بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد،،،،
فسنعرض مواقف النبى – صلى الله عليه وسلم – وهو سيد الخلق ، وحبيب الحق ، النبى الذى عصمه الله عز وجل ، الذى وصفه بأنه لعلي خلق عظيم الذى أقسم الله بعمره الثمين قال: (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) ، هذا النبى الكريم أكمل واحد في العالم وقد حقق الكمال البشري وقد قال عن نفسه: (إنما بُعثت معلماً ، وإنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق) هذا النبى العظيم جاءه شاب وقال له: يانبي الله أتأذن لي في الزنا ، تخيل هذا الموقف! شاب يخاطب النبى ، يخاطب سيد الخلق ، يخاطب المعصوم ، يخاطب الذى هو فى أعلى درجات العفة ، يقول له: أئذن لي بالزنا ، فصاح الناس به ، فقال عليه الصلاة والسلام: (قربوه ، قربوه) ، إدن فدنى حتى جلس بين يديه ثم قال النبى: (علموا ولا تُعنفوا فإن المعلم خير من المعنف) ، عن أبي هريرة – أخرجه البيهقي.
أنا أعرف أشخاصاً كثيرين كانوا معنفين في حياتهم ، وقد ضغطوا على أبنائهم ولم يعلموهم فلما توفاهم الله عز وجل ، أنتكس الأولاد نكسة عظيمة وضاعوا وأضاعوا كل ما يملكون ، أما الآباء الذين علموا أبناءهم وهذبوهم ، وربوهم ، هؤلاء بعد مماتهم كانوا كحياتهم ، يجب أن تربي من حولك ، تربي أولادك ، يجب أن تربي تلاميذك ، يجب أن تربي أقرباءك بطريقة تعلقهم بالله تربطهم بالله عز وجل – قال النبى لهذا الشاب: أدن مني ، حتى جلس بين يديه ، فقال عليه الصلاة والسلام: أتحبه لأمك ، قال: لا جعلني الله فداك ، فقال عليه الصلاة والسلام وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم ، أتحبه لأبنتك ، قال: لا جعلني الله فداك ، قال عليه الصلاة والسلام: كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم.
هل بعد هذا المنطق منطق؟ هل بعد هذه الحُجة حجة؟ هل بعد هذا التلطف تلطف؟
هل بعد هذا الإقناع إقناع؟ هل بعد هذا الصدر الواسع صدر أوسع هل بعد هذا الحلم النبوى حلم أشد؟
قال: حتى ذكر العمة والخالة – وهو يقول في كل مرة لا جعلني الله فداك والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: كذلك لا يحبونه .. ثم وضع النبى عليه الصلاة والسلام يده على صدره وقال:
(اللهم طهر قلبه وأغفر ذنبه ، وحصن فرجه ، فلم يكن شئ أبغض إليه من الزنا)
أخرجه الإمام أحمد.
هذا درس لنا إذا دعوت إلى الله فكن بهذا الخلق ، إذا دعوت إلى الله فكن بهذا الصدر الواسع ، إذا دعوت إلى الله فكن بهذا الحلم.
أنت لست قاضياً بل أنت داع .. على أن أعين أخي على الشيطان – لا أن أعين الشيطان على أخي – ليس من شأني أن أوزع الإيمان والكفر على الناس – شأني أن أهديهم سواء السبيل – والله قال في سورة السجدة الآية (24):
(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوُقنون).
المؤمن وقاف عند كتاب الله (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخبرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) الأحزاب الآية (36).
أن تختار تأكل فاصوليا أم بامية – تختار تسكن في هذا البيت أم في هذا البيت ، تختار الوظيفة أو عمل حر ، أما أن يكون لك إختيار فيما أمرك الله به .. إن ترددت فلست بمؤمن.
الدليل: عندما أرسل النبى – صلى الله عليه وسلم – سيدنا زيداً بن حارثة على رأس جيش فى مؤته فقال: إن قُتل فجعفر بن أبي طالب.
كيف كان يعامل الرسول أصحابه:
وإن قُتل فعبدالله بن رواحة. ألا تذكرون أن عبدالله بن رواحة ، كما تروى بعض السير ، حين قُتل زيد ثم قتل جعفر ، وجاء دور عبدالله في القيادة وكان شاعراً تردد قليلاً وقال بعض الأشعار.
وقاتل عبدالله حتى قُتل – النبى عليه الصلاة والسلام قال: أخذ الراية أخوكم زيد فقاتل بها حتى قُتل وإني لأرى مقامه في الجنة ، ثم أخذ الراية أخوكم جعفر فقاتل بها حتى قُتل وإني لأرى مقامه في الجنة ، ثم سكت النبى فلما سكت قلق أصحابه على أخيهم عبدالله بن رواحه قالوا: يارسول الله ما فعل عبدالله؟ صمت النبى صمتاً ثم قال: أخذ الراية أخوكم عبدالله فقاتل بها حتى قُتل وإني لأرى في مقامه أزوراراً عن صاحبيه.
بمعنى: الدرجة هبطت قليلاً ، لأنه تردد ، لابد أن توطن نفسك بعد أن عرفت الله أن أمر الله فوق كل شئ فوق حياتك .
