فضائل الهجرة

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،

مقدمة عن الهجرة:

          الهجرة التى لولاها ما (1) أنتصر الإسلام ، (2) وانتشرت ملة القرآن ، ولولا الهجرة (3) ما كان فيه مسلم ولا مؤمن ولا تالى لكتاب الله عز وجل.

          الهجرة هى الفيصل هو الخط الحاسم بين الكفر والإيمان ، ولذلك عظم الله أمرها ، وأعلى سبحانه شأنها وقال فى كتابه سورة الأنفال الآية (72):

          (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ).

          الذين ءامنوا بالله ونطقُوا الشهادتين ولم يهاجروا من مكة إلى المدينة لا يصح أنكم تحبونهم ولا تنصرونهم.

          وقد جعل الله المهاجرين تسبق الأنصار فى الفضل مصداقاً لقوله تعالى فى سورة التوبة الآية (100):

          (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا).

          الهجرة من مكة إلى المدينة انتهت الآن – الهجرة كانت أيام كُفر مكة لما كانوا يؤذوا المؤمنين لكى يفتنوهم عن دينهم ثم دخلت مكة كلها فى الإسلام (إذا جآء نصرُ الله والفتح….).   النبى – صلى الله عليه وسلم قال: (لا هجرة بعد الفتح).

سؤال:  كيف بالناس الذين يريدون أن يلحقوا بالمهاجرين ويأخذوا ثوابهم؟

          (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية).

          أخى الفاضل ممكن تأخذ ثواب المهاجر وأنت جالس فى بيتك من غير ما تترك بلدك ولا عائلتك ولا أولادك ولا أرضك ولا بيتك (جهاد ونية) كيف؟  إزاى؟

          (المهاجر من جاهد نفسهُ وهواهُ لله).

(1)            الشيطان:  له وساوس – نقول له لا – ليست صاحبك إننى أبراء إلى الله منك.

(2)            النفس الأمارة:  لها وساوس تقول لها:  يانفسى طلقتك بالثلاثة أوعى توسوسى لى بشئ ، أنا مع الله روحى شوفى غيرى.

(3)            الهوى:  الطبع الخاص بالإنسان – دائماً طبعه وحش فى الأصل – يميل إلى ملك الغير – يميل إلى مال الغير – يميل إلى زوجة الغير.    تقول له:  لا يا طبعى – الإسلام طبعنا بالطابع الإسلامى أنا لا أقدر أن أترك الإسلام.

(4)            الدنيا:  الغرارة – المكارة التى تُغرى الناس بالمناظر عينيك ترى مناظر تُغرى – وأُذنيك تسمع كلمات تُغرى ويديك تلمس ورجلك تسعى – الشمس ونور النهار وإجتماع الإخوان الأصحاب يعمل شئ من الإغراء والفتن.

تقول للدنيا كما قال لها علىُ بن أبى طالب:

(يا دُنيا غُرى غيرى – طلقتُك ثلاثاً لا رجعة فيها – فعمرك قصير وخطاؤك كبير).

 هؤلاء الأربع الذين يريدون أن تدخل جهنم 🙁 الشيطان – النفس الأمارة بالسوء – الهوى – الدنيا)

الإسلام لم يقل لك أحبسى نفسك فى الحجرة وغمضى عينك . (لا )

…  لماذا خلق لنا ربنا أعين؟  إنما قال الله تعالى فى سورة النور الآية (31):

(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ …..).

          لا يحل للمرأة أن تنظر إلى الرجل – وبدأ بالغض قبل الفرج لأن البصر رائد القلب.

          …  باقى بعد الهجرة هو الجهاد جهاد النفس – جهاد الشيطان جهاد الهوى – جهاد الدنيا الغرارة.

       لماذا ربنا سبحانه عظم أمر الهجرة والمهاجرين؟؟

          نقطة مهمة جداً لازم نأخذ بالنا منها..

