بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، جاعل الظلمات والنور ، وصلي الله علي سيدنا محمد الذي بشر وأنذر ، ووعد وأوعد ، وأنقذ الله به البشر من الضلالة وهدى الناس إلي صراط مستقيم.
أما بعد ,
فهذه الكلمة (لاإله الا الله ) مكونة من شقين ، أولهما نفي والآخر إثبات .
لا إله هذا الشق الأول من الكلمة بمعني نفي ماصنعه الخيال البشري من ألهة أرضية ، وهي آلهة شاع الإيمان بها ولايزال في أقطار كثيرة ، وبين جماهير غفيرة .
مثل : ” إن الله هو عيسي بن مريم – وإن الله هو ثالث ثلاثة ”
نحن المسلمون نكفر بهذه الآلهة المختلفة ونقول ما قاله القرآن الكريم في سورة يوسف الاية 40 (“مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّاأَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ“)
ولكن نجد أن الشيوعين اكتفوا بهذا الشق (لا إله)
لو كان عندهم عقل , لا أقصد لو كان عندهم ذرة من العقل لادركوا أن بعد الكفر بالآلهة التي صنعها الناس لابد من الإيمان بالله الذي صنع كل شئ ، وليس كمثله شئ وهو السميع البصير .
” خلق الله السماوات بغير عمد ترونها”)
لقد ذكر الطيار الروسي “تيتوف” مشاهدته وهو في الفضاء يدور بسفينته حول الأرض . ولقد رأي هذا الطيار مظاهر كونية كثيرة لها سحر رائع قال : ” ولكن أروع من هذا كله منظر الأرض وهي معلقة في الفضاء إنه منظر لايستطيع الإنسان أن ينساه ، ولا أن يضيعه من خياله – ياتري ماذا رأي هذا الطيار؟
رأي كرة تشبه الصور المرسومة لها في الخرائط ، معلقة في الفضاء ليس هناك من يحملها ، كل ماحولها فراغ .. فراغ.. ويقول : وقد أصبت بالذهول مدة لحظات ، وسألت نفسي في دهشة : ياتري ماالذي يبقيها معلقة هكذا هناك؟؟
نحن المسلمون نرد عليه ونقول : الله
إن هذا السؤال الذي سأله تيتوف لنفسه ماهو إلا نتيجة الفطرة البرئية . ونحن لا نرى أيسر ولا أوضح من إجابه القرآن الكريم عليه ، مصداقاً لقوله تعالي في سورة فاطر
(” إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَاۚ وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا”.)
إن الله هو الذي أبقاها معلقة هكذا في مكان في الفضاء كما أبقي القمر والشمس الذان نراهما ليلأً و نهاراً ولا يرتكزوا علي شئ إلا أعمدة القدرة العليا مصداقاً لقوله تعالي في سورة لقمان الآية 10 “( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ وَأَلْقَىٰ فِيالْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ“.)
نجد أن سفينة الفضاء التي جلس في داخلها تيتوف لم تنطلق من تلقاء نفسها ولم تتجمع الآتها وأجهزتها خبط عشواء ولم تضم برحلتها السماوية دون نظام محكم رسمه لها أذكي العلماء .
فهل ياتري انطلقت الأرض في فضائها من تلقاء نفسها ؟ ودون إشرف علي حركتها ودون تقدير لصلتها بغيرها من الكواكب ودون رعاية لحاجات الألوف المؤلفة من الأحياء (بل المليارات) المتجمعة فوق سطحها لابد لهذه الأرض وغيرها من الكواكب من إله مدبر لها يحسب كل خطوة حتي لا تصطدم هذه الكواكب بعضها ببعض ، وحتي لاتنحرف عن مسيرتها التي قدرها الله لها.
لابد من كلمة لا إله
التي تنفي كل ألوهية باطلة ثم تجئ بعدها الإثبات العظيم الحق ، وهو ….إلا الله
(الحمد لله رب العالمين)