ثالثاً : النبى الكريم عرضوا عليه أجمل الفتيات ، وأن يكون أغنى الناس ، وأن يكون أمير مكة ، قال: (والله ياعم لو وضعوا الشمس في يمينى ، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه).
مثال2: إن معقل بن يسار – رضي الله عنه – أنه زوج أخته رجلاً من المسلمين فى عهد النبى – صلى الله عليه وسلم – بقيت مدة من الزمن عنده ثم طلقها تطليقه حتى انقضت عدتها فهويها ثانية ، ثم خطبها مع الخطاب ، فقال له معقل: يا لكع (يا لئيم) أكرمتك بها ، وزوجتك فطلقتها ، والله لا ترجع إليك أبداً ، قال: فعلم الله حاجته إليها ، وحاجتها إليها فأنزل قوله تعالى في سورة البقرة الآية (232):
(وإذا طلقتم النسآء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر(0) والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
فلما سمعها معقل قال: سمعاً لربي وطاعة ، ثم دعاه وقال: أزوجك وأكرمك.
هل أنت وقافاً عند كتاب الله؟ هل سمعت آية كريمة ، أو حديثاً شريفاً ، تراجعت مباشرة فقلت سمعاً وطاعة يارب ، أو سمعاً وطاعة يارسول الله.
الرسول يقول: (لا تحمروا الوجوه) لا تحرج أحداً.
وهناك قصة معروفة ، هذا الذى كان مع النبى – صلى الله عليه وسلم – فى وليمة ثم صلوا جميعاً الظهر ، وأذن العصر فقاموا ليصلوا رائحة صدرت من أحدهم فيما بين الصلاتين ، فقال النبى – صلى الله عليه وسلم: كل من أكل لحم جذور فليتوضأ ، قالوا: يارسول الله كلنا أكلنا هذا اللحم ، قال: (كلكم فليتوضأ) ، ستر هذا الإنسان – ما هذا الخلق العظيم.
كان هناك قاضياً جآءته امرأة في أثناء صعودها إليه صدر منها صوت فأمتقع لونها وذابت من خجلها – فلما وصلت إليه قال: ما أسمك يا أختي ، قالت: أسمى فلانه ، قال: ما سمعت أعيدي ، قالت: اسمي فلانة ، قال: ما سمعت أنا ضعيف السمع أرفعي صوتك ، قالت لأختها لم يسمعنا … وهو ذو سمع مرهف ..
إذا إنسان أساء إليك ماذا تفعل معه؟
هل تحلم عليه وتنسى الإساءة أم تأخذه بها؟
تصور أن إنسان لغط فى عرض أبنتك وإبنتك طاهرة عفيفة ، وأشاع في المدينة أنها أنحرفت وأنت محسن إليه ، تقدم له كل شهر معونة ، ما موقفك منه؟.
سيدنا الصديق كان ينفق على مسطح ابن أثاثه لفقره ، فلما كان حديث الإفك أشاع في المدينة الخبر وروجه ونقله ، فلما علم أبي بكر الصديق حلف أن لا ينفق عليه أبداً ، فأنزل الله عز وجل في سورة النور الآية (22):
(ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم (0) والله غفور رحيم).
هذه القصة تكفينا مهما أساء إنسان إليك يجب أن تحلم عليه.
(( الحمدلله رب العالمين ))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد،،،،
فسنعرض مواقف النبى – صلى الله عليه وسلم – وهو سيد الخلق ، وحبيب الحق ، النبى الذى عصمه الله عز وجل ، الذى وصفه بأنه لعلي خلق عظيم الذى أقسم الله بعمره الثمين قال: (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) ، هذا النبى الكريم أكمل واحد في العالم وقد حقق الكمال البشري وقد قال عن نفسه: (إنما بُعثت معلماً ، وإنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق) هذا النبى العظيم جاءه شاب وقال له: يانبي الله أتأذن لي في الزنا ، تخيل هذا الموقف! شاب يخاطب النبى ، يخاطب سيد الخلق ، يخاطب المعصوم ، يخاطب الذى هو فى أعلى درجات العفة ، يقول له: أئذن لي بالزنا ، فصاح الناس به ، فقال عليه الصلاة والسلام: (قربوه ، قربوه) ، إدن فدنى حتى جلس بين يديه ثم قال النبى: (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف) ، عن أبي هريرة – أخرجه البيهقي.
أنا أعرف أشخاصاً كثيرين كانوا معنفين في حياتهم ، وقد ضغطوا على أبنائهم ولم يعلموهم فلما توفاهم الله ع وجل ، أنتكس الأولاد نكسة عظيمة وضاعوا وأضاعوا كل ما يملكون ، أما الآباء الذين علموا أبناءهم وهذبوهم ، وربوهم ، هؤلاء بعد مماتهم كانوا كحياتهم ، يجب أن تربي من حولك ، تربي أولادك ، يجب أن تربي تلاميذك ، يجب أن تربي أقرباءك بطريقة تعلقهم بالله تربطهم بالله عز وجل – قال النبى لهذا الشاب: أدن مني ، حتى جلس بين يديه ، فقال عليه الصلاة والسلام: أتحبه لأمك ، قال: لا جعلني الله فداك ، فقال عليه الصلاة والسلام وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم ، أتحبه لأبنتك ، قال: لا جعلني الله فداك ، قال عليه الصلاة والسلام: كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم.