          لماذا الذى يهاجر من مكة إلى المدينة يعظم الله أجره ويعلى شأنه؟

          لأنهم اعتقدوا بأن العقيدة التى فى قلوبهم (وهى الأفكار الدينية التى أمرهم الله بها) أغلى عندهم من وطنهم – أغلى عندهم من زوجاتهم – أغلى عندهم من أولادهم بل أغلى عندهم من حياتهم نفسها – الصحابة المجاهدين الذين يخرجون إلى الحرب ولم يرجعوا ويموتوا هناك من الذى أخرجهم للحرب؟؟

          لكى يدافع عن عقيدته – وهى عقيدة الإسلام الذى ءامن بها وعمل بها وينشرها بين الناس – ويدعو الناس إليها – ولما الناس وقفوا فى وجه وفى سكته وقالوا:  لا يوجد إسلام؟  دخل معهم فى حرب فمات شهيداً – وروحه طلعت تزغرد لله وكما قال رسول الله – (لم يجد الشهيد من ألم الموت فى سبيل الله إلا كما يجد أحدكم من ألم القرص) قرص البرغوث.

          الله سبحانه وتعالى يرفع عنه الألم ويقول:  هذا عبدى حقاً لماذا يارب؟  لأن الشهيد عنده عقيدة أغلى من حياته.

          وهناك فرق كبير بين الذى يموت من أجل الدنيا والذى يموت من أجل عقيدته.

(1)     اعتقاد الشخص وقلبه (1) الله أحد صمد – فرد ، (2) لا يوجد غيره.

(2)     محمد – رسول ونبى وكمال فى كمال.

          الإسلام هو دينى ويأتى تحته الصيام والصلاة والحج والزكاة والقرآن والذكر – يبقى هم الثلاثة:  (رضيتُ بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد – صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.   هذه هى العقيدة.

          أنا أقول إن الهجرة هذه أغلى من كل شئ.  لماذا جعل الله المهاجرين يسبقون الأنصار فى الفضل والثواب؟؟

          صحابة رسول الله لم تكن الهجرة راحة لهم ، ولكن عمل وجهاد.

مثال:  هاجر عبدالرحمن بن عوف ولا يملك إلا أربعة دراهم وآخى النبى – صلى الله عليه وسلم – بينه وبين سعد ابن الربيع الانصارى فقال له سعد ابن الربيع:  هذا مالى خذ نصفه وهاتان زوجاتى انظر إليهما والتى تعجبك أُطلقها لك وبعد العدة تتزوجها.

          قال عبدالرحمن:  بارك الله لك فى مالك وفى أزواجك دُلنى على السوق – (سوق بنى قينقاع).   

          ذهب إلى السوق واشترى بالأربع دراهم أقط  (جبنة قريش) وعندما أراد أن، يخرج من السوق – قابله بعض الناس وقالوا له:  أتبيع لنا هذا الأقط بأربعين درهماً.        

          قال عبدالرحمن: بارك الله لكم – راح السوق بـ 4 دراهم – رجع بـ 40 ، ذهب فى نفس اليوم وتزوج وذهب يصلى الفجر مع الرسول وهو مطيب ومعطر – قال له النبى – صلى الله عليه وسلم:  ماخطبك؟ إيه الذى حصل.  قال عبدالرحمن:  تزوجت بارك لي يارسول الله.   قال النبى:  سبحان الله أولم ولو بشاة (أعمل وليمة بخروف) ، وهذا يدل على أن المهاجرين لم يكونوا كُسالى يجلسوا وغيرهم يأكلهم..  الرحلة كانت رحلة عمل وجهاد.

          وجآء يوم نافس فيه المهاجرين الأنصار وصار بعض المهاجرين أغنى من أغنياء الأنصار.

