الحمد لله ربه العالمين وما توفيقى الا بالله عليه توكلت واليه انيب , وصلى الله على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وأصحابه الى يوم الدين .
أما بعد : فيا ابنائى الأعزاء .
احمدوا ربكم على القليل من زاد الدنيا واستزيدوا من فضائل الاخلاق .
قيل يوما لأحد شيوخ الأزهر : افعل كذا وإلا أصابك ما لا تحمد عقباه .
فقال : هل سأمنع من التردد بين بيتى والمسجد ؟
قيل : لا … قال : فافعلوا ما بدا لكم .
كان أهم شئ عنده ان لا يحرم من علاقته بربه وبالمسجد ولما سجن الشيخ عليش فى أعقاب الثورة العرابية قيل له تملق الخديو ليعفوا عنك .
كان رده قصيده مطلعها .
الزم باب ربك وأترك كل دون
واسأله السلامة من دار الفتون
لا تكثر لهمك ما قدر يكون
الذى أعان الشيخ عليش على هذه الحياة فى السجن ، انه وطن نفسه على أسلوب من العيش خفيف المؤنة قليل التكلفة
ونجد أيها الشباب :
ان هناك صنفان من الناس
الصنف الأول : نجده ذو مال يبيت مؤرقا لا يعرف النوم إلى جفونه سبيلا ، لماذا لا ينام لانه يريد المزيد هو فى قراره نفسه يشعر بالفقر لماذا ؟ لان كل طلباته فى الدنيا لم تتحقق كما يريد ( يريد المزيد) .
الصنف الثانى : يعيش عيشة مستورة ( مقل) يبيت قرير العين ، لأنه يرى أن ما لديه كافيا ونعمة كبيرة من الوهاب الرزاق .
وأنا اربد منكم أيها الشباب
أن تبيتوا قريروا العين ، وان تشكروا الله على نعمة الكثيرة والواقع ان الفقر والغنى أخلاق نفسية قبل أن يكون أعراضا دنيوية .
كذلك نجد من واقع الحياة ، صنفين من الناس :
النوع الأول :
رجل له مال وبنون ، وتجارة واسعة ، طال اجله ، وأدبر شبابه وكان يجب أن يتهيأ للاخرة بزاد التقوى والإيمان ، هذا الرجل لو قتل فى سبيل الله لم يترك وراءه شيئا يخاف عليه ، زوجته عجوز – أولاد كبار بل لهم ذرية ، ولكن تراه شيطانا اخرس ، لا يقول كلمة الحق ، ويخاف من موقف شرف . ويريد أن يعيش طويلا ( يحب الحياة ولا يريد ان يموت )
النوع الثانى:
شباب فى عمر الزهور لهم آمال وعليهم أعباء ، ولو أحبوا الدنيا لكان لهم العذر ولا عجب فى ذلك .
وهم مع ذلك يتركون الدنيا وراءهم بمتاعها ، ويتركون أيضا الذرية الضعاف لكفالة الله ، ويقبلون على مواقف الاستشهاد بنبل وشجاعة وهذا ما حدث فى ثورة 25 يناير ، خرج الشباب وتركوا ورائهم الأمهات والزوجات والصغار .
أبنائى الأعزاء :
إننا نسمع صراخا طويلا فى الصحف والمذياع والتلفاز وكل وسائل الإعلام عن رفع مستوى المعيشة ولكن ينبغى أن ننادى برفع مستوى الأخلاق قبل الأرزاق وينبغى أيضا أن ننادى بتقدير القيم الروحية قبل تقدير القيم المادية بل يجب أن ننادى بذكر الله أولا قبل أن نذكر ما سواه .
( والله الحمد أولا وأخرا)