هل بعد هذا المنطق منطق؟ هل بعد هذه الحجة حجة؟ هل بعد هذا التلطف تلطف؟
هل بعد هذا الإقناع إقناع؟ هل بعد هذا الصدر الواسع صدر أوسع هل بعد هذا الحلم النبوى حلم أشد؟
قال: حتى ذكر العمة والخالة – وهو يقول في كل مرة لا جعلني الله فداك والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: كذلك لا يحبونه .. ثم وضع النبى عليه الصلاة والسلام يده على صدره وقال:
(اللهم طهر قلبه وأغفر ذنبه ، وحصن فرجه ، فلم يكن شئ أبغض إليه من الزنا)
أخرجه الإمام أحمد.
هذا درس لنا إذا دعوت إلى الله فكن بهذا الخلق ، إذا دعوت إلى الله فكن بهذا الصدر الواسع ، إذا دعوت إلى الله فكن بهذا الحلم.
أنت لست قاضياً بل أنت داع .. على أن أعين أخي على الشيطان – لا أن أعين الشيطان على أخي – ليس من شأني أن أوزع الإيمان والكفر على الناس – شأني أن أهديهم سواء السبيل – والله قال في سورة السجدة الآية (24):
(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوُقنون).
المؤمن وقاف عند كتاب الله (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخبرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) الأحزاب الآية (36).
أن تختار تأكل فاصوليا أم بامية – تختار تسكن في هذا البيت أم في هذا البيت ، تختار الوظيفة أو عمل حر ، أما أن يكون لك إختيار فيما أمرك الله به .. إن ترددت فلست بمؤمن.
الدليل: عندما أرسل النبى – صلى الله عليه وسلم – سيدنا زيداً بن حارثة على رأس جيش فى مؤته فقال: إن قُتل فجعفر بن أبي طالب.
كيف كان يعامل الرسول أصحابه:
وإن قُتل فعبدالله بن رواحة. ألا تذكرون أن عبدالله بن رواحة ، كما تروى بعض السير ، حين قُتل زيد ثم قتل جعفر ، وجاء دور عبدالله في القيادة وكان شاعراً تردد قليلاً وقال بعض الأشعار.
وقاتل عبدالله حتى قُتل – النبى عليه الصلاة والسلام قال: أخذ الراية أخوكم زيد فقاتل بها حتى قُتل وإني لأرى مقامه في الجنة ، ثم أخذ الراية أخوكم جعفر فقاتل بها حتى قُتل وإني لأرى مقامه في الجنة ، ثم سكت النبى فلما سكت قلق أصحابه على أخيهم عبدالله بن رواحه قالوا: يارسول الله ما فعل عبدالله؟ صمت النبى صمتاً ثم قال: أخذ الراية أخوكم عبدالله فقاتل بها حتى قُتل وإني لأرى في مقامه أزوراراً عن صاحبيه.
بمعنى: الدرجة هبطت قليلاً ، لأنه تردد ، لابد أن توطن نفسك بعد أن عرفت الله أن أمر الله فوق كل شئ فوق حياتك ، يارب لا أُعطيك مهما كلف الثمن.
النبى الكريم عرضوا عليه أجمل الفتيات ، وأن يكون أغنى الناس ، وأن يكون أمير مكة ، قال: (والله ياعم لو وضعوا الشمس في يمينى ، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه).
مثال2: إن معقل بن يسار – رضي الله عنه – أنه زوج أخته رجلاً من المسلمين فى عهد النبى – صلى الله عليه وسلم – بقيت مدة من الزمن عنده ثم طلقها تطليقه حتى انقضت عدتها فهويها ثانية ، ثم خطبها مع الخطاب ، فقال له معقل: يا لكع (يا لئيم) أكرمتك بها ، وزوجتك فطلقتها ، والله لا ترجع إليك أبداً ، قال: فعلم الله حاجته إليها ، وحاجتها إليها فأنزل قوله تعالى في سورة البقرة الآية (232):
(وإذا طلقتم النسآء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر(0) والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
فلما سمعها معقل قال: سمعاً لربي وطاعة ، ثم دعاه وقال: أزوجك وأكرمك.
هل أنت وقافاً عند كتاب الله؟ هل سمعت آية كريمة ، أو حديثاً شريفاً ، تراجعت مباشرة فقلت سمعاً وطاعة يارب ، أو سمعاً وطاعة يارسول الله.
الرسول يقول: (لا تحمروا الوجوه) لا تحرج أحداً.
وهناك قصة معروفة ، هذا الذى كان مع النبى – صلى الله عليه وسلم – فى وليمة ثم صلوا جميعاً الظهر ، وأذن العصر فقاموا ليصلوا رائحة صدرت من أحدهم فيما بين الصلاتين ، فقال النبى – صلى الله عليه وسلم: كل من أكل لحم جذور فليتوضأ ، قالوا: يارسول الله كلنا أكلنا هذا اللحم ، قال: (كلكم فليتوضأ) ، ستر هذا الإنسان – ما هذا الخلق العظيم.
كان هناك قاضياً جآءته امرأة في أثناء صعودها إليه صدر منها صوت فأمتقع لونها وذابت من خجلها – فلما وصلت إليه قال: ما أسمك يا أختي ، قالت: أسمى فلانه ، قال: ما سمعت أعيدي ، قالت: اسمي فلانة ، قال: ما سمعت أنا ضعيف السمع أرفعي صوتك ، قالت لأختها لم يسمعنا … وهو ذو سمع مرهف ..
