شيث نبي الله بعد آدم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفي , والصلاة علي نبي المصطفى.

 

أما بعد:

فشيث بن آدم , وهبه الله له بعد أن قتل قابيل هابيل.

تولي شيث الحكم والأمر والنبوة , وصار يحكم الأرض بالعدل والخير.

وكان شيث عالم من أعظم العلماء , يعلم الناس الصنائع ويعلمهم الحضارة , وحسابات الليل والنهار , وعلمهم العبادة في تلك الساعات .

مع ذلك فقد أنتشر الفساد في السهول (عند قوم قابيل) وأنتشرت الجرائم ومنها القتل ,يقتلون القوم الذين يمرون عليهم في قوم آدم.

جآء هذا فيما يرويه ابن عباس رضي الله عنهما عندما روي قول الله عز وجل “( وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى (سورة الأحزاب ,آلأية 33

بمعني : لاتظهرن زينتكن ومحاسنكم للأجانب مثل ماكان نسآء الجاهلية يفعلن حيث كانت تخرج المرأة إلي الأسواق لمحاسنها كاشفة ما لا يليق كشفه من بدنها.

قال ابن عباس: إن بطن من ولدي آدم – 1- يسكن السهل (قابيل)

                                     والآخر: تسكن الجبال(شيث)

كان رجال الجبال صبح الوجوه فيهم جمال والنسآء فيهم دمامة وكان نسآء السهل صباحاً وفي الرجال دمامة .

 إن إبليس أتى من أهل السهل في صورة غلام وبدأ يعمل عند هذا الرجل وكان يخدمه . وبدأ الغلام (إبليس) يعلمهم المعازف والأغاني.

فتخذ إبليس – لعنه الله – شيئاً مثل ما يستخدمه الرعاه (المزمار) فجآء فيه بصوت لم يسمع الناس مثله.

فبلغ ذلك من حولهم (قوم شيث الذين في الجبال) .

قوم قابيل أتخذوا عيداً يجتمعون إليه في السنة (يوم العيد) وفي هذا اليوم تتبرج النسآء للرجال.

فجماعة من رجال الجبال بدوا ينظرون لجمال النسآء في السهل , فأغرتهم فبدأ بعض الرجال من الجبال يتسللون ويذهبون إلي السهول.

وكان من شريعة شيث ابن آدم:

تحريم الإختلاط بأبناء وبنات قابيل . لكن تحت هذا الإغراء بدأ بعض الناس يعصون وبدأوا يذهبون إلي السهول ويتأثرون بالشهوات بينهم فرأى النسآء جمالهن فرجع وأخبر أصحابه)

فنزلوا عليهن وهن متبرجات في يوم العيد فظهرت الفاحشة فيهم وهذه بداية الزنا مصداقاً لقول ابن عباس في تفسير قوله تعالي ( وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)

أول جاهلية في الكون قوم قابيل.

وانتشر الفساد بهذه الصورة إنتشاراً كبيراً وظل شيث يحاول أن يحافظ علي مابقي من الخير ويمنع أتباعة من الإختلاط بهؤلاء .

 الشيطان بدأ يوسوس وبدأ جماعة قابيل يكثرون وجماعة شيث يقلون منذ ذلك الوقت.

وظل الأمر إلي أن جاء (إدريس عليه السلام) (“وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْ نَتَبَرُّجَ ا لْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ)) ۖ

وذكر إن عطية: إن سودة رضي الله عنهما(زوج النبي صلي الله عليه وسلم

قيل لها: لم لاتحجين ولاتعتمرين كما يفعل أخواتك؟

فقالت: قد حججت وأعتمرت , وأمرني الله أن أقر في بيتي.

قال ابن عطية: ” فو الله ماخرجت من باب بيتها حتي أخرجت جنازتها – رضوان الله عليها”

قال ابن العربي: (لقد دخلت عدد كبير من القرى ” ألف قرية ” فما رأيت نسآء أصون عيالاً ولا أعف نسآء من نسآء نابلس (في فلسطين) فإني أقمت فيها فما رأيت أمرأة في طريق نهارأ إلا يوم الجمعة فإنهن يخرجن إليها حتي يمتلئ بالمسجد منهن , فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلي منازلهم لم تقع عيني علي واحدة منهن إلي الجمعة الأخري)

                                                            (والحمد لله رب العالمين)

اترك تعليقاً