كيف حال الملحد مع الله؟

بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى.

أما بعد،،،،

          فالإنسان أي إنسان كبير أو صغير ، متعلم  أو جاهل ، غني أو فقير ، قوي أو ضعيف ، مدني أو ريفي ، عبقري أو غبي ، بحسب فطرته مؤمن بأنه لا إله إلا الله كيف يبدو هذا؟.

مثال1:  قال تعالى في سورة الروم الآية (30):

          (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30))

لو ركب البحر إنسان ملحد وإلحاده عميق ، أي عنده ألف دليل ودليل بحسب تصوره الأخرق على أنه لا إله ، فصارت الأمواج كالجبال ، وأصبحت السفينة تتهادي بين الأمواج كريشة في مهب الريح ، عندئذ يلتجئ هذا الملحد إلى الله عز وجل.

مثال2:  هذه طائرة تجمع عدد من الخبراء الذين لا يؤمنون بالله ، ينكرون وجود الله ، فلما وقعت الطائرة في عدة جيوب هوائية وظن هؤلاء أن الطائرة على وشك السقوط – دعوا الله مخلصين.

          فالإنسان مؤمن بالفطرة لكنه وهو فى (1) سلام ، وفى (2) بحبوحة ، وفى (3) غني وفى (4) أوج قوة يكابر.

مثال3:  حكاية شخص ذهب إلى العالم وقال له:  (1) لقد نشأت في بيئة تنكر وجود الله إنكاراً كلياً ، وعملت عند شخص في حرفة ، (2) وهذا الشخص ينكر وجود الله ، وأوحي إلى على أنه لا إله ، وأفعل ما تشاء فالحياة إقتناص الملذات ، وهكذا فعلت.

          لم أترك معصية إلا وإرتكبتها ، وعملت في التجارة ، فربحت مئات الألوف وتزوجت وسافرت إلى بعض الدول ، وفعلت فيها من كل أنواع المعاصي ، وفجأة صودرت بضاعته وبقى بلا دخل وعليه دين ، وصار أصحاب الدين يطالبونه بقسوة ، مرض وأولاده وزوجته وليس معه ثمن الدواء فضلا عن ثمن الغذاء ، وضاقت عليه الدنيا ، فقال للعالم:  أصابتني مصائب لو أنها نزلت على جبل لهدته ، وما شعرت في أحد الأيام إلا وأنا داخل إلى المسجد لأُصلي ، فهذه هي الفطرة وصلى …

قصة أخرى:  إنسان آخر هذه عقيدته أنه لا إله ، له أعمال مخزية جداً ، وعنده بنت صغيرة في سن الورود مرضت مرضاً شديداً ، وهذا المرض جعله ينفق كل ما يملك إلى أن قال له أحد الأطباء:  (لا تنتظر أن تعيش هذه الفتاة دعها كي تموت).  قال:  فكنتُ أخذها معي إلى عملي خشية أن تموت في غيابي لشدة تعلقي بها (وهو يصر أنه لا إله).

          وفي يوم إرتفعت حرارتها وبقيت في الأربعين ، (1) ولم يترك طبيب أطفال إلا وزاره ، (2) ولم يترك دواء إلا وأستعمله ، وهذه الحرارة لا تنخفض إلى أن همس في أُذنه أحد الأطباء أن هذا المرض نادر الوقوع ، وإن هذه الحرارة لن تنخفض إلى عند الموت.  قال:  في أحد الأيام قلت لزوجتي سخني لي الماء لأغتسل للصلاة ، وسأل زوجته:  ماذا تقرئين في الصلاة؟ إنه  لا يعرف الفاتحة ، وتقول زوجته: بقى واقف نصف ساعة يبكي ويقول:  يارب إما أن تأخذها أو أن تأخذني أو أن تشفيها.

          ضيق الله عليه فظهرت فطرته فأين الإلحاد؟

          أين دعواك العريضة أنه لا إله؟  وما أن سلم من صلاته حتى رأي حرارتها قد إنخفضت بعد أن تصلبت عضلاتها وبدأت تتحرك.

          وأنا أقول:    ما من إنسان ينكر وجود الله عزوجل إلا وهذا قوله يوم القيامة في سورة الأنعام الآية (23 ، 24):

          (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24))

          فحينما أنكروا كانوا كاذبين ويكابرون ، ويركبون رؤوسهم ويبالغون.

الإستفادة:  إن الإنسان لا ينبغي له أن يأتي الله عز وجل في الشدة ، بل عليه أن يأتي في الرخاء والبطولة أن تأتي إلى الله عز وجل وأنت معافى وفي أوج صحتك وقوتك ومالك وفراغك ، لا أن تأتيه بعد شدة بالغة تنهد لها الجبال.

 

 

 

 

اترك تعليقاً