إذا إنسان أساء إليك ماذا تفعل معه؟
هل تحلم عليه وتنسى الإساءة أم تأخذه بها؟
تصور أن إنسان لغط فى عرض أبنتك وإبنتك طاهرة عفيفة ، وأشاع في المدينة أنها أنحرفت وأنت محسن إليه ، تقدم له كل شهر معونة ، ما موقفك منه؟.
سيدنا الصديق كان ينفق على مسطح ابن أثاثه لفقره ، فلما كان حديث الإفك أشاع في المدينة الخبر وروجه ونقله ، فلما علم أبي بكر الصديق حلف أن لا ينفق عليه أبداً ، فأنزل الله عز وجل في سورة النور الآية (22):
(ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم (0) والله غفور رحيم).
هذه القصة تكفينا مهما أساء الإنسان إليك يجب أن تحلم عليه.
(( الحمدلله رب العالمين ))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد،،،،
فسنعرض مواقف النبى – صلى الله عليه وسلم – وهو سيد الخلق ، وحبيب الحق ، النبى الذى عصمه الله عز وجل ، الذى وصفه بأنه لعلي خلق عظيم الذى أقسم الله بعمره الثمين قال: (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) ، هذا النبى الكريم أكمل واحد في العالم وقد حقق الكمال البشري وقد قال عن نفسه: (إنما بُعثت معلماً ، وإنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق) هذا النبى العظيم جاءه شاب وقال له: يانبي الله أتأذن لي في الزنا ، تخيل هذا الموقف! شاب يخاطب النبى ، يخاطب سيد الخلق ، يخاطب المعصوم ، يخاطب الذى هو فى أعلى درجات العفة ، يقول له: أئذن لي بالزنا ، فصاح الناس به ، فقال عليه الصلاة والسلام: (قربوه ، قربوه) ، إدن فدنى حتى جلس بين يديه ثم قال النبى: (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف) ، عن أبي هريرة – أخرجه البيهقي.
أنا أعرف أشخاصاً كثيرين كانوا معنفين في حياتهم ، وقد ضغطوا على أبنائهم ولم يعلموهم فلما توفاهم الله ع وجل ، أنتكس الأولاد نكسة عظيمة وضاعوا وأضاعوا كل ما يملكون ، أما الآباء الذين علموا أبناءهم وهذبوهم ، وربوهم ، هؤلاء بعد مماتهم كانوا كحياتهم ، يجب أن تربي من حولك ، تربي أولادك ، يجب أن تربي تلاميذك ، يجب أن تربي أقرباءك بطريقة تعلقهم بالله تربطهم بالله عز وجل – قال النبى لهذا الشاب: أدن مني ، حتى جلس بين يديه ، فقال عليه الصلاة والسلام: أتحبه لأمك ، قال: لا جعلني الله فداك ، فقال عليه الصلاة والسلام وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم ، أتحبه لأبنتك ، قال: لا جعلني الله فداك ، قال عليه الصلاة والسلام: كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم.
هل بعد هذا المنطق منطق؟ هل بعد هذه الحجة حجة؟ هل بعد هذا التلطف تلطف؟
هل بعد هذا الإقناع إقناع؟ هل بعد هذا الصدر الواسع صدر أوسع هل بعد هذا الحلم النبوى حلم أشد؟
قال: حتى ذكر العمة والخالة – وهو يقول في كل مرة لا جعلني الله فداك والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: كذلك لا يحبونه .. ثم وضع النبى عليه الصلاة والسلام يده على صدره وقال:
(اللهم طهر قلبه وأغفر ذنبه ، وحصن فرجه ، فلم يكن شئ أبغض إليه من الزنا)
أخرجه الإمام أحمد.
هذا درس لنا إذا دعوت إلى الله فكن بهذا الخلق ، إذا دعوت إلى الله فكن بهذا الصدر الواسع ، إذا دعوت إلى الله فكن بهذا الحلم.
أنت لست قاضياً بل أنت داع .. على أن أعين أخي على الشيطان – لا أن أعين الشيطان على أخي – ليس من شأني أن أوزع الإيمان والكفر على الناس – شأني أن أهديهم سواء السبيل – والله قال في سورة السجدة الآية (24):
(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوُقنون).
المؤمن وقاف عند كتاب الله (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخبرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) الأحزاب الآية (36).
أن تختار تأكل فاصوليا أم بامية – تختار تسكن في هذا البيت أم في هذا البيت ، تختار الوظيفة أو عمل حر ، أما أن يكون لك إختيار فيما أمرك الله به .. إن ترددت فلست بمؤمن.
الدليل: عندما أرسل النبى – صلى الله عليه وسلم – سيدنا زيداً بن حارثة على رأس جيش فى مؤته فقال: إن قُتل فجعفر بن أبي طالب.
كيف كان يعامل الرسول أصحابه:
وإن قُتل فعبدالله بن رواحة. ألا تذكرون أن عبدالله بن رواحة ، كما تروى بعض السير ، حين قُتل زيد ثم قتل جعفر ، وجاء دور عبدالله في القيادة وكان شاعراً تردد قليلاً وقال بعض الأشعار.
