسابق الأولون من المهاجرين والأنصار والذين تبعوهم بإحسان …).

          فنحن المهاجرون وأنتم الأنصار إخوانُنُا في الدين وشركاؤنا في الفئ – وأنصارنا على العدو – أويتمونا ووسيتمونا – فجزاكم الله خيراً – فنحن الأمراء وأنتم الوزراء – لا تدين العرب إلا لهذا الحى من قريش (الأمر واضح العرب لن تخضع إلا لقريش) فلا تُنيفُوا على إخوانكم ما منحهم الله منفضله.

فيقول عمر:

          والله ما في شئ كنت أنوى أن أقوله إلا قال أبابكر ، ثم قال أبوبكر:  (وإني قد أرتضيتُ لكم أحد هذين الرجلين) ومسك عمر وأبوعبيدة بن الجراح – فبايعوا أيهما شئتم).

 

قال عمر:

          (والله ما كرهت في كلامه إلا هذه الجملة – فكيف أتولى على قوم فيهم أبي بكر الصديق).

فقام الحباب بن المنذر:

          وهو من الأنصار قال بعد أن حمدالله وصلى على رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (منا أمير ومنكم أمير) نتوالى – زاد اللغط واختلط الأمر بين الناس ، وارتفعت الأصوات ، فهنا وقف عمر بن الخطاب وصاح وصرخ وقال:  (أيها الناس هذا أبوبكر الصديق صاحب النبى إذ هما في الغار – ذكره الله تعالى في القرآن الكريم ، وأرتضاه رسول الله – صلى الله عليه وسلم).

         

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد ،،،

          فوقف عمر بن الخطاب – وقد أخرجه الخبر عن وعيه يقول:  إن رجالاً (من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفى ، وإن رسول الله ما مات ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران ، فغاب عن قومه أربعين ليلة).

          ثم رجع بعد أن قيل قد مات.  والله ليرجعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات!

          عمر صعد المنبر وبدأ يهدد من يقول هذا (إن محمداً مات) سوف أقطع رأسه.

          أُرسل إلى أبي بكر فجآء مسرعاً على بغل ودخل المسجد وجد الناس يبكون وعمر يصرخ.  هل فعلاً مات النبى – صلى الله عليه وسلم – هل فعلاً أنقطع الوحي.

موقف سيدنا أبابكر:

          لم يلتفت إلى شئ حتى دخل على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بيت عائشة وهو مسجي في ناحية البيت عليه بُرُد.

          وأقبل حتى كشف عن وجهه ، ثم أقبل عليه فقبله بين عينيه ، وقال:  (طبت حياً وميتاً يارسول الله – بأبي أنت وأمي ..  أما الموتة التى كتب الله عليك فقد ذُقتها ، ثم لن يصيبك بعدها موت أبداً).

          ورد الثوب على وجهه ، ثم خرج وعمر يكلم الناس ، فقال:  على رسلك يا عمر ، ولكن عمر ظل مهناجاً مندفعاً في كلام.

          توجه أبوبكر إلى المنبر فقال على رسلك ياعمر ، فما رد عليه ، على رسلك يا عمر – فما رد عليه عمر.

          فعندها صعد أبوبكر المنبر أيضاً وبدأ يخطب ، وهنا نزل عمر وتجمع الناس إلى أبي بكر الصديق.  وحمد أبوبكر الله وأثني عليه بما هو أهله وصلى على النبى – صلى الله عليه وسلم – ثم قال:  (أيها الناس ..  من كان يعبد محمداً ، فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت) ، ثم تلا هذه الآية من سورة آل عمران الآية (144):

(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).

          عمر بن الخطاب

          كان واقف فلما سمع الآية سقط على رجليه وقال:  (أهذه في كتاب الله ، وهو يحفظ كتاب الله ، ولكن شدة المصيبة ، ثم ألتفت إلى الناس فقال:  (مات رسول الله).

