بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.
أما بعد،،،
ففضل الهجرة عظيم مصداقاً لقوله تعالى فى سورة الحشر الآية (8):
(لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ).
هؤلاء المهاجرون الذين تركوا الديار والأموال والأهلين والأوطان حباً لله ورسوله وابتغآء مرضاة الله ورضوانه الذين (أُخرجوا من ديارهم) أى أخرجهم كفار مكة – وكانوا مائة رجل (يبتغون) يطلبون (فضلاً من الله) غنيمة فى الدنيا (ورضواناً) (أى رضا عنهم لا يعقبه سخط) ، فى الآخرة (وينصرون الله ورسوله) فى الجهاد فى سبيل الله قاصدين بالهجرة إعلاء كلمة الله ونصرة دينه (أولئك هم الصادقون) هؤلاء الموصوفون بالصفات الحميدة هم الصادقون فى إيمانهن.
كلمة صادقون تساوى الدنيا والآخرة .
وآية أخرى فى سورة النحل (41 ، 42):
(وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ(41) الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)(42).
نزلت فى صهيب وبلال وعمار وخباب ، الذين تركوا الأوطان والأهل والقرابة فى شأن الله وإبتغآء رضوانه من بعد ماعُذبوا فى الله. (لنبوئنهم فى الدنيا حسنة) أى لنسكننهم داراً حسنة خيراً مما فقدوا – والله يقول سوف نكرمهم فى الدنيا بالخير والغنى – (ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون) أى ثواب الآخرة أعظم وأشرف وأكبر لو كان الناس يعلمون – والله يقول فى الآخرة يكون الكرم أضعاف مضاعفة. (الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون) – هم الذين صبروا على دينهم على الشدائد والمكاره ، فهجروا الأوطان وفارقوا الإخوان واعتمدوا على الله وحده يبتغون أجره ومثوبته.
وروى أن عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – كان إذا دفع إلى المهاجرين العطاء قال: (هذا ما وعدكم الله فى الدنيا وما أدخر لكم فى الآخرة أكثر ، ثم تلا عليهم هذه الآية: (والذين هاجروا فى الله من بعد ما ظلموا…).
وقال بعض أهل العلم: خيار الخلق من إذ نابه أمر صبر ، وإذا عجز عن أمر توكل، قال الله تعالى: (الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون).
ثالثاً: سورة الحج الآية 58 ، 59 جزء (17):
حيث يقول الله تعالى:
(وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ(58) لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ)(59).
أى تركوا الأوطان والديار والأهل ابتغاء مرضاة الله وجاهدوا لإعلاء كلمة الله – (ثم قتلوا أو ماتوا) قتلوا فى الجهاد شهداء أو ماتوا على فرشهم (ليرزقنهم الله رزقاً حسناً) ليعطينهم نعيماً خالداً لا ينقطع أبداً وهو نعيم الجنة (وإن الله لهو خيرُ الرازقين) أن الله خير من أعطى فإنه يرزق بغير حساب (ليدخلنهم مُدخلاً يرضُونه) ليدخلنهم مكاناً يرضونه وهو الجنة التى فيها ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر – (وإن الله لعليم حليم).
لعليم: (بنيانهم – عليم بدرجات العاملين – حليم: عن عقابهم.
رابعاً: فى سورة التوبة الآية (100) جزء (10):
حيث يقول الله تعالى:
(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
من هم السابقون الأولون من المهاجرين – واتفقوا على أن من هاجر قبل تحويل القبلة فهو من المهاجرين الأولين من غير خلاف بينهم.
فكان أول من أسلم من الرجال أبوبكر– ومن النسآء خديجة– ومن الصبيان علي ومن الموالى زيد بن حارثة– ومن العبيد بلال بن رباح– أى اسلكوا طريقهم واقتدوا بهم فى سيرتهم الحسنة – وهم التابعون ومن سار على نهجهم إلى يوم القيامة.