وقاتل عبدالله حتى قُتل – النبى عليه الصلاة والسلام قال: أخذ الراية أخوكم زيد فقاتل بها حتى قُتل وإني لأرى مقامه في الجنة ، ثم أخذ الراية أخوكم جعفر فقاتل بها حتى قُتل وإني لأرى مقامه في الجنة ، ثم سكت النبى فلما سكت قلق أصحابه على أخيهم عبدالله بن رواحه قالوا: يارسول الله ما فعل عبدالله؟ صمت النبى صمتاً ثم قال: أخذ الراية أخوكم عبدالله فقاتل بها حتى قُتل وإني لأرى في مقامه أزوراراً عن صاحبيه.
بمعنى: الدرجة هبطت قليلاً ، لأنه تردد ، لابد أن توطن نفسك بعد أن عرفت الله أن أمر الله فوق كل شئ فوق حياتك ، يارب لا أُعطيك مهما كلف الثمن.
النبى الكريم عرضوا عليه أجمل الفتيات ، وأن يكون أغنى الناس ، وأن يكون أمير مكة ، قال: (والله ياعم لو وضعوا الشمس في يمينى ، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه).
مثال2: إن معقل بن يسار – رضي الله عنه – أنه زوج أخته رجلاً من المسلمين فى عهد النبى – صلى الله عليه وسلم – بقيت مدة من الزمن عنده ثم طلقها تطليقه حتى انقضت عدتها فهويها ثانية ، ثم خطبها مع الخطاب ، فقال له معقل: يا لكع (يا لئيم) أكرمتك بها ، وزوجتك فطلقتها ، والله لا ترجع إليك أبداً ، قال: فعلم الله حاجته إليها ، وحاجتها إليها فأنزل قوله تعالى في سورة البقرة الآية (232):
(وإذا طلقتم النسآء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر(0) والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
فلما سمعها معقل قال: سمعاً لربي وطاعة ، ثم دعاه وقال: أزوجك وأكرمك.
هل أنت وقافاً عند كتاب الله؟ هل سمعت آية كريمة ، أو حديثاً شريفاً ، تراجعت مباشرة فقلت سمعاً وطاعة يارب ، أو سمعاً وطاعة يارسول الله.
الرسول يقول: (لا تحمروا الوجوه) لا تحرج أحداً.
وهناك قصة معروفة ، هذا الذى كان مع النبى – صلى الله عليه وسلم – فى وليمة ثم صلوا جميعاً الظهر ، وأذن العصر فقاموا ليصلوا رائحة صدرت من أحدهم فيما بين الصلاتين ، فقال النبى – صلى الله عليه وسلم: كل من أكل لحم جذور فليتوضأ ، قالوا: يارسول الله كلنا أكلنا هذا اللحم ، قال: (كلكم فليتوضأ) ، ستر هذا الإنسان – ما هذا الخلق العظيم.
كان هناك قاضياً جآءته امرأة في أثناء صعودها إليه صدر منها صوت فأمتقع لونها وذابت من خجلها – فلما وصلت إليه قال: ما أسمك يا أختي ، قالت: أسمى فلانه ، قال: ما سمعت أعيدي ، قالت: اسمي فلانة ، قال: ما سمعت أنا ضعيف السمع أرفعي صوتك ، قالت لأختها لم يسمعنا … وهو ذو سمع مرهف ..
إذا إنسان أساء إليك ماذا تفعل معه؟
هل تحلم عليه وتنسى الإساءة أم تأخذه بها؟
تصور أن إنسان لغط فى عرض أبنتك وإبنتك طاهرة عفيفة ، وأشاع في المدينة أنها أنحرفت وأنت محسن إليه ، تقدم له كل شهر معونة ، ما موقفك منه؟.
سيدنا الصديق كان ينفق على مسطح ابن أثاثه لفقره ، فلما كان حديث الإفك أشاع في المدينة الخبر وروجه ونقله ، فلما علم أبي بكر الصديق حلف أن لا ينفق عليه أبداً ، فأنزل الله عز وجل في سورة النور الآية (22):
(ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم (0) والله غفور رحيم).
هذه القصة تكفينا مهما أساء الإنسان إليك يجب أن تحلم عليه.
(( الحمدلله رب العالمين ))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد،،،،
فسنعرض مواقف النبى – صلى الله عليه وسلم – وهو سيد الخلق ، وحبيب الحق ، النبى الذى عصمه الله عز وجل ، الذى وصفه بأنه لعلي خلق عظيم الذى أقسم الله بعمره الثمين قال: (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) ، هذا النبى الكريم أكمل واحد في العالم وقد حقق الكمال البشري وقد قال عن نفسه: (إنما بُعثت معلماً ، وإنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق) هذا النبى العظيم جاءه شاب وقال له: يانبي الله أتأذن لي في الزنا ، تخيل هذا الموقف! شاب يخاطب النبى ، يخاطب سيد الخلق ، يخاطب المعصوم ، يخاطب الذى هو فى أعلى درجات العفة ، يقول له: أئذن لي بالزنا ، فصاح الناس به ، فقال عليه الصلاة والسلام: (قربوه ، قربوه) ، إدن فدنى حتى جلس بين يديه ثم قال النبى: (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف) ، عن أبي هريرة – أخرجه البيهقي.