          وأشتد الأمر على الناس – يقول بعضهم:  (أُريد أن أبحث عن مكان انتحب فيه (أبكي بصوت عالي) لا يراني أحد).

          علي والزبير وطلحة في بيت فاطمة يواسونها في مُصيبتها.

          جآء وقت الظهر (صلاة الظهر) أراد بلال أن يؤذن ما أستطاع من شدة البكاء فقال:  (والله لا أُذن بعد النبى – صلى الله عليه وسلم).

          أنتشر الخبر في المدينة – أول من أفاق من هذه المصيبة هم الأنصار دعوا إلى إجتماع في سقيفة بني ساعده ومازال النبى – صلى الله عليه وسلم – لم يدفن بعد.

          وقد وصل خبر إجتماع الأنصار إلى المهاجرين بعد صلاة العصر نادى أبوبكر عمر وأبوعبيدة بن الجراح – ووصلوا إلى الأنصار في وقت صعود سعد بن عبادة للخطبة.

          بعد أن حمدالله وأثني عليه وصلى على رسول الله قال:  (يامعشر الأنصار لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام ، لبث رسول الله بضع عشر سنة في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمن وخلع الأوثان – فما ءامن من قومه إلا رجالُ قليل ، وما كانوا يقدرون على أن يمنعوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا أن يعزوا دينه ، ولا أن يدفعوا عن أنفسهم ضين حتى إذا أراد الله بكم الفضيلة وساق إليكم الكرامة وخصكم بالنعمة فرزقكم الله الإيمان به وبرسوله والمنعة له ولأصحابه – والإعزاز له ولدينه – والجهاد لأعدائه – فكنتم أشد على عدوه من غيركم – حتى أستقامت العرب لأمر الله طوعاً أو كرهاً ، وتوفاه الله وهو عنكم راض وبكم قرير العين).

          استبدوا فهذا الأمر دون الناس.

          فلما أنتهى سعد بن عباده وكان مريض ، قام أبوبكر الصديق وقال:  (أيها الناس نحن المهاجرون أول الناس إسلاماً وأكرمهم أحساباً – وأوسطهم داراً – وأكثر الناس ولادة في العرب – وأمسهم رحماً برسول الله – أسلمنا قبلكم – وقدمنا في القرآن الكريم عليكم قال تعالى:   (والسابق الأولون من المهاجرين والأنصار والذين تبعوهم بإحسان …).

          فنحن المهاجرون وأنتم الأنصار إخوانُنُا في الدين وشركاؤنا في الفئ – وأنصارنا على العدو – أويتمونا ووسيتمونا – فجزاكم الله خيراً – فنحن الأمراء وأنتم الوزراء – لا تدين العرب إلا لهذا الحى من قريش (الأمر واضح العرب لن تخضع إلا لقريش) فلا تُنيفُوا على إخوانكم ما منحهم الله منفضله.

فيقول عمر:

          والله ما في شئ كنت أنوى أن أقوله إلا قال أبابكر ، ثم قال أبوبكر:  (وإني قد أرتضيتُ لكم أحد هذين الرجلين) ومسك عمر وأبوعبيدة بن الجراح – فبايعوا أيهما شئتم).

 

قال عمر:

          (والله ما كرهت في كلامه إلا هذه الجملة – فكيف أتولى على قوم فيهم أبي بكر الصديق).

فقام الحباب بن المنذر:

          وهو من الأنصار قال بعد أن حمدالله وصلى على رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (منا أمير ومنكم أمير) نتوالى – زاد اللغط واختلط الأمر بين الناس ، وارتفعت الأصوات ، فهنا وقف عمر بن الخطاب وصاح وصرخ وقال:  (أيها الناس هذا أبوبكر الصديق صاحب النبى إذ هما في الغار – ذكره الله تعالى في القرآن الكريم ، وأرتضاه رسول الله – صلى الله عليه وسلم).

         

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً