بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد ،،،
فمن التبرج أن تلبس المرأة ثوبين رقيقين يصفانها مصداقاً للحديث الذى رواه أبوهريرة – رضي الله عنه – حيث قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونسآء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البُخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا). أخرجه مسلم في كتاب الجنة ، وأحمد في المسند.
التفسير الأول للعلماء:
أن النبى جعلهن كاسيات لأن الثياب عليهن ، وإنما وصفهن بأنهن عاريات لأن الثوب إذا رق يصفهن أو إذا كان ضيقاً كما نرى الآن فإنه يبدى محاسنهن ، وذلك حرام.
التفسير الثاني للعلماء:
أنهن كاسيات من الثبات عاريات من لباس التقوى الذى قال الله تعالى فيه: (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) سورة الأعراف (26).
ولباس الورع والخشية من الله تعالى خير ما يتزبن به الإنسان فإن طهارة الباطن أهم من جمال الظاهر.
وقد أخبر الله تعالى أن لباس التقوى خير لصاحبه من لباس الثياب ، لأن المتقي عبد ملتزم بطاعة الله ورسوله ، والله ورسوله يأمران بستر العورات ، والمحافظة على الكرامات ، ويأمران بالحياء والعفة ونظافة الجسم والثياب.
والتفسير الثاني أصح وهو اللائق بهن في هذه الأزمان ، وخاصة الشباب ، فإنهن يتزين ويخرجن متبرجات ، فهن كاسيات عاريات من التقوى ظاهراً وباطناً ، حيث تُبدى زينتها ، ولا تبالي بمن ينظر إليها ، بل ذلك مقصودهن فلو كان عندهن شئ من التقوى لما فعلن ذلك.
والذى يقوى هذا التفسير ما ذُكر من وصفهن في بقية الحديث في قوله: (رءوسهن كأسنمة البُخت).
البُخت: ضرب من الإبل عظام الأجسام ، عظام الأسنمة شبه رءوسهن بها لما رفعن من ضفائر شعورهن على أوساط رءوسهن.
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث:
(ما تركتُ بعدي فتنة أضر على الرجال من النسآء). أخرجه البخاري)
(الحمدلله رب العالمين)