أنا أعرف أشخاصاً كثيرين كانوا معنفين في حياتهم ، وقد ضغطوا على أبنائهم ولم يعلموهم فلما توفاهم الله ع وجل ، أنتكس الأولاد نكسة عظيمة وضاعوا وأضاعوا كل ما يملكون ، أما الآباء الذين علموا أبناءهم وهذبوهم ، وربوهم ، هؤلاء بعد مماتهم كانوا كحياتهم ، يجب أن تربي من حولك ، تربي أولادك ، يجب أن تربي تلاميذك ، يجب أن تربي أقرباءك بطريقة تعلقهم بالله تربطهم بالله عز وجل – قال النبى لهذا الشاب: أدن مني ، حتى جلس بين يديه ، فقال عليه الصلاة والسلام: أتحبه لأمك ، قال: لا جعلني الله فداك ، فقال عليه الصلاة والسلام وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم ، أتحبه لأبنتك ، قال: لا جعلني الله فداك ، قال عليه الصلاة والسلام: كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم.
هل بعد هذا المنطق منطق؟ هل بعد هذه الحجة حجة؟ هل بعد هذا التلطف تلطف؟
هل بعد هذا الإقناع إقناع؟ هل بعد هذا الصدر الواسع صدر أوسع هل بعد هذا الحلم النبوى حلم أشد؟
قال: حتى ذكر العمة والخالة – وهو يقول في كل مرة لا جعلني الله فداك والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: كذلك لا يحبونه .. ثم وضع النبى عليه الصلاة والسلام يده على صدره وقال:
(اللهم طهر قلبه وأغفر ذنبه ، وحصن فرجه ، فلم يكن شئ أبغض إليه من الزنا)
أخرجه الإمام أحمد.
هذا درس لنا إذا دعوت إلى الله فكن بهذا الخلق ، إذا دعوت إلى الله فكن بهذا الصدر الواسع ، إذا دعوت إلى الله فكن بهذا الحلم.
أنت لست قاضياً بل أنت داع .. على أن أعين أخي على الشيطان – لا أن أعين الشيطان على أخي – ليس من شأني أن أوزع الإيمان والكفر على الناس – شأني أن أهديهم سواء السبيل – والله قال في سورة السجدة الآية (24):
(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوُقنون).
المؤمن وقاف عند كتاب الله (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخبرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) الأحزاب الآية (36).
أن تختار تأكل فاصوليا أم بامية – تختار تسكن في هذا البيت أم في هذا البيت ، تختار الوظيفة أو عمل حر ، أما أن يكون لك إختيار فيما أمرك الله به .. إن ترددت فلست بمؤمن.
الدليل: عندما أرسل النبى – صلى الله عليه وسلم – سيدنا زيداً بن حارثة على رأس جيش فى مؤته فقال: إن قُتل فجعفر بن أبي طالب.
كيف كان يعامل الرسول أصحابه:
وإن قُتل فعبدالله بن رواحة. ألا تذكرون أن عبدالله بن رواحة ، كما تروى بعض السير ، حين قُتل زيد ثم قتل جعفر ، وجاء دور عبدالله في القيادة وكان شاعراً تردد قليلاً وقال بعض الأشعار.
وقاتل عبدالله حتى قُتل – النبى عليه الصلاة والسلام قال: أخذ الراية أخوكم زيد فقاتل بها حتى قُتل وإني لأرى مقامه في الجنة ، ثم أخذ الراية أخوكم جعفر فقاتل بها حتى قُتل وإني لأرى مقامه في الجنة ، ثم سكت النبى فلما سكت قلق أصحابه على أخيهم عبدالله بن رواحه قالوا: يارسول الله ما فعل عبدالله؟ صمت النبى صمتاً ثم قال: أخذ الراية أخوكم عبدالله فقاتل بها حتى قُتل وإني لأرى في مقامه أزوراراً عن صاحبيه.
بمعنى: الدرجة هبطت قليلاً ، لأنه تردد ، لابد أن توطن نفسك بعد أن عرفت الله أن أمر الله فوق كل شئ فوق حياتك ، يارب لا أُعطيك مهما كلف الثمن.
النبى الكريم عرضوا عليه أجمل الفتيات ، وأن يكون أغنى الناس ، وأن يكون أمير مكة ، قال: (والله ياعم لو وضعوا الشمس في يمينى ، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه).
مثال2: إن معقل بن يسار – رضي الله عنه – أنه زوج أخته رجلاً من المسلمين فى عهد النبى – صلى الله عليه وسلم – بقيت مدة من الزمن عنده ثم طلقها تطليقه حتى انقضت عدتها فهويها ثانية ، ثم خطبها مع الخطاب ، فقال له معقل: يا لكع (يا لئيم) أكرمتك بها ، وزوجتك فطلقتها ، والله لا ترجع إليك أبداً ، قال: فعلم الله حاجته إليها ، وحاجتها إليها فأنزل قوله تعالى في سورة البقرة الآية (232):
(وإذا طلقتم النسآء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر(0) والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
فلما سمعها معقل قال: سمعاً لربي وطاعة ، ثم دعاه وقال: أزوجك وأكرمك.
هل أنت وقافاً عند كتاب الله؟ هل سمعت آية كريمة ، أو حديثاً شريفاً ، تراجعت مباشرة فقلت سمعاً وطاعة يارب ، أو سمعاً وطاعة يارسول الله.
