حكمة خلق الله الأسماك

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،،

          فتبارك الذى خلق لنا كل شئ ، وسخر لنا كل شئ ، فيجب على الإنسان أن يصول ويجول وأن يفكر في آيات الله ، فلعله يعرفه من خلال آياته ، وإذا عرفه إستقام على أمره ، فخشيه وعظمه.

          قال الله تعالى في سورة النحل الآية (14):

          (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا (14))

          هذه الآية من مظاهر قدرة الله تعالى وعلمه وحكمته ورحمته ، يؤدي ذلك إلى توحيده وعبادته وشكرته وذكره.  (التسخير:  التذيل) =  التيسير.

          التسخير:  تيسير الغوص فيه ، وجرى السفن عليه بمشيئته وإرادته دون أن تغوص في أعماقه ، والعلة من ذلك صيد الناس منه السمك يأكلونه.

          بحسب بعض الإحصاءات القديمة ما يزيدُ على مئة مليون طن من السمك البحري ، فهذا غذاء لبني البشر.

          ويقدر العلماء أن في البحر ما يزيد على مليون نوع من السمك بعضها كبير ، وبعضها صغير ، وبعضُها وديع ، وبعضها شرس ، وبعضها جميل ، وبعضُها مكهرب ، إذاً هناك أنواع من السمك لا تعد ولا تُحصى.

الحوت:  من الآيات الدالة على عظمة الله هذه الحيتان التى تجُوب المحيطات ، وهناك الحوت الأزرق يزيد عدده على مئة وخمسين ألف حوت.

          هذا الحوت يولدُ ولادة ، إذا كان طوله وهو جنين في بطن أمه لا يزيدُ على سنتمتر واحد فإنه يصل بعد الولادة إلى سبعة أمتار ويزنُ طنين – والحوت الأزرق يزنُ مئة وثلاثين طناً ، ويبلغ طوله خمسة وثلاثين متراً.

          يستطيع الحوت أن يبقى في البحر أكثر من ثلاثين دقيقة لكن الإنسان لا يستطيع أن يبقى دون تنفس أكثر من ثلاث دقائق.

          ويستهلك وليدُه في الرضعة الواحدة ثلاثمئة كيلو من الأسماك حيث تعادل ثلاث رضعات من الحليب يومياً ، طن واحد في كل رضعة ، فإذا أراد الحوتُ أن يأكل أكلة متوسطة يملأ بها بطنه يحتاج إلى أربعة أطنان من السمك ، وهذه وجبة ليست دسمة ، إنه خلق كامل – الله عز وجل خلق هذه الآيات لسببين:  (1) أسباب دلالية ، (2) أسباب دنيوية (في كل شئ خلقه الله عز وجل تذكرة ، ومتاع (فسبح باسم ربك العظيم).

          والتفكر عبادة ، بل إنك لم تعرف الله إلا من خلال آياته مصداقاً لقوله تعالى في سورة الجاثية الآية (6):

          (تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ (6))

بمعنى:  (تلك آيات الله) هذه الآيات الله أي حججه وبراهينه الدالة على وحدانيته وقدرته.

          (نتلوها عليك بالحق) بالصدق الذى لا باطل ولا كذب فيه ، نقصها عليك يا محمد بالحق المبين الذى لا غموض فيه ولا إلتباس.

لماذا خلق الله الأسماك؟

          العلماء وقفوا عند الزعانف فقالوا عنها:  وسائل للدفع ، والتوازن ، والتوجيه (1) توقفُ أو تخفف سرعتها ، (2) تتحرك نحو الأمام ، (3) تتوازن ، (4) تعدل وجهتها يمينا أو شمالاً ، إرتفاعاً أو إنخفاضاً.

          إن السمك آية من آيات الله سبحانه وتعالى ، فالسمكة تستطيع أن تحول الطعام إلى هواء  فتطفو ، وترتفع ، فإذا أطلقت هذا الهواء الزائد غاصت في الأعماق.

سمك السلمون

          من الآيات الدالة على عظمة الله عز وجل سمك في البحار إسمه السلمون ، وله اسم آخر هو حوتُ سُليمان.

          هذه الأسماك لها سلوك حير العلماء ، على أن ذلك من المعجزات ، ولا تفسير له إلا في وضوء القرآن الكريم.

