صوم يوم عاشوراء

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،

          قال تعالى في سورة البقرة الآية (79):

(فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ).

          فكلكم تعلمون أن النبى – صلى الله عليه وسلم – مكث فى المدينة عشرة أعوام ونحن الآن نتتبع هجرته إلى أن لحق بالرفيق الأعلى – عليه الصلاة والسلام.

          أنتهينا من العام الأول ونشرع في بيان أحداث العام الثاني من شهر محرم الذى هو أول شهور العام الثاني.

          وأحس النبى – صلى الله عليه وسلم – أن اليهود يستعدون ويلبسون نسآءهم الحلي والحلل – ويزينون صبيانهم بأنواع الزينة مثل ما يحدث فى أيام أعياد المسلمين من أنواع الإستعداد بالجديد من الثياب والزينة فسأل النبى – صلى الله عليه وسلم:  ما شأن اليهود؟  ما الذى جرى لهم؟  قالوا:  هم يستعدون لصيام يوم عاشوراء (10 محرم). فسأل ما شأن اليهود وعاشوراء؟ مالهم وصيامه؟  قالوا:  يقولون أنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه من الغرق وأهلك فيه فرعون وقومه (1) فصامه موسى شكراً لله ، (2)فهم يصومون شكر لله على نعمة النجاة لنبيهم والهلاك لأعدائهم.  فقال صلى الله عليه وسلم:  فنحن أحق وأولى بموسى منهم – لا موسى منهم ولا هم من موسى – هم بريئون من موسى ، وموسى برئ منهم ، لأنهم غيروا شرع الله وبدلوا كتب الله وكتبوا كتباً بأيديهم ثم نسوبها إلى الله – فليسوا من موسى ولا من توراته ولا من شرعه في شئ – وهو برئ منهم إلى يوم القيامة.  وأنا وموسى أخوان – فموسى نبي مثلي ورسول مثلي – وأنا أحق بموسى منهم – ياأيها المسلمون أمركم أن تصوموا يوم عاشوراء. فالمسلمون أولى بكليم الله وصفي الله موسى منهم الذى أثنى عليه قرآن المسلمين حيث قال فى سورة طه الآية (13):

(وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى).

          (ولتصنع على عيني) (والقيتُ عليك محبة مني) (واصطفيتك لنفسى).

(قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي) الاعراف(144).

          (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا). النساء (164).

          فالقرآن الذى أثنى على موسى بهذا كله هو وأهله المسلمون أولى من هؤلاء اليهود الأنجاس الذين غيروا شرع الله.

          صدر الأمر للمسلمين أن يصوموا هذا اليوم.

صوم محرم:

          يستحب صور شهر الله المحرم.

الدليل:    حديث أبى هريرة – رضي الله عنه – أن النبى – صلى الله عليه وسلم قال:  (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم).     أخرجه أحمد – ومسلم – البيهقي.

          دل هذا الحديث على فضل شهر الله المحر لإضافته إلى الله تعالى ، وعلى أن صيامه أفضل من صيام سائر الشهور بعد رمضان ، لماذا؟  لأن فيه تاب الله على قوم ويتوب على قوم آخرين.

          وللأمر بصيامه قال الحنفيون – مالك وبعض الشافعية:

          (إن صيام يوم عاشوراء كان فرضاً ثم نُسخ بفرض رمضان وصار صومه سُنة).

          الصوم قبل يوم عاشوراء وبعده..

          يستحب صوم التاسع من المحرم أو الحادي عشر أو هما مع عاشوراء.

          إن الأحوط صوم ثلاثة أيام 9 ، 10 ، 11  فيكون صوم عاشوراء على ثلاث مراتب (1) صوم العاشر فقط ، (2) صوم التاسع مع العاشر ، (3) صوم الحادي عشر مع التاسع والعاشر.

الدليل:    عن ابن عباس – رضي الله عنهما قال:

          (حين صام النبى – صلى الله عليه وسلم – يوم عاشوراء وأمرنا بصيامه قالوا:  يارسول الله إنه يوم يُعظمه اليهود والنصارى فقال – صلى الله عليه وسلم:  فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع)  فلم يأت العام المقبل حتى توفى النبى – صلى الله عليه وسلم.  أخرجه مسلم وأبوداود.

بمعنى:   صوموا معه يوماً آخر أو يومين لماذا؟

          مخالفة لليهود لأنهم يصومون عاشوراء فقط.

بدع عاشوراء:

          قد أحدث الناس في هذا اليوم العظيم بدعاً منكرة:

(1)            صلاة أربعين ركعة بين الظهر والعصر على كيفية مخصوصة – وهذه صلوات غير مشروعة وأنها موضوعة (ليست من سُنة محمد صلى الله عليه وسلم).

(2)            ومنها ما قيل عن أبى هريرة – رضى الله عنه:  (من صلى فيه أربع ركعات يقرأ في كل ركعة:  الفاتحة ، وقل هو الله (51) مرة غفر الله له ذنوب 50 عام وهذا لم يثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم.    (بدعة)

(3)            ومنها الإغتسال والإكتحال في يوم عاشوراء – واستدلوا بحديث عن ابن عباس – رضي الله عنهما – مرفوعاً للنبى:  (من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه أبداً).  هذا حديث موضوع – حديث منكر – فهو بدعة أبتدعها قتلة الحسين (رضي الله عنه).

الدليل الثاني:  الذى وضعه قتلة الحسين.

ما قيل عن أبي هريرة – رضي الله عنه – مرفوعاً (من أغتسل وتطهر في يوم عاشوراء لم يمرض فى سنته إلا مرض الموت).

(4)            من البدع المذمومة:  البخور – الذى يسير به بعض العاطلين في الأزقة والحارات بمصر في شهر المحرم ويسمونه بخور العشر.

(5)            ومن البدع أيضاً:  طبخ الحبوب يوم عاشوراء:  زاعمين أن لذلك مزية في هذا اليوم ، وأن له أجراً عظيماً لمن يفعله ، ويطعم الفقراء والمساكين – وهذا أمر يحتاج إلى (معلومة) من المشرع – صلى الله عليه وسلم – ولم يثبت فهو بدعة وضلالة وليس إحياء سُنة من سُنن رسول الله – صلى الله عليه وسلم.

قال ابن الحاج:

          لم يكن السلف الصالح يعتدون فيه طعاماً مخصوصاً ، أما ما يفهمه الناس اليوم من أن عاشوراء تختص بذبح الدجاج والبط وغيره وطبخ الحبوب وغيرها فلم يكن السلف الصالح يفعلون ذلك في هذه المواسم.  ولا يعرفون تعظيمها إلا بكثرة العبادة والصدقة والذكر وعمل الخير لا بالتوسعة في المأكول.

الشجذ على الأطفال في هذا اليوم بإسم زكاة العشر:

          رجاء أن يعيشوا – وبعض أصحاب الأموال يزعم أن ذلك يكفي عن زكاة ماله ، وهو وهم وجهل.

ومن البدع المحدثة فيه تخصيصه:

          بزيارة القبور للرجال والنسآء ومنها إستعمال الحناء للنسآء في هذا اليوم .

(ونصلي على حبيبنا ومصطفانا محمد – صلى الله عليه وسلم)

 

((  والحمدلله رب العالمين  ))

اترك تعليقاً