الرسول يقول: (لا تحمروا الوجوه) لا تحرج أحداً.
وهناك قصة معروفة ، هذا الذى كان مع النبى – صلى الله عليه وسلم – فى وليمة ثم صلوا جميعاً الظهر ، وأذن العصر فقاموا ليصلوا رائحة صدرت من أحدهم فيما بين الصلاتين ، فقال النبى – صلى الله عليه وسلم: كل من أكل لحم جذور فليتوضأ ، قالوا: يارسول الله كلنا أكلنا هذا اللحم ، قال: (كلكم فليتوضأ) ، ستر هذا الإنسان – ما هذا الخلق العظيم.
كان هناك قاضياً جآءته امرأة في أثناء صعودها إليه صدر منها صوت فأمتقع لونها وذابت من خجلها – فلما وصلت إليه قال: ما أسمك يا أختي ، قالت: أسمى فلانه ، قال: ما سمعت أعيدي ، قالت: اسمي فلانة ، قال: ما سمعت أنا ضعيف السمع أرفعي صوتك ، قالت لأختها لم يسمعنا … وهو ذو سمع مرهف ..
إذا إنسان أساء إليك ماذا تفعل معه؟
هل تحلم عليه وتنسى الإساءة أم تأخذه بها؟
تصور أن إنسان لغط فى عرض أبنتك وإبنتك طاهرة عفيفة ، وأشاع في المدينة أنها أنحرفت وأنت محسن إليه ، تقدم له كل شهر معونة ، ما موقفك منه؟.
سيدنا الصديق كان ينفق على مسطح ابن أثاثه لفقره ، فلما كان حديث الإفك أشاع في المدينة الخبر وروجه ونقله ، فلما علم أبي بكر الصديق حلف أن لا ينفق عليه أبداً ، فأنزل الله عز وجل في سورة النور الآية (22):
(ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم (0) والله غفور رحيم).
هذه القصة تكفينا مهما أساء الإنسان إليك يجب أن تحلم عليه.
(( الحمدلله رب العالمين ))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد،،،،
فسنعرض مواقف النبى – صلى الله عليه وسلم – وهو سيد الخلق ، وحبيب الحق ، النبى الذى عصمه الله عز وجل ، الذى وصفه بأنه لعلي خلق عظيم الذى أقسم الله بعمره الثمين قال: (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) ، هذا النبى الكريم أكمل واحد في العالم وقد حقق الكمال البشري وقد قال عن نفسه: (إنما بُعثت معلماً ، وإنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق) هذا النبى العظيم جاءه شاب وقال له: يانبي الله أتأذن لي في الزنا ، تخيل هذا الموقف! شاب يخاطب النبى ، يخاطب سيد الخلق ، يخاطب المعصوم ، يخاطب الذى هو فى أعلى درجات العفة ، يقول له: أئذن لي بالزنا ، فصاح الناس به ، فقال عليه الصلاة والسلام: (قربوه ، قربوه) ، إدن فدنى حتى جلس بين يديه ثم قال النبى: (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف) ، عن أبي هريرة – أخرجه البيهقي.
أنا أعرف أشخاصاً كثيرين كانوا معنفين في حياتهم ، وقد ضغطوا على أبنائهم ولم يعلموهم فلما توفاهم الله ع وجل ، أنتكس الأولاد نكسة عظيمة وضاعوا وأضاعوا كل ما يملكون ، أما الآباء الذين علموا أبناءهم وهذبوهم ، وربوهم ، هؤلاء بعد مماتهم كانوا كحياتهم ، يجب أن تربي من حولك ، تربي أولادك ، يجب أن تربي تلاميذك ، يجب أن تربي أقرباءك بطريقة تعلقهم بالله تربطهم بالله عز وجل – قال النبى لهذا الشاب: أدن مني ، حتى جلس بين يديه ، فقال عليه الصلاة والسلام: أتحبه لأمك ، قال: لا جعلني الله فداك ، فقال عليه الصلاة والسلام وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم ، أتحبه لأبنتك ، قال: لا جعلني الله فداك ، قال عليه الصلاة والسلام: كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم.
هل بعد هذا المنطق منطق؟ هل بعد هذه الحجة حجة؟ هل بعد هذا التلطف تلطف؟
هل بعد هذا الإقناع إقناع؟ هل بعد هذا الصدر الواسع صدر أوسع هل بعد هذا الحلم النبوى حلم أشد؟
قال: حتى ذكر العمة والخالة – وهو يقول في كل مرة لا جعلني الله فداك والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: كذلك لا يحبونه .. ثم وضع النبى عليه الصلاة والسلام يده على صدره وقال:
(اللهم طهر قلبه وأغفر ذنبه ، وحصن فرجه ، فلم يكن شئ أبغض إليه من الزنا)
أخرجه الإمام أحمد.
هذا درس لنا إذا دعوت إلى الله فكن بهذا الخلق ، إذا دعوت إلى الله فكن بهذا الصدر الواسع ، إذا دعوت إلى الله فكن بهذا الحلم.
أنت لست قاضياً بل أنت داع .. على أن أعين أخي على الشيطان – لا أن أعين الشيطان على أخي – ليس من شأني أن أوزع الإيمان والكفر على الناس – شأني أن أهديهم سواء السبيل – والله قال في سورة السجدة الآية (24):
(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوُقنون).