          مصداقاً لقوله تعالى في سورة طه الآية (50):

          (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50))

سمك السلمون:

(1)يولد في منابع الأنهار في أمريكا ، (2) وتهاجر من هذه المنابع إلى مصباتها ، (3) ومن مصباتها إلى نهاية المحيط الأطلسي ، إلى سواحل فرنسا ، (4) ثم تعود من سواحل فرنسا إلى مصبات هذه الأنهار ، وإلى مكان ولادتها في أمريكا (منابع الأنهار).   لاتظن أن هذا كلام..

          هذا الكلام نتاج بحوث إستغرقت عشرات السنين ، وهناك مركز بحوث وُضع في بعض الأنهار ، أحصى مليوني سمكة من نوع السلمون تعود إلى مسقط رأسها كل يوم ولمدة شهرين.

          وكان بعض العلماء وقد وضع عليه قطعة معدنية فيها تاريخ هجرته ، فلما عاد عرفوا مدة الرحلة.

          هناك سؤال كبير يُحير العقول وهي كيف رجع هذا السمك من سواحل فرنسا إلى المحيط الأطلسي ، إلى مصب النهر ثم إلى منبعه؟   سبحان الله

          لو أتينا بأحد علماء البحار وأركبناه قارباً ، وله عينان مبصرتان ، وقلنا له:  إتجه إنت على سواحل فرنسا إلى مصب الأمازون في أمريكا ، فهذا الإنسان العاقل المفكر المتعلم ، لو كان عالماً كبيراً في علم البحار لا يستطيع أن يصل إلا بالخرائط والإتصالات اللاسلكية وعناء وتعب ، وأشياء كثيرة.

          أما السمكة في باطن البحر وأعماقه فلو أنها حادت في زاوية إنطلاقها درجة واحدة لجاءت في نهر آخر ، ولو أنها حادت ثلاث درجات لتغير مكان إتجاهها من أمريكا الشمالية إلى أمريكا الجنوبية.                ” سبحان الله “

            كيف تستطيع هذه السمكة ، وهي لم تُؤت ما أوتى الإنسان أن تعود من سواحل فرنسا إلى مصب النهر الذى خرجت منه؟

          ثم تتابع سيرها في النهر نفسه ، وقد تصعدُ الشلال لتعود إلى مسقط رأسه ، فتُولدُ وتموتُ هناك ، من سيرها؟؟

السمك الهلاميُ

          ثمة نوع من الأسماك يسمى السمك الهلامي ، وقد غزا بالملايين شواطئ فرنسا وإيطاليا واليونان منذ فترة قريبة.

          كان هناك سابح أشرف على الموت ، كان يسبح بعيداً عن الشاطئ قرب (أثينا) اليونان.

قال:  شعرتُ فجأة بألم شديد في ساقي مثل الآلم الذى تُحدثُه لسعة مكواة حامية ، وبعد ربع ساعة شعرتُ بما يُشبه وخز الدبابيس في رأسي ، ثم أُغمى علي ، وحينما أُسعفت ، وفحصني الطبيب ، وجد ضغطي يُقارب الصفر.

          ويتفق (علماء البحار):

          على أن ليس لهذا السمك منطق واضح في تحركاته.

          لماذا غزا هذه الشواطئ؟      لا نعلم

          هل هناك قاعدة؟                  لا نعلم

          هل هناك دورات ثابتة؟         لا نعلم

          والسمك الهلامي أنواع تزيدُ على الألف نوع يبلغُ قطرُ بعضها مترين ، ولسعة السمك الهلامي الأسترالي تؤدي إلى الموت في خلال دقائق.

          السمك الهلامي ليس له أعين ، ولا آذان ، ولا أدمغة ، أجسامها شفافة ، تبدو رقيقة ناعمة ، تخرج من جسمها مجسات سامة دقيقة مثل الخيوط ، والمجسات هذه قابلة للتمدد نحو 80 سم (ثمانين سنتيمتر).

          فما أن يلمس هذا السمك الهلامي جسداً حتى تنطلق ملايين الخيوط لتنفث السم في جسم ضحيتها.

          ونحن كما قلنا أن علماء الحياة البحرية إتفقوا على أنه ليس ثمة منطق واضح في تحركات هذا السمك ، ولكن علماء التوحيد يتفقون على أن هذا السمك الهلامي يتحرك وفق خطة واضحة ، وهدف واضح ، رسمه له ربه الذى خلقه ، إن هذا السمك تحرك نحو الشواطي الى كثر فيها الفساد.

