قصة النبى الكريم إلياس

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،

          فمرت الأيام وأنتشر الكفر بعد موت يوشع بن نون فى الشام وأشد ما ظهر فى لبنان، فى الشام  وظهرت عبادة الأصنام من جديد بعد أن هداهم الله فظهر فى مدينة بعلبك قوم من بنى إسرائيل عبدوا صناماً يسمى بعل فى منطقة أسمها بك وسميت المنطقة بعلبك وهذا الصنم عبارة عن صورة للمرأة – عبدوا هذا الصنم وتركوا أحسن الخالقين ..  فأرسل الله إليهم نبياً كريماً ذُكر فى القرآن وهو إلياس عليه السلام ويسمى إل ياسين وهو إلياس بن ياسين ابن فنحاصى بن العيزار بن هارون عليه السلام وينتهى نسبه أيضاً إلى إبراهيم وإسحاق.

          الجميع متفقون على أنه من ذرية (هارون) عليه السلام وهو نبى من أنبياء بنى إسرائيل.

          ذكر اسم (إلياس) عليه السلام فى القرآن الكريم فى ثلاثة مواطن فى سورة الأنعام الآية (85):

(وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ).

          وفى آيتين من الصافات ، أولاهما ذكر فيها لفظ (إلياس) والثانية ذكر فيها لفظ (إلياسين).

          الآية الأولى (123):  (وإن إلياس لمن المرسلين).

          الآية الثانية (130):  (سلام على إل ياسين).

دعوته عليه السلام:

          جآء فى تاريخ الطبرى عن ابن إسحاق:  (إن إلياس عليه السلام لما دعا بنى إسرائيل إلى نبذ عبادة الأصنام ، والإستمساك بعبادة الله وحده رفضوه ولم يستجيبوا فدعا إلياس عليهم) فقال: (اللهم فأمسك عليهم المطر) ، فحبس عنهم ثلاث سنين، حتى هلكت الماشية والشجر ، وقد أوى إلياس ذات مرة إلى بيت امرأة من بنى إسرائيل ، ولها ابن يقال له (إليسع بن أخطوب) به ضر (مرض) فدعا إلياس ربه لأبنها فعافاه من الضر الذى كان به ، واتبع اليسع إلياس وآمن به وصدقه ولزمه.

          ويعرف إلياس فى كتب الإسرائيلين باسم (إيليا) وقد أرسله الله تعالى إلى قوم كانوا يعبدون صنماً يسمونه بعلاً ثم أنكر عليهم عبادتهم لغيره – قال لهم على سبيل التوبيخ والزجر أتعبدون صنماً لا يضر ولا ينفع وتتركون عبادة أحسن من يقال له خالق وهو الله – عز وجل الذى خلقكم ورزقكم – أتعبدون صنماً صنعتموه بأيديكم وتذرون عبادة الله – تعالى الذى هو ربكم ورب ءابآءكم الأولين. 

ويقول الله عز وجل فى سورة الصافات الآية (123 : 132):

(وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (129) سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ)(132).

ولم يذكر العلماء شئ عن إلياس إلا ذلك ومات إلياس عليه السلام وهم لم يؤمنوا ثم أنزل اللهُ بهم عذاباً وفى الأخرة يعذبون فى النار.

بعض الناس فى كتب التاريخ يقولون أن إلياس مازال حياً وكذلك الخضر مازال حياً وهو خطأ فاحش – قال بعض العلماء:  أربعة من الأنبياء مازالوا أحيان إثنان فى السمآء وإثنان فى الأرض – فى السمآء إدريس وعيسى – وأما الإثنان فى الأرض هما إلياس والخضر (وهذا خطأ فاحش) كلهم قد ماتوا إلا عيسى قد رفع إلى الله.

والحديث الصحيح فى مسلم والبخارى.

(بعد أن صلى النبىُ العشاء بالناس ألتفت إليهم وقال:  أرأيت ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة لم يبقى ممن على ظهرالأرض أحداً) (لا أحد يعمر بعد مائة سنة).

 

(  والحمدلله رب العالمين )

 

         

اترك تعليقاً