          مع أن الأنصار هم أهل المدينة أخذوا المهاجرين بالأحضان وقسموا بينهم بيوتهم وحقولهم وحدائقهم – والذى كان متزوج اثنين طلق واحدة وبعد انتهاء العدة قال لها تزوجى أخى المهاجر ومع ذلك قال الله:  المهاجرين أعلى منكم يا أنصار فى الفضل؟ لماذا؟ لأنهم تركوا أموالهم وديارهم وأولادهم ونسآءهم (2) ولما ذهبوا للمدينة لم يستريحوا أبداً.  بل بدأت الغزوات مثل غزوة بدر وغزوة أُحد – وغزوة تبوك – وغزوة خيبر وغزوات مع اليهود – عددهم 29 غزوة قام بها الرسول – صلى الله عليه وسلم – بنفسه فى عشر سنين، و300  سرية قام بها الصحابة – وكم وكم وكم ممن قُتل.

          ولا ينبغى للنبي ولا يصح أن يهاجر دون أن يأذن الله له فانتظر حتى أطمئن على أصحابه كلم – انتظر فى مكة صابراً محتسباً حتى وصلوا إلى الحبشة دار صدق ويواء – وبعضهم وصل إلى المدينة.

          كانوا يمرون فى الشوارع فلا يجدون الناس فى البيوت – بيوت كاملة انغلقت وخربت ولم يكن فيها أحد – حتى أن عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – وكان يومها كافراً – رأى أم عبدالله بن حنتمة بتجهز نفسها للهجرة للحبشة فجآء عمر وظنت أم عبدالله أنه يضربها ويؤذيها كعادته فقال:  (ياأم عبدالله إلى أين؟ قالت:  إلى بلاد الله نُهاجر ونترك لكم الأرض تُفسدون فيها ونذهب حتى يجعل الله لنا مخرجاً فقال:  إنها الرحلة يا أم عبدالله قالت: نعم إنها الرحلة.  فقال عمر:  صحبك الله برحمته).

          وهذه أول مرة يرق فيها قلب عمر للمهاجرين بعد أن كان يؤذيهم أذى شديد لمدة ثلاث أعوام – من مبدأ الإسلام كان عمر أشد شخص على الصحابة المؤمنين – ولما وجد أن مكة قد خربت قال:  صحبكم الله برحمته.

          وجاء عامر زوجها فقالت له:  لقد أحسست من عمر برقة لم نراها عليه من قبل أبداً – قال لها زوجها:  أطمعت أن يُسلم عمر والله لم يسلم عمر حتى يسلم حُمار الخطاب بمعنى:  لما حمار أبوه يسلم يبقى عمر يسلم لأن بأسه كان شديداً على المؤمنين وتعذيبه لهم شديد.  والحمدلله جآء مراد الله وأسلم عمر وأعز الله به الإسلام ونشر به القرآن.   المهم هنا الآن …..

          أن نعرف الهدف من وراء هجرة الرسول نفسه؟؟

          قال زعماء قريش:  بعض صحابة محمد فى الحبشة ولنا مع الحبشة تجارة نعدى البحر ونشترى ما نحتاجه – وبعضهم ذهب إلى المدينة وهى فى طريقنا إلى الشام فإى تجارة لنا المسلمين سوف يعاكسوها وتصير مُصيبة لو أن محمد لحقهم وهو القائد ويكونوا جيش فقال بعضهم: ادركوا الأمر قبل أن يستفحل واقتلوا (محمداً قبل أن يلحق بأصحابه (قبل أن يهاجر) فقال له الله:  (لا تبت فى فراشك) وترك سيدنا محمد (على )– رضى الله عنه – ليرد الأمانات لأصحابها.