          مصداقاً لقوله تعالى في سورة الروم الآية (41):

          (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41))  =  لعلهم يتوبون

بمعنى:   ظهرت البلايا والنكبات في بر الأرض وبحرها بسبب معاصي الناس وذنوبهم ، فحبس الله عنهم الغيث وأغلى سعرهم ليذيقهم عقاب بعض الذى عملوا لعلهم يتوبون.

          ويقول الله تعالى في سورة الزمر الآية (62):

          (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62))

          لا يُسمحُ لهذا السمك بالتحرك إلا وفق مشيئة الله ، وخطة دقيقة رسمها له ربه الذى خلقه ، أيتحرك هذا السمك نحو تلك الشواطئ بلا هدف؟

          مصداقاً لقوله تعالى في سورة هود الآية (56):

          (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا (56))

          إذاً السمك الهلامي هذا هو جند من جنود الله وجنوده كثيرة.

          (وما يعلم جُنود ربك إلا هو)

          وإن هذا السمك الهلامي الذى غزا شواطئ فرنسا وإيطاليا واليونان ، وجعلها كالغابة من الثعابين ، إن الله سبحانه وتعالى حركها لحكمة لا تخفى على أهل الإيمان.

السمكة الطبيبة

          كان أحدُ علماء البحار يركب غواصة أبحاث تحت سطح البحر ، لفت نظره سمكة كبيرة خرجت من سربها ، وإتجهت إلى سمكة صغيرة ، فتصور – كما العادة – أن هذه السمكة الكبيرة توجهت إلى الصغيرة لتأكلها ، ولكنه وجد أنها وفقت إلى جانبها ، وبدأت السمكة الصغيرة تأكلُ من حراشف الكبيرة ، فسجل عنده هذه الظاهرة …..

          وبعد عشرة أعوام تقريباً اكتشفت حقيقة رائعة ، هي أن هذه السمكة الصغيرة مُتخصصة في علاج أمراض الأسماك كلها ، وكأن عهداً وميثاقاً غير مكتوب بين أسماك البحر أن هذه السمكة الصغيرة المتخصصة في مداواة أمراض السمك لا ينبغي أن تُؤكل.

          هذه السمكة جعل الله عز وجل غذاءه على التقرحات ، والإنتانات ، والطُفيليات ، والفطريات التى تتوضُع على حراشف الأسماك الكبيرة.

          فالأسماك الكبيرة تتجه إليها لتعالجها من أمراضها ، وكأن هناك عرفاً وإمتناناً.

          هناك بعض الحالات الغريبة التى سُجلت وصورت:

أولاً:  أن سمكة كبيرة كانت تشكو قرحة في فمها ، فإذا بها قد فتحت فمها ، ودخلت السمكة الممرضة آمنة مطمئنة ، لتعالجها من هذه القروح ، وفي الوقت نفسه هاجمت هذه السمكة – التى تُعالج – سمكة أكبر منها لتأكلها ، فما كان منها إلا أن أخرجت من فمها هذه السمكة التى تمرضها ، وولت هاربة.

          ما هذا العُرف؟  وما هذا العقد؟  وما هذا الميثاق؟  وما هذا القانون المتبع في كل أنحاء البحار؟ من أعلمهم هذا؟

(2)     إن هذه السمكة مزودة بمنقار دقيق دقيق يصل إلى أدق الثنايا ، وإن جهازها الهضمي يتقبل الفطريات والتقرحات ، والإنتانات وهو غذاء لها.

(3)     وإن هذه الأسماك الكبيرة تتجه إليها حينما تشكو من تقرحات بسبب ما يحدث بين الأسماك من إحتكاك ، أو من معارك أحياناً.

          ولكن هناك شئ يلفتُ النظر ما هو؟

(1)إذا كثُرت هذه الأسماك أمام السمكة الصغيرة – صف بعضها وراء بعض ، وكأنه مجتمع متحضر ، ليس هناك تزاحم ، ولا تدافع ، ولا سباب كما يحدث عندنا في طابور العيش وقد قرأت أن حدثت جريمة قتل أثناء طابور العيش في المحافظات.

          وقد سُجلت هذه الصورة بضع عشرات من الأسماك ، يقفُ بعضها وراء بعض ، تنتظر دورها في المعالجة ، وقد تستغرق المعالجة دقيقة ، أو أكثر ثم تنصرف إلى سبيلها.

