كم عدد ركعات صلاة التراويح؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

       الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد،،،،

 

صلاة التراويح:

 

          صلاة تؤدى فى ليالى شهر رمضان المعظم بعد صلاة العشاء وقبل الوتر وهى سُنة فى حق الرجال والنسآء.

 

          والتراويح جمع ترويحة وهى فى الأصل الجلسة بعد أربع ركعات للإستراحة ثم سمى كل أربع ركعات ترويحة.

 

          قالت عائشة – رضى الله عنها:  (كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلى أربع ركعات فى الليل ثم يتروح فأطال حتى رحمته فقلت:  بأبى أنت وأمى يارسول الله.  قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، قال:(أفلا أكون عبداً شكوراً) أخرجه البيهقى.

 

          فعلها النبى – صلى الله عليه وسلم – وواظب عليها ، وحث الناس على أدائها وواظب عليها الصحابة والتابعون من بعده.

 

          وهى شعيرة من شعائر رمضان ، لها جلال فى نفوس المسلمين ولها فضلها عند رب العالمين.

 

الدليــل:

 

          ففى الحديث الصحيح الذى أخرجه البخارى وغيره عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم:  (من قام رمضان إيماناً وإحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه).

 

          من أحيا ليالى رمضان (1) بالصلاة ، (2) وقراءة القرآن ، (3) والذكر مؤمناً بالله – محتسباً أجره عند الله – غفر الله له ذنوبه الماضية ما لم تكن من الكبائر – أما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة.

 

كم عدد ركعات التراويح؟

 

          أن عدد ركعات التراويح إحدى عشرة ركعة بالوتر ، وتمسكوا بصلاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذ لم يروا أنه زاد على هذا العدد فى رمضان ولا فى غيره.

 

الدليــل:

 

        حديث عائشة – رضى الله عنها:  (أن النبى – صلى الله عليه وسلم – ما كان يزيد فى رمضان ولا فى غيره على أحدى عشرة ركعة).

 

          وذهب جمهور الشافعية والحنفية وأحمد إلى أنها عشرون ركعة غير الوتر.

 

الدليـــل:

 

          ما رواه مالك فى الموطأ – والبيهقى عن يزيد بن رومان قال:  (كان الناس يقومون فى زمن عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – بثلاث وعشرين ركعة)  التراويح عشرين والوتر بثلاث ركعات.

 

          وقال مالك:  (التراويح ست وثلاثون ركعة غير الوتر) وهذا عمل أهل المدينة.

 

الدليــل:

 

          قال نافع:  أدركت الناس يقومون رمضان بتسع وثلاثين ركعة ، يوترون منها بثلاث.

 

          وقال الشيخ محمود خطاب السبكى فى كتاب (الدين الخالص):

والعمل بما كان فى زمن النبى – صلى الله عليه وسلم – وأبى بكر وأول خلافة عمر أولى وأفضل ، فتصلى ثمان ركعات أو عشراً غير الوتر – ويليه فى الفضل صلاتها عشرين عملاً بما كان فى آخر زمن عمر – وزمن عثمان وعلى …

 

          فإن قيام الليل مرغب فيه ولم يرد فيه تحديد وقال قال النبى – صلى الله عليه وسلم:  (عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ)  مسلم.

 

          والسُنة أنها ثمان ركعات غير الوتر (3)  =  11  ركعة.

 

الدليــــل:

 

          حديث عائشة – رضى الله عنها:  (ماكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يزيد فى رمضان ولا فى غيره على إحدى عشرة ركعة يصلى أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلى أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلى ثلاثاً) البخارى.

 

          وهذا هو الذى استحسنه وبهذا قال المحدثون والمحققون من الفقهاء.

 

مكان التراويح والجماعة فيها:

 

          يرى جمهور الفقهاء:  أن صلاة التراويح بالمسجد فى جماعة أفضل من صلاتها فى البيت منفرداً ، لأنها شعيرة من شعائر الإسلام كصلاة العيدين ، لما فيها من كثرة الثواب – والنبى – صلى الله عليه وسلم – قد صلاها بهم جماعة فى أول الأمر ثلاث ليال.

 

          روى مسلم فى صحيحه عن عائشة – رضى الله عنها – قالت:  (إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خرج من جوف الليل فصلى فى المسجد ، فصلى رجال بصلاته ، فأصبح الناسُ يتحدثون بذلك فاجتمع أكثر منهم فخرج رسول الله فى الليلة الثانية فصلوا بصلاته فأصبح الناسُ يذكرون ذلك ، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة ، فخرج فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة ، عجز المسجد عن أهله (ضاق بالمسلمين) ، فلم يخرج إليهم رسول الله فطفق رجال منهم يقولون:  الصلاة ، فلم يخرج إليهم رسول الله – حتى خرج لصلاة الفجر ، فلما قضى الفجر أقبل على الناس ثم تشهد فقال:  أما بعد ، فإنه لم يخف على شأنكم الليلة ولكنى خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها.

 

          ويرى بعض الشافعية والمالكية:  أن صلاتها فى البيت أفضل.

 

والدليــــل:

 

          لقوله صلى الله عليه وسلم:  (صلاة المرء فى بيته أفضل من صلاته فى مسجدى هذا إلا المكتوبة)  رواه أحمد.

 

          وفصل بعض الفقهاء القول فى هذا – جمعاً بين الأحاديث فقالوا:

 

(1)            إن كان المسلم حافظاً للقرآن الكريم.

 

(2)            ولم يخش الإنشغال عنها.

 

(3)            ولم يخف تعطل المساجد بدونه فصلاته لها فى البيت أولى وإلا فصلاته بالمسجد أولى  (والله أعلم).

 

والأفضـــل:  أن يقرأ منها القرآن كله عند الإستطاعة وإلا فيكتفى بما هو مستطاع مع ترتيل القرآن والخشوع والدعاء بالتوفيق والهداية.

 

ســـؤال:  الرأى الراجح فى صلاة التراويح هل تصل فى المسجد أم فى البيت؟

 

الجواب:  بالنسبة للرجال:  الأولى لهم الصلاة فى المسجد من ناحية إحياء الشعيرة.

 

بالنسبة للنساء:  تصلى فى البيت أولى ، ولكن إذا اتسع المكان لهن ولم يكن هناك من ضيق أو حرج فلا مانع إغتنامها لأجر ثواب صلاة التراويح فى المسجد.

 

 

 

(  والحمدلله رب العالمين  )

 

 

 

 

اترك تعليقاً