          واعجبوا معى:  يبقى الكفار يؤذوه ويعذبوه ويكذبوه ولكن يأتمنوه ويسمونه الصادق الآمين – كل واحدة عندها ذهب تضعها عند محمد – كل واحد عنده مال أو رأس مال تجارة يضعها عند محمد – والرسول صابر.  وقال: يا (على) نام فى الفراش وعندك الأمانات عليها أسماء أصحابها – مكث على ثلاث أيام ليرد الأمانات ، ثم قال على: أفرغتُ ذمةُ  نبىُ الله؟

          قالوا:  فرغت ذمته ونعم الصادق الأمين هو.  ثم أدرك النبى – صلى الله وهو عند بنى عمر بن عوف ونزل (علىٌ )حيث نزل النبى – صلى الله عليه وسلم.

          نريد أن نعرف أهداف هجرة النبى – صلى الله عليه وسلم نفسه؟؟

          هجروا لكى يستطيعون أن يعبدوا الله بحرية.  النبى عندما وصل إلى المدينة – وهو لم يدخل أى بيت بعد ونسمع واحد يهودى أسلم اسمه عبدالله بن سلام وكان حبراً من أحبار اليهود.  قال: (لما وصل النبى وصاحبه أبوبكر انجفل الناسُ إليه (طلعوا – ضجوا – جرىُ) الرجال والشباب فى الطرقات والنسآء والبنات فوق الأسطح – فجلس رسول الله يستريح بعض الوقت وأبوبكر يتكلم فالذى يأتى يظن أنه رسول الله – لما الشمس جآءت على النبى – صلى الله عليه وسلم – ظلل أبوبكر النبى بردائه فعرف الناسُ أن الذى لا يتكلم هو الرسول والذى يتكلم هو أبوبكر..

          قالوا جميعاً يارسول الله نريد أن نسمعك – فقال رسول الله (1) أول خُطبة له ، (2)أول كلمة ، (3) أول درس يبين

المهم نكمل ما قاله عبدالله بن سلام:  (لما وصل النبىُ المدينة انجفل الناسُ إليه وكنت من ضمن من انجفل فلما رايتُه واستبينتُه قلتُ والله هذا ليس بوجه كذاب ، لم يقل أيها الناس ظلمونا – جئنا تعبنين – طردونا – أخذوا أملاكنا وأموالنافرقونا عن أزواجنا وبناتنا لا أبداً فقال:  (أيها الناس افشوا السلام – وأطعموا الطعام – وصلوا الأرحام وألينوا الكلام – وصلوا بالليل والناسُ نيام تدخلوا الجنة بسلام)  الله أكبر،، الله أكبر الله أكبر …  هذا هو هدف الهجرة.

          لو حللنا هذه الكلمات لوجدنا فيها علم الدين والدنيا والآخرة – إفشاء السلام:عمموا حياة السلم والطمأنينة – لا تجعل السلام لأولادك ولبيتك فقط – حقق السلام للدنيا كلها إن استطعت يكون سلام بينك وبين (جيرانك) وأخواتك وأهلك وأهل زوجك وأهل بلدك.

          والعجب أن الذى يقول هذا الكلام نبى لم يرى السلم فى يوم من الأيام ظلموه وعذبوه وشتموه واتهموه بأنه ساحر – مجنون – كاذب – شاعر – وعلى الرغم من أنه لم يرى السلم ولكن جآء ليأمر الناس كلهم أن يعيشوا فى سلام مع بعض.

أطعموا الطعام:  هذا هو الهدف الثانى.

          الذى كان يمر عليه ثلاث شهور ولا يوقد فى بيته نار يطبخ عليها من العوز والفقر – الذى كان يمكث ثلاث شهور على الماء والبلح – يأتى يقول للناس أطعموا الطعام كناية عن الكرم والسخآء والبذل – والمروءة.

وصلوا الأرحام: 

مثال 1:   عمه أبولهب – الذى كان يحذر منه القبائل ويقول هو أبن أخى وهو مجنون – يقول لكم القرآن – لا تسمعوا له ….

هو النبىُ الذى لم يرى صلة – هو النبى الذى عذبه أهله وقومه لم يعملوا للرحم ولم يُعطوا للرحم حقها من التقديس والإجلال سورة الأنعام الآية (66):

(وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ).