          سورة لقمان الآية (11):

          (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ (11))

مليون نوع من السمك ، من أعلمهم جميعاً أن هذه لا تؤكل ولا يعتدى عليها ، فإنها تقوم بمهمة نبيلة ، من أعلم؟  هل هذه الأسماك عاقلة؟  لها عقل يفكر ويدبر.

          سبحان الله – قال تعالى في سورة طه الآية (50):

          (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50))

جروح الأسماك وسرعة إلتئامها

          إن من آيات الله الدالة على عظمته تلك الفنون الحربية التى تتُقنها الأسماك ، الحرب كما تعلمون كر وفر ، وما من حروب تدور إلا وفيها قتلى ، وجرحى ، وكذلك الأمر لدى سُكان البحار فكم من سمكة فرت ، وهي تحمل جراحاً من عضة ، أو نهشة أصابتها من عدوها ، ولكن الشئ العجيب أن جراح الأسماك سريعاً ما تُشفى ، وسريعاً ما تلتئم ، وفي وقت قياسي لا يصدق.

          هذا الأمر حير علماء الأسماك والبحار!

قال العلماء:  أن هذا يرجع إلى مُلوحة المياة.

          ولكن هناك ظاهرة شاهدها علماً البحار بأم أعينهم ، فعُلماء البحار وعلماءُ الأسماك وجدوا من خلال الملاحظة الدقيقة أن بعض الأسماك إذا ما جُرح يلجأ إلى أسماك من نوعه.  أسماك تلتصق مع السمكة الجريحة تأتي الأولى ، والثانية ، والثالثة ، إلى أن يلتئم الجرح.

أعتقد العلماء  أن هذه الأسماك تفرز مواد تُعين على شفاء الجروح وإلتئامها .

          علماء الأسماك ماذا فعلوا؟

          جاؤوا ببعض هذه الأسماك إلى مختبرات ، ووضعوها في مياة مالحة ، ووضعوها في الشروط نفسها ، وأحدثوا جرحاً في بعض هذه الأسماك ، ما الذى حدث؟

          امتنعت هذه الأسماك عن معالجة زميلتها ، (وهي تحت سمع وبصر العلماء) ، وبقى هذا السُر سنوات طويلة.

          إلى أن أستطاع عالم قضى سنوات طويلة في تحليل هذه المواد التى تُفرزها الأسماك حينما تلتصق بزميلاتها الجرحى.

          هذه المواد سامة ، وضارة ظاهراً (1) لكن بعضها متخصص بتختتير الدم ، (2) وبعضها يُعين على إنقباض الجلد والعضلات ، (3) وفي بعضها مادة لاصقة ، لماذا؟  لينتهي هذا الجرح نهائياً.

          قام العلماء  بوضع هذه المواد على جرح الإنسان ، فإذا هو يلتئم في ثلث الوقت من عادة الجرح أن يلتئم عشرة أيام – دون أن يكون لهذه المواد أعراض جانبية.

          إن هذه الآية الكونية مصداقاً لقوله تعالى في سورة طه الآية (50):

          (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50))

          علم ما بعده علم ، وقدرة ما بعدها قدرة..

          لذلك قال بعض العلماء:

          (كل إنسان لا يرى من هذا الكون قوة هي أقوى ما تكون ، عليمة هي أعلم ما تكون ، حكيمة هي أحكم ما تكون ، رحيمة هي أرحم ما تكون ، فهو إنسان حي الجسد ، ولكنه ميت القلب والعقل).

          (ففي كل شئ له آية تدل على أنه واحد لا شريك له).

أسماك البحر الكهربائية

يقول العلماء:  (ما من كائن حي إلا وفي نشاطه الحيوي طاقة كهربائية).

مثال1:    فالقلب مثلاً يولدُ تياراً كهربائياً تُعادل شدته واحداً 1% من الفولت – هذا شئ معلوم، فأي عضلة من حركتها تتولد طاقة كهربائية ، هي من الشدة حيث يتحملها الإنسان.

          والشئ الذى لا يُصدق أن بعض الأصناف في البحار تُولدُ تيارات كهربائية تزيد شدتها على مئتين وعشرين فولت. (220).

          وإن هذه الأسماك تُدافع عن نفسها عن طريق إرسال صاعقة كهربائية تُميت خصمها في أعماق البحار ، وليس هذا فحسب بل إن هناك بعض الأصناف الأخرى تزيدُ شدة التيار الذى تولده من جنبيها على ستمئة فولت. (600).

