من تمام الإخلاص تجنب المعاصي

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام علي إمام المتقين وخاتم النبين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم إلي يوم الدين.

أمام بعد,

فأخرج الإمام البيهقي عن أي هريرة – رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:” من طلب الدنيا حلالاً , وتعففاً عن المسألة ، وتعطفاً علي جاره ، وسعياً علي عياله لقي الله عز وجل يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر “

بمعني : إن الناس قسمان ، قسم متعلق بالأخره وقسم متعلق بالدنيا , قسم الأخرة هم دائما يصلون ويصومون ويقراءون القرآن ويذكرون الله كثيراً .

والقسم الخاص بالدنيا يزرعون ويقلعون ويصنعون ويجاهدون وهذا من الخطأ البين .

لايوجد في الإسلام أن الدنيا في جانب والآخرة في جانب ، بل الدنيا هي المعبر إلي الآخرة . وهي المعدية التي تعدي بنا إلي الآخرة . واعلموا أنه ليس هناك آخرة بدون دنيا كما الشيخ الجليل عبد اللطيف مشتهري .

فالحديث : الذي معنا يقول أن الذي يقابل ربنا يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر فهذه أعظم مزية وأعظم منزلة وقربة إلي الله .

( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ“) 160 آل عمران  فكون وجوه المؤمنين بيضاء ووجوه أهل البدعة سوداء .

1-( من طلب الدنيا ) بأن تطلب الدنيا . إذاً طلب الدنيا ليس حراما والحديث صحيح ومرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم , الإسلام يقول:

2- (من طلب الدنيا حلالا):

  لايكون غش ، ولا يكون إختلاس ، ولايكون في طلب الدنيا شهوة ولا يكون حراما ولا تكون تجارة مخدرات أو تجارة في الممنوعات .

  

مصدقا لقوله صلي الله عليه وسلم “( إن العبد يقذف اللقمة الحرام في جوفه مايتقبل منه عمل أربعين يوماً )” “(وكل لحم نبت من سحت فالنار أولي به )”

أول شرط اشترطه الرسول صلي الله عليه وسلم أن يكون طلب الدنيا حلالا .

2– ( وتعففاً عن المسألة ):

لماذا أنت تطلب الدنيا ؟

لكي تعف نفسك عن الشحته وعن مد اليد – دائما اليد التي تأخذ تكون تحت ، واليد التي تعطي تكون فوق . والإسلام يحب لك العلو ومصدقا لقوله صلي الله عليه وسلم : “( اليد العليا خير من اليد السفلي وإبدأ بمن تعول) 

السؤال ذل , ولو تسأل أين العنوان الفلاني ؟

3(وتعطفاً علي جاره): 

يطلب الدنيا لكي يكون معه قرش بحيث لو أن جاره إحتاج وطلب معونه أو طلب نجده أو سلفة يعطيه ، ومصدقا لقوله صلي الله عليه وسلم (” من كان يؤمن بالله واليوم والأخرفليكرم جاره )”

وكذلك الحديث الثاني : “( مازال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت أنه سيورثه )” الرسول صلي الله عليه وسلم من كثرة ما كان جبريل يوصيه بالجار ظن أن الجار سوف يأتي عليه يوم ويبقى من ضمن الورثه الأقارب الذين يورثون .

الحديث “( من طلب الدنيا حلالا ، وتعففا عن المسألة ، وتعطفا علي جارة ، وسعيا علي عياله “)

4– (سعياً علي عياله):

وهى الجري وراء المعيشة ، وهى من أقرب القرب . هناك صحابي يقول للرسول صلي الله عليه وسلم يارسول الله : معي دينار أصرفه علي من ؟ قال النبي( علي زوجتك ) ومعي دينار آخر . قال:(علي عيالك) ومعي دينار ثالث : قال:( علي أبوك وأمك) ومعي دينار رابع قال:(علي جارك) ومعي دينار خامس قال:(أنت أدرى )

السعي على الأولاد : وجد الصحابة رجلا مفتول العضلات قوي البنيه قالوا :أن يأتي يجاهد في سبيل الله خير من الدنيا الفنية . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :”إن كان هذا الرجل خرج يسعي علي عياله فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعي علي أبوين شيخين كبيرين فهو أيضا في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعي علي أولاد قصر أو رضع يعفهم عن المسألة فهو أيضا في سبيل الله أما ان كان خارج يسعي ريآءً ومشاهرةً ومظاهرةً فهو في سبيل الشيطان ”

فالرسول صلي الله عليه وسلم اعتبر أن من ضمن المجاهدة في سبيل الله السعي علي الأولاد .

 وهذه ميزة الإسلام , لأن الإسلام دين الأسر والعائلات والروابط القوية . لما أنت تأخذ بالك من عائلتك وأنا أخذ بالي من عائلتي والمجتمع كله يتوصى خيراً بالعائلات النتيجة مجتمع قوي . يطلع العيال بين أبوين أب واعي وأم رشيدة ، ولا يبقي هناك طفل شارع . الآن يوجد 2 مليون طفل مشرد في الشوارع ليس لهم مأوى .

وهكذا الإسلام يأمر الناس بأن يسعوا إلي الدنيا ، بل يسعوا فيها ولا يعتكفون في المساجد ويتركوا الدنيا والعمل والسعي مصدقاً لقوله صلي الله عليه وسلم “( خيركم من لم يترك دنياه لأخرته وخيركم من لم يترك أخرته لدنياه ، وخيركم من جمع بينهم “) الإسلام يشجع الجمع بين الدنيا والأخرة ولا يرضى الإسلام أن واحد منا يمشي في الدنيا علي طول ويترك الآخرة ولا يرضي ان الإسلام أيضا أن واحد منا يمشي فى الآخرة علي طول ويترك الدنيا وهذا خطأ.

بل لابد من أن نجمع بين الأمرين . والله سبحانه يقول في سورة الجمعة الآية 10 (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاة  فَانْتَشِرُو فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ  تُفْلِحُونَ).

بمعني : إذا فرغتم من الصلاة فانتشروا في الأرض للتجارة وتصريف حوائجكم فكان عراك بن مالك إذا صلي الجمعة انصرف فوقف علي باب المسجد فقال : اللهم إني أحببت دعوتك ، وصليت فريضتك وانتشرت كما أمرتني  فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين .)

الأعمال التي تعمل بعد صلاة الجمعة :

طلب العلم , صلاة التطوع – عيادة المريض –حضور الجنائز, وزيارة الأخ في الله تعالي.

 (والحمد لله رب العالمين) 

اترك تعليقاً