قصة سيدنا إسماعيل – عليه السلام

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

 

أما بعد:

فإن الذى يتدبر القرآن الكريم ، يرى أن حديثه عن هؤلاء الأنبياء الثلاثة (اسماعيل وإسحاق ويعقوب) قد أرتبط فى معظم الأحيان بحديثه عن أبيهم إبراهيم عليه السلام.

فقد جآء الحديث عن إسماعيل فى اثنى عشر موضعاً من القرآن الكريم – (فى سورة الأنبياء – البقرة – ص – مريم).

نسبه عليه السلام:

هو إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن ، وأمه (هاجر) وهو البكر من أولاد إبراهيم.  وظل وحيده أكثر من ثلاث عشرة سنة ، وإسماعيل أشهر أولاد إبراهيم وأكرمهم وأرفعهم منزلة عندالله لأنه ورث من أبيه النبوة والكتاب والعلم والحلم.

لما بلغ إبراهيم من العمر 87 سنة مصداقاً لقوله تعالى:

“(الحمدلله الذى وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق (.) إن ربى لسميع الدعاء” سورة إبراهيم (39).

“وإسماعيل وإدريس وذا الكفل (.) كل من الصابرين” الأنبياء (85).

“واذكر فى الكتاب إسماعيل (ج) إنه كان صادق الوعد وكان عند ربه مرضياً” مريم (55).

وهذه عبادة الصدق فى المواعيد تركها الناس – والله سبحانه وتعالى وصفه بهذا الوصف أنه كان يلتزم بمواعيده.

مثــال:

(1)          واعده رجل فذهب إسماعيل إلى الموعد ، ونسى الرجل وظل إسماعيل – عليه السلام – ينتظر من الفجر إلى الليل ، فتذكر الرجل فذهب فقال: أنت على مجلس منذ الفجر – قال إسماعيل: نعم فسماه الله تعالى صادق الوعد.

(2)          وعد أباه بالصبر على ذبحه فلم يخلف وعده وقال: “ستجدني إن شآء الله من الصابرين”.

ووصف الله تعالى إسماعيل فى كتابه الكريم: “وكان رسولاً نبياً وكان يأمر اللهُ بالصلاة والزكاةوكان عند ربه مرضياً” مريم (55).

(3)          من صفاته إنه كان حريص على أن أبنائه وبناته يعبدون الله عز وجل، فكان يذكرهم بإستمرار بالصلاة والزكاة.

ماهو الذبيــح:

(1)          وإسماعيل هو ( الذبيح ) لما قاله الأستاذ النجار فى كتابه (قصص الأنبياء) وليس إسحاق.  قال:  الدليل على أن إسماعيل هو الذبيح فى التوراة نفسها بأن ابن إبراهيم الوحيد.  وإذا رجعنا إلى إسحاق لم نجده وحيداً لإبراهيم فى يوم من الأيام ، لأن إسحاق ولد وعمر إسماعيل نحو 14 سنة ، كما هو صريح فى التوراة.

(2)          فإن مسألة الذبح وقعت فى مكة ، وإسماعيل هو الذى ذهب به أبوه إلى مكة رضيعاً لا إسحاق.

(3)          فإن ذبح إسحاق يناقض الوعد الذى وعد به إبراهيم – عليه السلام – أن إسحاق سيكون له نسل (يعقوب).

وقد عاش إسماعيل بمكة مع أمه هاجر فى جوار عصبة من قبيلة جرهم ونشأ بينهم نشأة كريمة ، وأحبهم وأحبوه ، وتكلم بلغتهم العربية وكان أفصحهم لسان وأعذبهم بياناً.  لأن الله عز وجل قد أعده للرسالة.

ولما بلغ إسماعيل – عليه السلام – مبلغ الرجال تزوج امرأة من العماليق يقال لها:  “عمارة بنت سعد بن أسامة بن أكبل العماليقى“، ثم تزوج من جرهم امرأة أخرىبنت مضاض بن عمرو الجرهُمي“.

أولاد إسماعيل – عليه اسلام:

ولد لإسماعيل – عليه السلام – إثنا عشرا ولداً ذكراً ، وهم كلهم رؤساء قبائل – وقد ذكرت التوراة أسماءهم ، كما ولدت له بنت زوجها لأبن أخيه (العيص بن إسحاق).

وجآء من نسل إسماعيل العرب ، ثم كانت خاتمة المطاف بولادة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – من نسل إسماعيل.

قال الإمام ابن كثير فى كتابه البداية والنهاية:

كان إسماعيل – عليه السلام – رسولاً إلى أهل تلك الناحية ، وما والاها من قبائل جرهم والعماليق وأهل اليمن.

وقد ذكر علماء النسب وأيام الناس أن:

(1)          إسماعيل – عيله السلام – أول من ركب الخيل.

(2)          وأول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة.

(3)          بنى مع ابيه الكعبة وكانا يقولان:  ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العظيم“.

وفاة إسماعيل – عليه السلام:

عاش إسماعيل – عليه السلام – (137 سنة) ومات بمكة ودفن عند قبر أمه (هاجر) فى الحجر (وكان عندها 90 سنة) على المشهور من أقوال المؤرخين (مؤرخو العرب) ، وعرب الحجاز كلهم ينتسبون إلى ولديه (نابت)، (قيذار).

ونحن المصريين ننتسب إليه من جهة أمه هاجر ، وهى قبطية من بنات مصر …..

 

                                     (والحمد لله رب العالمين)

 

 

 

( والحمدلله رب العالمين )

 

 

اترك تعليقاً