فضل المدينة في إنتشار الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،

سنُى الهجرة:

بمعنى:  السنين التى عاشها الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد أن هاجر وهي 10 أعوام عاشها في المدينة المنورة.

(1)            كل التشريعات الإسلامية حدثت في هذه السنين.

(2)            وكل القواعد الإسلامية وأحكام القرآن والفقه وأركان الإسلام إنما شُرعت في هذه السنين العشر.

(3)            كل الغزوات والسرايا والإنتصارات والبشرى والفتح كل ذلك حدث في عشر سنين .

(4)            محو الصهيونية والتغلب على اليهود وعلى الصليبية وعلى الإلحاد والكفر كل ذلك أيضاً تم في سنى الهجرة.

مكة ما حدث فيها من التشريع إلا التوحيد – الصلاة شُرعت قبل الهجرة بزمن بسيط.

أما سنى المدينة فكانت سنين مباركة.

(1)            كانوا في مكة مستضعفين فأصبحوا في المدينة أقوياء بالله.

(2)            كانوا في مكة قلة فأصبحوا في المدينة كثرة كاثرة.

(3)            كانوا في مكة يتلقون الضربات تلو الضربات وهم صابرون فأصبحوا في المدينة يكيلون الصاع صاعين ويضربون الضربة ضربتين ويعيدون القلم قلمين.  وصارت لهم دولة وجآء نصر الله والفتح.

أيام العهد الملكي لم يدخل في الإسلام أكثر من 84 شخص فى ثلاث عشر سنة كلهم من المستضعفين والعبيد ونسآء غلابة.

أما في عشر سنين المدينة دخل فيها عشرات الآلوف – عندما وقف الرسول – صلى الله عليه وسلم – على جبل عرفات في حجة الوداع قبل موته بثلاث أشهر تقريباً وقف معه 124 ألف صحابي – متى أسلموا؟

أسلموا في العهد المدني.

          فكانت المدينة بركة على الإسلام وعلى نبي الإسلام وعلى أُمة الإسلام وقد دعا لها النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال:

          (اللهم إن نبيك وخليلك إبراهيم دعا لأهل مكة بالبركتين وأنا أدعوك لأهل المدينة أن تجعل بركة مكة هنا بركتين اللهم بارك لهم في صاعهم ومُدهم وثمارهم).

          ووفى لهم ولم يرجع لبلده حتى بعد أن أسلمت مكة – بلده ومسقط رأسه – لأنه اشترطوا عليه عند بيعة العقبة الثانية أنهم سوف يحموه مثل ما يحموا نسآئهم وأبنآءهم – هل بعد ما ينصرك الله تحن لبلدك وتتركنا لليهود بعد ما نقطع علاقتنا باليهود.

          فقال صلى الله عليه وسلم:  (لا المحى محياكم والممات مماتكم – الدم الدم الهدم الهدم – كل شئ يجرى عليكم يجرى علي ، وفعلا وفى لأنه نبى الوفاء ، لن أقدم أحدكم إلى معركة إلا أكون أنا الأول).

          حتى بعد أن فتح مكة وضاعف العطايا لبعض المؤلفة قلوبهم ناس من أحداث السن من شباب ألأنصار قالوا:

          النبي – رجع إلى بلده – وبلده أسلمت وحن لدمه مرة ثانية للبلده ولم نأخذ شئ من الجمال والغنائم – مع أنه يعطي لصفوان بن أُمية وغيره بالمائة جمل الذين أسلموا منذ ساعات سيوفنا تقطر من دمهم – ولم نأخذ نحن حتى معزة فلما الكلام بلغة قال:  لا يجتمع غير الأنصار – الأنصار فقط.

          فاجتمعوا في منزل وكانوا نعمة المأدبين مع سيد العالمين – صلى الله عليه وسلم – فسأل النبى – صلى الله عليه وسلم:  (هل فيكم أحد غريب).  قالوا:  واحد أمة من الأنصار ثم سألهم:

فقال كبيرهم:  يارسول الله – إنما الذى قال الكلام الذى بلغك هو أحدثنا سناً – شاب وعنده أمل – ولما أنت تعطيهم معزة حتى تكون بمثابة وسام استحقاق يرجعوا إلى أهليهم ويفتخروا ويقولوا نحن حاربنا مع رسول الله وقدر الرسول عملنا وأعطانا العطاء هذا يعتبروها أوسمة.

          قال – صلى الله عليه وسلم:  (سواء كانت من كبيركم أو صغيركم فهل تلومُنني على لُعاعة من لعُاعات الدنيا تألفت بها قوماً مسلمين جدد والله قد أباح لي أن أعطي المؤلفة قلوبهم من الزكاة نفسها لكي أثبت إيمانهم ووكلتكم أنتم لإيمانكم ، يامعشر الأنصار أما ترضون أن يرجعوا هم بالشاة والبعير وترجعون أنتم إلى المدينة بالبشير النذير – لقد تركت أهلي وأنا وافي لكم).

          وأخذوا يبكون بكاءً شديداً وقالوا:  يارسول الله أعذرنا رضينا برسول الله قسماً ونصيباً وأعظم حظاً.

          ثم قال – صلى الله عليه وسلم:  (لو سلك الناسُ شعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار) بمعنى:  لو الناس لما يمشوا في طريق والأنصار في طريق آخر أنا سوف أسير في طريق الأنصار.

          ثم قال:  (اللهم أرحم الأنصار وأبنآء الأنصار وأبنآء أبنآء الأنصار).

          فدعا لهم ولأولادهم ولأحفادهم – فكانت فرحتهم بهذا العطاء وبهذا الإقرار وهذا التقدير أشد من الذى أخذ 300 جمل.

          حب الرسول أن يفهمهم أن هناك في الدنيا ما هو أسعد من الماديات وما هو أشد من الماعز والجمال – يكفي أنكم سوف ترجعون برسول الله – صلى الله عليه وسلم.

          وهذه أيضاً مقدمة أردتُ بها أن أربط الكلام الذى بدأناه من مدة.

                                                   (والحمد لله رب العالمين)

 

 

اترك تعليقاً