المؤمن وقاف عند كتاب الله (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخبرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) الأحزاب الآية (36).
أن تختار تأكل فاصوليا أم بامية – تختار تسكن في هذا البيت أم في هذا البيت ، تختار الوظيفة أو عمل حر ، أما أن يكون لك إختيار فيما أمرك الله به .. إن ترددت فلست بمؤمن.
الدليل: عندما أرسل النبى – صلى الله عليه وسلم – سيدنا زيداً بن حارثة على رأس جيش فى مؤته فقال: إن قُتل فجعفر بن أبي طالب.
كيف كان يعامل الرسول أصحابه:
وإن قُتل فعبدالله بن رواحة. ألا تذكرون أن عبدالله بن رواحة ، كما تروى بعض السير ، حين قُتل زيد ثم قتل جعفر ، وجاء دور عبدالله في القيادة وكان شاعراً تردد قليلاً وقال بعض الأشعار.
وقاتل عبدالله حتى قُتل – النبى عليه الصلاة والسلام قال: أخذ الراية أخوكم زيد فقاتل بها حتى قُتل وإني لأرى مقامه في الجنة ، ثم أخذ الراية أخوكم جعفر فقاتل بها حتى قُتل وإني لأرى مقامه في الجنة ، ثم سكت النبى فلما سكت قلق أصحابه على أخيهم عبدالله بن رواحه قالوا: يارسول الله ما فعل عبدالله؟ صمت النبى صمتاً ثم قال: أخذ الراية أخوكم عبدالله فقاتل بها حتى قُتل وإني لأرى في مقامه أزوراراً عن صاحبيه.
بمعنى: الدرجة هبطت قليلاً ، لأنه تردد ، لابد أن توطن نفسك بعد أن عرفت الله أن أمر الله فوق كل شئ فوق حياتك ، يارب لا أُعطيك مهما كلف الثمن.
النبى الكريم عرضوا عليه أجمل الفتيات ، وأن يكون أغنى الناس ، وأن يكون أمير مكة ، قال: (والله ياعم لو وضعوا الشمس في يمينى ، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه).
مثال2: إن معقل بن يسار – رضي الله عنه – أنه زوج أخته رجلاً من المسلمين فى عهد النبى – صلى الله عليه وسلم – بقيت مدة من الزمن عنده ثم طلقها تطليقه حتى انقضت عدتها فهويها ثانية ، ثم خطبها مع الخطاب ، فقال له معقل: يا لكع (يا لئيم) أكرمتك بها ، وزوجتك فطلقتها ، والله لا ترجع إليك أبداً ، قال: فعلم الله حاجته إليها ، وحاجتها إليها فأنزل قوله تعالى في سورة البقرة الآية (232):
(وإذا طلقتم النسآء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر(0) والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
فلما سمعها معقل قال: سمعاً لربي وطاعة ، ثم دعاه وقال: أزوجك وأكرمك.
هل أنت وقافاً عند كتاب الله؟ هل سمعت آية كريمة ، أو حديثاً شريفاً ، تراجعت مباشرة فقلت سمعاً وطاعة يارب ، أو سمعاً وطاعة يارسول الله.
الرسول يقول: (لا تحمروا الوجوه) لا تحرج أحداً.
وهناك قصة معروفة ، هذا الذى كان مع النبى – صلى الله عليه وسلم – فى وليمة ثم صلوا جميعاً الظهر ، وأذن العصر فقاموا ليصلوا رائحة صدرت من أحدهم فيما بين الصلاتين ، فقال النبى – صلى الله عليه وسلم: كل من أكل لحم جذور فليتوضأ ، قالوا: يارسول الله كلنا أكلنا هذا اللحم ، قال: (كلكم فليتوضأ) ، ستر هذا الإنسان – ما هذا الخلق العظيم.
كان هناك قاضياً جآءته امرأة في أثناء صعودها إليه صدر منها صوت فأمتقع لونها وذابت من خجلها – فلما وصلت إليه قال: ما أسمك يا أختي ، قالت: أسمى فلانه ، قال: ما سمعت أعيدي ، قالت: اسمي فلانة ، قال: ما سمعت أنا ضعيف السمع أرفعي صوتك ، قالت لأختها لم يسمعنا … وهو ذو سمع مرهف ..
إذا إنسان أساء إليك ماذا تفعل معه؟
هل تحلم عليه وتنسى الإساءة أم تأخذه بها؟
تصور أن إنسان لغط فى عرض أبنتك وإبنتك طاهرة عفيفة ، وأشاع في المدينة أنها أنحرفت وأنت محسن إليه ، تقدم له كل شهر معونة ، ما موقفك منه؟.
سيدنا الصديق كان ينفق على مسطح ابن أثاثه لفقره ، فلما كان حديث الإفك أشاع في المدينة الخبر وروجه ونقله ، فلما علم أبي بكر الصديق حلف أن لا ينفق عليه أبداً ، فأنزل الله عز وجل في سورة النور الآية (22):
(ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم (0) والله غفور رحيم).
هذه القصة تكفينا مهما أساء الإنسان إليك يجب أن تحلم عليه.
(( الحمدلله رب العالمين ))