ماذا يفعل الله لهم؟ (رضى الله عنهم ورضوا عنه) (1) وعد الله بالغفران والرضوان– رضى الله عنهم وأرضاهم– وهذا أرقى المراتب التى يسعى إليها المؤمنون – ويتنافس فيها المتنافسون أن يرضى الله تعالى عنهم ويرضيهم ، قال الطبري : رضى الله عنهم لطاعتهم إياه وإجابتهم نبيه ، ورضوا عنه لما أجزل لهم من الثواب على الطاعة والإيمان (وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار) ، وأعد لهم فى الآخرة جنات تجرى من تحت أشجارها وقصورها الأنهار (خالدين فيها أبداً) مقيمين فيها من غير انتهاء (ذلك الفوز العظيم) الفوز الذى لا فوز وراءه).
هذه هى فضل الهجرة
وهل كان يستطيع أحد من الصحابة بعد الرسول ما قال هاجروا أن يتخلف؟ الجواب: لا. المؤمن الصادق كان بعد أن علم بالهجرة لا يستطيع أن يتخلف عنها لماذا؟
لأنه لا يقدر أن يعبد الله بحرية فى مكة فى جو الكفر والظلم والإضطهاد.
فأمرهم الرسول أن يذهبوا إلى الحبشة أو المدينة حتى يستطيعوا أن يُؤدوا شعائر الدين فى كمال وفى حرية حتى قال – صلى الله عليه وسلم:
(أنا برئ ممن أقام مع المشركين ، ولا يقبل الله من مشرك إسلاماً حتى يفر إلى المسلمين).
وهناك رواية أخرى:
(من جآء يوم القيامة مع المشركين فهو مثلهم).
إذا عاش المسلم فى دار الكفر مهما كان لابد أن يجامل لكى لا يجرح شعور الذين معه.
والرسول صلوات الله وسلامه عليه قال عدة أحاديث كلها تخويف. ولذلك كان بعض هؤلاء الناس تصل بهم الحالة من الخوف لعدم الهجرة مثال عن ذلك:
كان هناك شيخ كبير من بنى ليث ( ضمرة بن العيص) مريض مرض شديد ولما سمع عن آيات الهجرة والتشديد قال لأولاده أنا أريد أن أهاجر ، قالوا له: أنت بتموت. قال: أموت بعيد عن مكة ، لأن بقائى فى مكة (من غير هجرة معصية) كيف يسافر؟ كيف يهاجر؟ فوضعوه على شبه نقالة الإسعاف ثم خرجوا به فمات فى الطريق بالتنعيم (بعد عدة كيلومترات من مكة) وكان هذا الرجل غنى قال: اللهم إنك تعلم إننى أستطيع أن أهاجر وأن أجد حيلة وأنت يارب لم تثتثنى من الهجرة إلا المستضعفين من الرجال والنسآء والولدان ، مصداقاً لقوله تعالى فى سورة النسآء من الآية 97 – 99:
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا(97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً(98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا)(99).
بمعنى:
(إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم) أى تتوفاهم الملائكة حال كونهم ظالمى أنفسهم بالإقامة مع الكفار فى دار الشرك وترك الهجرة إلى دار الإيمان – (قالوا فيم كنتم) أى تقول لهم الملائكة فى أى شئ كنتم من أمر دينكم وهو سؤال توبيخ وتقريع (قالوا كنا مستضعفين فى الأرض) كنا مستضعفين فى أرض مكة عاجزين عن إقامة الدين فيها (قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) قالت لهم الملائكة توبيخاً: أليست أرضُ الله واسعة فتهاجروا من دار الكفر إلى دار تقدرون فيها على إقامة دين الله كما فعله من هاجر إلى المدينة وإلى الحبشة؟.
قال الله تعالى بياناً لجزائهم: (فأؤلئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً) أى مقرهم النار وساءت مقراً ومصيراً ثم استثنى تعالى منهم الضعفة والعاجزين عن الهجرة فقال: (إلا المستضعفين من الرجال والنسآء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً).
