أصحاب الرس

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاةوالسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،

          فمن الناس الذين ذكرهم الله هم أصحاب الرس ، وقد أختلف المفسرون فى تعيين أصحاب الرس – واتفقوا على ان الرس بئر عظيمة.

من هم أصحاب الرس؟

          قيل هم أصحاب الأخدود ، (2) قيل إنهم من بلاد اليمامة ، (3) قيل هم قوم من بقايا ثمود – وهو الراجح ، لأن الله ذكرهم مع ثمود فى سورة الفرقان وسورة (ق).

          فقال جل شأنه – فى سورة الفرقان الآية (38 ، 39):

(وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا(38) وَكُلا ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا)(39).

          ..  أى دمرناهم تدميراً                   وقروناً:  أُمم

          أصحاب الرس:  أى رموه (نبيهم) فيها ودسوه فى التراب.

          وقروناً بين ذلك كثيراً:  أى ودمرنا بين من ذكرنا من الأمم قروناً كثيراً

أهلكنا الجميع ودمرناهم تدميراً لما كذبوا رسلنا وردوا دعوتنا.

          وقروناً:  أى وأهلكنا قروناً بين ذلك الذى ذكرنا كثيراً.

          أى إقامة للحجة عليهم فما أهلكناهم إلا بعد الإنذار, الإعذار لهم.

          (وَكُلا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا) أهلكناهم إهلاكاً لتكذيبهم رسلنا وردهم دعوتنا.

          وقال الله سبحانه وتعالى فى سورة (ق) الآية (12 ، 13 ، 14):

(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ(12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ(13) وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ)(14).

          ويقول ابن عباس رضى الله عنهما:  إن أصحاب الرس أهل قرية من قرى ثمود والرسُ بئر لما جآءهم نبيهم وإسمه (حنظلة بين صفوان) ودعاهم إلى الإسلام فقتلوه ورموا جثته فى بئر فى الرس فسُموا أصحاب الرس.

         أصحاب الرس فلا بيان عنهم غير هذه الإشارة وكذلك قوم تبع – وتبع لقب لملوك حمير باليمن – وبقية الأقوام المشار إليهم هنا معروفون لقارئ القرآن.

          الأيكة:  الشجر الملتف الكثيف – وأصحاب الأيكة هم – فى الغالب – قوم شعيب.

          وواضح أن الغرض من هذه الإشارة السريعة ليس تفصيل أمر هذه الأقوام – ولكنه إيقاع على القلوب بمصارع الغابرين حين كذبوا الرسل.  والذى يلفت النظر هو النص على أن كلاً منهم كذب الرس (كل كذب الرسل فحق وعيد) وهى لفتة مقصودة لتقرير وحدة العقيدة ووحدة الرسالة – فكل من كذب برسول فقد كذب بالرسل أجمعين ، لأنه كذب بالرسالة الواحدة التى جآء بها الرسل أجمعون والرسل إخوة وأمة واحدة وشجرة ضاربة الجذور فى أعماق الزمان – وكل فرع من تلك الشجرة تلخيص لخصائصها وصورة منها – ومن يمس منها فرعاً فقد مس الأصل وسائر الفروع – (فحق وعيد) ونالهم ما يعرف السامعون.

(  والحمدلله رب العالمين )

اترك تعليقاً