بيان شرف النبى محمد – صلى الله عليه وسلم وأمته على الأمم السابقة وكذلك صفاته ..

بسم الله الرحمن الرحيم

     بسم الله مقلب القلوب وغفار الذنوب وستار العيوب ، ومفرج الكروب ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وجامع شمل الدين وعلى آله الطيبين الطاهرين.

أما بعــد:

فلقد بين الله سبحانه وعالى قدر محمد – صلى الله عليه وسلم – وصفاته فى كتب الأنبياء.  بشروا أممهم ببعث محمد – صلى الله عليه وسلم – وأمربمتابعته ولم تزل صفاته موجودة فى كتبهم يعرفها علمآؤهم وأحبارهم.

مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الأعراف المادة (157):

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.

بمعــنى:إن الذين يتبعون محمداً – صلى الله عليه وسلم – النبى العربى الأمى الذى لا يقرأ ولا يكتب سوف يرزقهم الله سبحانه وتعالى الرحمة.

1.وهذا النبى الكريم يجدون صفته ونعته فى التوراة والإنجيل الذى لا يأمر إلا بكل شئ مستحسن ولا ينهى إلا عن كل شئ قبيح.

2.ويحل لهم ما حرم عليهم من الأشياء الطيبة بشؤم ظلمهم ويحرم عليهم ما يستخبث من الدم والميتة ولحم الخنزير.

3.ويخفف عنهم ما كلفوه من التكاليف الشاقة التى تشبه الأغلال مثل قتل النفس فى التوبة.

4.وقطع موضع النجاسة من الثوب والقصاص من القاتل عمداً أو خطأ وشبه ذلك.

فالذين صدقوا بمحمد وعظموه ووقروه ونصروا دينه ، واتبعوا قرآنه المنير وشرعه المجيد هم الفائزون بالسعادة الدائمة.

والدليل على أن صفته فى كتب الأولين:فى يوم كان النبى – صلى الله عليه وسلم – يمشى بين أبى بكر وعمر حتى مروا على رجل من اليهود ناشر التوراة يقرؤها يغزى بها نفسه عن ابن له فى الموت فقال النبى – صلى الله عليه وسلم:  “أنشدك بالذى أنزل التوراة هل تجد فى كتابك هذا وصفى ومخرجى”.  قال اليهود:  لا ، فقال ابنه: والذى أنزل التوراة إنا لنجد فى كتابنا صفتك ومخرجك وإنى أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أنك رسول الله ، وفاضت روحه.  ثم تولى النبى – صلى الله عليه وسلم – كفنه والصلاة عليه.

        اليهود عارفين صفة محمد – صلى الله عليه وسلم – فى التوراة الأصلية وكذلك النصارى مذكور عندهم محمد عليه السلام.

      كل نبى جاء كان الله عز وجل يوحى إليه بأوصاف النبىُ محمد – صلى الله عليه وسلم – ويقول له:  إذا بعث محمد وأنت حى لابد من:

1.  أن تدخل فى دعوته.     2.  وأن تكون تابع من أتباعه.3.وأن تنصره.

فكان كل نبى يعرف من هو محمد – صلى الله عليه وسلم.

هذه النصوص التى سوف أذكرها تزيدُنا إيماناً على إيمان وتدفعنا دائماً إلى حب خير الأنام محمد – صلى الله عليه وسلم.

بعض هذه الوثائق تتعلق بنبى من الأنبياء يسمى (شعُياء) وهو نبى تؤمن به اليهود  ولا يشكون فيه ، وهو مذكور فى الأسفار العهد القديم – وهذا مذكور فى تفسير ابن كثير صـ 496  الجزء الثالث.

وقال وهب بن منبه:  إن الله تعالى أوحى إلى نبى من أنبياء بنى إسرائيل يقال له شعياء:  أن قم فى قومك بنى إسرائيل فإنى منطق لسانك بوحى وأبعث أمياً من الأميين ، أبعثه ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب فى الأسواق ، لو يمر إلى جنب سراج لم يطفئه من سكينته ، ولو مشى على القصب لم يسمع عن تحت قدميه صوت ، أبعثه مبشراً ونذيراً لا يقول الخنا (العيب) أفتح به أعينا كمها وآذاناً صماً وقلوباً غُلفاً ، أسدده لكل أمر جميل ، وأب له كل خلق كريم ، وأجعل السكينة لباسه ، والبر شعاره ، والتقوى ضميره ، والحكمة منطقه ، والصدق والوفاء طبيعته ، والعفو والمعروف خُلقه ، والحق شريعته ، والعدل سيرته ، والإسلام ملته ، وأحمد اسمه.  أهدى به بعد الضلال ، وأعلم به بعد الجهالة ، وأعرف  به بعد النكرة ، وأكثر به بعد القلة ، وأغنى به بعد العيلة ، وأجمع به بعد الفرقة ، وأؤلف به بين أمم متفرقة وقلوب مختلفة ، وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

جاء دور أمة محمد فى الوصف:طوائف موحدين مؤمنين مخلصين، مصدقين لما جاءت به رسلى، ألهمهم التسبيح والتحميد والثناء والتكبير والتوحيد، فى مساجدهم ومجالسهم ومضاجعهم ومتقلبهم ومثواهم يصلون لى قياماً وقعوداً ويقاتلون فى سبيل الله صفوفاً وزحوفاً ويخرجون من ديارهم ابتغاء مرضاتى ألوفاً يطمهرون الوجوه والأطراف (الوضوء). ويشدون الثبات فى الأنصاف – قربانهم دماؤهم– وأناجيلهم فى صدورهم (حفظ القرآن) رهبان بالليل ليوث بالنهار. وأجعل فى أهل بيته وذريته السابقين، والصديقين والشهداء والصالحين أمته (أمة محمد – صلى الله عليه وسلم) من بعده يهدو بالحق وبه يعدلون، وأعز من نصرهم وأُويد من دعا لهم، وأجعل دائرة السوء على من خالفهم، أو بغى عليهم، أو أراد أن ينتزع شيئاً مما فى أيديهم. وأجعلهم الداعية إلى ربهم، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيموا الصلاة ويؤتون الزكاة ويوفون بعهدهم أختم بهم الخير الذى بدأتُه بأولهم، ذلك هو فضلى أوتيه من أشاء وأنا ذو الفضل العظيم”.

الله سبحانه وتعالى يوصفنا فى الأمم السابقة (اليهود) من قبل أن نخلق بالآف السنين.  (أخرجه البخارى فى البيوع).

أنظر كيف وصف الله عز جل أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – بكل هذه الصفات الطيبة الكريمة.   هل ينفع بعد هذا الوصف الكريم أن نعصى الله ؟

لا وألف لا.       ( والحمدلله رب العالمين )

اترك تعليقاً