لا يستطيعون حيلة: لا قوة لهم على الهجرة والتحول.
ولا يهتدون سبيلاً: ولا يعرفون طريقاً للخروج..
المستضعفون كالرجال والنسآء والأطفال الذين أستضعفهم المشركون وعجزوا لإعسارهم وضعفهم عن الهجرة ولا يستطيعون الخلاص ولا يهتدون الطريق الموصل لدار الهجرة.
ماذا تفعل فيهم يارب؟
(فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم).
لعل الله أن يعفو عنهم لأنهم لم يتركوا الهجرة إختياراً (وكان اللهُ عفواً غفوراً).
الله سبحانه يعفو ويغفر لأهل الأعذار – وعسى فى كلام الله تفيد التحقيق.
وروى عن النبى – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبراً استوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ومحمد عليهما السلام).
وفى هذه الآية دليل على هجران الأرض التى يُعمل فيها المعاصى.
قال الليثى: إن الله استثنى الفقراء وأنا ليس بفقير وعندى أموال واستثنى الضعيف وأنا ليس بضعيف – (المريض ليس بضعيف) ، والله يقول: (لا يستطيعون حيلة) لا قوة لهم على الهجرة والتحول. وأنا أستطيع وعندى أولاد مثل البغال يشيلونى – تعالوا ياأولاد نفذوا هجرة الله – قالوا: أنت بتموت – قال: أموت فى الطريق أهون علىَ أن أموت عاصى فى مكة (فأولئك مأواهم جهنم).
صحابة رسول الله فى المدينة – رضى الله عنهم – قالوا: ياخسارة مات على غير كمال (معناها أنه سوف يتعذب) – فالرسول قال لهم لماذا؟ قالوا: لم يصل إلى المدينة يبقى لم يهاجر.. والرسول كان بيفكر ماذا يقول ، وأنتم كما تعلمون أن الرسول قليل الكلام – طويل الصمت – ينتظر الوحى – وإذا بالوحى يتولى الجواب عنه فنزلت الآية مخصوصة لهذا الرجل – فاز بها الرجل الليثي له ولأمثاله – ولكل من يشبه حيث قال الله تعالى فى سورة النسآء الآية (100):
(وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا).
لقد فاز الرجل الليثي – ليس الملائكة هى التى تتولى إعطاه الأجر ، بل الله نفسه هو الذى سوف يعطيه الأجر والمثوبة.
ومن ضمن الملاحظات التى ينبغى أن نأخذ بالنا منها جداً؟
ملاحظة مهمة آية الهجرة حيث يقول الله تعالى فى سورة التوبة الآية (40):
(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا).
الآية معروفة أنها آية الهجرة.
لما نقرأ السياق الخاص بهذه الآية نجد أن الله عز وجل سبق آية الهجرة بآيتين فى الحرب واتبعها أيضاً بأية فى الحرب – جآءت آية الهجرة فى النصف – بمعنى: آية الهجرة حُشرت بين آيات جهاد قبلها ءايتين فى الجهاد وبعدها آية وجآءت آية الهجرة فى النصف وهذه لها إشارة: علماء التفسير قالوا: المؤمنين لابد لهم أن يفهموا لا يقرءون القرآن إلا بالتدبر – لأن ربنا لا يأتى بقصه إلا أن تكون فى مناسبة – (كتاب أُحكمت ءايته ثم فُصلت من لدن حكيم خبير) (وحدوا من أنزله).
لكى لا يوحى إلينا أن لا نظن أن الهجرة كانت فراراً أو هرباً من الجهاد.
الهجرة كانت نوع من الجهاد ونوع من النصر.
أنت ياربى لما تأتى بالهجرة من آيات الجهاد؟؟
قال الله: إن آية الهجرة جهاد. كيف؟؟ واحد ترك مكة وذهب إلى المدينة أهذا مجاهد؟؟ ذهب إلى المدينة يشترى عمارة – يتزوج امرأة – هناك يشترى سيارة .. لا. لماذا ذهب إلى المدينة؟؟
لكى ينشر الدعوة هناك – هذا جهاد.
