النية

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين ، جاعل الظلمات والنور ، وصل الله علي سيدنا محمد الذي بشر وأنذر ، ووعد وأوعد، أنقذ الله به البشرية من الضلالة وهدي الناس إلي صراط مستقيم .

 

أما بعد ,

 

ففي الحديث الشريف حيث يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم “:( من كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله ومن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو إمرأة ينكحها فهجرته إلي ماهجر إليه “)

عليك أيها الشاب وأيتها الشابة فهم قوله عليه الصلاة والسلام وتأمل في هذا الأمر .  

إن هذا الملكوت الضخم الفخم من ودائع ذارته إلي روائع مجراته شاهد غير مكذوب علي أن له خالقاً أكبر وأجل . هذا الخالق يريد منا أن نعمل أي عمل لابد أن يكون خالص لوجهه ، ليس له مآرب أخري .

 لأن هناك أقوام لاتخلص لله في معاملاتهم ، بل هي حسب ماتتمنى أنفسهم .

هؤلاء يكونون في أماكنهم لايتحركون منها ولا يتقدمون مابقيت نياتهم مزدوجه (لله ولانفسهم) ولو بدأت أفئدتهم تصفو من حب الدنيا والجري وراءها ، بدءوا المسير إلي الأمام.

بمعني : إن بعض الناس يتحركون في حياتهم ، كحركة بندول الساعة لاتترك مكانها على طول السعي (تفضل تلف في دائرة مغلقة).

علينا أيها الشاب وأيتها الشابة.

أن نتجه إلي خالقنا ورازقنا بنصف مانعمل من أجل الدنيا وكما قال بعض العلماء:

لو أن إنساناً حاول استرضاء الله بنصف الجهد الذي يبذله في كسب المال – ياتري ماذا ستكون النتيجة؟

لقطع مرحلة واسعة في طريق الإرتقاء الروحي والخلقي

بمعني : لو أن إنسان يعمل في اليوم 10 ساعات جعل نصف هذه المدة لله في العبادة ، وفي مساعدة من يحتاجون إلي مساعدته لصفت روحه ولسمت أخلاقه وكان من المقبولين عند الله ، وكسب الدنيا والآخرة.

ولكن الذي يحدث أنه :

يعمل فرض الله في الصلاة في مدة لا تتجاوز الخمس دقائق تعالوا معي نحسبها 5× 5 = 25 دقيقة في اليوم فقط .

 

 ثانياً: لو أن إنساناً كره الشيطان ووساوسه بنصف الشعور الذي يكره به الآلام , ياتري ماذا يحدث ؟

لصار عند الله أفضل من الملائكة لأنه سوف يعمل كل مايرضي الله تعالى ويبعد عما يغضبه  مادمت كرهت الشيطان بهذه القوة لاتسمع إلي وساوسه ومايدعوك إليه من الفحشاء والمنكر.

خذوا بالكم من ذلك ؟ إن الله قد يقبل نصف الجهد في سبيله ، ولكنه لايقبل نصف النية , النية في أي عمل لابد ان تكون خالصة لله فمن لم يكن الله وجهته في عمله وفي هجرته فلا عمل له ولا خير فيه وفي الحياة .

ألوف المدرسين والأطباء والمهندسين والضباط والعمال والنجارين والموظفين ….. إلي آخره يزحمون ظهر الأرض بحركة واسعة المدي – ياتري ماذا كانت النتيجة ؟

1-فأما ماكان للتكاثر ” الأولاد والزوجة”

2-والتظاهر ” مايجمعه في الدنيا ويقول أنا عندي وعندي ”

فسوف تكون نهايته التراب وأما ماكان لله فهو مبارك الثمر ممتد الأثر.

 البقاء يكون لما قصد به رب السمآء ، مصداقاً لقوله تعالي في سورة الشوري الآية28 (” مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ  نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيب(

 

(والحمد لله رب العالمين)

 

اترك تعليقاً