بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفي والصلاة والسلام علي النبي المصطفي

أما بعد

ولما صدع النبي بالدعوة جهر بها بدأوا يحذرون الناس من دعوة محمد لأنهم صدموا لما وجدوا أن كثيراً من الناس

ينضموا إليها, وجد كفار قريش الأبناء بدأت تتسلل رغم أنف أبيها وأمها وتنضم إلي الإسلام.

يكون الرجل من الكفار فحل ويمشي شامخ بأنفه إلي السمآء, ثم يجد أن زوجته أسلمت أو ابنه أسلم (والأبن يؤلم أكثر من العبد).

رملة بنت أبي سفيان

التي سميت بعد ذلك بأم حبيبة بعد أن أسلمت رغم أنف أبيها وهو من رءُوُساء مكة ومن صناديد الكفر وكان 

زعيماً في العرب ولكن الله هدي قلب ابنته قبل أن يهدي قلبه, وقبل أن يهدي قلب أولاده الذكور.

وعندما أسلمت رملة كأن العار كله جآءه

عذاب رملة:

كان أبو سفيان يلف جدائل شعرها كالحبل ويجرجرها علي الأرض في البيت وشعرها يتناثر شعره شعره, فما كان 

يزيدها ذلك إلا صلابة وقوة وصموداً في الإسلام وكأن لسان حالها يقول: (آمنت بربي وحبه وملء قلبي, اصنعوا ماشئتم ) “وكان أبو سفيان إذا يأس منها يسلمها لأخوها معاوية ويقول لها: واللات والعزي أنا لم اتركك إكراماً

لك ولكن أنا تركتك لأن يدي تعبت من الضرب.

تخيلي هذه المرأة الضعيفة وأبوها وأخوها يمسحا بها البلاط وينسلا شعرها شعرة شعرة, وكان في وسعها أن تنافق

وتقول: خلاص أنا رجعت عن الإسلام, والله أباح لها هذا مصداقاً لقوله تعالي في سورة النحل الآية 106 ”

(إلا من أُكره وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ))” قالت: (والله لا أريح قلبهم ولو بكلمة, والله أنا مؤمنة بقلبي ولساني رغم أنف أبي وأخي .

أُمُ حبيبة ليست بنت واحد صعلوك, هي بنت زعيم لكي يبين الله لنا, أن الإيمان إذا تغلغل في القلب ليس أمامه 

 شئ اسمه أب أو جد أو عائلة.

ثم تسافر هي وزوجها إلي الحبشة وزوجها نفسه تحصل له فتنه في دينه في الحبشة لقد تنصر .

تهاجر وبين مكة والحبشة بحر الله أعلم ماذا يحدث؟

وبعد أن تنصر زوجها تبقي هي بإيمانها كالطود الشامخ أمام العواصف ( هذه نماذج للإيمان الصحيح) .

لقد تركت أم حبيبة العز كله للذل – وتركت الغني للفقر – وتركت الراحة للغلب والتعب, وتركت العظمة للبهدلة –

وتركت الأهلية والأنس مع أهلها للغربة والوحشة.

وقالت للرسول الكريم قبل أن تهاجر إلي الحبشة: “( لقد رأيت في نومي كأن قمراً سقط في حجري,) قال لها: 

(يا رملة اصبري فلو صدقت رؤياك ليجمعن الله بيننا”)

وفعلاً تصبح في المستقبل من أمهات المؤمنين.

لما زوجها تنصر قال النبي: لانستطيع أن نتركها هكذا أين التكافل الإسلامي؟ أين التضامن؟

فأرسل رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي النجاش0 40 درهم وهو مهر رملة بنت أبي سفيان, أرسل النجاش

لبعض المهاجرين عثمان بن عفان وجعفر بن أبي طالب-

هدية النجاش: دفع لها أكثر من أربعة الآف دينار غير هدية من عنبر ومسك وأشياء أخري, ومن شدة فرج رملة

أعطت الهدايا كلها للبنت التي بشرتها بأن الرسول بعث يخطبها.

قالت رملة: يكفيني 400 درهم مهري – لا أفرط فيهم بركة .. وبعد هجرة الرسول إلي المدينة المنورة أرسل أثنين 

من الفوارس لأخذها من الحبشة ويأتوا بها للمدينة المنورة  

(والحمد لله رب العالمين)