          وقد أخذت بعض هذه الأسماك ، ووضعت في أحواض ، ووضع في هذه الأحواص مصابيح كهربائية ، فاستطاعت السمكة الواحدة أن تجعل ستة مصابيح كهربائية أن تتألق جميعاً لعدة ثوان ، مع أن طاقة المصباح الواحد مئة واط .

          الطلاب يدرسون في مادة العلوم الحيوية

          كيف تولد هذه السمكة تلك الطاقة الكهربائية في أعماق البحار؟

          فوجدوا أن في السمكة الواحدة ما يزيد على أربعمئة خلية كهربائية ، هذه الخلايا مرتبطة بعضها مع بعض عن طريق التسلسل ، حيث إذا صدر أمر من دماغ السمكة فإنها تفرغ شُحناتها دفعة واحدة بإتجاه العدو.

          تخيلي – سابح في البحر وسمكة أرسلت له هذه الصعقة 600 واط فإنها تميته فوراً ، (في الحال).

          والله سبحانه وتعالى يقول في سورة فصلت الآية (53):

          (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53))

          فهذه سمكة تصدر تياراً كهربائيا يزيد على 250 فولت.

          وسمكة أخرى تصدر تياراً كهربائياً يزيدُ على 600 فولت.

          وضعت هذه السمكة على قماش مبلل قبل أن تموت ، وأمسك بالقماش المبلل ثمانية رجال ، حتى انتفض الرجال الثمانية من شدة صعقة هذه السمكة.

وأخيراً:   إن مخلوقات الله عز وجل دالة على عظمته ، وعلى قدرته ، وعلى علمه ، وعلى خبرته.

          قال تعالى في سورة الملك الآية (14):

          (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14))

ثعبان الماء الكهربائي

          في مجاري المياة العذبة في البرازيل ، وفي حوض نهر الأمازون تعيش ثعابين الماء الكهربائية ، وهي مشحونة بكهرباء قوية جداً ، إذ يكفي أن يلمسها الإنسان مرة واحدة ليُصاب بصدمة كهربائية لا ينساها طوال حياته.

(1)     هذا الثعبان طوله يزيد على مترين.

(2)     أربعة أخماس جسمه مليئة بأجهزة توليد الكهرباء وتخزينها.

(3)     وتُحشر معدته وأعضاؤه الحيوية في القسم الأمامي من جسمه.

          وثعبان الماء الكهربائي   يعطي تياراً كهربائياً يصل إلى 500 فولت (خمسمائة فولت).

          وكلكم يعلم أن البيوت فيها 110 ، أو 220 فولت.

          ولكن الشئ الغريب فهو أن:

          هذا الثعبان يتحكم في قوة التيار كيف ؟؟

(1)     إذا أراد أن يهدد حيواناً بالإبتعاد عنه فإنه يرسل إليه تياراً ضعيفاً من أضعف مولداته الكهربائية.

(2)     أما إذا أراد قتل العدو فإنه يعطيه التيار القوي.

          فهذا الثعبان يتحكم في شدة التيار.             سبحان الله

          إن صدمة واحدة من التيار القوي تكفي لقتل عدو له بحجم الإنسان ، وتكفي لإحداث صدمة ربما تكون مميتة في عدو بحجم الفرس,

يقولون:  إن في البحار مليون نوع من الأسماك ، (2) وإن في البحار تنوعاً في المخلوقات يدهش العقول ، (3) وهذا كله من خلق الله ، وهذا كله مسخر للإنسان – وهذا الإنسان الذى سُخرت له كل هذه المخلوقات في غفلة عن ربه مصداقاً لقوله تعالى في سورة الإسراء (44):

          (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44))

          السموات تُسبح في زرقتها ، والحقول في خضرتها ، والبساتين في نضرتها ، والأشجار في حفيفها ، والمياة في خريرها ، والطيور في تغريدها ، والشمس في شروقها وغروبها ، والسُحب في أمطارها ، والكل شاهد بالوحدانية لله.

وفى كل شئ له آية                                

تدل على أنه واحد لا شريك له

فهذه المخلوقات تسبح ربها ، وأما الإنسان الذى سُخرت له كل هذه المخلوقات فهو في غفلة عن ربه من جهه ، وفي معصية له من جهة أخرى.

 

    ((والحمدلله رب العالمين))

اترك تعليقاً