          جآء يأمر الناس بصلة الأرحام – وهناك أنواع من الرحم:

(1)رحم قريبة:  مثل أخوك – وعمك وخالك أرحام النسب وأرحام المصاهرة أهل زوجك.

وهناك رحم بعيدة:  وهى الإنسانية أنت ابن آدم وحواء وأنا بنت آدم وحواء حتى لو كنت أنت من أندونيسيا أو الهند وأنا من مصر ، فنحن إخوات لأن أبونا واحد وأُمنا واحدة ولو ابتعدت بنا الأنساب.

وفيه رحم جوار: مادام أنت جارى وأنا جارك لازم يكون هناك رحم ولابد من أن نتعامل مع بعض معاملة الأرحام والأرحام مشتقة من الرحمة والحديث  القدسي يقول:  (هى الرحم وأنا الرحمن اشتقتُ لها اسمه من اسمى من وصلها وصلتُهُ ومن قطعها قطعتُهُ).

وأطيب الكلام:  اجعلى كلامك كلام طيب – كلام لين – كلام جميل حسن – لا تخرجى من فمك الدبش والسب واللعن وتعير الناس وانتقادهم عيب وكما قال الله تعالى فى سورة الحجرات الآية (11):

          (وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ).

          (لاَّ يُحبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ) سورة النساء الآية (148).

          و(وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا) سورة البقرة الآية (83).

          تلمزوا أنفسكم:  لايعيب ولا يُطعن بعضكم بعضا.

          تنابزوا:  لا تدعوا بالألقاب المستكرهة.

          كل كلمة يخرج اللسان بها تعد على صاحبها (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).

 وروى من حديث أنس أن نبى الله – صلى الله عليه وسلم – قال:  (إن الله وكل بعبده ملكين يكتبان عمله فإذا مات قالا:  ربنا قد مات فلان فأذن لنا أن نصعد إلى السمآء فيقول الله تعالى:  إن سماواتى مملوءة من ملائكتى يسبحوننى ، فيقولان:  ياربنا نقيم فى الأرض؟ فيقول الله تعالى:  إن أرضى مملوءة من خلقى يسبحوننى ، فيقولان:  يارب فأين نكون؟  فيقول الله تعالى:  كونا على قبر عبدى فكبرانى وهلللانى وسبحانى ، واكتبا ذلك لعبدى إلى يوم القيامة) ذكره الألوسى فى روح المعاد.

أخيراً وصلوا بالليل والناس نيام:

          الذى نسميه قيام الليل أو التهجد لأن كتر صلاتك أمام الناس ليس علامة على الصدق – ممكن قلبك يُرائى على الناس تُبين لهم أنك عابد وأنك تُصلى – وإنما الإخلاص يظهر عندما ينام الناس – ولا يوجد غيرك فى البيت الزوجة نائمة – الأولاد نائمون – قوم بقى إن كنت شاطر – لو بتحب الله قوم تهجد له.

          كذب من ادعى محبتى                   ………….                ثم إذا جنهُ الليل نام عنى

          فهل رأيتم حبيباً يكرهُ           …………..               الخلوة بحبيبه .       

كما يقول الله تعالى فى سورة السجدة الآية (16):

(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).

          جآء صحابى إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال له:  يارسول الله فلان نام الليل حتى أصبح؟  بمعنى لم يتهجد بالليل ولم يصلى الفجر؟  فالرسول قال:  (هذا فلان قد بال الشيطان فى أُذنيه)  ومادام الشيطان تبول فى أُذنيه دماغه تثقل ورأسه تثقل وتروح عليه نومه.

          ونحن نحترم من يقوم لصلاة الفجر – سواء كانت امرأة كبيرة أو شابة أو بنت – كان زمان يسمو الذين يصلون الفجر بالصالحين لأنهم قائمين لم يراهم أحد.

 

(  والحمدلله رب العالمين )

 

 

اترك تعليقاً