هل الجهاد أن تمكثى فى مكان لا ينفع فيه زراعة وترمى فيها تقاوى لا تُطلع زرع ولا تأتى بشئ – ويضيع جهدك ويضيع التقاوى فى مكان واحد. هذا ليس جهاد ولكن هذه سفاهة لأن السفيه هو الذى يضع الشئ فى غير موضعه.
أما إذا استعصت عليك أرض فلتكن كالزارع الماهر ، إذا جرب زراعته فى مكان وفشل فلينتقل ويجرب زراعته فى مكان آخر.
والرسول – صلى الله عليه وسلم – لما رأى أن القلوب استعصت فى مكة وما حولها – لم يترك حيلة 13 سنة ولم يسلم 132 نفر بعد شق النفس وبعد جذع الأنف، وبعد أن رأى سوء المنظر فى الأهل والمال والولد، (كما قال الإمام عبداللطيف مشتهرى إمام أهل السنة والجماعة)
المدة التى عاش فيها الرسول – صلى الله عليه وسلم – فى المدينة 10 سنوات ولما مات الرسول كان عدد المسلمين 124 ألف ، وجآءوا بعد الهجرة. ولم يأتى هذا العدد فى مكة 132 لم يكملوا 4/1 عشر ألف ، أما 124 ألف الذين حجوا معه حُجة الوداع من أين جآءوا؟؟ جآءوا من بركة المدينة.
… الهجرة تعتبر نوع من الجهاد والتحايل على توصيل دعوة الله..
وأهل مكة غصب عنهم مادامت المدينة أسلمت مكة سوف تسلم وأراد الله أن مكة تسلم بعد الناس كلهم ويأتون فى الذيل لأن الله علم لو أن أهل مكة أسلموا فى البداية لربما ظن ظان فى مستقبل التاريخ أن مكة رئيسة العرب لو لم تسلم لم يكن محمد ينتصر.
وربنا قال :حتى لا أجعل أهله ولا جده ولا عمه ولا بلده أجعلهم كلهم يأتون ويسلمون فى الآخر حتى يعلم الجميع أن النصر من عند الله وأن الإسلام انتصاره ذاتى ليس بأهل ولا عشيرة ولا بلد.
لأجل هذا جعل الله ءايتين التى قبل آية الهجرة فى الحرب من سورة التوبة (38 ، 39):
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ
أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ).
وهو توبيخ على ترك الجهاد وعتاب لمن تخلف (ما الذى أصابكم لما قلنا لكم أخرجوا لجهاد أعداء الله تباطأتم ، وملتم إلى الدنيا وكرهتم مشاق السفر ومتاعبه – أرضيتم بنعيم الدنيا ومتاعها الفانى بدل نعيم الآخرة وثوابها الباقى.
(إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
إما لم تخرجوا للهجرة والجهاد يعذبكم عذاباً أليماً بالإستعمار والإستعباد – ونجعل العدو يتحكم فيكم وفى أعراضكم فى الدنيا وبالنار المحرقة فى الآخرة – يهلككم ويستبدل قوماً آخرين خيراً منكم يكونون أسرع استجابة لرسوله وأطوع.
وقال تعالى فى سورة التوبة الآية (41):
(انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).
أخرجوا للقتال يا معشر المؤمنين شيباً وشباباً – مُشاة وركباناً فى جميع الظروف والأحوال ، فى اليسر والعسر – سواء أكنتم مرضى أو سلمى – فرادى أو جماعة – وفى المنشط والمكره.
… الآية: (إلا تنصروه فقد نصره الله إذا أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا).
… هجرة رسول الله كانت نوع من الجهاد ونوع من النصر من عند الله ، وليس هرباً أو فراراً أو جبناً بل كانت جهاد فى سبيل الله.
( والحمد لله رب العالمين)